في عالم التكنولوجيا المترابطة، تلعب تقنية البلوتوث دورا مهما في تسهيل الاتصال بين الأجهزة، إذ إنها مثل خيوط العنكبوت التي تربط الأجهزة بعضها ببعض، وتسمح للمستخدمين بالتواصل ومشاركة البيانات بسهولة.

ويمكن تشبيه هذه التقنية بالرسالة السرية التي تُرسَل بين جهازين دون أن يعلم أحد بذلك، إذ إنها تقنية اتصال لاسلكية قصيرة المدى تسمح للأجهزة بالتواصل مع بعضها في نطاق 10 أمتار.

وتتيح هذه التقنية اللاسلكية القصيرة المدى لجهازين الاتصال مباشرة دون الحاجة إلى دعم البنية التحتية للشبكة، مثل جهاز التوجيه اللاسلكي أو نقطة الوصول.

النشأة والتطور

جاء اختراع تقنية البلوتوث بصفته رد فعل على مشكلة فوضى الكابلات، وجرت منذ الثمانينيات محاولات مختلفة لاستبدال تقنيات الاتصال السلكي ليحل محلها بدائل لاسلكية.

وكانت تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء أحد المنافسين الواعدين، مع أن استهلاكها المرتفع نسبيا للطاقة، فضلا عن حاجتها إلى إنشاء اتصال بصري مباشر بين الأجهزة المراد توصيلها والحفاظ عليه، حال دون انتشار هذه التكنولوجيا.

بدأ تطوير تقنية البلوتوث على يد "نيلز ريدبيك" مدير التكنولوجيا التنفيذي في شركة "إريكسون" في عام 1989، وذلك بغرض تطوير سماعات الرأس اللاسلكية. وبدأ التصميم والتطوير الفعليان في عام 1994، وبحلول 1997 كان لدى الفريق حل عملي.

وفي العام نفسه اقترح "جيم كارداش" من شركة "إنتل" اسم بلوتوث، وهذا الاسم مستوحى من تاريخ الفايكنج والملك الدانماركي "هارالد بلوتوث" في القرن العاشر.

وكان من المفترض استخدام هذا الاسم الرمزي ريثما يتوصل التسويق إلى تسمية مناسبة، لكن الاسم انتشر بسرعة في جميع أنحاء الصناعة قبل تغييره، وأصبح مرادفا للتكنولوجيا اللاسلكية القصيرة المدى.

وفي عام 1997، تواصل أداليو سانشيز الذي كان حينها رئيس قسم البحث والتطوير لمنتجات "ثينك باد" في شركة "آي بي إم"، مع نيلز ريدبيك بشأن التعاون في توصيل الهاتف المحمول في الحاسوب المحمول "ثينك باد".

شركة "آي بي إم" فكرت في فكر دمج الهاتف المحمول في حاسوبها المحمول "ثينك باد" (رويترز)

ودرس المهندسان الفكرة، وكان الاستنتاج هو أن استهلاك الطاقة في تكنولوجيا الهاتف المحمول في ذلك الوقت كان مرتفعا جدا بحيث لا يسمح بدمجها بشكل قابل للاستخدام في الحاسوب المحمول مع توفير عمر بطارية مناسب.

واتفقت الشركتان عوضا عن ذلك على دمج تقنية البلوتوث في كل من حاسوب محمول من فئة "ثينك باد" وهاتف من "إريكسون" لتحقيق الهدف.

ونظرا إلى أن الحواسيب المحمولة "ثينك باد" وهواتف "إريكسون" لم تكن رائجة في السوق في ذلك الوقت، فقد وافق أداليو سانشيز ونيلز ريدبيك على جعل تقنية البلوتوث معيارا صناعيا مفتوحا للجميع، وذلك للسماح لكل لاعب في هذه السوق بأقصى قدر من الوصول لهذه التكنولوجيا.

ودعا أداليو سانشيز بعد ذلك ستيفن ناختشايم من "إنتل" إلى الانضمام، ومن ثم دعت "إنتل"  "توشيبا" ونوكيا".

وفي مايو/أيار 1998، أطلق اتحاد الشركات المكون من "إريكسون" و"آي بي إم" و"إنتل" و"نوكيا" و"توشيبا" منظمة بلوتوث إس آي جي لتطوير الحلول التكنولوجية. وكُشف النقاب عن أول جهاز بتقنية البلوتوث في عام 1999، وكان عبارة عن سماعة رأس محمولة تعمل دون استخدام اليدين، وحصلت على "جائزة تقنية العرض الفضلى" في مؤتمر "كومديكس".

وكان أول هاتف محمول يعمل بتقنية البلوتوث هو هاتف إيركسون تي 36، ولكن نموذج إيركسون تي 39 المنقح هو الذي وصل فعليا إلى رفوف المتاجر في عام 2001.

وبالتوازي، قدمت "آي بي إم" جهاز آي بي إم ثينك باد إيه 30 في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2001، وكان أول حاسوب محمول مزود بتقنية البلوتوث المدمجة.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أضافت "موتورولا" التقنية إلى أجهزتها، مما أدى إلى انتشار البلوتوث بشكل كبير في السوق العامة نظرا إلى حصتها السوقية الكبيرة في ذلك الوقت.

واعتمدت العديد من الحواسيب في الأيام الأولى على أجهزة "الدونغل" الخارجية للاتصال بأجهزة البلوتوث الطرفية، وغالبا باستخدام منفذ يو إس بي. ووفر هذا الأسلوب وظائف البلوتوث الأساسية، مع أنه غالبا ما كان مرهقا للمستخدم.

وتتميز معظم الحواسيب اليوم ببطاقات شبكة مدمجة مزودة بوظيفة الشبكة اللاسلكية والبلوتوث، ويسمح ذلك بأداء وتنسيق أفضل عبر كلتا القدرات الراديوية، مما يساعد على منع التداخل وضمان سرعات نقل البيانات الكافية.

تقنية البلوتوث تسمح بربط الأجهزة بشكل آمن دون الحاجة إلى إدخال كلمات مرور (شترستوك) ظروف وتحديات تطوير تقنية البلوتوث

تآزرت مجموعة من الظروف أدت لتطوير تقنية البلوتوث، وفيما يلي أهمها:

ازدياد استخدام الأجهزة اللاسلكية: ففي التسعينيات، ازداد استخدام الأجهزة اللاسلكية بشكل كبير مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب المحمولة. الحاجة إلى تقنية لاسلكية قصيرة المدى: كانت هناك حاجة إلى تقنية لاسلكية قصيرة المدى لنقل البيانات بين الأجهزة القريبة من بعضها البعض. الحاجة إلى تقنية لاسلكية موفرة للطاقة: كانت هناك حاجة إلى تقنية لاسلكية موفرة للطاقة للأجهزة التي تعمل بالبطارية. الحاجة إلى تقنية لاسلكية آمنة: كانت هناك حاجة إلى تقنية لاسلكية آمنة لنقل البيانات الحساسة.

غير أن الأمر لم يخل من تحديات، وفيما يلي أبرزها:

التداخل مع الأجهزة اللاسلكية الأخرى: فقد كانت هناك مشكلة تداخل تقنية البلوتوث مع الأجهزة اللاسلكية الأخرى التي تعمل على نفس التردد. سرعة نقل البيانات: كانت سرعة نقل البيانات في تقنية البلوتوث محدودة مقارنة بتقنيات الاتصال اللاسلكية الأخرى. التوافق: كانت هناك مشكلات توافق بين الأجهزة من مختلف الشركات المصنعة. التعقيد: كانت تقنية البلوتوث معقدة بالنسبة لبعض المستخدمين.

ونتيجة لهذه الظروف والتحديات، طُورت تقنية البلوتوث للتغلب على هذه المشاكل، وتوفرت تقنية لاسلكية قصيرة المدى موفرة للطاقة وآمنة وسهلة الاستخدام.

تطورات مهمة في المواصفات

تعمل تقنية البلوتوث بترددات تتراوح بين 2.402 غيغاهرتز و2.480 غيغاهرتز، أو بين 2.400 غيغاهرتز و2.4835 غيغاهرتز، وتقسم التقنية البيانات المرسلة إلى حزم، وتنقل كل حزمة عبر واحدة من 79 قناة بلوتوث مخصصة تمتلك كل منها عرض نطاق ترددي قدره 1 ميغاهرتز.

ونظرا إلى أن الأجهزة تستخدم نظام اتصالات راديوي، فليس من الضروري أن تكون في خط رؤية لبعضها البعض، ومع ذلك يجب أن يكون المسار اللاسلكي قابلا للتطبيق.

ومنذ إطلاق أول إصدار من تقنية البلوتوث في عام 1999، شهدت تقنية البلوتوث العديد من التطورات المهمة في مواصفاتها، وفيما يلي أبرزها:

أُصدر بلوتوث 2.0 في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2004 مع سرعة نقل بيانات تصل إلى 2.1 ميغابت في الثانية مع نطاق اتصال يصل إلى 10 أمتار إلى جانب ميزة إيه دي آر لتحسين سرعة نقل البيانات. وفي شهر أبريل/نيسان من عام 2009 أُصدر بلوتوث 3.0 مع سرعة نقل بيانات تصل إلى 24 ميغابتا في الثانية مع نطاق اتصال يصل إلى 100 متر إلى جانب ميزة إتش إس لتحسين سرعة نقل البيانات. ثم في شهر ديسمبر/كانون الثاني من عام 2010 ظهر بلوتوث 4.0 بسرعة نقل بيانات تصل إلى 24 ميغابتا في الثانية مع تقنية البلوتوث المنخفضة الطاقة لتوفير الطاقة. أما بلوتوث 5.0 فانطلق في شهر ديسمبر/كانون الثاني 2016 بسرعة نقل بيانات تصل إلى 50 ميغابتا في الثانية مع نطاق اتصال يصل إلى 400 متر إلى جانب مزايا جديدة، مثل "شبكة البلوتوث الشبكية" و"العثور على الاتجاه".

ويوجد في الوقت الحالي معياران قيد الاستخدام في تقنية البلوتوث هما: معيار البلوتوث التقليدي؛ وهو المعيار المستخدم بشكل شائع في مختلف الأجهزة. ومعيار البلوتوث المنخفض الطاقة؛ وهو معيار محسن من أجل الاستهلاك المنخفض للطاقة الذي يُعتمد عليه بشكل أساسي للاستخدامات المقيدة بعمر البطارية، ولا يستخدم هذا المعيار بشكل شائع لتبادل كميات كبيرة من البيانات، بل يعتمد عليه لتوفير دعم لجودة الصوت المرتفعة.

وتعتمد تقنية البلوتوث على تقنيات التشفير والمصادقة للحفاظ على أمان البيانات أثناء النقل، وتساعد عمليات الاقتران على الحماية من الوصول أو الاتصال غير المرغوب فيه.

ويعتمد مدى تقنية البلوتوث على وضع الجهاز الفعلي والظروف المحيطة والتداخل وقوة الإرسال. وبالمقارنة مع تقنية البلوتوث التقليدية، توفر تقنية البلوتوث المنخفضة الطاقة ميزات أمان محسّنة تُعرف باسم الاتصالات المنخفضة الطاقة الآمنة، التي تتضمن إنشاء خوارزميات متقدمة لمفاتيح الأمان، مما يزيد من صعوبة وصول الجهات الخبيثة إلى الأجهزة.

البلوتوث تقنية عالمية متوافقة مع العديد من الأجهزة من مختلف الشركات المصنعة (غيتي) مزايا البلوتوث سهولة الاتصال: فتقنية البلوتوث تتيح ربط الأجهزة بعضها ببعض لاسلكيا دون الحاجة إلى أسلاك أو كابلات، مما يسهل نقل البيانات بين الأجهزة بسرعة وسهولة، إذ تتوفر تقنية البلوتوث في العديد من الأجهزة، مثل الهواتف الذكية والحواسيب والأجهزة القابلة للارتداء والأجهزة المنزلية الذكية. النطاق الواسع: فالبلوتوث يتيح الاتصال بين الأجهزة على مسافة تصل إلى 10 أمتار، ويمكن توسيع نطاق الاتصال باستخدام أجهزة إعادة الإرسال، كما يمكن استخدام تقنية البلوتوث في مختلف الأماكن مثل المنزل والمكتب والسيارة. الاستهلاك المنخفض للطاقة: فالبلوتوث موفر للطاقة مقارنة بتقنيات الاتصال اللاسلكية الأخرى مثل الشبكة اللاسلكية، ويمكن استخدام تقنية البلوتوث مع الأجهزة التي تعمل بالبطارية دون استهلاك كبير للطاقة. الأمان: فتقنيات التشفير تستخدم لضمان أمان الاتصالات بين الأجهزة، وتسمح تقنية البلوتوث بربط الأجهزة بشكل آمن دون الحاجة إلى إدخال كلمات مرور، وتستخدم تقنية البلوتوث في العديد من التطبيقات الحساسة، مثل المدفوعات عبر الهاتف المحمول. تنوع الاستخدامات: تُستخدم تقنية البلوتوث في العديد من التطبيقات، مثل نقل البيانات بين الأجهزة، وتوصيل سماعات الرأس والأجهزة القابلة للارتداء والتحكم في الأجهزة المنزلية الذكية، وطباعة المستندات، ومشاركة الملفات، والدفع عبر الهاتف المحمول. تكلفة منخفضة: فالبلوتوث يُعد تقنية منخفضة التكلفة مقارنة بتقنيات الاتصال اللاسلكية الأخرى، وتوفر تقنية البلوتوث حلولا فعالة من حيث الكلفة لربط الأجهزة بعضها ببعضا. سهولة الاستخدام: فالبلوتوث تقنية سهلة الاستخدام ولا تتطلب معرفة متقدمة، إذ يمكن للمستخدمين ربط الأجهزة بعضها ببعض بسهولة دون الحاجة إلى مساعدة. التوافق العالمي: فالبلوتوث تقنية عالمية متوافقة مع العديد من الأجهزة من مختلف الشركات المصنعة، ويمكن استخدامها مع الأجهزة بغض النظر عن العلامة التجارية أو نظام التشغيل. التطوير المستمر: فتقنية البلوتوث تتطور باستمرار لتحسين الأداء وإضافة مزايا جديدة، وتعد تقنية مستقبلية تلعب دورا هاما في إنترنت الأشياء. تحديات تقنية البلوتوث النطاق المحدود: تعد تقنية قصيرة المدى، إذ يبلغ نطاقها 10 أمتار كحد أقصى، وقد لا تكون مناسبة للاستخدامات التي تتطلب نطاقا واسعا. سرعة نقل البيانات: تعد سرعة نقل البيانات في تقنية البلوتوث محدودة مقارنة بتقنيات الاتصال اللاسلكية الأخرى مثل الشبكة اللاسلكية، وقد لا تكون تقنية البلوتوث مناسبة لنقل كميات كبيرة من البيانات. استهلاك الطاقة: تعد موفرة للطاقة مقارنة بالتقنيات الأخرى، مع أنها لا تزال تستهلك بعض الطاقة، وقد يصبح استهلاك الطاقة مشكلة في الأجهزة التي تعمل بالبطارية. الأمان: تعد تقنية البلوتوث آمنة بشكل عام، مع أنها قد تكون عرضة للاختراقات، ويجب على المستخدمين توخي الحذر عند استخدام تقنية البلوتوث مع الأجهزة غير الموثوقة. التداخل: قد تتداخل تقنية البلوتوث مع الأجهزة اللاسلكية الأخرى التي تعمل على التردد نفسه، وقد يؤدي التداخل إلى تدهور الأداء أو انقطاع الاتصال. التوافق: تعد عالمية، مع أنه قد تكون هناك بعض مشكلات التوافق بين الأجهزة من مختلف الشركات المصنعة، وقد لا تعمل بعض الأجهزة مع بعضها الآخر بشكل صحيح بسبب اختلاف إصدارات تقنية البلوتوث أو البرامج. التعقيد: قد تكون معقدة لبعض المستخدمين الذين لا يملكون معرفة تقنية متقدمة، وقد يواجه المستخدمون صعوبة في ربط الأجهزة بعضها ببعض أو استخدام مزايا تقنية البلوتوث. التطوير المستمر: قد يؤدي التطوير المستمر لها إلى إصدارات جديدة غير متوافقة مع الأجهزة القديمة، وقد يضطر المستخدمون إلى شراء أجهزة جديدة للاستفادة من مزايا تقنية البلوتوث الجديدة. مستقبل الاتصالات اللاسلكية

قد تلعب تقنية البلوتوث دورا هاما في إنترنت الأشياء، حيث تُستخدم لربط الأجهزة المنزلية الذكية والأجهزة القابلة للارتداء بعضها ببعض وبالشبكة، وقد تسمح هذه التقنية بالتحكم في الأجهزة المنزلية الذكية عن بعد، ومراقبة البيانات الصحية، والمزيد.

كما قد تستخدم في المزيد من الاستخدامات الشخصية، مثل مشاركة الملفات، والدفع عبر الهاتف المحمول، والتحكم في الأجهزة الصوتية، وقد تسمح هذه التقنية بالتواصل بشكل أكثر سهولة وفعالية مع الآخرين.

وقد تستخدم تقنية البلوتوث في تطوير التقنيات الجديدة، مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، وقد تسمح بزيادة التجارب الغامرة والتفاعلية.

وتستمر تقنية البلوتوث في التطور لتحسين الأداء، مثل زيادة سرعة نقل البيانات، وتوسيع نطاق الاتصال، وخفض استهلاك الطاقة، وقد تصبح أكثر كفاءة وفعالية في المستقبل.

وتبذل الشركات المصنعة جهودا لتحسين التوافق بين الأجهزة المختلفة التي تدعم تقنية البلوتوث، الأمر الذي قد يجعل هذه التقنية أكثر سهولة في الاستخدام.

وقد تُدمج تقنية البلوتوث مع التقنيات الأخرى مثل الشبكة اللاسلكية وشبكات الجيل الخامس، لإنشاء شبكات لاسلكية أكثر ذكاء، وقد تسمح هذه التقنية بالتواصل السلس بين مختلف الأجهزة والشبكات.

وتواصل الشركات تطوير تقنيات جديدة لتعزيز أمان تقنية البلوتوث وحماية البيانات من الاختراقات، وقد تصبح هذه التقنية أكثر أمانا ووثوقا في المستقبل.

كما يُتوقع مستقبلا أن تنخفض كلفة تقنية البلوتوث مع تطورها، مما يجعلها أكثر سهولة وفي متناول الجميع.

من المتوقع مستقبلا أن تنخفض كلفة تقنية البلوتوث مع تطورها مما يجعلها أكثر سهولة وفي متناول الجميع (شترستوك) الأجهزة التي تستخدم البلوتوث

تتمتع تقنية البلوتوث بمجموعة واسعة من الاستخدامات، وفيما يلي بعض الأمثلة:

الحواسيب: تدعم أنظمة التشغيل الحالية تقنية البلوتوث بشكل افتراضي، وتتيح الشريحة المدمجة في الجهاز إمكانية الاتصال بأجهزة طرفية مختلفة مثل الفأرة ولوحة المفاتيح وسماعة الرأس والطابعة، كما تستخدم التكنولوجيا اللاسلكية لرموز الأمان بصفتها جزءا من المصادقة الثنائية. الأجهزة المحمولة: توجد شرائح البلوتوث في جميع الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية الحديثة، ويمكنك استخدامها لمزامنة الملفات والصور ومقاطع الفيديو مع مختلف الأجهزة الأخرى. أجهزة إخراج الصوت: تأتي العديد من مكبرات الصوت وسماعات الرأس اللاسلكية مزودة بتقنية البلوتوث التي تمكّنك من تشغيل الملفات الصوتية مباشرة من جهازك. أنظمة التحدث الحر: إذا جرى إقران هاتفك الذكي عبر البلوتوث مع نظام التحدث الحر في راديو السيارة أو خوذة الدراجة النارية، فيمكنك الرد على المكالمات الواردة مباشرة. وفي المركبات يكون الحاسوب الموجود ضمنها متوافقا أيضا مع التكنولوجيا اللاسلكية، ويتيح لك ذلك استخدام شاشة قمرة القيادة للتنقل عبر جهات الاتصال والقوائم الموجودة عبر هاتفك. أجهزة اللياقة البدنية وتكنولوجيا المنزل الذكي: ترسل بعض أجهزة تتبع اللياقة البدنية والساعات الذكية البيانات الصحية عبر البلوتوث مباشرة إلى تطبيق صحي عبر هاتفك الذكي. كما ساهمت أدوات المطبخ التي تدعم تقنية البلوتوث وأنظمة الإنذار والمفاتيح الإلكترونية وإطارات الصور الرقمية في النجاح العالمي لأنظمة المنزل الذكي. منصات الألعاب: تقدم صناعة الألعاب باستمرار شخصيات جديدة إلى السوق يمكنها التواصل والتفاعل مع بعضها البعض عبر البلوتوث. وتستخدم وحدات التحكم الخاصة بمنصات الألعاب الشهيرة -مثل "نينتندو سويتش" و" سوني بلاي ستيشن" و"مايكروسوفت إكس بوكس"- أيضا هذا المعيار اللاسلكي. التكنولوجيا الطبية: يمكن تجهيز المعينات السمعية بمزايا التحدث الحر باستخدام تقنية البلوتوث، كما يمكن تزويد الأطراف الصناعية المتقدمة تقنيا، مثل الذراع والساق ومضخات الأنسولين وأجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم بالتقنية اللاسلكية. التطبيقات الصناعية: تعمل تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية على دفع الصناعة إلى الأمام من خلال ربط الآلات ومرافق التصنيع بعضها ببعض في الشبكات، وبالتالي تمكين التشغيل الآلي لعمليات الإنتاج إلى حد كبير.

في عام 2021، جرى شحن أكثر من 4.7 مليارات جهاز مزود بالبلوتوث، الأمر الذي يجعل هذه التقنية واحدة من معايير الاتصال اللاسلكي الأكثر شيوعا في العالم، ويجعلها إحدى التقنيات اللاسلكية الهامة التي تلعب دورا أساسيا في الحياة اليومية.

وشهدت هذه التقنية تطورا ملحوظا على مر السنوات، ويمتد تأثيرها إلى عدة مجالات من حياتنا اليومية، إذ نلجأ إليها في العديد من الاستخدامات المختلفة، ومن المتوقع أن تستمر التقنية في التطور مستقبلا ولعب دور مهم في مستقبل الاتصالات اللاسلكية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أهمية حوكمة وإدارة البيانات في تحقيق التميز المؤسسي

إنّ مُعظم المنظمات تعتمد اعتمادًا كُليًا على البيانات ولأنّ التحول الرقمي لا يعتمد بالدرجة الأولى على تطوير الأجهزة والآلات فحسب، بل يتعلق الأمر في تكامل التحول الرقمي في جميع المؤسسات العامة، وتُشير نتائج دراسة أعدتها منظمة (PricewaterhouseCoopers) في عام 2019م إلى أنّ جودة البيانات المتوفرة داخل المنظمة وتكاملها وحوكمتها تؤثر تأثيرًا إيجابيًا في توفير التكاليف بنسبة (33%)، وتعمل على زيادة الإيرادات بنسبة (31%)، وتمنحها خطط ورؤى واضحة في تلبية خدمات المستفيدين، وصنع قرارات أكثر دقة، إذ تتيح نظم المعلومات فرصًا متعددة لإحداث تغيرات في أداء المؤسسات العامة وعملياتها بالتالي حوكمتها، فهي توفر المُمكنات التي تعزز من إمكانية تقديم الخدمات، ومشاركة المستفيدين في تطويرها، وهذا يتحقق بوجود نظم معلومات قادرة على إدارة المعلومات والبيانات وتحسين جودتها وآليات تبادلها. إنّ الهدف الأساسي من الاهتمام بالبيانات هو تحويلها إلى أصول معرفية ذات قيمة للمؤسسة لدعم اتخاذ قرارات مُستنيرة، لذلك لا بد من إدارة هذه البيانات وحوكمتها بطريقة ممنهجة. وقد عرفت منظمة Data Management Association (DAMA) حوكمة البيانات، بأنها الإطار التنظيمي لوضع الاستراتيجيات والأهداف والسياسات لإدارة البيانات بشكل فعّال حيث تتألف من العمليات والسياسات والتنظيم والتقنيات اللازمة لإدارة وضمان توافر البيانات وإمكانية استخدامها وسلامتها واتساقها وقابليتها للتدقيق.

وترتكز حوكمة البيانات على مجموعة من المبادئ «مجموعة قواعد يجب أن يلتزم بها» والسياسات «مجموعة الأدلة تتبناها المنظمة لتحقيق مبدأ معين» والمقاييس «الخطوات والعمليات التي من خلالها تُنفذ السياسات» والإجراءات «الخطوات والعمليات التي من خلالها تُنفذ السياسات كذلك» ودليل الممارسات «يتضمن أفضل الممارسات والتوصيات ويجب أخذها في الاعتبار»، وتتداخل هذه المرتكزات مع جميع جوانب المعرفة بمعنى مسؤولة عن المراقبة وليس التنفيذ. بينما تُعنى إدارة البيانات بتنفيذ هذه المبادئ والسياسات ضمن دورة حياة البيانات منذ إنشائها وحتى التخلص منها. وقد أشارت منظمة «DAMA International» إلى أنّ البيانات تُعدّ أصلًا ثمينًا للمؤسسات في عالم اليوم، الذي يعتمد بشكل كبير على البيانات، فممارسات إدارة البيانات الفعّالة والكفؤة تُعدّ غايةً في الأهمية للمؤسسات من أجل استغلال إمكانات بياناتها بالكامل. فإدارة البيانات هي عملية تنظيم وحوكمة وتحليل البيانات بهدف تحسين جودتها وضمان توفرها واستخدامها بكفاءة لدعم اتخاذ القرارات وتحقيق الأهداف المؤسسية. وتتكون إدارة البيانات من عشرة مكونات رئيسة، هي نمذجة وتصميم البيانات، وحفظ البيانات وعملياتها، وأمن البيانات، وتكامل البيانات وتوافقها، وتوثيق وإدارة المحتوى، ومرجعية البيانات، وتخزين البيانات وذكاء الأعمال، ووصف البيانات، وجودة البيانات، وهيكلة البيانات، وتشمل هذه العملية جمع البيانات من مصادر متعددة، وتخزينها بشكل آمن، وتنظيمها بحيث تكون سهلة الوصول والاستخدام، كما تتضمن إدارة البيانات تطبيق سياسات وإجراءات لضمان دقتها وسلامتها وحمايتها من التهديدات الأمنية.

وتُعد إدارة البيانات جزءًا أساسيًا في تعزيز التحول الرقمي والابتكار المؤسسي، حيث تتيح تحويل البيانات إلى أصول استراتيجية تُسهم في تحقيق الميزة التنافسية. ومن خلال التكامل بين الأدوات التكنولوجية والسياسات المؤسسية، يُمكن أن تُسهم إدارة البيانات في تحسين الكفاءة التشغيلية وضمان الامتثال للمعايير التنظيمية. إنّ إدارة البيانات وحوكمتها مترابطتان بشكل وثيق، إذ أنّ إدارة البيانات تشمل جوانب تقنية متنوعة مثل نمذجة البيانات وتخزين البيانات وأمان البيانات، في حين أنّ حوكمة البيانات توفر الإطار الشامل لفرض السياسات وضمان جودة البيانات وتحديد الأدوار والمسؤوليات، فإدارة البيانات تمثل تنفيذ المهام المتعلقة بالبيانات، بينما تحدد حوكمة البيانات القواعد والإرشادات التي تتبع إدارة البيانات للحفاظ على البيانات كأصل موثوق وقيّم. وفي سياق «رؤية عُمان 2040»، التي تهدف إلى وجود جهاز إداري مرن ومبتكر وصانع للمستقبل، تتضح أهمية إدارة البيانات كركيزة أساسية لضمان الكفاءة والفعالية المؤسسية، فالبيانات كما أسلفنا تُعتبر الوقود الذي يغذي نظم التخطيط والتنظيم والمتابعة، حيث تُمكّن المؤسسات من تحليل المعطيات وتحديد الأولويات واستشراف المستقبل بناءً على معطيات دقيقة ومدروسة، حيث تُسهم حوكمة البيانات في تحقيق مبادئ الحوكمة الرشيدة التي ترتكز عليها «رؤية عُمان 2040»، إذ تتضمن وجود سياسات وإجراءات واضحة لتنظيم استخدام البيانات وحمايتها من المخاطر، مع تعزيز الشفافية والمساءلة في التعامل معها. هذه الحوكمة تدعم الأداء المؤسسي المُستدام عبر توفير بيانات موثوقة تُساعد في توجيه المشروعات والموارد بكفاءة لتحقيق أعلى مستويات الإنتاجية والمرونة.

كما تتيح حوكمة البيانات تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، مما يُدعم التنمية الاقتصادية ويواكب الطفرات التقنية المتسارعة والصناعية كذلك. علاوة على ذلك، تُسهم حوكمة البيانات في تعزيز اتخاذ القرارات، حيث توفر البيانات المؤسسية أساسًا قويًا للقرارات المبنية على منظومة معرفية مُتكاملة، مما يقلل من الاعتماد على الحدس أو الاجتهاد الشخصي، ويتيح ذلك للمؤسسات صياغة سياسات وخطط تتسم بالدقة وتستجيب للتغيرات السريعة في البيئة الاقتصادية والطفرات التقنية المُتسارعة. علاوة على ذلك، يُمكّن التخطيط المستند إلى البيانات من تحقيق الأهداف الاستراتيجية لـ«رؤية عُمان 2040»، مثل تحسين مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية ومؤشر الكفاءة الحكومية، لتحقيق مراتب مُتقدمة إقليميًا وعالميًا.وبالنظر إلى التحول الرقمي، الذي يمثل إحدى الركائز الأساسية لـ«رؤية عُمان 2040»، يعتمد اعتمادًا كبيرًا على البيانات وحوكمتها، فمن خلال التحول الرقمي، تصبح المؤسسات قادرة على تقديم خدمات حديثة ومتكاملة تُلبي احتياجات المستفيدين بكفاءة عالية، مع تعزيز الابتكار في تقديم الخدمات، كما يُمكن أن يعزز التحول الرقمي في تعزيز الثقة بين المؤسسات والجمهور وتحسين الأداء المؤسسي واستدامته.

وبناءً على البيانات المُدارة بكفاءة، يُمكن للمؤسسات أنّ توجد بيئة عمل مرنة ومبتكرة وقادرة على التكيّف مع المتغيرات المتسارعة، مما يُعزز ذلك من مكانة سلطنة عُمان كدولة رائدة في الحوكمة الرشيدة والتحول الرقمي. لذلك، ينبغي على المؤسسات الاستثمار في تطوير نظم إدارة وحوكمة البيانات لضمان دقة البيانات وكفاءة استخدامها في دعم عملية اتخاذ القرارات، كما يجب التركيز على بناء قدرات تقنية وبشرية متقدمة لتعزيز التحول الرقمي وتقديم خدمات حديثة ومتكاملة، بالإضافة إلى تبني سياسات شاملة لحماية البيانات وضمان الشفافية والمساءلة، مما يعزز الثقة لدى المستفيدين، بالإضافة إلى العمل على استغلال البيانات لتطوير مؤشرات الأداء وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول مبتكرة تواكب التحولات والطفرات التقنية المتسارعة لا سيما أدوات الذكاء الاصطناعي.

عارف الفزاري كاتب عماني

مقالات مشابهة

  • «ديوا سات - 1» يرسل 2690 ميجابايت من البيانات
  • «البيانات الاصطناعية».. الوقود السري للذكاء الاصطناعي
  • البيانات المبتكرة.. هل تكون وقود الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟
  • مسابقة لـ«القوارب اللاسلكية»
  • أهمية حوكمة وإدارة البيانات في تحقيق التميز المؤسسي
  • تعرف علي أحدث تقنية لتغيير الصمام الأورطي دون جراحة في مصر
  • أبوظبي تستضيف «الجولة الأولى» لبطولة «القوارب اللاسلكية»
  • محافظ أسيوط يعلن عن ضبط 893 مخالفة تموينية ببعض المراكز
  • اليوم.. بداية فصل الشتاء وتحسن في الأحوال الجوية وانحسار الأمطار ببعض المناطق
  • اليوم.. طقس مائل للبرودة وأمطار ببعض المناطق والعظمى بالقاهرة 22 درجة