هل تنقذنا العواطف العربية من العواصف العالمية؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
أمام فداحة الإبادة الجماعية لشعب من شعوبنا العربية منذ 7 أكتوبر إلى اليوم ونحن كأمة لديها كل مقومات القوة لا نزال في أغلب الأحيان نتعامل مع هذه الأحداث المأساوية الدموية بعواطفنا لا بعقولنا لأن العواطف حين تجنح بنا كأنما تريحنا من تعب الحركة ومن وجع التفكير!
وكم مرة في مسيرة الحياة الطويلة سمعت الزملاء الأجانب من حولي في الندوات والمؤتمرات يتحدثون عن العرب كظاهرة عاطفية (لم يعرفوا بعد عبارة ظاهرة صوتية!) وهي عنوان كتاب شهير لحكيم العرب رحمه الله عبد الله القصيمي.
وتعرفون (إن من البيان لسحرا) و(رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) ودرسنا أن هذه الأمة جمعت بين التقدم العلمي والثراء الروحي…
ويكفي أن نشير إلى أن 38000 مصطلحا علميا وتكنولوجيا متداولا باللغات المختلفة هي من أصول عربية أولها مصطلح (الصفر) وعبارة الجبر وأكبرها مصطلح (اللوغاريتم) وهو علم الجبر والكسور إلى آخر العلماء العرب والمسلمين المعروفين لكنهم يعملون اليوم في جامعات أميركية وأوروبية ويابانية لأسباب لا تغيب عنكم!
وتعلمنا أيضا أنه بالتوازي مع ريادتنا العلمية فنحن أمة أنزل إليها القرآن (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) تلك كانت رسالة الأمة لكن الاستخراب (المسمى خطأ بالاستعمار) نجح في التلاعب بجيناتنا فحوّرها لدى قلة من النخبة الهشة المنسلخة حتى تكون طيعة للتغريب وتشعر بأنها هُزمت حضاريا وأن عليها أن تندمج في الحضارة الغالبة لغة وثقافة وتقاليد ولباسا وأعيادا وحتى دينا! بجهود مراكز التنصير الممولة من الفاتيكان والاستعمار العنصري.
وها نحن أمام عواصف دولية عاتية تتصارع على أرضنا القوى العظمى بل وتتحالف لخدمة مصالحها وتحقيق أهدافها (كما وقع في قصف غزة الإجرامي التحقت الجيوش الغربية لنجدة الحليف الإسرائيلي في حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول والأمريكية ليندن جونسون والمقاتلات البريطانية).. وتعقدت لعبة الأمم الكبرى في مشرقنا الإسلامي إلى درجة أتحدى فيها أيا كان من الزملاء العرب أن يشرح لي من هو العدو ومن هو الصديق؟ ومن هو الغازي ومن هو الفاتح؟ ومن يساعدنا ومن يساعد علينا؟ أتحدى النخبة العربية التي أسمعها في الفضائيات ومحطات الإذاعة ووسائل الاتصال الاجتماعي أن توضح لي بالخريطة الجغرافية كيف ولمصلحة من تتحرك الحدود وتتحور التحالفات وتتغير الثوابت وما هو دورنا ونحن في عين الإعصار نبصر وليست لنا بصيرة ونصبر على ما يصنعون بنا صبر العاجز لا صبر المؤمن!
أضعف الإيمان العربي اليوم هو أن نعيد سلطان العقل على عرشه ليتقاسم التحكيم مع العاطفة وهو ما يعني ميدانيا تدشين عهد التخطيط للمستقبل والتنسيق بين الحكام العرب في كنف دينهم والإتحاد من أجل بلوغ وحدة المسلمين وهي ما يخشاه الأعداء العنصريون والصليبيون والمحتلون!فلنتأمل اليوم سنة 2024 حال عواطفنا العربية التي انتقلت تدريجيا من الانتماء للإسلام إلى التعلق بالقومية ثم تقلصت إلى الانتساب للوطن بفضل الكفاح التحريري، لكن الولاء أصبح للطائفة والقبيلة والعرق وغفلنا عن أننا كلنا أمة محمد وشعارنا (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ولا تقولوا لي كما لقنتنا النخب المنسلخة عن أمتها بأن معضلتنا العربية هي نتيجة مؤامرات غربية مسيحية صهيونية صليبية ماسونية مخابراتية مما يعفينا من تحمل مسؤولية وأمانة حاضرنا ومستقبلنا ونعتبر أمتنا ضحية مؤامرات! وهو المنطق السقيم الذي نتج عنه تفرقنا شيعا وتجرأت علينا الأمم الكبرى تتقاسم من جديد (تركة الرجل المريض) نفس الرجل المريض المحتضر الذي تقاسمت فرنسا وبريطانيا تركته بمعاهدة سايكس بيكو سنة 1916 منذ أكثر من قرن في عملية تشبه إعادة بث حلقات المسلسل المأساوي على شاشات حياتنا ومصيرنا.
لا بل إن مأساتنا أننا شعوب عاطفتها جياشة وعقلها معطل. فانظر حولك لترى العراق ثلاث عراقات وسوريا ثلاث سوريات واليمن ثلاث يمنات وليبيا خمس ليبيات وفلسطين فلسطينان و السودان ثلاث سوادين على الأقل مع النفخ في الطائفية و العرقية باستمرار في كل من الدول المغاربية والمشارقية بسبب تواجد الأمازيغ هنا والأكراد هناك فتتحرك دوامة حروب أهلية إقليمية وربما غدا عالمية انطلاقا مما أصبح يسمى بؤر التوتر والأزمات وأغلبنا مع الأسف لا يزال يجادل في قضايا هامشية مؤقتة من نوع (كيف نقنع الإدارة الأمريكية بأن همجية ناتنياهو تؤثر في الانتخابات الرئاسية القادمة للولايات المتحدة؟)
كأن قضية تحرير أرض ومقدسات فلسطين انحسرت وتقزمت لتصبح (ملف إنقاذ ملايين الغزاويين من الإبادة في مربع رفح وهو الملجأ الأخير)! فهل من يقظة بعد سبات عميق؟ وهل بلغت إلى أذاننا أصداء قرع طبول القارعة وما أدراك ما القارعة ونحن نعيش أخطر حرب أوروبية في أوكرانيا لن يكون فيها غالب ولا مغلوب مهما طالت ونعيش تحديا غربيا للصين العملاقة بحرمانها من تايوان وهذه المخاطر أكبر من أحجامنا وأبعد من أحلامنا.
أضعف الإيمان العربي اليوم هو أن نعيد سلطان العقل على عرشه ليتقاسم التحكيم مع العاطفة وهو ما يعني ميدانيا تدشين عهد التخطيط للمستقبل والتنسيق بين الحكام العرب في كنف دينهم والإتحاد من أجل بلوغ وحدة المسلمين وهي ما يخشاه الأعداء العنصريون والصليبيون والمحتلون!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطين احتلال فلسطين غزة رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الإثنين 28 أبريل 2025
تباينت أسعار العملات العربية والأجنبية في بداية التعاملات الصباحية اليوم الإثنين 28 أبريل 2025 في جميع البنوك العاملة بـ مصر.
أسعار العملات العربية والأجنبيةوتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص أسعار العملات العربية والأجنبية وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
سجل سعر الريال السعودي في المركزي المصري نحو 13.56 جنيه للشراء، و13.60 جنيه للبيع.
بلغ سعر الريال السعودي في البنك الأهلي المصري نحو 13.52 جنيه للشراء، و13.59 جنيه للبيع.
وصل سعر الريال السعودي في بنك مصر نحو 13.52 جنيه للشراء، و13.59 جنيه للبيع.
سعر الدينار الكويتيسجل سعر الدينار الكويتي في البنك المركزي المصري نحو 163.85 جنيه للشراء، و168.20 جنيه للبيع.
بلغ سعر الدينار الكويتي في البنك الأهلي المصري نحو 165.2 جنيه للشراء، و166.3 جنيه للبيع.
وصل سعر الدينار الكويتي في بنك مصر نحو 165.3 جنيه للشراء، و166.3 جنيه للبيع.
سعر الدرهم الإماراتيبلغ سعر الدرهم الإماراتي في البنك المركزي المصري نحو 13.85 جنيه للشراء، و13.89 جنيه للبيع.
سجل سعر الدرهم الإماراتي في البنك الأهلي المصري نحو 13.85 جنيه للشراء، و13.89 جنيه للبيع.
وصل سعر صرف الدرهم الإماراتي في بنك مصر نحو 13.85 جنيه للشراء، و13.89 جنيه للبيع.
بلغ سعر الدولار أمام الجنيه المصري في البنك المركزي نحو 50.87 جنيه للشراء و51 جنيهًا للبيع.
وصل سعر الدولار أمام الجنيه المصري في البنك الأهلي المصري نحو 50.90 جنيه للشراء و51 جنيهًا للبيع.
سجل سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في بنك مصر نحو 50.90 جنيه للشراء و51 جنيهًا للبيع.
سعر اليوروسجل سعر اليورو في في البنك المركزي المصري نحو 57.82 جنيه للشراء، و57.95 جنيه للبيع.
بلغ سعر اليورو في البنك الأهلي المصري نحو 57.73 جنيه للشراء، و57.99 جنيه للبيع.
وصل سعر اليورو في بنك مصر نحو 57.73 جنيه للشراء، و58.02 جنيه للبيع.
سعر الجنيه الاسترلينيسعر الجنيه الاسترليني في البنك المركزي المصري، بلغ نحو 67.72 جنيه للشراء و67.91 جنيه للبيع.
سعر الجنيه الاسترليني في البنك الأهلى المصرى، سجل نحو 67.56 جنيه للشراء، و68.05 جنيه للبيع.
سعر الجنيه الاسترليني في بنك مصر، وصل نحو 67.56 جنيه للشراء، و68.05 جنيه للبيع.
اقرأ أيضاًأسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الأحد 27 أبريل 2025
الدينار الكويتي بكام؟.. أسعار العملات العربية والأجنبية في مصر اليوم الثلاثاء 22-4-2025
أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الإثنين 21 أبريل 2025