أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، أن سفينة تابعة للبحرية الأميركية "صادرت شحنة أسلحة تقليدية متقدمة ومساعدات فتاكة مصدرها إيران، متجهة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن". 

وقالت القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان أرفقته بصور، إن الشحنة صودرت "في بحر العرب في 28 يناير" الماضي.

وأضاف البيان أن الأسلحة تشمل "أكثر من 200 حزمة تحتوي على مكونات صواريخ بالستية متوسطة المدى، ومتفجرات، ومكونات لمسيرات بحرية غير مأهولة، ومعدات اتصالات وشبكات عسكرية، ومجموعات قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات، ومكونات عسكرية أخرى".

CENTCOM Intercepts Iranian Weapons Shipment Intended for Houthis

TAMPA, Fla. – A U.S. Coast Guard cutter, forward deployed to the U.S. Central Command (CENTCOM) area of responsibility, seized advanced conventional weapons and other lethal aid originating in Iran and bound to… pic.twitter.com/inkw4ihq1I

— U.S. Central Command (@CENTCOM) February 15, 2024

ويعد التوريد أو البيع أو النقل المباشر أو غير المباشر لمثل هذه المساعدات انتهاكا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "رقم 2216" (كما تم تمديده وتجديده بموجب القرارين 2675 و2707)، بحسب البيان الأميركي.

ومنذ أواخر العام الماضي، تشهد حركة الشحن العالمية اضطرابات في البحر الأحمر، حيث يستهدف الحوثيون المتحالفون مع إيران السفن التجارية، دعما من الجماعة التي أعيد تصنفيها على قائمة الإرهاب، لحركة حماس في حربها ضد إسرائيل. لكن العديد من السفن التي حاول الحوثيون استهدافها لا علاقة لها بإسرائيل.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل إريك كوريلا، في البيان، إن "هذا مثال آخر على نشاط إيران الخبيث في المنطقة".

وأضاف: "استمرارهم في إمداد الحوثيين بالأسلحة التقليدية المتقدمة يعد انتهاكا مباشرا للقانون الدولي، ويستمر في تقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة".

وأضاف البيان: "نلتزم بالعمل مع حلفائنا وشركائنا لمواجهة تدفق المساعدات الإيرانية الفتاكة في المنطقة بجميع الوسائل المشروعة، بما في ذلك العقوبات الأميركية وعقوبات الأمم المتحدة، ومن خلال عمليات الاعتراض".

وجاء إعلان "سنتكوم" بعد تصريحات  المستشار القانوني للرئيس الإيراني، الخميس، بأن طهران "سترد بالمثل" إذا تم احتجاز سفن تابعة لها، وذلك ردا على بيان سابق لوزارة العدل الأميركية.

وقال المستشار القانوني، محمد دهقان، لوسائل إعلام محلية في تصريحات أوردتها وكالة رويترز، أنه "إذا تم احتجاز أي
سفينة إيرانية فسوف نرد بالمثل والمسار القانوني ليس مغلقا في هذا الصدد"، مضيفا أنه لا يستطيع تأكيد ما إذا كانت السلطات الأميركية قد احتجزت سفينة إيرانية أم لا.

وأصدرت وزارة العدل الأميركية، هذا الشهر، بيانا أعلنت فيه احتجاز أكثر من 500 ألف برميل من الوقود الإيراني بهدف تقويض "الشبكة المالية للحرس الثوري".

وكثيرا ما تشكل أوامر صادرة عن النظام القضائي الإيراني السند لاستيلاء الحرس الثوري على ناقلات أجنبية.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

بعد عودة ترامب.. كيف ستتعامل الصين مع متغيرات السياسة الأميركية؟

يرى خبراء السياسة الدولية أن الصين تسعى لتجاوز الولايات المتحدة كقوة رائدة عالميا، وهناك اتهامات صينية بأن أميركا تسعى لعرقلة هذا التقدم بوصف بكين التحدي الرئيسي أمام هيمنة واشنطن وسيطرتها عالميا.

ولذلك تذهب مجموعة الأزمات الدولية -في تقرير سابق لها- إلى أنه يجب على الإدارة الأميركية القادمة تحقيق تعايش قابل للتطبيق يتيح لكل من واشنطن وبكين التنافس بمسؤولية، وتقليل خطر النزاع المسلح والحفاظ على العناصر الأساسية للوضع السياسي الراهن، وأنها لا تسعى إلى انتصار في حرب باردة ضد الصين.

ومع نجاح دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية التي أجريت مطلع الشهر الحالي، واستعداده لإدارة دفة السياسة الأميركية تجاه الصين يستحضر العالم عهدته الرئاسية السابقة وتوجهات سياسته نحو الصين.

منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين في سبتمبر/أيلول الماضي (الأناضول) ترامب والصين

تقول مجموعة الأزمات إن هناك 3 نقاط رئيسية تميز النهج الذي سيتبعه ترامب في علاقته بالصين:

أنه يرى العلاقات الأميركية الصينية من منظور التجارة بشكل رئيسي، ويبدو أنه ملتزم بتسريع فك الروابط الاقتصادية بين واشنطن وبكين. تظهر تصريحاته خلال حملته الانتخابية عقلية تجارية في الأساس، لذلك فإنه يُخضع معظم أهدافه لتحقيق علاقة اقتصادية أكثر توازنا مع الصين. هناك مستوى من عدم القدرة على التنبؤ بمواقف الرئيس الأميركي السابق، فقد اتخذ مواقف متناقضة طوال فترته الرئاسية فيما يتعلق بالقيادة الصينية نفسها أو القضايا الاقتصادية والسياسية.

وبناء على ذلك، يرى محللون وخبراء أنه يمكن أن تتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأن الصعود الاقتصادي السريع للصين أثار غضب المحافظين الجدد في واشنطن.

أميركا والصين تمثلان معا نحو 43% من الناتج العالمي (شترستوك) التنافس الاقتصادي

تعد الولايات المتحدة والصين القوتين الاقتصاديتين والعسكريتين الرائدتين في العالم، حيث تمثلان معا نحو 43% من الناتج العالمي، و49% من الإنفاق الدفاعي العالمي في عام 2023، وإن تصاعد المنافسة الإستراتيجية بينهما يعد محورا رئيسيا في النظام الدولي المتطور، حسب ما تراه مجموعة الأزمات.

ويقول كبير الباحثين في معهد "تايهي" إينار تانجين إن الولايات المتحدة انخرطت في صراعات مدتها 231 عاما من أصل 248 عاما من وجودها، فغزت دولا وخرقت معاهدات وتجاهلت القانون الدولي، وقوضت مؤسسات دولية، وسعت لتحقيق مصالحها على حساب الآخرين.

وأضاف تانجين -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن صراع أميركا مع الصين بدأ منذ أدراكها أن السماح لبكين بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية لن يغير الحكومة الاشتراكية في الصين، وأن هذا الصراع يمتد لسنوات، وما نراه اليوم هو مجرد مرحلة جديدة.

أما خبير الشؤون الأميركية الصينية لدى مجموعة الأزمات علي واين فيرى أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من المرجح أن تتصاعد الفترة القادمة، "إلا أن القلق الأكثر إلحاحًا على الأمدين المتوسط والطويل هو أن استمرار تقليل التعاون بينهما قد يجعل كلا منهما يعتقد أنه يمكنه تحمل الأضرار الاقتصادية التي قد يسببها الآخر إذا دخلا في نزاع مسلح".

التحالفات الصينية

حتمية التنافس الحالي بين القوتين الأميركية والصينية تفرض على الطرفين شبكة من التحالفات التي قد يستثمر فيها كل طرف، ويجعلها دعامة يستند إليها في كسب المزيد من المزايا الإستراتيجية على حساب الطرف الآخر.

لذلك يقول واين -في مقابلة مع الجزيرة نت- إنه من المرجح أن تعمل الصين على إضعاف علاقات أميركا مع الحلفاء والشركاء من خلال الإشارة إلى أنه لم يعد بإمكانهم اعتبار عقلية "أميركا أولا" الخاصة بترامب حالة استثنائية، بل يجب عليهم افتراض أنها ستشكل صورة عامة للسياسة الأميركية في المستقبل.

وأضاف خبير مجموعة الأزمات أن الصين ستستمر على الأرجح في تطوير علاقاتها مع أعداء الولايات المتحدة (مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية) ومع القوى المتوسطة (مثل إندونيسيا والسعودية وجنوب أفريقيا) للتعويض عن الضغوط المتزايدة من الديمقراطيات الصناعية المتقدمة.

لكن تانجين يختلف مع هذا الطرح، ويرى أن الصين تدرك التاريخ جيدا، فهي لا تريد اتباع المسار الذي أدى إلى الحرب العالمية الأولى، وأن إنشاء تحالفات من شأنه فقط أن يجعل السلام أكثر صعوبة.

وأضاف الباحث في معهد تايهي "أن نهج الصين السياسي للتعامل مع الولايات المتحدة هو الصبر الإستراتيجي، وأنها ستستجيب للضغوط ولكنها لن تصعد". ومن الناحية الاقتصادية، ستواصل التوجه نحو الجنوب العالمي وآسيا الوسطى للحصول على الموارد والأسواق.

تايوان تعد بؤرة التوتر بين الصين ومحيطها الجيوسياسي (الجزيرة) ملف تايوان

تعد تايوان بؤرة التوتر بين الصين ومحيطها الجيوسياسي، وتعارض الحكومة بحزم أي حديث أو عمل يهدف إلى الاعتراف بتايوان كيانا مستقلا عنها، وازدادت قضية تايوان سخونة بعد مناورات صينية على ما يشبه اقتحام الجزيرة، وازداد التصعيد أكثر بالحشود التايوانية في المقابل.

ورغم أن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالخطوط الحمر، ولم تعترف رسميا باستقلال جزيرة تايوان عن البر الصيني، فإنها لم تضيع وقتا ودانت المناورات الصينية، مما استدعى تصعيدا في التصريحات الصينية ضد التدخل الأميركي.

وأمام هذه القضية المحورية في الأبعاد الإستراتيجية بين بكين وواشنطن، ومع عودة ترامب إلى الرئاسة الأميركية فمن المحتمل "أن تعمل الصين على دق إسفين بينه وبين مستشاريه العسكريين الذين يريدون تعزيز الدعم العسكري لتايوان"، حسب المتخصص في الشؤون الصينية الأميركية علي واين.

وأضاف واين أن الصين ستعمل على أن يكون ردها بقوة أكبر على الإكراه البحري الذي تمارسه الولايات المتحدة في بحر جنوب الصين، ومنع ترامب من تقييد حريتها في المناورات إذا كان يأمل الحفاظ على إمكانية صفقة شاملة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ويذهب الباحث الصيني خطوة أكبر إلى الأمام، ويرى أن "تايوان واحدة من الخطوط الحمر الأربعة التي وضعها الرئيس الصيني صراحة أمام الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة الأبيك" (منظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي). وهو إذ يقولها لبايدن فإن الرسالة في الحقيقة كانت موجهة لترامب.

ويضيف تانجين أن الولايات المتحدة إذا حاولت تزويد تايوان بصواريخ طويلة المدى يمكنها ضرب بكين، أو حاولت تايبيه إعلان الاستقلال، فإن القوات الصينية ستعبر مضيق تايوان نحو تايبيه.

الحرب الروسية الأوكرانية

شكلت الصين موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية بما يتماشى مع سياستها الإستراتيجية، وإدراكها القيمة والهدف من التحالفات الدولية، وكانت بالنسبة لها فرصا ومخاطر محددة حسب طبيعة التدخلات الدولية في هذه الحرب، وكانت العلاقة مع الولايات المتحدة على رأس ذلك.

ويقيّم تانجين هذه العلاقات قائلا إن "الصين لا تدعم حرب روسيا في أوكرانيا، ولديها علاقات مع موسكو تتعلق بالتجارة والسياحة والثقافة"، لكنها "تواجه ضغوطا مماثلة من واشنطن التي تحاول عزلها وإجبارها على تغيير النظام".

وأضاف كبير الباحثين في معهد تايهي أن الصين تعتقد أن جميع القضايا الأمنية والسياسية يجب أن تحل من قبل الأطراف المعنية، وليس بالإملاءات من العواصم الأجنبية، كما أن الصين تدعو باستمرار إلى المحادثات، لأن "الحروب نادرا ما تحل أي شيء، وفي معظم الحالات تهيئ المسرح للحرب التالية".

أما علي واين فيري أن "الصين ستستمر في دعم روسيا، ليس فقط لأن أوكرانيا تواجه ضغوطا متزايدة للوصول إلى طاولة المفاوضات، ولكن أيضا لأن المسؤولين الصينيين لا يعتقدون أن التخلي عن موسكو سيغير الاتجاه العريض للسياسة الغربية تجاه بكين".

مقالات مشابهة

  • أسلحة إيران تقتل النساء.. الحوثي يرتكب انتهاكات مروعة والوية العمالقة تعلق
  • باحثة: اتفاق سري بين واشنطن وطهران على تسليم سلاح «حزب الله» للجانب الإيراني
  • السفيرة الأميركية في العراق: هل تسعى واشنطن حقًا لخفض التصعيد؟
  • دولة أوروبية تعلن وقف المساعدات التنموية لليمن ردا على هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر
  • واشنطن تعلن أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان صار “قريبا”
  • صادرات الكهرباء الأميركية ترتفع بنسبة 70%
  • واشنطن تعلن عن تنسيق ثلاثي بعد مقتل الحاخام.. الإمارات تكشف هوية المنفذين
  • بعد عودة ترامب.. كيف ستتعامل الصين مع متغيرات السياسة الأميركية؟
  • واشنطن تعلن عن تنسيق ثلاثي بعد مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
  • إيران تعلن إجراء محادثات نووية الجمعة مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة