كيف تواجه أوكرانيا صعوبات تعبئة المزيد من جنودها؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
كييف- مع اقتراب الحرب الروسية على أوكرانيا من دخول عامها الثالث، تبرز حاجة كييف إلى تعبئة مزيد من الجنود لمواجهة التحديات المتزايدة. ويواجه رئيس هيئة الأركان المعين حديثا في أوكرانيا، أوليكساندر سيرسكي، مهمة صعبة في تعبئة المزيد من الجنود قبل الخوض في جبهات القتال.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن في بداية الحرب، الحاجة إلى تعبئة نصف مليون جندي، لكن هذا الرقم واجه صعوبات في التنفيذ، وأثار جدلا واسعا ومخاوف في المجتمع.
ويقول الخبير العسكري والعقيد في قوات الاحتياط، أوليغ جدانوف، للجزيرة نت "لسنا بحاجة إلى نصف مليون جندي حاليا. هذا الرقم يمكن أن يجمع على مدار عام كامل. حجم التعبئة يعتمد على طبيعة المعارك".
ومع قلة الذخائر وتراجع الدعم الغربي، يرى جدانوف أن "الحاجة الحالية لا تتجاوز 100 ألف جندي، أو أكثر من ذلك إذا كانت هناك خطط لعمليات هجومية مضادة جديدة".
أوكرانيا تواجه صعوبات في تعبئة المزيد من الجنود مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثالث (رويترز) ما حجم الخسائر؟مع بداية الحرب، بلغ عدد جيش أوكرانيا 250 ألفا، ووصل إلى نحو 400 ألف بمشاركة قوات الشرطة والحدود والمتطوعين. واليوم وبعد نحو سنتين، تفرض دعوات التعبئة تساؤلات حول حجم الخسائر التي لحقت بهذه القوات، في حين تخفي كييف أعداد القتلى والمصابين، وتعتبرها "أسرارا عسكرية" لن تكشف ما دامت الحرب قائمة.
يقول جدانوف "أنا ضد هذا التكتم، لأن المجتمع يجب أن يعرف، وسيتقبل وضوح السلطات حول هذه الأعداد. التعبئة مطلوبة طبعا بسبب الخسائر، وأعتقد أن الأرقام التي أعلنتها صحيفة "إيكونوميست" منطقية، بوجود 70 ألف قتيل ونحو 100 ألف مصاب في صفوف القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب".
لماذا يعجز البرلمان؟وإذا كانت الخسائر كبيرة والحاجة كذلك، فلماذا يعجز البرلمان منذ شهور عن إقرار قانون للتعبئة، ولماذا يسبب الأمر جدلا ومخاوف في الشارع؟
بحسب الخبير جدانوف، فإن "عجز البرلمان مبني على مصالح حزبية ضيقة، إذ تسعى الأحزاب إلى رفع شعبيتها فقط، بطرح قوانينها وعرقلة أخرى، لتسوق نفسها على أنها الأكثر اهتماما بمصالح الناس"، على حد قوله.
وبرأي المتحدث ذاته أن "البرلمان يحاول اختراع "العجلة" رغم أنها موجودة فعلا. لدينا في الدستور قانون للتعبئة، قد لا يكون مثاليا، وقد يحتاج إلى بعض التعديلات، لكنه موجود، وعلى أساسه يجب أن نستمر"، في إشارة إلى موجات التعبئة في الربيع والصيف، لجميع من تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما، وجنود الاحتياط حتى 60 عاما.
وإلى حين إقرار القانون، يبدو أن مراكز التجنيد وجدت طرقا لتنفيذ التعبئة جُزئيا، والتي بدت واضحة في تقييد حركة السفر خلال الفترة الماضية. كما تم استخدام "نقاط التفتيش" المنتشرة عند مداخل المدن، وفي أحيائها وبعض الأماكن العامة.
ويفرض وجود نقاط التفتيش حالة من التأهب والحذر لدى الشباب والرجال، خاصة وأنها تسلم الاستدعاءات باليد لمن هم في سن الخدمة، وبالتالي يصبح الالتحاق بالجيش أمرا لا مفر منه.
ليس هذا ما يثير مخاوف الأوكرانيين وحسب، بل تفاصيل قوانين التعبئة المطروحة، التي يرى كثيرون أنها آتية لا محالة، إذا تفرض السجن على المتخلفين عن الجيش، أو غرامات مالية تصل إلى 200 ألف هريفنيا (حوالي 5200 دولار)، وأكثر منها لمن لا يحمل في جعبته وثيقة الخدمة، إضافة إلى التهديد بمنع البيع والشراء وقيادة المركبات، وإمكانية إغلاق الحسابات البنكية.
الخبير العسكري أوليغ جدانوف يرى أن عجز البرلمان عن إقرار قانون للتعبئة يرجع إلى مصالح حزبية ضيقة (رويترز) بماذا يفكر الشارع؟تتفاوت آراء الخبراء والأوكرانيين المعنيين إزاء هذه المخاوف وحلولها، وقد استطلعت الجزيرة نت عددا منها في شوارع العاصمة كييف.
يقول الشاب ميكولا "أنا وكثير غيري مع التعبئة إذا كان لدى الحكومة خطة وأهداف واضحة حقيقة لا خيالا، كما نسمع بين الحين والآخر، تحدد أن الجيش يحتاج إلى كم معين من الجنود الجدد، لتنفيذ مهام معينة بسقف زمني محدد".
ويقول الشاب ياكن "يجب أن يكون الجيش مستعدا لهذه التعبئة بتوفير كل ما يحتاجه الجنود، حتى لا يكونوا مجرد أعداد بشرية، وينتهي بهم الأمر كصور وأعلام للذكرى في الشوارع والبيوت. يجب أن تكون أولوية التعبئة جمع أولئك الذين حملوا السلاح ويجيدون استخدامه. كلنا أمل أن تتخذ السلطات قرارا صائبا بهذا الصدد".
ومن وجهة نظر الخبير العسكري جدانوف "مشكلة قوانين التعبئة في أوكرانيا أيضا هي "غياب العدالة"، الأمر الذي يجعل الخدمة إجبارية على فئات معينة، ويحصن النواب وأسرهم وفئات مقتدرة أخرى منها. الأوكرانيون يرفضون هذا التمييز، ولن يقبلوه"، على حد قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من الجنود یجب أن
إقرأ أيضاً:
القوات الروسية تتقدم في أوكرانيا بأسرع وتيرة منذ بداية الحرب
قال محللون ومدونون إن القوات الروسية تتقدم شرقي أوكرانيا بأسرع وتيرة منذ الأيام الأولى للحرب، بينما تبادلت كيف وموسكو هجمات جديدة بالمسيّرات.
وبحسب المصدر نفسه، استولت القوات الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري على أراض في دونيتسك تعادل نصف مساحة لندن الكبرى.
وقالت مجموعة "أجنتستيفو" الإعلامية الروسية المستقلة إن الجيش الروسي سيطر الأسبوع الماضي على 235 كيلومترا مربعا داخل أوكرانيا، مسجلا بذلك رقما قياسيا للعام الجاري.
وأضافت المجموعة -استنادا إلى بيانات لمجموعة "ديب ستيت" المرتبطة بالجيش الأوكراني- أن القوات الروسية استولت الشهر الماضي على 600 كيلومتر مربع.
ووفقا لخرائط عسكرية، بدأ تسارع التقدم الروسي شرقي أوكرانيا في يوليو/تموز الماضي، واستمر هذا التسارع رغم توغل القوات الأوكرانية مطلع أغسطس/آب في مقاطعة كورسك غربي روسيا.
القوات الروسية تقترب من مدينة بوكروفسك في دونيتسك شرقي أوكرانيا (الجزيرة) تقدم مستمرونقلت وكالة رويترز عن محللين عسكريين أن القوات الروسية تتقدم داخل مدينة كوراخوف الإستراتيجية (غرب مدينة دونيتسك العاصمة الإدارية للمقاطعة التي تسيطر روسيا على أجزاء منها) باتجاه مدينة بوكروفسك التي تعد مركزا للإمداد اللوجيستي.
وقال معهد دراسات الحرب ومقره في واشنطن ومدونون روسي إن القوات الروسية دخلت بالفعل مدينة كوراخوف، بينما قالت مجموعة ديب ستيت عبر تطبيق تليغرام أمس الاثنين إن تلك القوات تتمركز قرب المدينة.
من جهتها، تحدثت هيئة الأركان الأوكرانية أمس عن معارك عنيفة على مقربة من كوراخوف.
وقال محللون في معهد دراسات الحرب في تقرير صدر حديثا إن الجيش الروسي بدأ يتقدم في الآونة الأخيرة بأسرع مما حققه في العام 2023 برمته.
وبحسب المحللين، فإن الروس يستغلون هشاشة الدفاعات الأوكرانية على طول خط الجبهة شرقي وجنوب شرقي أوكرانيا.
وأشارت وكالة رويترز إلى تصريحات لمسؤولين روس وغربيين قالوا إن الحرب دخلت مرحلة قد تكون الأخطر بعد تحقيق روسيا مكاسب ميدانية هي الأكبر، وإعطاء الولايات المتحدة ضوءا أخضر لأوكرانيا لضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى.
وبالنظر إلى التفوق العددي للقوات الروسية، تعاني القوات الأوكرانية على طول خط الجبهة، وأقر المسؤولون الأوكرانيون مرارا بصعوبة الوضع في الشرق.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يعتقد أن الأهداف الحقيقية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي السيطرة على إقليم دونباس بالكامل (يضم مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك) وطرد القوات الأوكرانية من كورسك.
الدفاعات الجوية الأوكرانية تتصدى لهجمات روسية على كييف (الأوروبية) هجمات بالمسيّراتفي التطورات الميدانية أيضا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أن دفاعاتها الجوية دمرت 39 طائرة مسيرة أوكرانية الليلة الماضية فوق 7 مناطق في روسيا.
وأضافت الوزارة عبر تطبيق تليغرام أن 24 مسيّرة أوكرانية تم تدميرها فوق منطقة روستوف جنوبي روسيا.
من جهته، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين إن المدينة تتعرض لهجوم متواصل بطائرات مسيرة روسية من اتجاهات مختلفة.
وسُمعت انفجارات متتالية في العاصمة الأوكرانية، ويعتقد أن ذلك نتيجة تصدي الدفاعات الجوية الأوكرانية للهجمات الروسية.
وأصدرت السلطات الأوكرانية إنذارات من الغارات الجوية شملت كييف والمنطقة المحيطة بها ومعظم الأراضي الأوكرانية.
وبدأت روسيا حربا على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط 2022، ومذ ذاك سيطرت روسيا على المزيد من الأراضي شرقي وجنوبي أوكرانيا، وخلفت الحرب مئات آلاف القتلى من الجانبين.