«حق الطفل ورعايته».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 16 فبراير 2024
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة 16 فبراير 2024، وهي تحت عنوان حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات، للشيخ عمر مصطفي.
خطبة الجمعة 16 فبراير 2024وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص خطبة الجمعة 16 فبراير 2024 وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
ونشرت الأوقاف نص خطبة الجمعة 16 فبراير 2024، الموافق 6 شعبان 1445 هـ عن موضوغع حقُّ الطفلِ ورعايتُهُ بينَ الضرورياتِ والحاجياتِ والتحسينياتِ، وهي كالأتي..
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)}، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، الواحدُ الأحدُ الفردُ الصمدُ، الذي لم يتخذْ صاحبةً ولا ولدًا، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وصفيُّهُ مِن خلقهِ وحبيبُهُ وخليلُهُ، بلّغَ الرسالةَ، وأدَّي الأمانةَ، وجاهدَ في سبيلِ اللهِ حتي أتاهُ اليقينُ، وتركنَا علي المحجةِ البيضاء، ليلُهَا كنهارِهَا لا يزيغُ عنها إلّا هالكٌ، فاللهُمَّ صلِّي عليهِ وعلي آلِه وصحبِه ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024: حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات، للشيخ عمر مصطفي
أولاً: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ }.**عبادَ الله: إنَّ صلاحَ الذريةِ كان محلَّ اهتمامِ الأنبياءِ عليهم السلامُ جميعًا، حتي قبلَ وجودِهَا، فهذا خليلُ الرحمنِ إبراهيمُ عليه السلامُ يدعو اللهَ أنْ يرزقَهُ ولدًا صالحًا ويقولُ: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)}(الصافات)، ويقولُ: { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)}(إبراهيم)، ويقولُ: { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)}(إبراهيم)، ويقولُ هو وإسماعيلُ عليهما السلامُ عندَ بناءِ البيتِ: { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}(البقرة)، ويقولُ زكريّا عليه السلامُ: { رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)}(آل عمران).
ورسولُ اللهِ ﷺ يوجهُنَا إلي اختيارِ الزوجةِ الصالحةِ ذاتِ الدينِ والأخلاقِ الفاضلةِ، لأنَّهَا بمثابةِ التربةِ التي توضعُ فيها البذورُ، فإنْ كانتْ صالحةً صارتْ عونًا للأبِّ في تربيةِ وتنشئةِ الأبناءِ تنشئةً صالحةً، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ” تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ “(صحيح البخاري)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أيضًا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خَيْرُ النِّسَاءِ الَّتِي إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ، وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا» قَالَ: وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.( مسند أبي داود الطيالسي).
وكذلك الزوجةُ عليهَا أنْ تختارَ علي هذا الأساس، أنْ تختارَ صاحبَ الدينِ والخلقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ»(الطبراني في الأوسط).
وعندَ إتيانِ الزوجةِ أمرَ رسولُ اللهِ ﷺ بالتسميةِ والدعاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ، أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا “(صحيح البخاري).
فصلاحُ الذريةِ كان محلَّ اهتمامِ الأنبياءِ والمرسلين، والإسلامُ أمرَ باختيارِ الزوجةِ الصالحةِ، وكذلك الزوجةَ عليهَا أنْ تختارَ صاحبَ الدينِ والخلقِ، طلباً لصلاحِ الذريةِ، ولندعُو بدعاءِ عبادِ الرحمنِ، { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) }(الفرقان).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م: حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات، للشيخ عمر مصطفي
ثانياً:حقــوقُ الطفـــلِ في الإسلامِ*عبادَ الله: إنّ مِن أعظمِ نعمِ اللهِ علينَا (نعمةَ الذريةِ)، وواجبُنَا تجاهَ هذه الذريةِ أنْ نشكرَ اللهَ تعالي عليها، وأنْ نُراعِي حقوقَهُم التي جعلَهَا اللهُ لهُم، وهذه الحقوقُ لا تقفُ عندَ النفقةِ، لا تقفُ عند الملبسِ والمسكنِ والمأكلِ، لا تقفُ عندَ المتطلباتِ الماديةِ فحسب، بل مِن أعظمِ حقوقِهِم التربيةُ السليمةُ التي تُرضِي اللهَ تعالي ورسولَهُ ﷺ، التربيةُ علي العقيدةِ الصحيحةِ، وكذلك العباداتُ، والأخلاقُ، وفي وصايَا لقمانَ لولدِهِ نجدُ المثالَ الواضحَ والنموذجَ المتكاملَ الذي نحتاجُهُ جميعًا في تربيةِ أبنائِنَا.
قال تعالي:{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) } (لقمان ).
*وهذه الوصايا قامتْ علي أمرينِ:الأمرُ الأولُ: الأصولُ التي ينبغِي أنْ نربِيَ عليهَا أبنائَنَا.*العقيدةُ: كان أولُ شيءٍ ربَّي لقمانُ ولدَهُ عليهِ، ووصَّاهُ بهِ التوحيدُ والعقيدةُ، التي تبنَي عليها باقِي العباداتِ والمعاملاتِ، قالَ تعالي: { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}(لقمان)، فأمرَهُ بالتوحيدِ ونهاهُ عن الشركِ بكلِّ صورهِ وأشكالِه، ولم يقلْ لقمانٌ كلامًا جزافًا، بل دللَ لقمانُ على قضيةِ التوحيدِ، قالَ تعالي: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}(لقمان).
*العبادةُ: قال تعالي:{ يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ}، وهذه تربيةٌ متكاملةٌ، تربيةٌ روحيةٌ وجسديةٌ، وتربيةٌ أخلاقيةٌ اجتماعيةٌ، وتربيةٌ علميةٌ وثقافيةٌ، ولا يستغنِى عنها الصغيرُ ولا الكبيرُ. ولا الغنيُّ ولا الفقيرُ. فالصلاةُ تهذبُ الروحَ، وتقوِّى الجسدَ، و تُنمِّى الفكرَ. وتزيلُ الفوارقَ، وتُعلمُ الصبرَ، وتنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ، و تمحو الذنوبَ، وتغسلُ الخطايا، وتزيدُ الصلةَ باللهِ، وتؤكدُ العبوديةَ، و تغذِّى الولاءَ، وتغرسُ الخشوعَ، وتثبتُ التقوَى، و تنيرُ البصائرَ.
* التزكيةُ والأخلاقُ: قالَ تعالي: { يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)}، إنَّ الإنسانَ بطبعِه يميلُ إلى الخوفِ والمراقبةِ وفى حالةِ غيابِهِمَا يفقدُ معنَى إنسانيتِهِ ليكونَ مجرمًا، واعتقادُ المرءِ أنَّ اللهَ يُراقبُهُ في قولِه وفعلِه هو الضابطُ الوحيدُ لكلِّ السلوكياتِ والتصرفاتِ وهو الضابطُ أيضًا للعبدِ في كلِّ أوقاتِهِ وحالاتِهِ.
الأمرُ الثاني: الطريقةُ والأسلوبُ والمنهجُ الذي اتبعَهُ لقمانُ مع ولدِهِ.قال تعالي:{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ }، التربيةُ بالموعظةِ وهو لونٌ مِن ألوانِ التربيةِ، ولعلّهَا مِن أنسبِ أنواعِ التربيةِ، وخاصةً في هذا الموضعِ الذى يكونُ فيهِ المربِّى هو المسئولُ عن الفردِ المربّى، وتربطهُ بهِ علاقةُ دمٍ أو صلةٍ، لأنَّهُ سيحترمُ أقوالَهّ ويقبلُ نصحَهُ دونَ عناءٍ أو تفكيرٍ.
وكذلك المخاطبةُ بالعطفِ واللينِ، قال تعالي: { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}، وهذه طريقةٌ أيضًا مِن أنجحِ الطرقِ في التربيةِ حيثُ العطفُ والمحبةُ، والنفسُ البشريةُ ميالةٌ إلى مَن يعطفُ عليهَا، ونرى مَن حولنَا أنّ الآباءَ الذين يهينونَ أبناءَهُم يُقابَلونَ بالرفضِ ويُصابون بالفشلِ، وأنَّ الآباءَ الذين يرحمون أبناءَهُم ويعطفون عليهم يلاقونَ محبةً واحترامًا فضلًا عن الاستجابةِ.
والمخاطبةُ بالبنوةِ طريقةُ الأنبياءِ مع أبناءِهِم، فهذا إبراهيمُ عليه السلامُ { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}(الصافات)، وهذا نوح عليه السلامُ { يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42)}(هود)، وهذا يعقوبّ عليه السلامُ { قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ}(يوسف).
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 16 فبراير 2024م: حق الطفل ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات، للشيخ عمر مصطفي
ثالثاً: كنْ قدوةً صالحــةً لأبنــائِكَ.عبادَ الله: إنَّ اللهَ تعالي قال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)}(التحريم). يا مَن صدقتُم باللهِ ورسولِهِ وأسلمتُم وجوهَكُم للهِ، احفظُوا أنفسَكُم، وصونُوا أزواجَكُم وأولادَكُم، مِن نارٍ حاميةِ مستعرةٍ، وذلك بتركِ المعاصِي وفعلِ الطاعاتِ، وبتأديبِهِم وتعليمِهِم، مروهُم بالخيرِ، وانهوهُم عن الشرِّ، وعلموهُم وأدبوهُم حتى تقوهُم بذلك مِن النارِ. (صفوة التفاسير ).
إنَّ مهمةَ تربيةِ النشءِ والحفاظَ عليهِ مهمةٌ شاقةٌ، خاصةً في هذا الزمانِ الذي كثرتْ فيه الفتنُ وزادتْ دواعِي الفساد، حتي صارَ الأبُّ مع أبناءِه، بمثابةِ راعِي الغنمِ في أرضِ السباعِ الضاريةِ، إنْ غفلَ عنها أكلتْهَا الذئابُ.
فعلينَا جميعًا أنْ نتقِي اللهَ في أبنائِنَا ونربيَهُم تربيةً تُرضِي اللهَ ورسولَهُ ﷺ، ونكونَ قدوةً صالحةً لهُم، (فالتربيةُ بالفعلِ الصامتِ ) مِن أهمِّ وسائلِ التربيةِ، فالابنُ أكثرُ ما يحبُّ أنْ يقلِّدَ أباهُ، ولَهُ ولَهٌ بذلك، ويفرحُ إنْ قِيلَ أنتَ مثلُ أبيكَ، والبنتُ تُحاكِي أُمّهَا كذلك، فأعينُ الأبناءِ معقودةٌ علي الآباءِ والأمهاتِ، لذلك كان قولُ عمرِو بنِ عتبةَ لِمَن يعلمُ ولدَهّ: ليكنْ أولُ صلاحِكَ لولدِي إصلاحَكَ لنفسِكَ فإنِّ عيونَهُم معقودةٌ بعينِكَ، فالحسنُ عندَهُم ما صنعتَ، والقبيحُ عندَهُم ما تركتَ، ولأنَّ الأبناءَ يلتقطونَ كلَّ ما نفعلُهُ ويحاكُوه، فمعهُم (جهازُ الالتقاطِ، وجهازُ المحاكاةِ) شديدَا الحساسيةِ، فلا نربيهم تربيةَ الطاووسِ لأبنائِهِ، نقولُ بألسنتِنَا أشياءَ وبأفعالِنَا أشياءَ أخرَي.
قال الشاعرُ:مَشَى الطاووسُ يومًا باعْوجاجٍ.. فقلَّدَ شكلَ مَشيتِهِ بنوهُ.
فقالَ علامَ تختالونَ؟ قالوا.. بدأْتَ به ونحنُ مقلِدوهُ.
فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ.. فإنَّا إنْ عدلْتَ معدلوه.
أمَا تدري أبانَا كلُّ فرعٍ.. يجارِي بالخُطى مَن أدّبُوه؟
وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منَّا.. على ما كان عوَّدَه أبوه.
فلنحذرْ مِن التناقضِ في التربيةِ بينَ أقوالِنَا وأفعالِنَا، فنأمرهُم (بالعفافِ والصدقِ والالتزامِ …) ثم يرونَ عكسَهُ في أفعالِنَا، فالطفلُ ينشأُ علي ما عودَهُ عليهِ مَن يربيه، فلنتقِي اللهَ في أبنائِنَا وبناتِنَا.
فاللَّهُمَّ احفظْ أبنائَنَا وبناتِنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، اللهُمّ اعنّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، واجْعلْنَا مِن أهلِ طاعتِكَ وولايتِكَ، ربّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، واغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
خطب شعبان ورمضان 1445هــأولًا: خطب شهر شعبان 1445 هـــ
- الجمعة الأولى: حق الطفل والنشء ورعايته بين الضروريات والحاجيات والتحسينيات.
- الجمعة الثانية: تحويل القبلة دروس وعبر.
- الجمعة الثالثة: مجالس العلم والذكر والاستعداد لرمضان.
- الجمعة الرابعة: يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام.
ثانيًا: خطب شهر رمضان 1445 هـــ- الجمعة الأولى: رمضان شهر الطاعات
- الجمعة الثانية: رمضان شهر الانتصارات
- الجمعة الثالثة: أعمال و فضائل العشر الأواخر من رمضان.
- الجمعة الرابعة: صدقة الفطر وحق الله في المال.. أحكام ومقاصد.
اقرأ أيضاًدروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة
«عهد الأمان» بدلًا من «إغاثة المكروبين».. الأوقاف تستبدل موضوع خطبة الجمعة المقبل
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأوقاف خطب شعبان ورمضان خطب شهر رمضان 1445 خطب شهر شعبان خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة المقبل نص موضوع خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة علیه السلام قال تعالی أبناء ه الله م علیه ا ی الله
إقرأ أيضاً:
بحضور القيادات الدينية والوطنية.. وزير الأوقاف يشهد الاحتفال بذكرى يوم بدر.. صور
شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، احتفالية إحياء ذكرى يوم بدر التي أُقيمت في مسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه-، بحضور عدد من الشخصيات الدينية والوطنية البارزة.
وحضر الاحتفالية، الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر؛ والدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية؛ والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء؛ والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر؛ ومحمود الشريف، نقيب الأشراف؛ والدكتور عبدالهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية؛ والدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية؛ والدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية؛ والدكتور أحمد نبوي، عضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية، إضافة إلى عدد من قيادات وزارة الأوقاف، وعدد من الشخصيات الدينية والعلمية.
وقد افتُتح الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ الطبيب الدكتور أحمد نعينع.
وفي كلمته أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء أن ليالي شهر رمضان تتألق بفضل اللقاءات المشرقة التي يعيشها المسلمون، إذ يجد الصائم الراحة والطمأنينة في العبادة والطاعة. وأشار إلى أن يوم بدر يمثل نموذجًا رائعًا في اتصال المؤمنين بالله، إذ يبرز فيه قيم الشورى والتعاون بين المسلمين.
وأضاف، أن يوم بدر الكبرى كان فارقًا في تاريخ المسلمين، إذ أرسى يومها مبدأ الشورى بين المؤمنين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه في اتخاذ القرارات. كما أشار إلى أن الكرامات الإلهية في يوم بدر، مثل نزول المطر والنعاس على المؤمنين، كانت تأكيدًا لرعاية الله لهم في لحظات الحرب، إذ يثبت الله قلوبهم ويساندهم.
وأكد أن يوم بدر يؤكد أهمية الجمع بين الأخذ بالأسباب والتضرع لله سبحانه وتعالى. كما أشار إلى أن النصر لا يأتي من المعجزات فقط، بل من التمسك بالقيم الإسلامية والعمل الجاد. وأضاف أن النصر الذي تحقق في بدر كان نتيجة إيمان المؤمنين بالله وعزيمتهم، ودعا المسلمين إلى أن يتمسكوا بتلك المبادئ لتحقيق النصر في كل زمان ومكان.
وفي كلمته، أكد الدكتور أحمد نبوي، عضو المجلس الأعلى للشئون الاسلامية، أن يوم بدر كان نقطة فاصلة في تاريخ البشرية، إذ كان يوم النصر الأعظم الذي عزّ فيه الإسلام والمسلمون. وأضاف كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أظهر في هذا اليوم رحمة وعزيمة، وتوجه إلى الصحابة بمبدأ الشورى وأخذ برأيهم في القرارات الهامة. وأضاف أن هذه المعركة كانت بداية قوية لبناء دولة الإسلام.
وأوضح الدكتور أحمد نبوي أن "بدرًا" لم تكن مجرد حرب عسكرية، بل كانت بداية لإرساء أسس الدولة الإسلامية التي قامت على العلم والعمل والصبر على المحن. وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع ميثاقًا أخلاقيًا للحروب، مشددًا على أهمية عدم الغدر أو التمثيل بالعدو، وهو ما أصبح حجر الزاوية للحضارة الإسلامية.
واختُتم الحفل بفقرة من الابتهالات الدينية والمدائح النبوية التي أداها الشيخ جمال حسين، في جو من الروحانية والمشاعر العميقة التي تليق بهذه الذكرى العظيمة.