الأزهر: الاحتـلال يسعى لتحسين صورته الملطخة بدماء الفلسطينيين
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
منع الاتحاد الإفريقي وفدًا صـهيـونيًا من دخول مقره الرئيسي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك بعد تقدم الوفد بطلب لمقابلة مسؤولين أفارقة لتوضيح موقف الكيان الصـهيـوني من الحرب الدائرة بقطاع غـزة.
وذكر دبلوماسيون أن الوفد الصـهيـوني الذي ضمّ المدير العام بوزارة الخارجية ياكوف بليشتين، ورئيس إدارة المتابعة بإفريقيا عميت بياس، وصل إلى أديس أبابا في محاولة للتواصل مع عدد من المسؤولين الأفارقة لتخفيف حدة الموقف الذي تتخذه عدة دول إفريقية لمناهضة ممارسات الاحتـلال وما يقوم به من إبادة جماعية بحق الفلـسطـينيين بقطاع غـ.
وتعقيبًا على موقف الاتحاد الإفريقي، يؤكد مرصد الأزهر أن الاحتـلال يسعى لتحسين صورته الملطخة بدماء الفلسطينيين، بعد تحرك إحدى دول القارة ضده أمام محكمة العدل الدولية، إذ يرغب الكيان المحتل في اللعب على وتر التعاطف لكسب تأييد إفريقي ودولي لممارساته الدموية في قطاع غـزة ورفح بدعوى الدفاع عن النفس، وهو الأمر الذي قابله تقديم جنوب إفريقيا طلبًا للمحكمة لمنع الاحتـلال من العدوان على رفح، مما يعكس إدراك الصـهـاينة لتأثير القارة الإفريقية.
كما يشدّد المرصد على ضرورة الثبات على المواقف المناهضة للممارسات الوحشية التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق الأبرياء، والتصدي لمحاولات الكيان المعهودة عنه لتزييف الواقع وقلب الحقائق وتقديم روايات مخالفة لما يحدث من مجازر وجرائم بعيدة كل البعد عن الإنسانية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
واشنطن تغذّي آلة الحرب الصهيونية لقتل الفلسطينيين
محمد عبدالمؤمن الشامي
في خطوة جديدة تؤكّـد دعم الولايات المتحدة المُستمرّ للعدوان الصهيوني، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن صفقة أسلحة ضخمة لاحتلال “إسرائيل” بقيمة 3 مليارات دولار، تشمل قنابل خارقة للتحصينات، معدات هدم، وجرافات عسكرية. هذه الصفقة تأتي في وقت تشهد فيه غزة والمناطق الفلسطينية الأُخرى أفظع أنواع العدوان من قبل كيان الاحتلال، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. ومع ذلك، في الوقت الذي تسارع فيه واشنطن لتسليح الاحتلال، يبقى الموقف العربي مُجَـرّد بيانات شجب، دون أي تحَرّك ملموس لوقف هذه المجازر.
الصفقة التي أقرها البنتاغون على “أَسَاس طارئ” تعكس النية الأمريكية في تعزيز قدرات الاحتلال على تدمير غزة والبنية التحتية الفلسطينية بشكل أكبر. تشمل هذه الصفقة 35،529 قنبلة زنة 1000 كغ، وهي قنابل مدمّـرة قادرة على محو أحياء سكنية بالكامل. كما تتضمن 4000 قنبلة خارقة للتحصينات مخصصة لضرب الأنفاق والملاجئ، ما يعني استهداف المدنيين في أي مكان يحاولون اللجوء إليه، إضافة إلى ذلك، تشمل الصفقة 5000 قنبلة زنة 500 كغ، مزودة بأنظمة توجيه لتوجيه القنابل التقليدية بدقة، وجرافات عسكرية بقيمة 295 مليون دولار التي كانت تستخدم في هدم المنازل وتدمير الأراضي الزراعية الفلسطينية.
الصفقة تعكس سياسة أمريكية ثابتة تدعم الاحتلال بشكل غير محدود، مما يضمن له التفوق العسكري المطلق في المنطقة. الهدف الأمريكي واضح: استمرار دعم الاحتلال بلا قيود، حتى لو كان ذلك يعني قتل المزيد من الفلسطينيين. ومع ذلك، يبقى الموقف العربي بعيدًا عن التصعيد الحقيقي ضد هذه السياسة. فحتى الدول التي سبق لها أن انتقدت الاحتلال، بقيت في دائرة المواقف السلبية، منها بيانات الشجب التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
في ظل هذه الأحداث، يظل الفلسطينيون يدفعون الثمن غاليًا. العدوان الصهيوني، الذي بدأ في 7 أُكتوبر 2023 وما يزال مُستمرّا، أسفر عن مئات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين، وأدى إلى دمار هائل في غزة. ومع كُـلّ يوم يمر، تتعمق الأزمة الإنسانية، حَيثُ يعاني السكان من الحصار المُستمرّ والقصف المكثّـف.
في هذا السياق، إذَا لم تتحَرّك الدول العربية الآن على مستوى المقاطعة السياسية والاقتصادية لواشنطن، وَإذَا استمر الصمت أمام هذه المجازر، فسيظل الاحتلال ماضٍ في عدوانه، ولن تكون فلسطين وحدها التي تدفع الثمن. الدور قادم على الجميع، وحينها لن يجد العرب من يدافع عنهم، كما تركوا الفلسطينيين وحدهم في مواجهة آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيًّا. يجب أن يكون هناك تحَرّك جاد الآن، قبل أن تجد الدول العربية نفسها في قلب العاصفة، وقد فقدت القدرة على الرد.