فضل الدعاء قبل صلاة الجمعة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
يوم الجمعة من خصائص الأمة المحمدية؛ فقد ورد في الحديث الشريف: «أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا؛ فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ».
كما أن يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين؛ كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في "مسند أحمد"، وهو أفضل أيام الأسبوع، خصَّه الله تعالى بعدة خصائص لمزيد فضله ولبيان مكانته؛ فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الصَّلَاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ» رواه مسلم، ومن مات في يوم الجمعة أو ليلتها وقاه الله فتنة القبر، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِلَّا وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ» رواه أحمد والترمذي.
ومن أجل هذه الفضائل فقد اختص يوم الجمعة بعدة وظائف يستحب للمسلم أن لا يغفل عنها، ومن ذلك الغُسل يومها، ولبس أحسن الثياب، والأبيض أفضلها، والتعطر، والتبكير لصلاة الجمعة، وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقراءة سورة الكهف، ومن الوظائف أيضًا التماس ساعة الإجابة؛ فقد ورد في عدة أحاديث أن يوم الجمعة فيه ساعة لا يرد فيها الدعاء، وقد اختلفت ألفاظ هذه الأحاديث، وبناءً على هذا الاختلاف تفرَّق العلماء في تحديد هذه الساعة. أما الأحاديث: فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي بعض الروايات: «وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ».
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدث في شأن ساعة الجمعة -يعني: ساعة إجابة الدعاء- فقال: «هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ» رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» رواه أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي الحديث: «التَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ بَعْدَ العَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ» رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه. ومن الأحاديث أيضًا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، فِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوجَدُ عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ» رواه أبو داود والنسائي والحاكم من حديث جابر رضي الله عنه. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِي الجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يَسْأَلُ اللهَ العَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلا آتَاهُ الله إِيَّاه»، قالوا: يا رسول الله، أية ساعة هي؟ قال: «حِينَ تُقَامُ الصَّلاةُ إِلَى انْصِرَافٍ مِنْهَا» رواه الترمذي وابن ماجه عن عمرو بن عوف رضي الله عنه. وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ابْتَغُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي الْجُمُعَةِ بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ، وَهِيَ قَدْرُ هَذَا»، يقول: قبضة.
رواه الطبراني في "الكبير". وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنِّي كُنْتُ قَدْ أُعْلِمْتُهَا -يعني ساعة الجمعة-، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا كَمَا أُنْسِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ» رواه ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ -يعني ساعة الإجابة-» رواه مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه.
والواضح من هذه الأحاديث إثبات أن في يوم الجمعة ساعة لا يرد فيها الدعاء، وقد ذكرت هذه الأحاديث صفة هذه الساعة كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه من أنها ساعة خفيفة، وحديث الطبراني السابق عن أنس رضي الله عنه، وورد في رواية سلمة بن علقمة عند البخاري: ووضع -أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم- أنملته على بطن الوسطى أو الخنصر، قلنا: يُزهِّدها. فالمأخوذ من ذلك أن وقت الإجابة في يوم الجمعة ليس وقتًا كبيرًا، بل هو وقت لطيف لا يهتدي إليه إلا من وُفِّق، هذا من حيث صفتها، أما من حيث تحديدها فالأقوال في ذلك كثيرة، أوصلها الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 416 وما بعدها، ط. دار المعرفة) إلى ثلاثة وأربعين قولًا، لكنه عقَّب قائلًا: [ولا شك أن أرجح الأقوال المذكورة حديث أبي موسى، وحديث عبد الله بن سلام] اهـ.
وهذان القولان هما أنها الساعة التي بين أذان الجمعة وانقضاء الصلاة، أو الساعة التي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، فكل واحدة من هاتين الساعتين تُرجى فيها إجابة الدعاء؛ قال الإمام أحمد: أكثر الأحاديث في الساعة التي تُرجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر، وتُرجى بعد زوال الشمس. انظر: "سنن الترمذي" (2/ 360، ط. مصطفى الحلبي).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدعاء قبل صلاة الجمعة فضل الدعاء خصائص الأمة المحمدية الأمة المحمدية الحديث الشريف رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه وآله وسلم یوم الجمعة رواه مسلم ال ج م ع ة حدیث أبی عن أبی ورد فی
إقرأ أيضاً:
فضل الدعاء في يوم الجمعة وأثره في حياة المسلم
فضل الدعاء في يوم الجمعة وأثره في حياة المسلم، يوم الجمعة هو يوم مبارك خصه الله تعالى بفضائل عظيمة لا تعد ولا تحصى.
من بين هذه الفضائل أن الدعاء في هذا اليوم له مكانة خاصة، حيث يُستجاب بإذن الله تعالى.
إن يوم الجمعة يعد فرصة عظيمة للمسلم للتقرب إلى الله بالدعاء، وطلب المغفرة، واستجابة الأمنيات.
في هذا اليوم، تنفتح أبواب السماء، ويزيد المسلمون في عباداتهم وطاعاتهم، فيسعون للحصول على رحمة الله وبركاته.
فما هو فضل الدعاء في يوم الجمعة؟ وكيف يمكن استغلاله أفضل استغلال؟، تعرفكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية علي كافة التفاصيل.
دعاء المطر وطلب الرزق.. أسرار وأهمية التضرع لله فضل الدعاء يوم الجمعةيوم الجمعة هو أعظم أيام الأسبوع في الإسلام، وله فضائل كثيرة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة.
فضل الدعاء في يوم الجمعة وأثره في حياة المسلمومن أبرز هذه الفضائل أن الدعاء في هذا اليوم مستجاب بإذن الله، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فيه ساعة لا يُوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه".
لماذا الدعاء في يوم الجمعة له خصوصية؟1. تفضيل يوم الجمعة: يعتبر يوم الجمعة من أفضل أيام الأسبوع، بل هو اليوم الذي يُستحب فيه الإكثار من الأعمال الصالحة كقراءة القرآن والصلاة على النبي، والقيام بالدعاء.
فيه يلتقي المسلمون في صلاة الجمعة، وهي فرض على الرجال، وبالتالي هو يوم تجمع للعبادات والطاعات.
2. ساعة الاستجابة: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله تعالى فيها خيرًا إلا أعطاه إياه"، وقد اختلف العلماء في تحديد هذه الساعة، لكن الأرجح أنها آخر ساعة من يوم الجمعة، وهو وقت قرب غروب الشمس.
3. الدعاء وطلب المغفرة: يوم الجمعة هو يوم مغفرة الذنوب، وكلما أقبل هذا اليوم، كان المسلمون أكثر حرصًا على الدعاء والتوبة، لأن الله يفتح لهم أبواب رحمته، ويغفر لهم ما مضى من ذنوبهم.
الإكثار من الصلاة على النبي: يُستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة، فقد قال النبي: "من صلى عليَّ في يوم الجمعة ثمانين مرة، غفر الله له ذنوب ثمانين سنة".
التضرع والدعاء: يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء في هذا اليوم المبارك، سواء كان دعاءًا لقضاء الحوائج الدنيوية أو الروحية، أو طلبًا للمغفرة والرحمة.
إن الدعاء في يوم الجمعة هو من أعظم الأسباب التي تقرب العبد إلى ربه وتفتح له أبواب الرحمة والمغفرة.
لذا، يجب على المسلم أن يحرص على اغتنام هذه الفرصة الثمينة بالدعاء، خاصة في الساعة المستجابة، وأن يتذكر أن الله تعالى لا يرد دعاء عباده المؤمنين.