تبادل الخبرات والمعرفة والتعاون المشترك في مشاريع المدن الذكية أبوظبي: «الخليج»
عقدت مدينة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، شراكة تاريخية مع مدينة شنجن في جمهورية الصين الشعبية، عبر توقيع اتفاقية توأمة المدن التي تهدف إلى تعزيز سبل التعاون المشترك وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين.
ووقع مذكرة التفاهم كل من محمد علي الشرفاء، رئيس دائرة البلديات والنقل، وتشين ويزونغ، عمدة مدينة شنجن، خلال حفل التوقيع الخاص الذي أقيم على هامش افتتاح «ملتقى أبوظبي- شنجن للابتكار» الذي عقد في مدينة شنجن، خلال الفترة من 25 إلى 26 يناير 2024.


وأشار محمد علي الشرفاء، رئيس دائرة البلديات والنقل- أبوظبي، إلى أهمية التوأمة مع مدينة شنجن واحدةً من أكثر المدن تقدماً حول العالم، لاسيما ونحن على أبواب «عام التنين» لنبدأ حقبة جديدة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وقال: «تحظى أبوظبي بمكانة رائدة عالمياً في مجال التنمية الحضرية المستدامة والذكية، وهو ما يلهمنا للبقاء ملتزمين بتبني الابتكار والتكنولوجيا لإحداث تحول في الحياة الحضرية وتحسين حياة ورفاهية وتجربة كافة أفراد مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة وفي جميع أنحاء الإمارة، وتشكل الاستفادة من الشراكات الاستراتيجية نهجاً واضحاً في طريقنا لتحقيق رؤيتنا الطموحة، ومع اقترابنا من العام الصيني الجديد، فإنه الوقت المثالي لتوقيع اتفاقية التوأمة مع مدينة شنجن التي تعد واحدة من أكثر المدن تقدماً في العالم، كما يشكل النجاح الكبير الذي حققه «ملتقى أبوظبي- شنجن للابتكار» حقبة جديدة من تاريخ العلاقات الإماراتية الصينية المميزة، حيث تهدف كافة الاتفاقيات الموقعة خلال الملتقى إلى جذب المزيد من المواطنين والزوار والمستثمرين إلى مدينتنا العالمية».
وتُلزم اتفاقية التوأمة كلا الطرفين بتبادل الخبرات والمعرفة، والتعاون المشترك في مشاريع المدن الذكية الرائدة عبر مجالات متعددة، بما في ذلك البنية التحتية، وتخطيط المدن، والتنقل الأخضر، إلى جانب النقل العام، والتكنولوجيا المتقدمة، والمركبات ذاتية القيادة، إضافة إلى الاستدامة والتنمية الحضرية.
ومن جهته علق تشين ويزونغ، عمدة مدينة شنجن على الاتفاقية، قائلاً: «يسرنا في مدينة شنجن توقيع اتفاقية توأمة المدن مع أبوظبي، ونتطلع إلى العمل المشترك مع دائرة البلديات والنقل لتبادل الأفكار والتعاون المشترك لتطبيق استراتيجية المدينة الذكية. وتهدف هذه الشراكة إلى تعزيز العلاقات الطويلة الأمد بين الصين والإمارات وتمهد الطريق أمام نهج الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة اللذين يميزان أهم المدن العالمية في المستقبل.
واستضاف «ملتقى أبوظبي- شنجن للابتكار» في إطار التعاون بين المدينتين، وفداً رفيع المستوى من دائرة البلديات والنقل في أبوظبي، ومجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، ومسؤولين بارزين من جمهورية الصين، إضافة إلى كبار المسؤولين التنفيذيين الذين ينتمون إلى أكثر من 15 مؤسسة وشركة آسيوية، وشهدت فعاليات الملتقى توقيع دائرة البلديات والنقل في أبوظبي لمجموعة من الاتفاقيات الاستراتيجية مع جهات وشركات صينية مهمة، منها مركز شنجن لتخطيط النقل الحضري، إلى جانب شركة «هواوي»، وكذلك شركة «تمبل ووتر هونغ كونغ»، إضافة إلى شركة «كولون موتور باص».
ونفذ وفد وممثلو دائرة البلديات والنقل سلسلة من الزيارات الميدانية على هامش الملتقى لمواقع مختلفة في مدينة شنجن، بما في ذلك مركز تنسيق عمليات النقل بالمدينة، ومركز العمليات الذكية، ومركز أبحاث هواوي.
وتنشئ الدائرة بموجب هذه الاتفاقية، مختبراً دولياً مشتركاً لتقديم برامج تدريبية في قطاع المدينة الذكية والتنقل، مع التركيز على تطوير أنظمة تنقل ذكية تكون صديقة للبيئة وأكثر أماناً وكفاءة في أبوظبي، كما يتم العمل المشترك على إنشاء «مركز القيادة والتحكم الذكي للتنقل» في أبوظبي، الذي يستكشف التقنيات اللازمة لتعزيز عملية صنع القرار في مجال النقل الحضري والحوكمة لمواصلة تعزيز قطاع النقل في الإمارة.
ويتميز «مركز القيادة والتحكم الذكي للتنقل» باحتوائه على أجهزة استشعار متقدمة، وكاميرات، وتحليل البيانات بسرعة فائقة التي تستخدم لمراقبة حركة المرور الشاملة على مستوى المدينة، والمساعدة على عملية اتخاذ القرار وإدارة الأحداث، إضافة إلى نظام الخدمة الرقمية الشامل للسكان والشركات والدوائر الحكومية، كما سيتضمن المشروع تكنولوجيا مصممة خصيصاً لإدارة شبكة النقل البحري والجوي والبري بما في ذلك شبكة السكك الحديدية في أبوظبي بكفاءة عالية.
وتعمل الدائرة مع مركز شنجن لتخطيط النقل الحضري وفقاً للاتفاقية أيضاً على تصميم نموذج التشغيل الخاص بـ«مركز القيادة والتحكم الذكي للتنقل»، وتطوير إثبات حالة الاستخدام للمفاهيم الخاصة به، وإدارة التنفيذ والتحول إلى نظام جديد ذكي للنقل العام يشكل نموذجاً فريداً لمنظومة النقل في أبوظبي.
وتعد هذه الاتفاقية أساساً متيناً للتعاون المشترك بين دائرة البلديات والنقل ومجموعة شنجن للمدينة الذكية، وهي الشركة الأم لمركز شنجن لتخطيط النقل الحضري، لتطوير منصة عالمية للمدينة الذكية في أبوظبي.
وحددت مذكرة التفاهم مع «هواوي» مجالات تبادل المعلومات والآراء وسبل التعاون المشترك في مجالات مراكز البيانات المحسنة، وتعزيز البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات لاستكشاف حلول النقل المبتكرة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات أبوظبي شنجن الإمارات دائرة البلدیات والنقل النقل الحضری إضافة إلى فی أبوظبی النقل فی

إقرأ أيضاً:

التقنيات والإتجاهات الرئيسية لبناء المدينة الذكية

الدكتور رياض صبحاني، أستاذ مشارك في كلية الرياضيات وعلوم الكمبيوتر، جامعة هيريوت وات دبي
يدور أساس تطوير المدينة الذكية حول التقنيات الرقمية التي تربط العناصر المختلفة، مثل المواطنين والبنية التحتية وموارد المدينة الذكية. على مدى العقدين الماضيين، كان هناك الكثير من التركيز على كيفية تحسين نوعية الحياة داخل المدن الذكية. ولا يزال بناء مدينة المستقبل الذكية يهدف إلى تحسين نوعية الحياة مع التركيز على التنمية المستدامة وزيادة تفاعل المواطنين والإستخدام الأمثل للموارد. يُنظر إلى تكامل إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) وتحليلات البيانات التنبؤية على أنه أمر حيوي للمدن الذكية المستقبلية.
تسمح تقنيات إنترنت الأشياء فى المدن الذكية بتحسين جمع البيانات ومشاركتها. يمكن لأجهزة إنترنت الأشياء جمع البيانات في الوقت الفعلي باستخدام أجهزة الاستشعار المدمجة الخاصة بها ومعالجة البيانات أو مشاركتها مع أصحاب المصلحة المعنيين. علاوة على ذلك، يمكن دمج أجهزة الاستشعار داخل البنية التحتية للمدينة لإنشاء ما يسمى بالبنية التحتية الذكية. تُستخدم الكمية الكبيرة من البيانات، أو ما يسمى بالبيانات الضخمة، التي تجمعها مستشعرات إنترنت الأشياء، في الغالب بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي (ML)، التي تعمل على تحسين أتمتة العمليات اليدوية بالإضافة إلى إجراء التحليلات التنبؤية. كما يتم إستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات حياتية مختلفة مثل التعليم والرعاية الصحية والنقل واستخدام الطاقة في المدن الذكية. يمكن استخدام المجموعة الكبيرة من البيانات المجمعة للتحليلات المسبقة، حيث يمكن لمقدمي المرافق والهيئات الإدارية تحليل البيانات لتحديد الأنماط والاتجاهات للتنبؤ بشكل أفضل بالمشاكل والتحديات.
تشتمل أنظمة إدارة حركة المرور الذكية (ITMS) على الكاميرات الذكية وإشارات المرور الذكية الموضوعة بشكل إستراتيجي والتي يمكنها مراقبة حركة المرور في الوقت الفعلي وإدارة حركة المرور خلال ساعات الذروة أو أثناء الأحداث التي تؤثر على تدفق حركة المرور. يمكن لأنظمة إدارة حركة المرور الذكية ITMS أيضًا تمكين الإستخدام الواسع النطاق للمركبات ذاتية القيادة للنقل الشخصي العام والخاص (مثل سيارات الأجرة الآلية). ومع مزيد من التطور في تقنيات الشحن اللاسلكي، يمكن أن تكون الطرق الكهربائية اللاسلكية سمة من سمات المدن الذكية لشحن السيارات الكهربائية أثناء القيادة.
كما يمكن لأنظمة إدارة الطاقة الذكية (SEMS) في المباني العامة والمنازل الخاصة تحسين استخدام الموارد من خلال التنبؤ باستخدام الطاقة خلال أوقات مختلفة من اليوم والسنة لتحسين استخدام خدمات التدفئة والتبريد. بالإضافة الى إستخدام الشبكات الذكية للسماح بتكامل الطاقة المولدة من مصادر متجددة مختلفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية وغيرها. وستمكن الشبكة الذكية أيضًا التوزيع الأمثل للكهرباء.
من عيوب مصادر الطاقة المتجددة، في الوقت الحالي، عدم وجود إنتاج ثابت للطاقة في أوقات مختلفة من اليوم أو السنة. مع تطور تكنولوجيا تخزين الطاقة الأكثر كفاءة، على سبيل المثال من خلال خلايا البطارية، يمكن إنتاج الكهرباء خلال النهار من الطاقة الشمسية وتخزينها لتوزيعها على المنازل ليلا.
تساهم أمثلة ITMS وSEMS في تعزيز إستدامة المدن الذكية. وقد إتفقت العديد من البلدان والمدن على تحقيق هدف صافي الصفر ، ويمكن للمدن الذكية أن تساعد في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. كما يمكن أن تساعد أنظمة إدارة النفايات في تقليل الإنبعاثات الصادرة عن المدن الذكية في المستقبل باستخدام الصناديق الذكية وجمع النفايات. يمكن تحسين نظام إعادة تدوير النفايات من خلال تمكين مشاركة المواطنين من خلال المراقبة في الوقت الحقيقى وردود الفعل حول إدارة النفايات. لتحسين استدامة المدن الذكية، يمكن استخدام تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لتحسين الزراعة الحضرية مثل الزراعة العمودية والزراعة على أسطح المنازل مما يمكّن المدينة الذكية من تقليل الإعتماد على الغذاء من المصادر الخارجية (حيث تكلفة النقل والتلوث أقل) وزيادة الاكتفاء الذاتي للطعام والماء. يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاج المحاصيل وتحسين استخدام الموارد، ومثال آخر هو استخدام التوائم الرقمية التي يمكن أن تساعد في مراقبة سلوك إنتاج المحاصيل والتنبؤ بها. ومن المزايا الأخرى للزراعة الحضرية المحسنة تحسين جودة الهواء، والتي تتم مراقبتها في الوقت الفعلي في جميع أنحاء المدينة.
يمكن لمدينة المستقبل الذكية أن تحسن تفاعل المواطنين مع الخدمات اليومية، مما سيؤدي إلى تحسين مشاركة المواطنين. تطبيق نهج الطب (التنبئي والوقائي والشخصي والتشاركي) P4 في المدن الذكية لتحسين الصحة العامة للمواطنين. يمكن تقديم الجزء المخصص والتشاركي من طب P4 بمساعدة الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية وإنترنت الأشياء. سيحصل المرضى على خدمات رعاية صحية شخصية، مثل العلاجات الشخصية بناءً على تاريخهم الطبي. وسيشارك المواطنون بشكل أكبر في مراقبة صحتهم باستخدام أجهزة إنترنت الأشياء في بيئة ذكية، على سبيل المثال، من خلال ارتداء جهاز مراقبة معدل ضربات القلب الذكي الذي يمكنه توفير البيانات في الوقت الفعلي للموظفين السريريين. يمكن للتطبيب عن بعد أن يحسن مشاركة المواطنين من خلال توفير مواعيد عن بعد مع الأطباء عبر منصات مخصصة تستخدم تقنيات غامرة (الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي). ويمكن أيضًا تحسين مشاركة المواطنين باستخدام التطبيقات الرقمية للسماح للمواطنين بالمشاركة في صنع القرار بشأن المدينة. يمكن للمواطنين تقديم ملاحظات حول الخدمات والإبلاغ عن المشكلات إلى السلطات المختصة.
إن الجزء الأساسي من إنشاء مدينة المستقبل الذكية هو تعزيز الاتصال في جميع أنحاء المدينة، دون وجود نقاط سوداء. يمكن أن يوفر اعتماد شبكات 5G الجيل الخامس اتصالاً أفضل بين عدد أكبر من الأجهزة المترابطة مع نقل البيانات بشكل أسرع. ستسمح تقنية 5G بجمع البيانات من المزيد من أجهزة الاستشعار في جميع أنحاء المدينة ونقلها إلى خوادم مختلفة في الوقت الفعلي.
سيؤدي التقدم في المدينة الذكية المستقبلية إلى جمع ونقل المزيد من البيانات، مما سيثير قضايا حول أمن البنية التحتية ضد الهجمات الإلكترونية وخصوصية مواطنيها. هناك أيضًا مسألة المعاملة العادلة لمختلف أنواع المواطنين لضمان معاملتهم بشكل منصف. سيتم دعم مدينة الغد الذكية بأجهزة إنترنت الأشياء المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي مع اتصال أفضل، ونأمل أن تعمل على تحسين جودة الحياة ضمن حدودها.


مقالات مشابهة

  • طنجة تستضيف المنتدى الدولي للحركية والنقل واللوجستيك
  • محمد بن راشد: العلاقات الإماراتية الصينية نموذج للتعاون المشترك
  • محمد بن راشد مهنئاً بكين بذكرى تأسيس الجمهورية: العلاقات الإماراتية الصينية نموذج للتعاون المشترك
  • التقنيات والإتجاهات الرئيسية لبناء المدينة الذكية
  • أدنوك للحفر توقع اتفاقية لإنشاء مشروعها المشترك "Turnwell"
  • أدنوك للحفر توقع اتفاقية لإنشاء مشروعها المشترك "Turnwell"
  • لأول مرة في السوق المصرية .. “هواوي” توقع شراكة مع «طلعت مصطفى» لتقديم خدمات التكنولوجيا السحابية للمدن الذكية
  • لأول مرة في السوق المصرية.. «هواوي» توقع شراكة مع «طلعت مصطفى» لتقديم خدمات التكنولوجيا السحابية للمدن الذكية
  • وزير الخارجية يبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع نظيره الفنزويلي
  • وزير الخارجية يستعرض مع نظيره الفنزويلي العلاقات الثنائية بين البلدين