صناعة المؤتمرات تعاود الانتعاش وتعزز نمو قطاع السياحة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
7 فعاليات ومعارض محلية وعالمية يستضيفها مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض خلال النصف الأول من العام
تطور البنية الأساسية وتوفر مرافق الإقامة والمؤتمرات ذات المستوى العالمي.. ميزات تنافسية تدعم سلطنة عمان لنيل حصة متزايدة من سياحة الأعمال العالمية
البيانات الرقمية.. محرك لنمو أنشطة شركات السياحة ومنصات الخدمات
تعد صناعة المؤتمرات والمعارض من أهم الروافد التي تعزز آفاق النمو في قطاع السياحة في سلطنة عمان التي تسعى لاقتناص حصة متزايدة من هذه الصناعة الواعدة بما يعزز مكانتها على خريطة سياحة الحوافز والمؤتمرات إقليميا وعالميا.
وفيما تشير المؤشرات إلى تعاف ملموس في قطاع السياحة محليا وعالميا، ينعكس ذلك إيجابا على صناعة المؤتمرات والتي مرت بتراجع حاد منذ تفشي الجائحة في عام 2020 وما تزامن معها من قيود وانخفاض في حركة السفر والتنقل.
وبدءا من عام 2022، اتجهت أنشطة المؤتمرات والمعارض في سلطنة عمان والعالم إلى تعاف تدريجي زادت وتيرته خلال العام الماضي، ومن المؤمل أن يتواصل زخم الانتعاش بشكل جيد خلال العام الجاري والأعوام المقبلة.
وخلال النصف الأول من العام الجاري، يستعد مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض لاستضافة 7 فعاليات ومعارض محلية وعالمية تبدأ بفعالية مون لايت ماركت التسويقية الترفيهية التي تنطلق في 22 فبراير الجاري وتتزامن مع انعقاد معرض مسقط الدولي للكتاب، ويليها عدد من المعارض المهمة منها معرض عُمان للعطور ومعرض هوريكا عُمان ومعرض كومكس العالمي للتكنولوجيا 2024 وأسبوع التصميم والبناء العالمي وأسبوع عُمان للاستدامة ومعرض ومؤتمر عُمان للنفط والطاقة.
ويعد مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض أحد الركائز المهمة التي أرستها الاستثمارات الحكومية لدعم نمو صناعة المؤتمرات من خلال دوره في جذب واستضافة فعاليات رفيعة المستوى تعزز القدرة التنافسية لسلطنة عمان وترفد الاقتصاد الوطني بمصادر النمو والعائدات، ويقع المركز في مدينة العرفان التي تعد وجهة حضرية تقوم بدور مهم في توجهات سلطنة عمان نحو تعزيز النمو الاقتصادي عبر جذب الاستثمارات وتوسعة قطاع السياحة.
وسعيا للوصول لهذه المستهدفات، فخلال الأيام الأخيرة، طرحت مجموعة عمران، الذراع التنفيذي لجهاز الاستثمار العماني في قطاع السياحة، مناقصة لتطوير الهوية التجارية لمدينة العرفان (شرق) وتستهدف المناقصة الاستعانة بوكالة إبداعية رائدة لتطوير "الهوية التجارية" و"إستراتيجية صناعة المكان" لمشروع مدينة العرفان (شرق)، بما يعزز هوية المشروع كوجهة رائدة للأعمال والابتكار في سلطنة عمان، وتم فتح باب تقديم العروض للشركات من الدرجة الأولى والممتازة، بما في ذلك شركات ريادة الأعمال، حتى السابع من شهر مارس المقبل.
وشهدت مدينة العرفان تطورات مهمة تعزز صناعة المؤتمرات بمزيد من مرافق الإقامة والتسهيلات ذات المستوى العالمي لسياحة الأعمال، وذلك مع اكتمال المرحلة الأولى من مدينة العرفان (شرق) بداية هذا العام بالافتتاح الرسمي لفندق جي دبليو ماريوت مسقط بكلفة استثمارية نحو 47 مليون ريال عماني ليكون إضافة قيمة للمرحلة الأولى من مشروع تطوير المدينة وثاني الفنادق المنجزة فيها حيث تضم مدينة العرفان أيضا فندق كراون بلازا الذي تم افتتاحه قبل سنوات، وتتكامل هذه المرافق العالمية في مدينة العرفان مع مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض مما يمثل دعما كبيرا لطموح تحول سلطنة عمان إلى مركز إقليمي وعالمي يجتذب كبرى الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض في وقت يشهد فيه قطاع السياحة توسعا مستمرا للخدمات والمشروعات الجديدة التي تعزز وضع القطاع كركيزة للنمو والتنويع خلال الخطة العاشرة والتي تترجم في الوقت نفسه أهداف الاستراتيجية العمانية للسياحة التي تسعى لترسيخ مكانة سلطنة عمان كوجهة سياحية عالمية.
ومع التعافي الواضح في قطاع السياحة، تواصل وزارة التراث والسياحة تعزيز نمو القطاع من خلال خطط تشمل كافة قطاعات السياحة خاصة زيادة الترويج في الأسواق التقليدية والجديدة وتبني مفاهيم جديدة في عملية الترويج لا سيما في سياحة المؤتمرات والأعمال.
ومع بنية أساسية متطورة من شبكات الطرق والمطارات ومرافق الإقامة وأماكن تنظيم المؤتمرات، تمتلك سلطنة عمان العديد من المقومات التي تعزز تنافسيتها في صناعة المؤتمرات والسياحة، وتستهدف استغلال هذه المقومات في استدامة نشاط هذه الصناعة الواعدة ودعمها بالترويج الجيد واستغلال التقنيات الحديثة خاصة البيانات الرقمية التي أصبحت بمثابة محرك رئيس لأنشطة شركات السياحة ومنصات الخدمات السياحية، كما يتم الاستفادة من أفضل التجارب والخبرات الدولية في مجال السياحة عبر التعاون والتنسيق مع الشركاء المحليين والعالميين وضم مزيد من الشركاء الفاعلين خاصة الجمعيات المهنية العمانية التي تمتلك بالفعل شبكة جيدة من التواصل والعلاقات مع المنظمات الإقليمية والعالمية، حيث شهد العام الماضي جهودا لتعزيز الشراكات في هذا الجانب منها استضافة مؤتمر الرابطة العالمية لصناعة المعارض والذي كان حدثا مهما نظرا لأن الرابطة تحرص على إقامة مثل هذه المؤتمرات في المناطق والدول التي تشهد نموا في صناعة المعارض، وتم اختيار سلطنة عمان لما تشهده من تطور كبير في هذه الصناعة.
ويعد من الآليات المهمة لتعزيز نمو صناعة المؤتمرات والمعارض، توسعة نطاق الشركاء من خلال التنسيق والتواصل بين وزارة التراث والسياحة والجمعيات المهنية العمانية، لتطوير مجتمع الجمعيات المحلي وتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بينها، والترويج لسلطنة عمان كوجهة لسياحة المؤتمرات والاجتماعات، بالإضافة إلى تشجيع هذه الجمعيات على زيادة التواصل والتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الدولية مما يسهم في جذب المزيد من المؤتمرات والفعاليات الدولية والإقليمية.
وكان من التطورات المهمة التي تدعم سياحة الأعمال، إصدار لائحة جديدة لتنظيم قطاع المعارض بهدف تسهيل العديد من الإجراءات المتعلقة بإقامة المعارض وجذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع.
وخلال عام 2023، استضافت سلطنة عمان حزمة واسعة من الفعاليات والأنشطة الإقليمية والعالمية، كما استقطب مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض 215 فعالية (منها ستة أحداث إقليمية وعشرة أحداث دولية) في عام 2022 واجتذبت أكثر من 1.2 مليون زائر واستضافت ما يزيد على 10 آلاف مشارك من أكثر من 85 دولة، مما يعكس المكانة المتزايدة للمركز دوليا وإقليميا كوجهة رئيسية للفعاليات في الشرق الأوسط بخدماته ومرافقه ذات المستوى العالمي.
وفيما تستهدف سلطنة عمان توسعة كافة قطاعات الاقتصاد وإيجاد روافد جديدة للنمو، تعد الفعاليات الدولية والإقليمية رافدا قويا لنمو السياحة والاقتصاد الوطني، فهي تسهم بشكل كبير في رفع نسب الأشغال في الفنادق، وزيادة حركة السفر عبر المطارات وما يرتبط بذلك من أنشطة مباشرة وغير مباشرة، وهو ما يرفع حجم العائدات المالية المباشرة من قطاع السياحة، كما تشير الإحصائيات إلى أهمية خاصة لسياحة الأعمال نظرا لأن معدلات الإنفاق لدى المسافرين من رجال الأعمال تصل أضعاف ما ينفقه السياح، ويسهم رفع معدلات إنفاق الزوار داخل سلطنة عمان في تقليص الفجوة بين حجم الإنفاق السياحي الداخلي والخارجي التي تميل حاليا لصالح إنفاق خارجي يزيد بشكل كبير عن الإنفاق داخل سلطنة عمان مما يسبب عجزا في ميزان الخدمات، وفضلا عن ذلك يعد الزوار والمشاركون في الأحداث الدولية التي تستضيفها سلطنة عمان خير ترويج للسياحة وجهود جذب الاستثمارات الأجنبية.
وتعد صناعة المعارض بشكل خاص أهم الأنشطة في سياحة الأعمال، حيث تشير تقديرات المنظمات الدولية المعنية بصناعة المعارض إلى أنه من المتوقع أن ينمو حجم أنشطة المعارض الدولية من 45 مليار دولار أمريكي حاليا إلى ما يقرب من 63 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المؤتمرات والمعارض فی قطاع السیاحة سیاحة الأعمال مدینة العرفان صناعة المعارض سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
شراكة بين "عمانتل" و"هواوي" لتعزيز الابتكار التقني في عمان
مسقط- الرؤية
أعلنت عمانتل وهواوي عن تعاونهما في إنشاء مركز تميز متطور يهدف إلى رفد الابتكار في الاتصالات والتقنيات الرقمية بسلطنة عُمان، إذ وقع الطرفان مذكرة تفاهم شاملة تركز على بناء منظومة متكاملة للبحث والتطوير، بما يرفع مكانة سلطنة عُمان ويجعلها في طليعة الدول بمنطقة الشرق الأوسط في التقدم التقني.
وستركز هذه الشراكة على تطوير مجموعة من التقنيات المتقدمة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والهندسة البرمجية، كما ستركز أيضاً بشكل خاص على تطبيقات تقنيات الجيل الخامس والشبكات المستقبلية، وذلك بهدف دفع عجلة الابتكار في التقنيات وتطوير حلول جديدة وسد الفجوات الحالية لتعزيز الإنتاجية واستهداف أسواق جديدة.
وتهدف الشراكة إلى الاستثمار في الكفاءات العمانية وأن يصبح المركز منصة رئيسة لنقل المعرفة من خلال تقديم برامج تدريب عالمية المستوى وإكساب المتدربين خبرة عملية في التقنيات الحديثة، مما يسهم في تطوير القدرات الوطنية ويدعم تحقيق مستهدفات رؤية عمان 2040 بتعزيز التنوع الاقتصادي وتسريع التحول الرقمي في سلطنة عمان.
ومع مضي سلطنة عُمان قدماً نحو التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، تؤدي مثل هذه المبادرات دوراً مهماً في رسم معالم المستقبل التقني والاقتصادي حيث تجمع بين الخبرات المحلية والابتكارات العالمية.