رئيس مجلس النواب : المبادرة الأطسية لجلالة الملك ستجني ثمارها بلدان إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
أكد رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، اليوم الخميس بالرباط، أن المبادرة الملكية الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي من شأنها إطلاق ديناميات تجني ثمارها المجموعات الجيوسياسية الثلاث لإفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية.
وأبرز الطالبي العلمي في كلمة خلال افتتاح أشغال “المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب-جنوب”، الذي ينظمه مجلس المستشارين تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن هذه المبادرة “المبتكرة والاستراتيجية” لصاحب الجلالة، تعد بإطلاق ديناميات وتطوير وفوائد كبرى، “وأساسا قيمة التضامن المثمر ذي العائد الاستراتيجي المشترك”.
وقال إن الأمر يتعلق بمشاريع استثمارية كبرى للربط والتواصل والإنتاج والإدماج في موارد بشرية وطبيعية ضخمة، مشيرا إلى أن هذه المبادرة هي واحدة فقط من المبادرات والمشاريع المتأصلة “التي لا تتردد المملكة في اقتراحها في إطار عقيدة التعاون جنوب-جنوب، التي هي اليوم جزء ومكون من عقيدة الدبلوماسية المغربية كما أرساها ويقودها جلالة الملك”.
وأكد الطالبي العلمي في هذا السياق، أن بلدان الجنوب تتوفر على جميع الإمكانيات والمقومات للنهوض والصعود، لاسيما في مجالات الاقتصاد والطاقة والموارد الأولية، إذ تتوفر على إمكانيات هائلة من قبيل المعادن والثروات التي تعتبر اليوم مفتاح الصناعات التكنولوجية والميكانيكية، عدا الغاز والنفط، إلى جانب إمكانياتها الهائلة لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة، فضلا عن أكبر الأراضي القابلة للزراعة في العالم.
وأضاف أن بلدان الجنوب تتمتع أيضا “بمواقع هائلة، إذ تقع بين ثلاث محيطات هي الأكبر في العالم، وثلاث بحار كبرى”، لافتا إلى أهمية البحار والمنصات والممرات البحرية في التجارة الدولية، وفي توفير الغذاء، وفي النشاط السياحي وفي التواصل.
واعتبر الطالبي العلمي أن تحويل هذه الإمكانات إلى ثروات ومشاريع، يطرح سؤال التحديات التي تواجه بلدان الجنوب، ومن ذلك، تحدي عدم الاستقرار والنزاعات والهجرات والنزوح واللجوء، وتداعيات الاختلالات المناخية، وضعف الاستثمارات والرساميل وضعف المبادلات بين هذه البلدان وارتباطها أساسا ببلدان المركز، وضعف القيم التصديرية للبضائع، وعدم القدرة على التوفر على التكونولوجيات الجديدة والمهارات لتحويل إمكانياتها إلى ثروات.
واعتبر أن التغلب على هذه التحديات يتطلب البحث عن التكامل في ما بين هذه الدول، واستغلال ما يوفره من فرص، وتوفير البيئة المناسبة والجاذبة للاستثمارات من خلال التشريعات المنفتحة وحكامة المرفق الإداري، وتشجيع الثقافة المقاولاتية، مسجلا أن بلدان الجنوب تتوفر على إمكانيات هائلة للاستثمار في الاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة، مع ما يوفر ذلك من فرص شغل وما يطلقه من ديناميات اقتصادية ومن تموقع مستحق في مجتمعات الإعلام والمعرفة.
وشدد رئيس مجلس النواب على أن “التكتل كمجموعات جيوسياسية حول قرارات سياسية موحدة، ونبد الخلافات في ما بين دول الجنوب، والحرص التام على احترام سيادة البلدان ووحدتها الترابية وقراراتها السيادية، شروط تؤكدها دروس التاريخ لبلوغ أهدافنا”، مستحضرا النجاحات الدولية التي بلغتها بلدان الاتحاد الأروبي، “بعد أن التزمت بأنه لا حرب بعد الحرب الكونية الثانية داخل حدود المجموعة الأروبية ووجهت الثروات المعدنية والأموال المخصصة للأسلحة إلى الصناعات الحديثة وبناء المنشآت الكبرى، وفتحت الحدود في ما بينها ووحدت سياساتها وعملتها”.
ودعا في هذا الصدد إلى “توحيد مرافعات دول الجنوب في المحافل الدولية للدفاع عن قضاياها وضد الظلم التي تعرضت له في سياق نظام دولي غير عادل، وأن تلح على حقها في الاستفادة من التكنولوجيا والمهارات التي ينبغي تيسير نقلها بأقل كلفة”.
ويشكل هذا المؤتمر الذي ينظمه كل من مجلس المستشارين ومنتدى الحوار البرلماني للتعاون جنوب-جنوب، ورابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، فرصة لاستكشاف الفرص التنموية المشتركة، والتعريف بالروابط الثقافية بين إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، وكذا التفكير والتفاعل الجماعي حول مختلف المبادرات التي يمكن أن تسهم بها الدبلوماسية الموازية في دعم بناء نموذج شراكة تضمن لشعوب دول الجنوب الأمن والاستقرار والكرامة الإنسانية.
ويشارك في هذا الحدث البرلماني الرفيع الذي ستمتد أشغاله ليومين، أزيد من 260 مشاركة ومشاركا، يمثلون 40 دولة، ضمنهم 30 رئيسة ورئيسا للبرلمانات الوطنية والاتحادات الجهوية والإقليمية والقارية بكل من إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية والكراييب.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الطالبی العلمی بلدان الجنوب
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان العربي يدين الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف إطلاق النار بقطاع غزة
أدان رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي، بشدة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للفيتو للمرة الرابعة في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات بشكل عاجل إلى قطاع غزة.
وأعرب رئيس البرلمان العربي في بيان، اليوم الخميس، عن أسفه لهذا الموقف الذي يمثل فشل مجلس الأمن في القيام بدوره، ويعكس ازدواجية المعايير التي تنتهك الأعراف والقوانين الدولية، مما يُفقد منظومة الأمم المتحدة مصداقيتها، وهو ما سيؤدي إلي عواقب مدمرة على النظام الدولي.
وحذر «اليماحي»، من أن استمرار عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي نتيجة لهذا الفيتو سيؤدي إلى تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية في القطاع، لافتا إلى أن هذه الخطوة أعطت كيان الاحتلال الضوء الأخضر لتصعيد عدوانه، والاستمرار في حرب الإبادة الجماعية وارتكاب المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
فارتكب اليوم مجزرة جديدة بقصفه حيًا سكنيًا كاملًا في بيت لاهيا، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 80 شخصًا وإصابة العشرات معظمهم من النساء والأطفال، واستمرار استخدام سلاح التجويع والتهجير والتطهير العرقي لإفراغ شمال القطاع من سكانه وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ودعا رئيس البرلمان العربي، المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسئولية القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، والعمل فورا على وقف العدوان المتواصل والكارثة الإنسانية، والمجاعة التي يتعرض لها المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة.
كما دعا «اليماحي» البرلمانات الإقليمية والدولية بالضغط على حكوماتهم للتدخل الفوري والعاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف العدوان ووقف إطلاق النار وحرب الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات إلى جميع مدن وقطاع غزة فورًا.
اقرأ أيضاًالرئاسة الفلسطينية تدين الفيتو الأمريكي وتدعو مجلس الأمن لتحمل مسئولياته
مساعد وزير الخارجية الأسبق: الفيتو الأمريكي أعاق وقف إطلاق النار منذ بدء الحرب على غزة
«جامعـة الدول العربية» يصدر قرارا بشأن استمرار جرائم الاحتلال والفيتو الأمريكي في مجلس الأمن