أعلنت السلطات الأوكرانية أن روسيا شنت هجوما صاروخيا جديدا على العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى اليوم الخميس تصدت له الدفاعات الجوية الأوكرانية التي وضعت في حالة تأهب، في حين أعلنت روسيا تعرض مستودع لتخزين النفط في منطقة كورسك لهجوم بمسيرة أوكرانية.

وقالت السلطات الأوكرانية المحلية، عبر تطبيق تليغرام، إنه تم سماع انفجارات في العاصمة كييف، وفي منطقتي دنيبرو، وزابوريجيا وكذلك في لفيف بالقرب من الحدود البولندية.

وأفاد شهود بوقوع عدة انفجارات في مناطق مختلفة من كييف التي وجه رئيس بلديتها  فيتالي كليتشكو السكان إلى البقاء في الملاجئ. وقال إن الدفاعات الجوية الأوكرانية تصدت في وقت مبكر من اليوم لهجوم صاروخي شنته روسيا على العاصمة الأوكرانية.

في حين تحدث رئيس بلدية لفيف أندريه سادوفي عن سماع دوي انفجارات في المدينة الواقعة غرب البلاد قرب الحدود مع بولندا، وقال الحاكم الإقليمي إيفان فيدوروف إن شخصا أصيب بجروح في هجوم على إحدى منشآت البنية التحتية في زابوريجيا. وهو تاسع هجوم صاروخي تشنه موسكو بالفعل خلال فبراير/شباط الجاري.

البنية التحتية

على الجانب الروسي، قال حاكم منطقة كورسك الروسية رومان ستاروفويت إن مسيرة أوكرانية نفذت اليوم هجوما على مستودع لتخزين النفط في المنطقة، مما أدى إلى اندلاع حريق في المنشأة. مضيفا أن الهجوم لم يسفر عن إصابات.

وتعرضت البنية التحتية للطاقة في روسيا لهجمات بطائرات مسيرة وحرائق على مدار يناير/كانون الثاني الماضي، مما زاد من حالة الغموض في أسواق النفط والغاز العالمية المتضررة بالفعل من الصراع في الشرق الأوسط.

وتتبادل روسيا وأوكرانيا استهداف البنية التحتية للطاقة في ضربات تهدف إلى تعطيل خطوط الإمداد والخدمات اللوجيستية، إذ تسعى كل منهما إلى التفوق في حرب مستمرة منذ عامين تقريبا لم تظهر بعد أي علامة على اقترابها من النهاية.

وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الناتو يبحثون في بروكسل دعما طويل الأجل لأوكرانيا (الأوروبية) دعم الناتو

وتتزامن هجمات اليوم مع اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل لمناقشة الدعم طويل الأجل لأوكرانيا، والمضي قدما في محادثات إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

وتخيم على المناقشات في مقر الناتو، تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي قال فيها يوم السبت الماضي خلال تجمع انتخابي لأنصاره إنه "سيشجع" روسيا على فعل ما تريد مع دول الناتو التي لا تنفق ما يكفي على الدفاع.

وقبل انعقاد اجتماع اليوم في بروكسل أشاد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بالجهود المبذولة للوفاء بالتزام 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وتحدث عن "ارتفاع غير مسبوق بنسبة 11% عبر الحلفاء الأوروبيين وكندا" في الإنفاق الدفاعي.

ومع تشكيك ترامب في المبدأ الأساسي لحلف شمال الأطلسي، وهو أن الهجوم على حليف واحد هو هجوم عليهم جميعا، دعا بعض السياسيين أيضا الدول الأوروبية إلى البحث عن خيارات الردع النووي الخاص بها.

وحذر ستولتنبرغ من مثل هذه الخطوة، مسلطا الضوء على أن الردع النووي الحالي لحلف الناتو، يستند إلى "إجراءات قيادة متفق عليها" تشمل الأسلحة النووية الأميركية وحلفاء الناتو الآخرين الذين يوفرون النقل والخدمات اللوجيستية.

ووافق أعضاء الناتو منذ عام 2006 على إنفاق 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، لكن القليل منهم فقط حققوا هذا الهدف، مما أثار إحباط الولايات المتحدة.

وكان قائد القائد الجديد للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي قد أقر أمس الأربعاء بأن الوضع في ساحة المعركة "معقد للغاية" في أول زيارة له للجبهة، مؤكدا أن كييف تحتاج إلى مزيد من المقاتلين والأسلحة لمواجهة الغزو الروسي.

وقد تزداد الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا في الحرب لعدم تلقيها مساعدات عسكرية أميركية إضافية ذات أهمية بالغة لتجديد ترسانتها، بسبب الخلاف بين الإدارة الديمقراطية والجمهوريين في الكونغرس منذ أشهر حول هذه المسألة.

من جهته، حذر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان أمس من أن ذخيرة الجيش الأوكراني بدأت تنفد في ظل عرقلة الجمهوريين حزمة مساعدات ضخمة طلبتها إدارة الرئيس جو بايدن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البنیة التحتیة

إقرأ أيضاً:

خريف البلطيق كالينينغراد قوة روسيا الضاربة في عمق أوروبا

تسببت الحرب في أوكرانيا بتصعيد غير مسبوق بين روسيا والدول الغربية على مختلف مساحات التماس بينهما في أوروبا، إذ أصبح بحر البلطيق أحد أبرز نقاط المواجهة بين قوى تتنافس على النفوذ فيه تاريخيا.

وينذر التنافس بين روسيا من خلال حصنها المتقدم في قلب القارة بمقاطعة كالينينغراد وحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يسعى لجعل البلطيق بحيرة مغلقة للحلف بمواجهة مفتوحة على جميع السيناريوهات.

وتعد كالينينغراد -وفق تقرير بثته الجزيرة- شوكة روسيا النووية في خاصرة أوروبا ودرعها المتقدم في مواجهة دول الناتو، إذ منحها موقعها الجغرافي المطل على بحر البلطيق خصوصية إستراتيجية من الناحيتين العسكرية والاقتصادية.

وتحولت منطقة البلطيق مع تدهور العلاقات الروسية الغربية إلى ساحة صراع بين موسكو والناتو، وهو صراع يتصاعد يوميا لتحشيد الجيوش وتفجير أنابيب الغاز وقطع شبكات الاتصالات البحرية واعتراض السفن التجارية.

وتتجمع في مقاطعة كالينينغراد قوة عسكرية روسية جوية وبحرية ضاربة مزودة بأحدث الأسلحة ومنظومات الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، إضافة إلى محطات الرادار والكشف المبكر عن الهجمات الصاروخية الإستراتيجية.

ويتمركز فيها أيضا أسطول بحر البلطيق الروسي، ويضم عشرات قطع البحرية المتعددة المهام.

إعلان

ووفق فاليري غروماك، وهو قبطان بأسطول بحر البلطيق الروسي، فإن المقاطعة محمية بشكل متين، وفيها أحدث الأسلحة الروسية.

وقال غروماك للجزيرة إن الصواريخ الموجودة في كالينيغراد "تحتاج دقائق معدودة لتصل إلى مراكز القرار في أوروبا"، مشيرا إلى أن كالينينغراد موجودة عمليا في العمق الأوروبي.

وتخشى دول البلطيق إمكانية سيطرة روسيا على ممر سوالكي الذي يربط بيلاروسيا بكالينينغراد عبر ليتوانيا وفصل تلك الدول عن بقية بلدان الناتو.

ويزيد من حدة التوتر، توسيع نشاط الناتو ووجوده العسكري في المناطق المحيطة بكالينينغراد، إضافة إلى ما تراه موسكو استفزازات عبر إعادة دول أوروبية تسميات قديمة للمنطقة قبل ضمها إلى الاتحاد السوفياتي، مما أثار استياء روسيا.

ويقول الخبير الإستراتيجي يوري زفيريف إن خلف كالينينغراد تقف كل القوة العسكرية الروسية، لذلك "لن تكون لقمة سائغة لدى المواجهة مع الناتو"، معربا عن قناعته بأن "محاولة حصارها لعب بالنار".

وحسب حديث زفيريف للجزيرة، فإن الغرب يعي ذلك جيدا خصوصا بعد تعديل العقيدة النووية الروسية التي تنص على أنه "إذا لم تتمكن روسيا من إيقاف العدوان بالأسلحة التقليدية فستكون حينئذ للسلاح النووي كلمة الفصل".

وكان الزعيم السوفياتي ستالين استحوذ على كالينينغراد من ألمانيا النازية بهدف الحصول على ميناء لا يتجمد على بحر البلطيق، ثم أصبحت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي جزءا من روسيا الاتحادية بسبب تبعيتها الإدارية لها في الحقبة السوفياتية.

لكن الحال تغير اليوم، إذ تعد جيبا منفصلا عن روسيا في العمق الأوروبي محاطا بدول الناتو من جميع الجهات، كما قيدت دول البلطيق عبور البضائع من أراضيها بين روسيا والمقاطعة مع اندلاع حرب أوكرانيا، وفرضت عقوبات لوجستية لتصبح كالينينغراد أكثر الأقاليم الروسية تضررا جراء العقوبات الغربية.

إعلان

ويبقى الطريقان البحري والجوي المجال الوحيد المتاح لإمداد المقاطعة باحتياجاتها، كما تراجعت الحركة الصناعية والتجارية في المقاطعة التي كانت تعتمد بالدرجة الأولى على الاستيراد والتصدير مع دول الاتحاد الأوروبي بسبب إغلاق الحدود.

تقول آلا إيفانوفا مساعدة حاكم مقاطعة كالينينغراد إن حظر عبور البضائع عبر البر يكلف نفقات إضافية، وكذلك يواجه النقل البحري صعوبات لوجستية، مؤكدة وجود أسطول من 25 سفينة روسية يعمل على مدار الساعة، لتأمين نقل البضائع من كالينينغراد وإليها.

وترى موسكو أن حصار مقاطعة كالينينغراد وعزلها بالكامل عن البر الروسي يهددان بمواجهة عسكرية مباشرة مع الغرب.

ولم تخفِ موسكو هواجس محاولات الغرب تحويل بحر البلطيق إلى بحيرة مغلقة للناتو، مما يهدد بإغلاق البحر أمام السفن الحربية والتجارية الروسية عند اندلاع مواجهة مباشرة مع الغرب، خاصة بعد انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.

مقالات مشابهة

  • وزيرا خارجية روسيا أوكرانيا يتبادلان الاتهامات بشأن استهداف البنية التحتية للطاقة
  • أمين عام حلف الناتو يحذر: روسيا قد تتجه لنشر أسلحة روسية في الفضاء
  • الأمطار تفضح هشاشة البنية التحتية بالرشيدية
  • روسيا تشيد بـفهم ترامب وأوكرانيا تثني على دور أردوغان
  • اعتراف صيني صادم: استهدفنا البنية التحتية في أميركا
  • إغلاق شارع وسط طرابلس لتحسين البنية التحتية
  • خريف البلطيق كالينينغراد قوة روسيا الضاربة في عمق أوروبا
  • هجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا والصين تدخل على خط الأزمة
  • مصر وأمريكا توقعان عقودًا بقيمة 235 مليون دولار لتحديث البنية التحتية للسكك الحديدية
  • محافظ الأقصر يتفقد مشروعات تطوير البنية التحتية والخدمية بمدينة الطود