ما مدى جدية ترامب في الانسحاب من الناتو؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
تشير تصريحات ترامب على مدى عقود وحتى الآن إلى نيته في الانسحاب من حلف الناتو وفصل مصالح الولايات المتحدة عن مصالح الدول "الأجنبية". بيتر بيرغن - CNN
قال ترامب في تجمع انتخابي مؤخرا إنه لن يأتي لمساعدة أعضاء الناتو إذا هاجمتهم روسيا، وهو ما كان الهدف الأساسي للتحالف في المقام الأول. وقال ترامب: لن أحميهم.
ولطالما انتقد ترامب الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بسبب أنها لا تدفع نصيبها العادل. وتؤيد قاعدته الانتخابية هذه الفكرة.
في عام 2014، وافقت جميع دول الناتو على إنفاق ما لا يقل عن 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول هذا العام. ولكن في وقت الاتفاق، كانت ثلاث دول فقط في حلف شمال الأطلسي تفعل ذلك وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليونان.
تجبر الحرب الأوكرانية ألمانيا على إنهاء سياستها المتمثلة في إنفاق مبلغ صغير نسبيا من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع. وبعد ساعات من تصريحات ترامب بشأن حلف شمال الأطلسي، قال المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الاثنين إن حكومته ستفي بالتزامها بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام.
ووفقا لحلف شمال الأطلسي، حققت 11 دولة فقط من أصل 31 دولة في الناتو حصتها من الإنفاق الدفاعي. ولطالما كان إنفاق الولايات المتحدة أكبر من إنفاق حلفائها؛ ففي عام 2023 مثلا أنفقت الدول الأوروبية وكندا 356 مليار دولارعلى الدفاع، بينما أنفقت الولايات المتحدة 743 مليار دولار.
يهاجم ترامب الدول التي يفترض أنها تنهب الولايات المتحدة منذ زمن بعيد؛ ففي عام 1987، دفع ترامب ثمنا باهظا لإعلان في صحيفة نيويورك تايمز، مفاده: على مدى عقود من الزمن، كانت اليابان ودول أخرى تستغل الولايات المتحدة. اجعل اليابان والمملكة العربية السعودية وغيرها تدفع ثمن الحماية التي نقدمها كحلفاء.
واستمرت هذه المواقف أثناء رئاسة ترامب. فقد كان منزعجًا من أنه على الرغم من أن الألمان يمتلكون ثاني أكبر اقتصاد في الناتو، إلا أنهم أنفقوا حوالي 1٪ فقط من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، في حين أنفقت الولايات المتحدة حوالي 4٪.
عندما وصلت المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل إلى واشنطن في أول زيارة رسمية لها في مارس/آذار 2017، أنتج موظفو ترامب رسما بيانيا يوضح أن ألمانيا كان من المفترض أنها متأخرة بقيمة 600 مليار دولار. ولوح ترامب بـ"الفاتورة" لميركل، التي نفت بقولها: "إن هذا ليس حقيقيا".
في الواقع يبدو ترامب، وفقًا لمستشاريه المقربين، جادًا للغاية بشأن الخروج من الناتو. وعندما تحدثت مع مستشار الأمن القومي السابق لترامب، جون بولتون، في الصيف الماضي في برنامج "في الغرفة مع بيتر بيرغن"، أخبرني أن ترامب "سيعيد النظر بشكل أساسي في فرضية الناتو، وما سيفعله ترامب في ولاية ثانية هو سحب الولايات المتحدة من الناتو نفسه.
سيكون ذلك خطأً فادحًا. إن السبب وراء اختيار ترامب المنتخب حديثا لمحاولة تقويض مثل هذا التحالف الناجح أو حتى تفكيكه هو لغز محير.
المصدر: CNN
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي حلف الناتو دونالد ترامب المحلی الإجمالی على الدفاع الولایات المتحدة حلف شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
إنفيديا تنقل صناعة رقاقاتها الخارقة إلى الولايات المتحدة بعد رسوم ترامب
أعلنت شركة إنفيديا الاثنين أنها ستصنع شرائح لأجهزة الكمبيوتر الخارقة المستخدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالكامل في الولايات المتحدة لأول مرة، في ظل سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجبار الشركات الأمريكية على نقل إنتاجها إلى بلدها الأم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جينسن هوانغ في بيان "تُبنى محركات البنية التحتية العالمية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة لأول مرة".
وقالت شركة أشباه الموصلات المتطورة العملاقة إن مصانع لأجهزة الكمبيوتر الخارقة تُبنى حاليا في تكساس بالشراكة مع شركتي فوكسكون وويسترون التايوانيتين، ومن المتوقع أن تتسارع وتيرة التصنيع خلال الأشهر الـ12 إلى 15 المقبلة.
وأضافت الشركة الأمريكية التي تتخذ مقرا في كاليفورنيا أن مصانع "تي اس ام سي" TSMC (التايوانية أيضا) في أريزونا بدأت في إنتاج "بلاكويل" Blackwell، وحدات معالجة الرسومات (GPUs) الأكثر تقدما من إنفيديا.
وبرزت إنفيديا بين شركات التكنولوجيا الأمريكية في سيليكون فالي منذ الانتشار السريع لبرنامج "تشات جي بي تي" للذكاء الاصطناعي التوليدي في نهاية عام 2022. لكن الشركة تعول في إنتاج الرقائق على تعاقدها مع جهات خارجية، خصوصا في آسيا، وتحديدا في تايوان والصين.
وقال هوانغ "إن إضافة التصنيع الأمريكي يساعدنا على تلبية الطلب المتزايد بشكل أفضل على رقائق الذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر الخارقة، وتعزيز سلسلة التوريد لدينا، وتقوية قدرتنا على الصمود".
وتخطط إنفيديا لتصنيع معدات الذكاء الاصطناعي بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار في الولايات المتحدة بحلول نهاية العقد من خلال شراكات مع "تي اس ام سي" و"فوكسكون" و"ويسترون" و"أمكور" و"سبيل".
وقال البيت الأبيض في بيان "إن إعادة هذه الصناعات إلى الوطن أمر جيد للعمال الأمريكيين والاقتصاد الأمريكي والأمن القومي الأمريكي".
وحظرت الحكومة الأمريكية تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورا إلى الصين، في محاولة للحفاظ على ريادة البلاد في هذه التكنولوجيا الحيوية، من التطبيقات العسكرية إلى الاستخدامات اليومية.
وأُعفيت أشباه الموصلات من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها دونالد ترامب، ولكن لفترة محدودة.
وأعلن الرئيس الأمريكي الأحد الماضي أنه سيعلن "خلال الأسبوع" فرض ضرائب جديدة على الرقائق الإلكترونية المستوردة إلى الولايات المتحدة.
وقال للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية إنه سيتم فرض الرسوم الجمركية في المستقبل غير البعيد. و
عندما سُئل عن قيمة الرسوم، قال "سأعلن عنها خلال الأسبوع المقبل".
من منصات الإنترنت إلى شركات تصنيع الرقائق، تحاول شركات التكنولوجيا العملاقة كسب ود الرئيس الجمهوري من خلال استثمارات في الولايات المتحدة وتدابير سياسية، على أمل تجنب تداعيات حربه التجارية ضد الصين.