أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها مضمونة: "هل يعد غير الراغب في القطيعة من المشاحنين والمخاصمين الذين لا يغفر لهم في ليلة النصف من شعبان؟ حيث إنه قد حصل بين أحد الأشخاص وأخيه بعض الخلافات، حتى أدى ذلك إلى القطيعة التامة بينهما، ومرَّ على ذلك شهر أو أكثر، وبعد أن راجع نفسه قرر الصلح وعزم على وصله، لكنه يمتنع عن ذلك كلما يراد الكلام معه، ونحن الآن في أيام مباركة وليلة عظيمة؛ هي ليلة النصف من شعبان، وقد علمنا أن الله يغفر لكلِّ الناس فيها إلا المشاحن، وقد بيَّن هذا الشخص رغبته في وصل أخيه وامتناع الأخ عن ذلك، فهل يكون ممن لا يغفر الله له في هذه الليلة المباركة بسبب المشاحنة والمقاطعة الحاصلة بينه وبين أخيه؟".

لترد دار الإفتاء المصرية، موضحة: انه يجب عليك شرعًا وَصْلُ أخيك ما استطعت، والسعيُ في الصلح لتعود المودة بينكما، فإن أَبَى وقطعك مِن جانبه؛ فيكفيك إلقاءُ السلام عليه أو وَصْلُهُ بوسائل التواصل المتاحة؛ لتخرج من الهجر والشحناء، وتكون محلًّا لنوال المغفرة والرحمة والفضل العظيم في ليلة النصف من شعبان المبارك.

معجزة سورة يس.. شاهد ماذا يحدث لمن يقرأها سورة لا تتم الصلاة إلا بها .. الإفتاء توضح حكم هجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام

لما كان الإنسان مجبولًا على الغضب والرضا، ومعرَّضًا لسوء الخلق والتباغض والتخاصم بينه وبين أخيه، وصدور أشياء تزعزع رابطة الأخوة أو تقطعها لأمر دنيوي -كما في مسألتنا-؛ نَبَّهَ الشرع الشريف على هذا، وراعى الفطرة البشرية عند احتدام التخاصم والخلاف، وأوصى بألَّا يزيد الهجر والتخاصم على ثلاثة أيام، وهي مدة كافية لتهدأ فيه النفوس من غضبها، ويراجع كلٌّ مِن المتخاصمين نفسه، ويصل من قطعه، فإن زاد على الأيام الثلاثة حَرُمَ عليهما، وأثما ما داما مشتركين في الخصام والقطيعة ولم يبادر أحدهما بالصلح والوصل؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ» أخرجه الشيخان.

قال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 127، ط. أوقاف المغرب): [أجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث] اهـ.

فإن تمادى كلٌّ منهما واستمرَّا على خصامهما حُرِمَا الخير والفضل، وعوقبا بعدم المغفرة خاصة في الأيام المشرّفة والليالي المباركة؛ كليلة النصف من شعبان، والتي فيها تنزل الرحمات والبركات، وينال الناس فيها النفحات والفيوضات وإجابة الدعوات، والفضل العظيم والثواب الجزيل والمغفرة العامة، فإن ظَلَّا متخاصمَين حُرِمَا ذلك الفضل كله؛ فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى ليلة النصف من شعبان، فَيَغْفِرُ لِكُلِّ نَفْسٍ إِلَّا مُشْرِكٍ بِاللهِ وَمُشَاحِنٍ» أخرجه الأئمة: الدارمي في "الرد على الجهمية" واللفظ له، والبزار -وحسنه- والمروزي في "المسند"، وابن خزيمة في "التوحيد"، والدارقطني في "النزول"، ووثَّق رجالَه الحافظُ الهيثمي في "مجمع الزوائد".

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «يَطَّلعُ اللهُ عَلَى خَلْقِهِ فِي ليلة النصف من شعبان، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» أخرجه الأئمة: ابن أبي عاصم في "السنة"، وابن حبان في "الصحيح"، والطبراني في "المعجم الكبير" و"الأوسط" واللفظ له، والبيهقي في "شعب الإيمان".

عدم المغفرة للمخاصم والمشاحن في ليلة النصف من شعبان
الزجر بعدم المغفرة في هذه الليلة المباركة إنما يكون لمن أصرَّ على الخصام والشحناء والهجر والقطيعة بلا عذر، أما إذا بادر أحدهما بالصلح وأخرج ما في قلبه من الشحناء تجاه أخيه، ونوى وصله وسعى في ذلك بما استطاع مِن وسائلَ وطُرُقٍ تؤدِّي إلى الصلح وما مِن شأنه أن يجمع شملهما مرة أخرى، وأَبَى الآخرُ الصلحَ والوصلَ وظلَّ على مقاطعته؛ فحينئذ لا يدخل الأول الذي بادر إلى الصلح في هذا الزجر وعدم نيل المغفرة والفضل من هذه الليلة، بل له الثواب على نيته الصلحَ وسعيه فيه؛ لأن الأصل في الأعمال النية؛ لعموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» أخرجه الشيخان من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ومن ثَمَّ فإن نوى أحدُ المتخاصمَين الصُّلْحَ وسَعَى فيه جُوزِي على نِيَّتِهِ وسَعْيِهِ في الصلح، وأَثِمَ الآخرُ بإعراضه وتَمَنُّعِهِ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لَا تَحِلُّ الْهِجْرَةُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَإِنِ الْتَقَيَا فَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْآخَرُ السَّلَامَ؛ اشْتَرَكَا فِي الْأَجْرِ، وَإِنْ أَبَى الْآخَرُ أَنْ يَرُدَّ السَّلَامَ؛ بَرِئَ هَذَا مِنَ الْإِثْمِ، وَبَاءَ بِهِ الْآخَرُ» أخرجه الإمامان: الطبراني في "الأوسط"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.

وفي حديث هشام بن عامر رضي الله عنه مرفوعًا: «فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلَامَهُ؛ رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، وَرَدَّ عَلَى الْآخَرِ الشَّيْطَانُ» أخرجه الأئمة: عبد الله بن المبارك والطيالسي وابن الجعد وأحمد -واللفظ له- وأبو يعلى في "مسانيدهم"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وغيرهم.

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «فَإِنْ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ؛ فَقَدِ اشْتَرَكَا فِي الْأَجْرِ، وَإِنْ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ؛ فَقَدْ بَاءَ بِالْإِثْمِ»، زَادَ أَحْمَدُ: «وَخَرَجَ الْمُسَلِّمُ مِنَ الْهِجْرَةِ» أخرجه الأئمة: البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو دود -واللفظ له- والبيهقي في "السنن".

قال الإمام البيضاوي في "تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة" (3/ 264، ط. أوقاف الكويت): [«فَقَدْ بَاءَ بِإِثْمِهِ» يحتمل أن يكون الضمير المجرور فيه للبايِئِ، فيكون المعنى: أنَّ المُسلِّم خرج من الهجرة، ونُفِيَ مِن الوِزر، وبَقِيَ الإثمُ على الذي لم يردَّ السلامَ، ويحتمل أن يكون للمسلَّم، والمعنى: أنه ضَمَّ إثمَ هِجران المسلِّم إلى إثم هِجرانه، وَبَاءَ بهما؛ لأن التهاجُرَ يُعَدُّ منه وبسببه] اهـ.

وجملة هذه الروايات وغيرها يدُلُّ على أنَّ أقلَّ ما يحصل به الخروج مِن الهِجران هو السلامُ وإن اجتنب مخالطته والكلام معه، وبه تبرأ ذمة المسلِّم من الشحناء والقطيعة والإثم؛ كما هو قول جماهير العلماء، واشترط الإمام أحمد والإمام ابن القاسم من المالكية إضافةً إلى السلام: عدم تأذِّي المسَلَّم عليه من اجتناب الكلام معه؛ لأن السلام يهدف إلى نَفْيِ الأذى، ويُزيل الضغائن، وَيُورث التحابُب، ويَنشر الأُلفة، وهو أدفعُ للضغينة بغير مؤنةٍ، واكتسابُ أخُوَّةٍ بأهوَنِ عطية، وبقاءُ التأذي يعكِّر صفو هذه المعاني؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

قال بدر الدين العيني الحنفي في "عمدة القاري" (22/ 137، ط. دار إحياء التراث): [واختلفوا: هل يخرج بالسلام وَحْدَهُ مِن الهِجران؟ فقالت البغادِدَةُ: نعم، وكذا قول جمهور العلماء: إن الهِجرة تزول بمجرد السلام وَرَدِّهِ، وبه قال مالكٌ في رواية، وقال أحمد: لا يبرأ من الهِجرة إلا بِعَوْدِهِ إلى الحال التي كان عليها أولًا، وقال أيضًا: إن كان تركُ الكلام يؤذيه لم تنقطع الهِجرة بالسلام، وكذا قال ابن القاسم] اهـ.

وقال الإمام أبو الوليد الباجي المالكي في "المنتقى شرح الموطأ" (7/ 215، ط. مطبعة السعادة): [أما إذا سَلَّمَ: فقد رَوَى ابنُ وهبٍ عن مالكٍ: إذا سَلَّمَ عليه ولا يكلمه بهذا المقدار الذي نُهِيَ عنه من المهاجرة فقد قطع الهجرة. وقد قال ابن القاسم في "المزنية" في الذي يُسَلِّمُ على أخيه، ولا يكلمه بغير ذلك بل يجتنب كلامَه: إن كان غير مؤذٍ له؛ فقد برئ من الشحناء] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "شرحه على صحيح مسلم" (16/ 117، ط. دار إحياء التراث العربي): [مذهب الشافعي ومالك ومَن وافقهما: أن السلام يقطع الهجرة ويرفع الإثم فيها ويزيله، وقال أحمد وابن القاسم المالكي: إن كان يؤذيه لم يقطع السلامُ هجرته] اهـ.

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" (3/ 981، ط. دار السلام): [واختلفوا: هل ينقطع الهِجران بالسلام؟ فقالت طائفة: ينقطع بذلك، وروي عن الحسن ومالك في رواية ابن وهب، وقاله طائفةٌ مِن أصحابنا] اهـ.

هذا في مجرد الخلاف الذي ليس له مسوِّغٌ شرعي، وكان متعمدًا منهما أو مِن أحدهما، فإن ترتَّب على السلام أذًى مِن أحدهما أو كان تركه بسببٍ شرعيٍّ: فيجوز هجره عند ذلك ويخرج عن الإثم كما سبق بيانه، خاصة إذا كان يرجو بذلك صلاحَه؛ قال الإمام المناوي في "التنوير شرح الجامع الصغير" (7/ 554، ط. دار السلام): [«مُشَاحِنٍ» أي: مخاصِم مُعادٍ لا لوجهٍ شرعي] اهـ.

والأولى عدم هجر الأخ أخاه، بل يأخذ بيده ويَصِلُهُ؛ كما حث على ذلك سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورغَّب فيه، ووَجَّه إليه الرجلَ الذي يَصِلُ أهلَهُ وهُم يقاطعونه ويؤذونه؛ إذ قال له صلى الله عليه وآله وسلم: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ؛ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وآله وسلم فی لیلة النصف من شعبان ی لیلة النصف من شعبان رضی الله عنه قال الإمام ه جران

إقرأ أيضاً:

متى تبدأ ليلة النصف من شعبان 2025؟.. اعرف هتصوم يوم إيه

لاشك أن ما يطرح السؤال عن متى ليلة النصف من شعبان 2025 ؟، هو أنها من الأزمنة المباركة التي لا يمكن تفويتها أو خسارة نفحاتها وبركاتها بأي حال من الأحوال ، كما أنه كذلك ما يزيد البحث عن متى ليلة النصف من شعبان 2025 ؟ أنها وقت مؤكد لدعاء مستجاب لا يرد.

ومن ثم يبحث الكثيرون عن متى ليلة النصف من شعبان 2025 م؟، باعتبارها من أهم المواقيت والأزمنة المباركة ، حيث تمتلئ بالنفحات والبركات وفيها دعوة مستجابة قد تغير قدرك إلى أجمل مما تتمنى، وطوق نجاة من كل مهالك الدنيا.

ومن هنا تتضح أهمية معرفة متى ليلة النصف من شعبان 2025 ؟ ، حيث ينبغي اغتنامها بشتى الطرق والأعمال الصالحة وعدم ترك ليلة النصف من شعبان 2025 تحت أي مسمي، وذلك لأن الاستفهام عن متى ليلة النصف من شعبان 2025؟، بمثابة سؤال عن موعد الفرج وفتح أبواب السماء أمام أدعيتنا وأحلامنا، حتى إنه يمكن القول أن متى ليلة النصف من شعبان 2025 ؟ به يتحدد موعدنا مع السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.

أفضل سورة تقرأ في شعبان كل صباح.. تفتح لك أبواب الرزق الواسعلماذا سمي شعبان شهر رسول الله؟.. لـ 9 أسباب احذر الغفلة فيه وخسارتهمتى ليلة النصف من شعبان 2025

أجابت دار الإفتاء المصرية ، عن سؤال متى ليلة النصف من شعبان 2025 ؟، بأن ليلة نصف شعبان هي ليلة الخامس عشر من الشهر الهجري شعبان ، وتبدأ من مغرب اليوم السابق وهو يوم الرابع عشر من شعبان ، ومن ثم فإن ليلة النصف من شهر شعبان 2025م تبدأ من مغرب يوم الخميس بعد المقبل الموافق 14 شعبان 1446هـ، و13 فبراير 2025م، وتنتهي فجر اليوم التالي - يوم الجمعة - الموافق 15 شعبان لعام 1446هجريًا، و14 فبراير لعام 2025 ميلاديًا، والذي يعد يوم نصف شعبان 2025 ، وهو ما يمكن صيامه.

ووفقًا للتقويم الهجري، تبدأ ليلة النصف من شعبان مع غروب شمس يوم الخميس، 14 شعبان 1446هـ، الموافق 13 فبراير 2025م، وتستمر حتى فجر يوم الجمعة 15 شعبان.

وقد استطلعَت هلالَ شهرِ شعبان لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وستة وأربعين هجريًّا بعد غروب شمس  التاسعِ والعشرين من شهر رجب لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وستة وأربعين هجريًّا، الموافق 30 من شهر يناير لعام ألفين وخمسة وعشرين ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية، وقد تحقَّقَ لديها شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة ثبوت رؤية هلالِ شهر شعبان لعامِ ألفٍ وأربعمائةٍ وستة وأربعين هجريًّا بِالعَيْن المجردةِ، وقد وافق ذلك الحساب الفلكي أيضًا، فأعلنت أن يوم الجمعة الماضي الموافق 31 من يناير 2025 هو أول أيام شهر شعبان لعام 1446هـ.

وبناء عليه تكون ليلة النصف من شعبان 1446 - 2025 في مصر مساء الخميس بعد  المقبل الموافق 14 شعبان 1446هـ، والموافق 13 من فبراير الميلادي لعام 2025، وبناء عليه يكون صيام نصف شعبان 2025 يوم الجمعة  الموافق يوم الخامس عشر من شعبان 1446هـ، والرابع عشر من شهر فبراير 2025.

وأوضحت “ الإفتاء” ، أن في هذه الليلة تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة في مكة المكرمة، حيث إن بعض المؤرخين ذكروا أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كان في الخامس عشر من شعبان، في السنة الثانية للهجرة، ويوافق نوفمبر 623م، وهناك قولً آخر بأن تحويل القبلة كان في منتصف شهر رجب.

ليلة النصف من شعبان 2025

يعد موعد ليلة النصف من شعبان 2025 من المواقيت المهمة التي يبحث عنها الكثيرون لما له من فضل عظيم ، لما ورد أن ذكرى ليلة النصف من شعبان من المناسبات الدينية، التي قال الله تعالى عنها في كتابه العزيز: «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ».

وتبدأ ليلة النصف من شعبان 2025 من مغرب الخميس بعد القادم الموافق 14 شعبان 1446هـ، والموافق 13 من فبراير الميلادي لعام 2025 وتنتهي مع فجر الجمعة 15 شعبان الموافق 14 من فبراير 2025م، وهذا يعني أنه اقترب كثيرًا حتى أنه صار على بُعد عشرة أيام ، لذا لا بأس بالاحتفال في ليلة النصف من شعبان بالقرآن والذكر وتذكير؛ وما نحوه من العمل الصالح من الصدقات وإطعام الطعام ، فإن ذلك داخلٌ في الأمر بإحياء هذه الليلة، كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا...؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجة.

أدعية ليلة النصف من شعبان

اللهمّ يا مطلع على جميع حالاتنا اقضِ عنّا جميع حاجاتنا، وتجاوز عن جميع سيّئاتنا وزلّاتنا، وتقبّل جميع حسناتنا وسامحنا، ونسألك ربّنا سبيل نجاتنا في حياتنا ومعادنا، اللهمّ يا مجيب الدّعاء، يا مغيث المستغيثين، يا راحم الضّعفاء أجب دعوتنا، وعجّل بقضاء حاجاتنا يا أرحم الرّاحمين.

اللّهم ارزقني رزقًا لا تجعل لأحدٍ فيه منَه ولا في الآخرة عليه تبعةٌ برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللّهم صُبّ علينا الخير صبًّا صبًّا ولا تجعل عيشنا كدًّا كدًّا.

الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، الحمد لله الذي استسلم كلّ شيء لقدرته، الحمد لله الذي ذلّ كل شيء لعزّته، الحمد لله الذي خضع كل شيء لمُلكه.

اللّهم يا رزاق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين.

اللّهم سهل أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحطّ عني الذنب والوزر، يا رؤوفًا بعبادك الصالحين.

 اللّهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا، وتضع وزرنا، وتُطهّر قلوبنا، وتُحصّن فروجنا، وتغفر لنا ذنوبنا، ونسألك الدّرجات العُلا من الجنة.

اللّهم إنّا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، ونستعينك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.

إلهي وقف السائلون ببابك، ولاذ الفقراء بجنابك، ووقفت سفينة المساكين على ساحل كرمك يرجون الجواز إلى ساحة رحمتك ونعمتك، اللّهم ما قسمت في هذه الليلة من علم ورزق وأجر وعافية فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب.

اللّهم ارزقنا عملًا صالحًا يُقرّبنا إلى رحمتك، ولسانًا ذاكرًا شاكرًا لنعمتك، وثبتنا اللّهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

إلهي ربح الصائمون، وفاز القائمون، ونجا المخلصون، ونحن عـبيدك المذنبون، فارحمنا برحمتك، وجُدْ علينا بفضلك ومِنَّتك، واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلّ الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.

اللّهم إني أسألك صدق التوكّل عليك، وحسن الظنّ بك، اللّهم ارزقنا قلوبًا سليمة، ونفوسًا مطمئنة، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب.

إلهي إن كنت لا تكرم في هذا الشهر إلا من أخلص لك في صيامه فمن للمذنب المُقصّر إذا غرق في بحر ذنوبه وآثامه.

اللّهم أسكنّا الفردوس بجوار نبيك الكريم، إلهي إن كنت لا ترحم إلّا الطائعين فمن للعاصين، وإن كنت لا تقبل إلّا العاملين فمنّ للمقصرين.

اللّهم عوّضني عن كل شيء أحببته فخسرته، طابت له نفسي فذهب، صدقته فكذب، استأمنته فغدر.

اللّهم ولا تشغلني عنك وقربني إليك، ربي ولا تذلّني لسواك.

اللّهم إن ضاقت الأحوال يومًا أوسعها برحمتك، يا رب استودعتك دعواتي فبشرني بها من غير حولٍ مني ولا قوة.

شهر شعبان

يعتقد كثيرٌ من المسلمين أنَّ شهر شعبان له ميزةً خاصّةً وعباداتٍ منفردةً عن باقي الشهور، فيقومون ليله ويصومون نهاره؛ وذلك تقرُّبًا لله سبحانه وتعالى، وإدراكًا لفضل العبادة في هذا الشّهر حسبَ الاعتقاد السّائد لديهم، وقد جرى جدلٌ كبيرٌ بين الناس عمومًا في مسألة أفضليّة شهر شعبان وتخصيصه بالصّيام أو القيام، وكذلك أفضليّة ليلة النّصف من شهر شعبان وما بها من مزيّةٌ خاصّةٌ في القيام أو الاحتفال أو غيرها.

وورد أنه كان شهر شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، وكان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرؤها وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان ، وكان يقال شهر شعبان شهر القراء، حيث كان حبيب بن أبي ثابت "رحمه الله" إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء.

مقالات مشابهة

  • قصة تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة في ليلة النصف من شعبان
  •  قصة تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة في ليلة النصف من شعبان
  • المحرمون من المغفرة في ليلة النصف من شعبان
  • فضل ليلة النصف من شعبان.. وهل خصص لها صلاة ودعاء معين؟
  • الأدلة على فضل ليلة النصف من شعبان
  • موعد صيام ليلة النصف من شعبان 2025
  • موعد ليلة النصف من شعبان 2025 والأدعية المستحبة
  • صيغة دعاء ليلة النصف من شعبان
  • متى تبدأ ليلة النصف من شعبان 2025؟.. اعرف هتصوم يوم إيه
  • شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله.. دعاء ليلة النصف من شعبان 2025