دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس يومها 132، وسط عناد نتنياهو وحكومته المتطرفة لشن هجوم على مدينة رفح رغم المفاوضات والتحذيرات الدولية المستمرة.

رفح نتنياهو واجتياح رفح 

شنت القوات الإسرائيلية صباح اليوم هجمات على مواقع في خان يونس وفي رفح، وعبر الفلسطينيون عن مخاوفهم من شن إسرائيل هجوما بعد انتهائها من خان يونس.

وتوعد أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعملية "قوية" في رفح "بعد" السماح للسكان المدنيين بمغادرة المدينة الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة المحاصر.

أيمن الرقب: نتنياهو يريد إعادة التوازن لشعبيته باجتياح رفح لكسر الشعب الفلسطيني حماس: نتنياهو يعتقد أنه سيحرر أسراه دون مقابل

وقال نتنياهو، في رسالة بالعبرية على حسابه الرسمي على تطبيق تلجرام: "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال".

جاءت هذه تصريحات فيما تستمر المفاوضات للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس الأربعاء في القاهرة وسط مخاوف من عملية برية إسرائيلية في مدينة رفح.

نتنياهو من أجل البقاء في الحكم 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن نتنياهو مُصر على تنفيذ هجوم على رفح و90% من حكومته مع شن الحرب على رفح.

وأوضح الرقب ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن كل الأمور تتم الان على اخلاء كتلة سكانية كبيرة جدا من رفح وتخفيف عدد السكان، معقبا: نتنياهو يريد استمرار الحرب وتحقيق أي انتصار ليتمكن من النجاح في الانتخابات خاصة وان شعبيته تراجعت كثيرا لذلك كل ما يقوم به نتنياهو الآن هو فقط من اجل البقاء في الحكم او لتغير الصورة النمطية ليتم انتخابه مرة أخرى لان أسهمه تراجعت وفق اخر استطلاعات للقنوات الإسرائيلية.

الهدف الأسمى لنتنياهو 

ومن جانبه، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن خطة نتنياهو لاجتياح رفح هو الهدف الأسمى لكي تستمر هذه الحكومة الي أطول فترة ممكنه في الحكم.

وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه المعركة هي معركة وجودية شخصية لـ نتنياهو حتى وان كان على حساب المنطقة او على حساب إسرائيل، فالعملية العسكرية في رفح ستودي الي احداث موجه من التوترات الكبيرة في المنطقة باعتبار ان قيام مثل هذه العملية سيؤثر على الامن القومي المصري وهو الامر الذي لن تسمح به مصر.

الدكتور أيمن الرقبتحذيرات من كارثة إنسانية

وعبرت أستراليا وكندا ونيوزيلندا، اليوم الخميس، عن قلقها البالغ إزاء مؤشرات على أن إسرائيل تخطط لهجوم بري على رفح.

وحذرت الدول، في بيان مشترك، صدر ردا على تقارير عن عملية عسكرية إسرائيلية مزمعة في رفح، من أن "أي عملية عسكرية موسعة في رفح ستكون كارثية، وآثارها ستكون مدمرة على المدنيين الفلسطينيين".

كما حذرت وزيرة الخارجية الألمانية، من شن هجوم عسكري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقالت إن حدوث ذلك سيشكل كارثة إنسانية، وفق تعبيرها.

وأضافت الوزيرة أنالينا بيربوك الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي عقدته في القدس، أن هناك 1.3 مليون شخص نزحوا إلى رفح، يعيشون حالياً في مساحة ضيقة جداً ولا يوجد أي مكان آخر يذهبون إليه وفي حال شن جيش الاحتلال الإٍسرائيلي، لهجوم على المدينة في ظل هذه الظروف، ستكون كارثة إنسانية.

وجاءت هذه التصريحات في وقت أعلن الاحتلال الإسرائيلي، أنها بصدد التحضير لهجوم وشيك على مدينة رفح جنوبي القطاع، من أجل تحقيق انتصار على حماس وفق ما ذكر مسؤولين إسرائيليين.

وحذرت الأمم المتحدة لثلاثاء من اجتياح عسكري إسرائيلي محتمل لرفح بجنوب قطاع غزة، قائلة إن الهجوم قد "يؤدي إلى مذبحة" في المدينة الواقعة بجنوب القطاع الفلسطيني المكتظة بما يزيد على مليون نازح.

رفح

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رفح نتنياهو غزة اجتياح رفح إسرائيل حماس مدینة رفح فی الحکم فی رفح

إقرأ أيضاً:

اجتياح لبنان واللغم التوراتى

يخطئ من يظن أن مخطط اجتياح لبنان وليد اللحظة أو نتيجة لأحداث راهنة، ويخطئ أيضًا من يعتقد أن هذا الاجتياح جاء لردع خطر يمكن أن يهدد أمن الكيان المحتل، ويخطئ كذلك من لا يدرك أن مخططات إسرائيل التوسعية بشن هجمات عسكرية استعمارية وما يتبعها من عمليات قتل وتدمير ومذابح وإبادة جاءت من أجل السلام، فما تفعله «تل أبيب» الآن أوراق سابقة التجهيز لتحقيق الحلم التوراتى «من النيل إلى الفرات »، وكل ما تحتاج إليه لتنفيذ هذا الكابوس «أرض يسرائيل» التى وعدهم بها الرب ذريعة لشن العدوان كلما سنحت الفرصة بذلك، وما حدث أمس يفسر ما يحدث اليوم وما سيحدث غدًا، فقط صفحات التاريخ تعيد طباعة نفسها مرة أخرى وربما مرات على أوراق ملطخة بدماء عربية!
ما حدث أمس:
فى 15 يناير 1982 بث التليفزيون الإسرائيلى تصورًا لسيناريو تسلسل أحداث الحرب العربية الإسرائيلية الخامسة المحتملة، وجاءت المشاهد كالتالى:
تبدأ الأحداث بسيارة ناسفة تنفجر وسط مدينة «عكا»، يسفر الحادث عن سقوط عدد كبير من القتلى وعشرات الجرحى بينهم أطفال، تعلن القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية مسؤوليتها عن الحادث، يحضر رئيس وزراء إسرائيل مراسم جنازة الضحايا، ويقوم بزيارة الجرحى ثم يعلن عن ضرورة استئصال الإرهاب من المنطقة، فى نفس اليوم يؤكد «شارون» وزير الدفاع أمام المسؤولين الأمريكيين أن جنوب لبنان أصبح مركزًا للإرهاب الدولى، وبعد ذلك تعبر المدرعات الإسرائيلية نهر«الليطانى» فى جنوب لبنان، وقبل نهاية البرنامج قال معلق التليفزيون إنه يكفى شرارة أو حادث اعتداء خطير على سبيل المثال كى يتحقق هذا السيناريو!
استمرت المناوشات والتهديدات وعمليات التربص والترصد و«التحرش السياسى» لتنفيذ مخطط اجتياح لبنان بعد اعتبارها جزءًا من الأرض الموعودة!، وفى 3 يونيو 1982 استغلت اسرائيل حادث محاولة اغتيال سفيرها فى لندن «شلومو أرغوف» وألقت بالتهمة علي« منظمة التحرير الفلسطينية» التى نفت أن يكون لها أى دور فى هذا الاغتيال، لكن الحدث كان الشرارة المنتظرة لتنفيذ عملية الاجتياح!
فى 4 يونيو 1982 بدأت الغارات الإسرائيلية بقصف الأحياء السكنية ومخيمات «صبرا وشاتيلا»، وفى 6 يونيو 1982 اجتاحت قوات الإستعمار الصهيونى جنوب لبنان بعد ساعات من صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار الفورى!
ما يحدث اليوم:
علينا فقط إعادة تركيب وإحلال مشاهد الأحداث فى سيناريو الحرب الخامسة الذى بثه التليفزيون الإسرائيلى فى الفقرة السابقة، لنجد أن عملية «طوفان الأقصى» التى قامت بها حماس وربما التى سمحت إسرائيل بحدوثها، هى الشرارة والذريعة لإعادة تنفيذ مخطط الاستعمار الصهيونى وبدء عمليات التدمير الشامل والإبادة لغزة وأهلها، ثم الانتقال إلى الجنوب اللبنانى واغتيال قيادات «حزب الله »، ثم الحديث عن عملية برية لإجتياح لبنان وضرب اليمن بمباركة غربية أمريكية، تحت غطاء محاربة جذور الإرهاب وإحلال السلام والأمن فى المنطقة!
ما يحدث غدًا:
أحداث الغد تتنبأ بها أحداث أمس واليوم، وتشير إليها الإجابة عن سؤالين، الأول: لماذا يتحدث «نتنياهو» بكل هذا الغرور وتلك «البجاحة» بمواصلة الحرب حتى تحقيق النصر الكامل، دون أن يخشى حسابًا أوعقابًا، وأن يد اسرائيل «الطويلة» يمكنها الوصول لأى مكان فى الشرق الأوسط برمته وليس إيران فقط؟!، والثانى: هل سلمت إيران رقبة «حسن نصر الله» وقيادات حزب الله إلى إسرائيل.. ولماذا؟، إجابة السؤال الأول لا تحتاج إلى عناء فى ظل الدعم اللا محدود وغير المشروط الذى تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، ودور«كلب الحراسة» الذى تلعبه الثانية لحماية وتأمين مصالح أمريكا والغرب فى الشرق الأوسط خاصة فى البحر الأحمر، ونترك إجابة السؤال الثانى للأيام القليلة القادمة تجيب عنه وتؤكد شرعيته أو بطلانه.
فى النهاية:
ما يجرى الآن هو عملية «ارتجاج سياسى» قد يغير موازين القوى فى الشرق الأوسط، وتتوقف نتائج هذا «الارتجاج السياسى» على قدرتنا والعالم بالتصدى لهذا «اللغم التوراتى، من النيل إلى الفرات»، قبل أن ينفجر هذا الكابوس ويجر المنطقة إلى حرب إقليمية «تجر» بعدها العالم لحرب عالمية.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يفكر في حساباته فقط.. وأمريكا فشلت في لعب دور الوساطة
  • قائد سرية الحد اليمين للجيش الثاني: «الثغرة» عملية «سياسية».. (حوار)
  • عاجل- تصعيد خطير.. إيران تقصف أهدافًا في إسرائيل ورسائل سياسية تشعل الشرق الأوسط
  • أستاذ علوم سياسية: عزيمة مصر أفشلت مخطط نتنياهو في إزاحة سكان غزة إلى سيناء.. فيديو
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يسعى إلى خداع عسكري لفحص جاهزية حزب الله
  • اجتياح لبنان عملية برية غير محدودة وأطماع جديدة لنتنياهو
  • اجتياح لبنان واللغم التوراتى
  • إسرائيل تعدل أهداف حرب غزة – ماذا أضافت ؟
  • نتنياهو يضع العراق ضمن محور الشر.. لماذا لم ترد بغداد؟
  • نتنياهو يضع العراق ضمن محور الشر.. لماذا لم ترد بغداد؟ - عاجل