اكتشاف جديد يدعم أميركا في حرب المعادن النادرة مع الصين
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
تراجعت أسعار المعادن النادرة بصورة حادة بحلول فبراير/شباط الجاري على أساس شهري، تحت ضغط ضعف الطلب عليها، حسبما ذكر موقع أويل برايس.
اكتشافلكن ثمة عاملا آخر محتمل وهو زيادة الإنتاج العالمي لهذه المعادن خارج الصين، مما قد يخفض من أهميتها العالمية في إنتاجها.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يستمر فيه الاقتصاد الصيني في التذبذب بسبب ضعف قطاع العقارات، مما قد يؤثر أيضًا على الأسعار.
وفي الوقت الحالي، تواصل الصين الاحتفاظ بمكانتها كأكبر منتج عالمي للعناصر الأتربة النادرة.
وبالنظر إلى هذه العوامل، تراجع مؤشر المعادن النادرة الشهري (إم إم آي) بنسبة 19.9%، بحلول الشهر الجاري.
وبحسب الموقع، فإن اكتشاف معادن نادرة في وايومنغ الأميركية يمكن أن يؤثر بشكل كبير على سوقها العالمية من خلال تقليل اعتماد الولايات المتحدة على الصين للحصول عليها.
واكتشفت العديد من الشركات، بما فيها أميركان رير إيرثس، وراماكو ريسورسيس، مؤخرا مكمنا كبيرا من رواسب المعادن النادرة بالولاية الغربية، وتشير التقديرات الحالية إلى أن القيمة المحتملة للاحتياطيات بهذه المكامن تقدر بالمليارات.
وعدّ "أويل برايس" الاكتشاف جديرا بالملاحظة بشكل خاص نظرًا لأن عناصر الأتربة النادرة ضرورية لعدد من التقنيات المتطورة، بما في ذلك ما يتعلق بالسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والدفاع.
وتستورد الولايات المتحدة حاليًا جزءًا كبيرًا من احتياجاتها من المغناطيسات والمعادن النادرة من الصين، وإذا ثبتت التقديرات بوفرة مخزون الاكتشاف الأخير، قد تتمكن واشنطن من تقليل اعتمادها على الموردين الأجانب، خاصة الصين، مع تنويع سلسلة توريدها لمثل هذه المعادن، وفق الموقع.
وقد يدعم المخزون الجديد تحول الطاقة في الولايات المتحدة، ويؤثر على الأمن القومي من خلال دعم التصنيع المحلي للتكنولوجيات التي تعتمد على العناصر الأرضية النادرة.
وبدا لـ"أويل برايس" أنه صار من المتوقع أن تصبح الولايات المتحدة لاعبًا أساسيًا في السوق الدولية للمعادن النادرة، ومع المزيد من البحث والتطوير، قد تساعد هذه الرواسب واشنطن في التغلب على هيمنة الصين على هذا السوق من خلال توفير إمدادات محلية.
قيودفرضت الصين مؤخرًا قيودًا صارمة على تصدير تكنولوجيا المغناطيسات الأرضية النادرة، واستخراج وفصل المعادن النادرة، وهي خطوة قد تؤثر بشكل كبير على سلاسل التوريد العالمية وتسعير هذه العناصر.
وفي نهاية المطاف، تظل المعادن الـ17 المصنفة كعناصر أرضية نادرة ضرورية للعديد من قطاعات الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الإلكترونيات، والطاقة النظيفة، وتكنولوجيا الدفاع.
المعادن النادرة سلاح الصين في وجه الولايات المتحدة بالمواجهة الاقتصادية (الجزيرة)وأشار "أويل برايس" إلى أن القيود التي فرضتها الصين على العناصر النادرة والتكنولوجيا المستخدمة في تصنيع المغناطيسات الأرضية هي خطوة مقصودة للحفاظ على هيمنتها بهذا السوق، فهي تعالج حاليًا نحو 90% من هذه العناصر في جميع أنحاء العالم.
توقعاتنقل "أويل برايس" عن خبراء توقعهم بأن يؤدي هذا إلى حالة من عدم اليقين المستمر، وتقلب الأسعار المحتمل للمعادن النادرة طوال العام الجاري.
وقد ارتفعت أسهم الشركات المعالجة للمعادن النادرة استجابة لقرار الصين. وبالنسبة للكثيرين، يسلط الحظر الضوء أيضًا على ضرورة تنويع سلاسل التوريد للعناصر الأرضية النادرة وتعزيز قدرات المعالجة المحلية بالخارج، وفق الموقع.
وتواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها العمل على زيادة قدرة المعالجة المحلية وتقليل الاعتماد على الشحنات الصينية من العناصر الأرضية النادرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة المعادن النادرة الأرضیة النادرة أویل برایس
إقرأ أيضاً:
قلق أوروبى من فك الارتباط مع الولايات المتحدة فى عهد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هل يمكن أن يدخل الناتو فى «بيات شتوى» طويل؟
خيار وحيد أمام القارة الأوروبية: إما الاستيقاظ في وضع مشحون للغاية أو الاضطراب المزمن
دول الاتحاد الأوروبى أثبتت عدم نضجها بعد أن أخرج الأوروبيون رءوسهم من الرمال الدافئة وصرخوا: «أصبحنا وحدنا فى العراء»!
الخوف يتصاعد فى شمال أوروبا.. ورئيس وزراء السويد: مستعدون لكل السيناريوهات.. ولكن على قارتنا أن تفعل المزيد من أجل سيادتها
دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية - صورة أرشيفيه
كل الدلائل فيما يبدو تشير إلى أن الأوروبيين أثبتوا عدم استعدادهم في مواجهة انتخاب ترامب،. وأثبتت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة عدم نضجها المأساوي، وعدم قدرتها على الاتفاق على القضايا الكبرى والتحضير لإعادة انتخاب ترامب، على الرغم من أنه كان يمكن التنبؤ به، مما يعيد خلط أوراق العالم.
وفى تحليل متكامل، ترى الكاتبة الفرنسية ماريون فان رينتيرجيم أن زمنًا طويلًا مر منذ أن كان الفيل في الغرفة وكانت النعام تنظر في الاتجاه الآخر أو تدفن رأسها فى الرمال.. حتى جاء 6 نوفمبر 2024، حيث تم الإعلان عن فوز دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية، فأخرج الأوروبيون فجأة رءوسهم التي ظلت مغمورة في الرمال الدافئة وصرخوا: «أوه، لكننا جميعًا وحدنا فى العراء»! ومن حولهم الصحراء.. لقد فقد الغرب هيمنته واحتكاراته لصالح دول الجنوب الصاعدة. وتمثل دول البريكس 45% من سكان العالم، كما أن حصتها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي أعلى من حصة أوروبا في دول مجموعة السبع. لم يتنبه الأوروبيون إلى أن الهندسة المعمارية للعالم الذي بُني بعد عام 1945 آخذة في التلاشي، والقانون الدولي آخذ في الاختفاء. إن العدوان الكارثي على العراق عام 2003 دون ضوء أخضر من الأمم المتحدة أفقد الولايات المتحدة مصداقيتها على المسرح العالمي، وصدم الأمريكيين الذين تراجعوا تدريجيًا منذ ذلك الحين إلى الانعزالية.
كل الرؤساء سواء
سواء كان اسمه باراك أوباما، أو دونالد ترامب فى ولايته الأولى، أو حتى جو بايدن، فإن الفيل الذي لم يرغب الأوروبيون في رؤيته ظل يحاول إخفاء نفسه منذ فترة طويلة من دون أن يحذرهم.. وتخفى جو بايدن مهندس مدرسة الحرب الباردة فى شكلها الجديد، وراء دعم أوكرانيا، حيث لم تعد أوروبا أولوية بالنسبة للولايات المتحدة. كما كان أوباما قد أعلن بالفعل عن «التوجه نحو آسيا».
ومع إعادة انتخاب دونالد ترامب، المرشد العالمي للقوميين الشعبويين الذي يعلن أن «الاتحاد الأوروبي عدو»، والذي ينوي التفاوض لإنهاء الحرب فى أوكرانيا والذي يهدد بإضعاف التحالف الأطلسي، فإن الولايات المتحدة ستواجه تحديات جديدة.. لقد تضاعف حجم الفيل ثلاث مرات ولم يعد لدى النعامة ما يكفي من الرمال لإخفاء عينيها.
منذ فترة، رأى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون كل شيء على حقيقته، عندما وصف حلف شمال الأطلسي بـ«الميت دماغيًا». وكانت خطاباته في جامعة السوربون في عامي 2017 و2024 أو في براتيسلافا في عام 2023، من بين خطابات أخرى، تؤكد على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بتأسيس سيادته الاستراتيجية. من المؤكد أن الاتحاد قطع خطوات عملاقة في مواجهة أزمة كوفيد أو من خلال دعمه لأوكرانيا. لكن الأمور ليست على ما يرام فى أوروبا. إن فرنسا، التي أضعفتها ميزانيتها الهشة وبرلمانها الذي لا يمكن السيطرة عليه، لا تملك القدرة على النطق بكلماتها، ولا يملك رئيسها السلطة اللازمة لإسماع صوته. وتضع ألمانيا، القوة الاقتصادية الرائدة، مصالحها التجارية قبل الجغرافيا السياسية، ويتراجع مستشارها أولاف شولتز، الذي أصيب بالشلل بسبب ائتلافه الحكومي الذي انهار رسميًا الآن، إلى الوراء. ويظل اعتماد الدفاع الأوروبي على الولايات المتحدة كاملًا، على الرغم من التحذيرات.
ماكرون وشولتز رعيما أكبر اقتصادين فى أوروبالقد أثبتت دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين، المقسمة بطبيعتها والتي أفسدتها الموجة القومية الشعبوية، عدم نضجها المأساوي، وعجزها عن الاتفاق على القضايا الكبرى والاستعداد لإعادة انتخاب ترامب، مهما كان متوقعًا. في الوقت الذي يجد فيه الاتحاد الأوروبي نفسه في مواجهة تحديات لم يسبق لها مثيل في تاريخه، فهو محاط من الشرق بالحرب في أوكرانيا، ومن الجنوب بالحرب في الشرق الأوسط.
وفي بودابست، حيث اجتمع أيضًا زعماء الجماعة السياسية الأوروبية، وهي المنظمة التي من المفترض أن تعزز الروابط بين الاتحاد الأوروبي وأولئك الذين يشاركونه قيمه، كرر إيمانويل ماكرون: «نحن، الأوروبيين، لا يتعين علينا أن نفوض أمننا إلى الأبد للأمريكيين». وحتى دونالد تاسك، أول أنصار الأطلسي، يعترف بأن «عصر التعاقد من الباطن الجيوسياسي قد انتهى».
شمال أوروبا
وإذا كانت أصوات عديدة بدأت تعلو داخل القارة العجوز لتحذير دول الإتحاد الأوروبى مما هو قادم بعد نجاح الشعبوى ترامب، فإن الخوف يتصاعد بشكل واضح فى شمال أوروبا، ويحاول الزعماء أن يظهروا بمظهر جيد في مواجهة فوز دونالد ترامب.. واحدًا تلو الآخر، هنأوا الرئيس الجمهوري الجديد، لكن وراء هذه الرسائل المهذبة يكمن القلق من رؤية الولايات المتحدة تنسحب من حلف شمال الأطلسي، مما يعرض أمن المنطقة للخطر، وفقًا لرؤيتهم.
على سبيل المثال، فإن ليتوانيا تخصص حاليًا 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع وستواصل زيادة استثماراتها، وأصبح يسود اعتقاد بأن أوروبا يتعين عليها تنمية عضلاتها الخاصة ولا يمكن أن تظل معتمدة على الولايات المتحدة فقط من أجل أمنها.
نفس القصة في ريجا، حيث تؤكد رئيسة وزراء لاتفيا، إيفيكا سيلينا، أن أولوية بلادها هي الاستمرار في تعزيز العلاقات عبر الأطلسي، كما ترغب في التأكيد على أن لاتفيا تخصص أكثر من 3% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، كما دعت رئيسة الحكومة الإستونية كريستين ميشال، الرئيس المقبل للولايات المتحدة إلى تعزيز العلاقة عبر الأطلسي.
وفي فنلندا، يعتقد رئيس الحكومة المحافظ بيتري أوربو أيضًا أن أوروبا يجب أن تلعب دورًا أكثر أهمية، ولا يجب أن تعتمد كثيرًا على دعم الولايات المتحدة، وحذر على قناة Yle التليفزيونية من أخطار الوضع فى أوروبا، قائلًا: «لقد علمنا التاريخ أنه إذا اتفق الكبار على الآخرين، فإن هذا ليس في مصلحة دولة صغيرة أو مستقلة، ونأمل أن يؤخذ ذلك في الاعتبار بوضوح عند التوصل إلى اتفاق سلام فى أوكرانيا في نهاية المطاف».
قيمة وجودية
وفي مؤتمر صحفي في ستوكهولم، تحدث رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، الذي أكد أن بلاده مستعدة لكل السيناريوهات، بما فى ذلك مخاطر فك الارتباط مع الولايات المتحدة، وشدد على أنه لا يوجد موضوع آخر له مثل هذه القيمة الوجودية بالنسبة لهذا الجزء من العالم، معتقدًا أن أوروبا يجب أن تفعل المزيد من أجل سيادتها. كما أعرب عن قلقه بشأن مخاطر الحمائية المتزايدة من جانب واشنطن، والتي يمكن أن تكون مدمرة للاقتصاد السويدي، الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات.
ومن جانبهم، شجب زعماء البيئة في الدول الاسكندنافية بالإجماع فوز دونالد ترامب، وأعربوا عن قلقهم بشأن عواقبه على المناخ. وبصوت مخالف، أشاد زعيم اليمين المتطرف السويدي، جيمي أكيسون، بفوز ترامب واعتبره رسالة قوية إلى الغرب.
ويبقى السؤال الذى يردده الأوروبيون: هل فات الأوان؟.. ليس أمام الأوروبيين إلا خيار واحد: فإما أن يستيقظوا في وضع مشحون، أو يتفككوا. إذا لم يشكلوا ركيزة أوروبية لحلف شمال الأطلسي، وإذا لم يصبحوا ذوي سيادة في شئون الدفاع، بما في ذلك النووية، فإن الدول الكبرى في القارة الأوروبية سوف تظل مجرد ألعاب صغيرة في أيدي الأقوياء العالم.. فهل يمكن أن يدخل الناتو فى «بيات شتوى» طويل؟.