دراسة: تراجُع الديمقراطية في العالم جراء الحروب والاستقطاب السياسي
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
أظهرت دراسة أعدها قسم البحث والتحليل في مجموعة إيكونوميست أن المعايير الديمقراطية تراجعت في العالم خلال العام الماضي نتيجة انتشار الحروب والممارسات الاستبدادية وتراجع الثقة بالأحزاب السياسية التقليدية.
وأوضحت الدراسة، التي نشرت اليوم الخميس، أن -ما سمته- تدهور حال الديمقراطية في العالم ناتج بصورة رئيسة عن التطورات السلبية في الدول غير الديمقراطية من "عودة ظهور نزاعات عنيفة وتدابير استبدادية" وغيرها.
وفي حين صنفت "وحدة المعلومات الاقتصادية" في الإيكونوميست بلدين جديدين (باراغواي وبابوا غينيا الجديدة) ضمن قائمة الديمقراطيات عام 2023، فإن المتوسط العالمي لمؤشر الديمقراطية تراجع إلى مستوى 5.23 على سلم من 10 درجات، بالمقارنة مع 5.29 العام السابق، وهو أدنى مستوى يسجل منذ صدور الدراسة الأولى عام 2006.
"تباينات مستمرة"وبين 74 دولة مصنفة ديمقراطية من أصل 167 دولة تناولتها الدراسة، فإن 24 منها فقط (تمثل 7.8% من سكان العالم) تعد "ديمقراطيات كاملة" أي أنها "دول لا تحترم الحريات السياسية والمدنية الأساسية فحسب، بل تميل للاستناد إلى ثقافة سياسية مواتية للنمو الشخصي للمواطنين".
أما الدول الـ50 الأخرى التي تضم بلدانا مثل الولايات المتحدة والبرازيل وتايلند وإسرائيل، فتصنف في فئة "الديمقراطيات المنقوصة"، وهي التي تنظم "انتخابات حرة ومنصفة، ورغم أن فيها مشكلات (على غرار انتهاكات حرية الإعلام)، فإن الحريات المدنية الأساسية محترمة فيها"، وفق تقرير الدراسة.
أما الدول المتبقية، فتصنف ما بين "نظام هجين" و"نظام استبدادي" وفق مؤشر يتم حسابه استنادا إلى 5 معايير، هي العملية الانتخابية والتعددية، وعمل الحكومة، والمشاركة السياسية، والثقافة السياسية، والحريات المدنية.
ويواجه عدد متزايد من البلدان "تراجعا في الثقة بالأحزاب الرئيسية والقادة السياسيين، وحروبا ثقافية من ذلك النوع الذي يطبع منذ زمن بعيد الولايات المتحدة"، وفق التقرير.
كما سجلت النيجر والغابون أكبر تراجع، في ظل تراجعهما 29 مرتبة (المرتبة 141) و28 مرتبة (المرتبة 146) على التوالي، وشهدت كل منهما انقلابا عام 2023.
وفي حين ذكر التقرير أن أوروبا الغربية حسّنت موقعها، ومن ثم "تخطت أميركا الشمالية" التي لم تتصدر التصنيف "لأول مرة منذ إنشاء المؤشر عام 2006″، فإن أوروبا الغربية "تعاني مستوى متدنيا من الثقة بالحكومة واستقطابا بشأن قضية الهجرة".
وأظهر تقرير عن الديمقراطية حول العالم -صدر أواخر العام الماضي- أن نصف الدول تقريبا تشهد تراجعا في النظام الديمقراطي، وأن تلك السنة (العام الماضي) هي "السادسة على التوالي التي تشهد تراجعا في الديمقراطية بدلا من تقدمها"، وفقا لمايكل روني الذي شارك في وضع التقرير الصادر عن المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية.
وأضاف التقرير أن هذا التوجه يمثل أطول "انحسار ديمقراطي" تسجله المنظمة منذ بدء جمع بياناتها عام 1975، مشيرا إلى أن "أسس الديمقراطية تضعف في كل أنحاء العالم"، مع مشكلات "تتراوح من انتخابات تشوبها مخالفات إلى حقوق مقيدة"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من هي ابتهال أبو السعد التي فضحت عملاق التكنولوجيا في العالم؟
في موقف شجاع ومؤثر، أصبحت المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن قاطعت احتفال شركة مايكروسوفت باليوبيل الذهبي لها، وذلك بسبب تورط الشركة في الدعم الإسرائيلي في الجرائم ضد الإنسانية في غزة. هذا الحادث أثار جدلاً واسعاً، إذ تحدت أبو السعد بشكل علني موقف شركتها وكشفت عن استخدام مايكروسوفت لتقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم الهجمات العسكرية الإسرائيلية.خلال الاحتفال الذي أقيم بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس مايكروسوفت، وبينما كان المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الشركة مصطفى سليمان يتحدث، قاطعت أبو السعد كلمته قائلة: ‘عار عليك’، واتهمت الشركة ببيع أسلحة الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي، وأضافت أن مايكروسوفت تساهم في الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة. كما عرضت على المسرح الكوفية الفلسطينية، رمز الدعم للشعب الفلسطيني، قبل أن يتم إخراجها من الفعالية.ابتهال أبو السعد هي مهندسة مغربية نشأت في الرباط، ودرست هندسة علوم الحاسب الآلي في جامعة هارفارد.
بعد تخرجها، انضمت إلى مايكروسوفت للعمل في قسم الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من مسيرتها المهنية الواعدة، اختارت أن تضحي بمنصبها في الشركة من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية وكشف تورط مايكروسوفت في دعم الاحتلال.بعد الاحتجاج، تم منع ابتهال وزميلها فانيا أجراوال من الوصول إلى حساباتهما المهنية في مايكروسوفت، مما يشير إلى احتمال اتخاذ إجراءات تأديبية ضدهما.
وقد سبق هذا الحادث فصل خمسة موظفين آخرين من الشركة في فبراير الماضي بسبب احتجاجاتهم ضد دعم مايكروسوفت لإسرائيل.في أعقاب الاحتجاج، لاقت أبو السعد إشادة واسعة من العديد من الإعلاميين والنشطاء الحقوقيين عبر منصات التواصل الاجتماعي. وعبر الكثيرون عن دعمهم لموقفها الشجاع، معتبرين أن تصرفها يكشف عن حقيقة دعم شركات التكنولوجيا الكبرى للانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.يُذكر أن مايكروسوفت كانت قد تورطت في وقت سابق في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركة ‘أوبن إيه آي’، ضمن برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في الحروب الأخيرة في غزة ولبنان، وهو ما أدى إلى مقتل العديد من الأبرياء، بما في ذلك أطفال.
صحيفة الخليج
إنضم لقناة النيلين على واتساب