على خلفية هزائم أوكرانيا، هل يجدر انتظار مفاوضات بين روسيا ودول الغرب؟ حول ذلك كتب البروفيسور في جامعة سان بطرسبورغ الحكومية ستانيسلاف تكاتشينكو، في "إزفيستيا":
يعرف العلم نموذجين أساسيين للمفاوضات في المراحل الأخيرة من الحروب: عندما يكون أحد الطرفين قد هزم الآخر بالفعل، أو عندما يكون انتصار أحدهما قد بات حتميًا؛ وعندما تتورط الدول في صراع ولا تريد الاستمرار فيه، لأنها غير واثقة من انتصارها، وتبدو الأثمان المتوقعة لاستمرار المواجهة باهظة بالنسبة لها.
في الوقت الحالي، أصبح تفوق روسيا في العملية العسكرية الخاصة ملحوظًا أكثر فأكثر، وأصبحت الأهداف المحددة للعملية قابلة للتحقيق.
بالنسبة للكرملين، يظل السيناريو الأول (انتصار روسيا واستسلام العدو) يمثل أولوية؛ وهو السيناريو الذي تنفذه القوات المسلحة الروسية ووزارة الخارجية، يدًا بيد. وفي سياق تراجع الدعم الدولي لكييف، تراجعت واقعية السيناريو الثاني إلى قيم ضئيلة، وأصبح عدد متزايد من اللاعبين الجادين في مجال السياسة الخارجية يأخذونه في الاعتبار.
لا تزال احتمالات بدء عملية التفاوض بين روسيا والدول الغربية كبيرة. وفي الأشهر المقبلة، قد ينتقل الأمر إلى حوار رسمي، حيث ستصبح روسيا والولايات المتحدة اللاعبين الرئيسيين. دعونا نعرب عن بعض الأفكار حول شكل التفاوض ومحتواه:
أولاً، سيؤدي إعلان روسيا "رفض مصافحة" فلاديمير زيلينسكي إلى حقيقة أن الوسيط الدولي الذي يتمتع بثقة روسيا سيتحدث نيابة عن كييف في المفاوضات. وسيكون لزامًا عليه إقناع كييف بحتمية قبول شروط الإنذار الروسي- تفكيك "مشروع واشنطن الأوكراني"؛
ثانيا، ستكون هذه مفاوضات حول إنشاء نظام عالمي جديد. ونادرًا ما ستتحدث الأطراف عن أوكرانيا؛ إذ أنها سوف تصبح ورقة مساومة في تجارة أكبر؛
ثالثًا، ستُطرح شروط الاتفاق على الضمانات الأمنية التي طلبتها روسيا من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في ديسمبر 2021، مرة أخرى على طاولة المفاوضات، وستدور حولها معارك دبلوماسية ساخنة. وقد لا تتمكن روسيا من التوصل إلى اتفاق على معظم مطالبها، ولكن سيتم اتخاذ الخطوات الأولى في الاتجاه الصحيح.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو
إقرأ أيضاً:
بايدن يمنح كييف الإذن بضرب العمق الروسي بالأسلحة بعيدة المدى
18 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، مساء الأحد الماضي، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سمح لقوات كييف بتوجيه ضربات باستخدام صواريخ ATACMS بعيدة المدى على أراضي روسيا الاتحادية.
وكما يوضح المسؤولون، فإن خطوة بايدن مرتبطة بمعلومات حول التواجد المزعوم لقوات كورية شمالية في مقاطعة كورسك، وتؤكد الصحيفة أن ذلك “أدى إلى ضرورة تعزيز الدفاع عن الجيش الأوكراني”.
وسبق أن لفتت روسيا الانتباه إلى حقيقة أن الولايات المتحدة ليس لديها تأكيد على وجود أفراد عسكريين من كوريا الديمقراطية في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
ووصفت كوريا الديمقراطية الاتهامات الموجهة لبيونغ يانغ بإرسال أفراد عسكريين إلى روسيا بأنها “مناورات قذرة” للولايات المتحدة وحلفائها من أجل إخفاء جرائمهم وإطالة أمد الصراع في أوكرانيا.
وفي منتصف يوليو الماضي، قال البنتاغون إن الولايات المتحدة لن تسمح لنظام كييف باستخدام صواريخ ATACMS الأمريكية لشن ضربات ضد عمق روسيا، لكن هذا قد يتغير.
وأشار الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إلى أن بعض دول الحلف، بما في ذلك بريطانيا نقلت في البداية الأسلحة إلى كييف “دون أي قيود”.
وسبق أن صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن دول “الناتو” لا تناقش فقط إمكانية استخدام القوات الأوكرانية لأسلحة بعيدة المدى ضد عمق روسيا، بل تناقش المشاركة المباشرة في الصراع في أوكرانيا.
وأوضح بوتين أنه عندما يتعلق الأمر باستخدام أسلحة غربية عالية الدقة وبعيدة المدى، ينبغي أن يكون مفهوما أن مثل هذه العمليات تتم بمشاركة عسكرية من دول “الناتو”، حيث أنها وحدها القادرة على القيام بمهام توجيه أنظمة الصواريخ.
وأكد الرئيس الروسي أن المشاركة المباشرة للغرب في المواجهة في أوكرانيا ستغير جوهرها بشكل كبير وستعني أن دول “الناتو” – الولايات المتحدة والدول الأوروبية – أصبحوا في حالة حرب رسمية مع روسيا، وأشار بوتين إلى أن موسكو ستتخذ قراراتها بناء على التهديدات التي تظهر أمامها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts