طبيب فلسطيني أمريكي يروي كيف واجه بلينكن بسبب العدوان على غزة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
تحدث طبيب فلسطيني أمريكي عن تفاصيل مواجهته وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال الطبيب ورجل الأعمال والباحث رجائي البطنيجي، وهو فلسطيني أمريكي من مواليد قطاع غزة، في مقال نشرته شبكة "سي أن أن"، إنه التقى بلينكن مطلع شباط/ فبراير الجاري، وناقشا العدوان على غزة لمدة ساعة ونصف.
وأوضح أن اللقاء الذي عقد بحضور آخرين بينهم فلسطينيين أمريكيين في مقر وزارة الخارجية، سبقه رفض البعض الحضور لعدم اقتناعهم بجدوى اللقاء مع الوزير الأمريكي الذي دافع باستماتة عن مجازر الاحتلال في قطاع غزة.
وأضاف "طوال مناقشتنا، قام بلينكن بتدوين ملاحظات مستفيضة وأومأ برأسه بانتباه. وبما أننا تجاوزنا الوقت المحدد لنا، أصر على تمديد المناقشة".
وتابع أنه قال لبلينكن ما نصّه "أنا رجائي البطنيجي، لا أشعر بالفخر ولا الشرف بوجودي هنا. العديد من زملائي الأمريكيين الفلسطينيين لم يشجعوني على التحدث معكم اليوم، خوفًا من أن تكون هذه المناقشة أدائية فقط. أشاركهم قلقهم".
وأضاف "جئت إلى هنا من منطلق الشعور بالواجب، لأحاول - رغم عدم جدواها - إنقاذ عائلتي في غزة من القتل. لقد ولدت في غزة وهاجرت إلى كاليفورنيا عندما كنت طفلاً صغيراً. لقد نشأت وأنا أزور غزة كثيرًا، وقد ساهمت تلك الزيارات في تشكيل شخصيتي بعدة طرق. لقد واجهت شخصيًا بعضًا من عنف الاحتلال".
وأردف البطنيجي: "قلت لبلينكن لقد درست تاريخ المنطقة في جامعة ستانفورد، وحصلت على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد كباحث مارشال - تكريمًا لإرث أحد أسلافك في هذا المكتب - وأصبحت طبيبًا يركز على صحة الأشخاص الذين يتمتعون بأقل الامتيازات".
وتابع "أنا رجل أعمال أقوم ببناء الفرق والتقنيات التي تعمل على تحسين الرعاية الصحية الأمريكية.
أفضل ألا أكون هنا اليوم. قُتلت ثلاثة أجيال من عائلتي بالصواريخ أثناء بحثهم عن المأوى والأمان. أحمل ذكرياتهم معي. أرى أجسادهم المحطمة عندما أغمض عيني".
وأردف "قلت لبلينكن: سيدي الوزير، لقد قدمت الأسلحة والغطاء السياسي الذي مكن من قتل 65 من أفراد عائلتي، معظمهم من النساء والأطفال، خلال الأشهر الأربعة الماضية. وفي الغارات التي وقعت في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، قُتلت ثلاثة أجيال من عائلتي بالصواريخ أثناء بحثهم عن المأوى والأمان. أحمل ذكرياتهم معي. أرى أجسادهم المحطمة عندما أغمض عيني".
وتابع "الناجون في عائلتي بلا مأوى. تم تدمير حوالي 70% من المنازل في غزة، وفقًا لتحليل أجرته صحيفة وول ستريت جورنال ، بالإضافة إلى جميع المدارس تقريبًا وجميع الجامعات والعديد من المستشفيات والمساجد والكنائس والمواقع التاريخية والسجلات العامة".
وقال البطنيجي مخاطبا بلينكن "كان منزل أجدادي من أبي في الشجاعية من بين آخر منازل عائلتي التي لا تزال قائمة. هذا هو المنزل الذي ولدت فيه. لقد انهار المبنى في عملية (هدم خاضعة للرقابة) قبل حلول العام الجديد مباشرة".
وقال البطنيجي إن أحوال الناس في غزة مهولة، قائلا إن خاله أخبره بفقدان 20 كيلوغرام من وزنه بسبب الجوع.
وأضاف أنه قال لبلينكن "على الرغم من وعودكم، لم تتمكن المساعدات الغذائية من الوصول إلى غزة لتقترب من تلبية الاحتياجات. ويتم إغلاقه في كل فرصة، بما في ذلك من قبل المتظاهرين الإسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم الحدودي، ومن خلال عمليات التفتيش الإسرائيلية وداخل غزة من قبل الجيش الإسرائيلي".
وأردف البطنيجي أنه أنكر على بلينكن قيام واشنن بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بسبب مزاعم الاحتلال بأن بعض من موظفي الوكالة عناصر في "حماس" شاركوا في "طوفان الأقصى".
وأضاف "قلت لبايدن أن هذا الأمر لا أستطيع أن أفهمه إلا على أنه عمل من أعمال العقاب الجماعي. وأخشى أن هذا يجعلك، وأنا – كأمريكيين – طرفاً في استخدام المجاعة كسلاح في الحرب".
وتابع "أبناء عمومتي في غزة، وهم أطباء مثلي، ليس لديهم مكان لممارسة الطب. وقد دمرت مستشفياتهم أو أصبحت عاجزة. بعد انتقالهم من مستشفى الشفاء إلى مستشفى الأقصى، ليتم إجلاؤهم من كل مستشفى على يد الجيش الإسرائيلي بعد رؤية المرضى والزملاء يقتلون، يعيشون الآن في خيام في رفح والمواصي، ويستخدمون مهاراتهم الجراحية لإصلاح التسريبات في خيامهم".
وبعد الحديث عن التنكيل بالجثث، والمأساة التي يعاني منها الناس في غزة، قال البطنيجي لبلينكن "ما الذي تريد أن يكون إرثك، أيها الوزير بلينكن؟ لا يمكنك القول أنك لا تعرف. ولا يمكنك القول إنك لم تدعم عن علم أو دعماً مادياً هذه الوفيات، التي قررت محكمة فيدرالية أمريكية ومحكمة العدل الدولية أنها تشكل إبادة جماعية".
وأضاف "أنا أب لثلاثة أطفال صغار في سان فرانسيسكو. كبالغين، أنا متأكد من أنهم سوف يفكرون في هذه "الإبادة الجماعية" برعب. سيتم تدريسها في فصولنا الدراسية وسيتم تذكرها في متاحفنا حيث نتعهد بعدم تكرارها أبدًا".
وتابع "إنني أطلب منك استخدام السلطة الكاملة لمنصبك وكل قدر من النفوذ الذي تمتلكه الولايات المتحدة للسماح بوصول المساعدات إلى جميع أنحاء غزة، بما في ذلك الشمال، حيث لا يزال مئات الآلاف من الناس في حالة يأس. واستئناف التمويل للأونروا، والذي سيكون أساسيا لتوزيع أي مساعدات".
وتابع "أشعر بالإهانة عندما أجلس أمامكم في قاعة المؤتمرات المريحة هذه بينما تنتظر عائلتي بفارغ الصبر كلمة عن وقف إطلاق النار، في الظلام، جائعة، وفي الخيام خوفا من أن يقتلهم الجيش الإسرائيلي في أي لحظة، في عالم كريم، سأطلب العدالة، وليس الرحمة. سيأتي ذلك اليوم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فلسطيني بلينكن غزة البطنيجي فلسطين غزة بلينكن طوفان الاقصي البطنيجي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
العدوان الأمريكي.. هزيمة جديدة لواشنطن ومؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالكيان الصهيوني
يمانيون../
انتكاسة أمريكية جديدة جنتها إدارة الرئيس المجرم ترمب من خلال العدوان على اليمن واستهداف الأحياء السكنية وقتل عشرات المدنيين بالعاصمة صنعاء وبعض المحافظات، والذي تحول في نظر الجميع إلى مؤشر على حجم الضرر الذي ألحقه اليمن بالعدو الصهيوني، وعجز القوات الأمريكية عن منع اليمن من مساندة الشعب الفلسطيني.
التصعيد الأمريكي الإجرامي على اليمن اعتبره المراقبون والمحللون ووسائل الإعلام والعديد من السياسيين، والأنظمة والكيانات الحرة خطيئة كبرى ودليلا على حماقة وغباء المجرم ترمب الذي لم يفهم حتى الآن طبيعة الشعب اليمني وما يتميز به من شدة وبأس وصلابة تجعل من المستحيل تطويعه وثنيه عن أي موقف قد يتخذه خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بمساندة أبناء غزة وفرض الحصار البحري على العدو الصهيوني على خلفية ما يفرضه من حصار وتجويع بحق سكان غزة.
الجميع يسخرون من حماقة وجهل المعتوه ترمب الذي لم يأخذ العبرة من المآل والمصير المخزي والفشل الذريع الذي انتهي إليه تحالف العدوان السعودي الإماراتي الذي لعبت فيه الإدارة الأمريكية وإلى جانبها العديد من كبريات الدول دورا بارزا بالدعم اللوجستي والعسكري وشحنات الأسلحة وقطعان المرتزقة وفرض الحصار والحرب الاقتصادية على الشعب اليمني دون أن يحقق أي نتيجة.
خرج الشعب اليمني من ذلك العدوان أكثر قوة وعنفوانا واستعدادا لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار، وهو ما حدث وتجسد بالفعل خلال انخراط اليمن في معركة “طوفان الأقصى” إسنادا ونصرة للشعب الفلسطيني الشقيق وما لعبه اليمن من دور محوري في هذه المعركة والذي جعل جنود وضباط البحرية الأمريكية وكذا قطعان الصهاينة يعيشون الأهوال ويعجزون عن مواجهة هذا التهديد المتعاظم القادم من اليمن.
في المقابل انتهى المطاف بالأنظمة التي شاركت في تحالف العدوان وتورطت في قتل اليمنيين وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي إلى تلك الهزيمة المذلة والموقف المخجل بعد عجزهم عن إخضاع الشعب اليمني وقيادته الحرة رغم كل ما تكبدوه من خسائر باهظة شكلت تهديدا حقيقيا لاقتصادات دول العدوان، خصوصا بعد أن أصبحت في مرمى ونطاق الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي استطاع الجيش اليمني تطويرها طيلة سنوات العدوان.
لم يعد يخفى على أحد أن العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن وما اقترفه من مجازر في صنعاء وصعدة وغيرها من المحافظات هو امتداد للدور الأمريكي البريطاني المستمر في دعم جرائم الإبادة والتجويع التي يقوم بها كيان العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
يحاول العدو الأمريكي الصهيوني البريطاني عبر وسائل الإعلام التابعة لهم ولأدواتهم في المنطقة تصوير هذا العدوان الأرعن على اليمن بأنه يهدف إلى حماية الملاحة الدولية، إلا أن الحقيقية بدت أكثر وضوحا للقاصي والداني بأن هذا العدوان الغاشم والاستمرار في المساندة العسكرية للعدو الإسرائيلي وما يرافق ذلك من عسكرة للبحر الأحمر هو مصدر التهديد الحقيقي للملاحة والأمن في المنطقة.
لم تعد الأكاذيب التي يسوقها الإعلام الأمريكي الإسرائيلي بشأن حماية الملاحة تنطلي على أحد، خصوصا والجميع يشاهدون ويسمعون بشكل يومي تأكيدات القيادة في صنعاء بأن قرار الحظر والحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية لا يستهدف سوى السفن الإسرائيلية، ردا على العربدة الصهيونية والحصار الظالم الذي يفرضه الكيان على سكان غزة، ورفضه إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع والذي شكل انقلابا واضحا ومباشرا لاتفاق إطلاق النار.
وبقدر ما يمثله العدوان الأمريكي البريطاني من انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، فإنه يمثل اختبارا جديدا للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظومة الدولية بشكل عام تجاه انتهاكات وجرائم العدوان بحق المدنيين في اليمن وما يمثله من تهديد للسلم والأمن الدوليين، رغم قناعة الشعب اليمني وكل الشعوب الحرة بأن هذه المنظومة إنما وجدت لتخدم الأجندة والمصالح الأمريكية.
وعلى الرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب اليمني على مدى سنوات العدوان الأمريكي السعودي وصولا إلى العدوان الأمريكي البريطاني المباشر على اليمن، إلا أن النتيجة الحتمية لكل هذا الإجرام لن تكون سوى لعنة ووصمة عار جديدة لأمريكا التي عرفت بغطرستها وبرصيدها الدموي والإجرامي بحق الشعوب منذ نشأتها.
كما أن الهزائم المتلاحقة لأمريكا وقواتها باتت تمثل تأكيدا على أن حقبة الهيمنة الأمريكية شارفت على الأفول، وستطوى صفحتها عما قريب على أيدي الشعوب التواقة للحرية والتي يقع يمن الإيمان والحكمة في طليعتها خصوصا وقد غير اليمنيون معادلات المنطقة وكان لهم الدور الأبرز في دعم فلسطين ويقفون اليوم في طليعة الدول المواجهة للاستكبار والصهاينة.
أما الشعب اليمني فقد زاده هذا العدوان وهذا الموقف البطولي باستئناف الحصار على العدو الصهيوني، احتراما وتقديرا واعتبارا في نظر شعوب وأحرار الأمة والعالم، بعدما أثبت أنه البلد والشعب الوحيد القادر على دعم فلسطين بشكل فعلي، وليس فقط بالبيانات والشعارات والبيانات الخاوية حال الأنظمة المتخاذلة، التي تكتفي بالكلام والتواطؤ إزاء الحصار والتجويع لسكان غزة.
سبأ- يحيى جار الله