"الخروج والهروب" من أفغانستان بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
في مثل هذا اليوم من عام 1989 خرجت القوات السوفيتية بقيادة الفريق بوريس غروموف من أراضي أفغانستان، بعدها بـ 32 عاما خرجت القوات الأمريكية.. فكيف كان الفرق بينهما؟
لا أظن أحدا من الجيل الحالي سينسى مشهد طائرة النقل العسكرية الأمريكية "C-17" بينما تعلّق بها عشرات المواطنين الأفغان اليائسين الذين يسعون للهروب من بلادهم عقب سيطرة حركة "طالبان" على مقاليد الحكم في البلاد أغسطس 2021.
وقد أفادت تقارير صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن القوات الأمريكية تركت خلال انسحابها من أفغانستان 2021 معدات عسكرية بما يقرب من 7 مليارات دولار، وهي معدات كانت الولايات المتحدة قد نقلتها إلى الحكومة الأفغانية على مدار 16 عاما، وأصبحت تحت سيطرة "العدو" الذي حاولت الولايات المتحدة خلال عقدين من الزمان "طرده" من أراضيه.
في مثل هذا اليوم من العام 1989، غادر الفريق بوريس غروموف بكامل عدته وعتاده وأفراد القوات السوفيتية التي ناضلت في أفغانستان زهاء 9 أعوام، ضد ما زرعته الولايات المتحدة من إرهاب انقلب عليها في نهاية المطاف سبتمبر من عام 2001، ونقل العالم بأسره إلى مستوى آخر من العمليات الإرهابية المنظمة.
بهذه المناسبة، 15 فبراير، ذكرى خروج القوات السوفيتية من أفغانستان، نشر عدد من مواقع التواصل الاجتماعي تقريرا مصورا للتلفزيون الروسي يرصد خروج القوات من أفغانستان، تنوع بين الفرحة ومشاركة فرق فنية في الحدث، وقافلة محكمة التنظيم من المعدات العسكرية والأفراد، ومن ظهر المدرعة الأخيرة التي تعبر الجسر بين الأراضي الأفغانية وروسيا، خرج غروموف ليتحدث إلى المذيع ليقول له إن جنود هذه الحرب يستحقون نصبا تذكاريا لما قدموه من أجل الوطن.
يقارن المرء بين ما حاول الاتحاد السوفيتي زرعه في أفغانستان، وما زرعته الولايات المتحدة، وبين خروج القوات السوفيتية والقوات الأمريكية، التي انسحبت مهلهلة بفوضوية تليق بأحد التقارير الأمريكية التي نقلت بعد عشر سنوات من الغزو الأمريكي لأفغانستان "أصول تعليم لعبة الغولف للمواطنين الأفغان"!
تشبث المواطنون الأفغان بالولايات المتحدة (زهاء عقدين) فخذلتهم، كما خذلت فيتنام، وجورجيا، وفلسطين والشرق الأوسط وغيره من الأماكن. وستخذل الولايات المتحدة أيضا أوكرانيا عمّا قريب.
ربما يكون التقرير باللغة الروسية، إلا أن اللغة البصرية تغني عن الحديث.. فهو تقرير يطرح النقاط التالية:
ما ينبغي وما لا ينبغي أن تكون عليه حروب القوى العظمىما ينبغي أن يتعامل به المرء مع ذكرى المواطنين الذين ضحوا بدمائهم من أجل الوطن، وكيف لا يتعين تحت أي ظرف من الظروف نسيانهم وطمس ذكراهم وتاريخهم مهما طال الزمان.السبب الذي يلح من أجله الغرب الآن على تمويل النظام النازي الجديد في كييف، هو السعي لتكرار العملية العسكرية طويلة الأمد في أفغانستان، والتي كانت سببا في انهيار الاتحاد السوفيتي، ويأمل الغرب أن يكرر التجربة أملا في سقوط روسيا، دون أن يفكر ولو للحظة في مستقبل أوكرانيا أو في تضحيات الشعب الأوكراني، فلا أوكرانيا ولا الشعب الأوكراني بالنسبة للغرب سوى أداة مستهلكة ستلقى على قارعة الطريق بعد أداء الغرض.النصر في العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا سوف يكون الضمان الوحيد لأن أيا من العواقب السلبية للحرب لن تصيب روسيا.المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد السوفييتي البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش الروسي الولایات المتحدة من أفغانستان
إقرأ أيضاً:
موسكو تريد المساعدة في إحلال سلام دائم بأفغانستان
ذكرت وكالات أنباء روسية أن سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، أبلغ زعماء حركة طالبان الأفغانية بأن موسكو تريد المساعدة في تحقيق سلام دائم في البلاد.
كما قال شويغو، وهو وزير دفاع سابق، في تصريحاته، الإثنين، إن الولايات المتحدة ينبغي أن تضطلع بدور قيادي في إعادة إعمار أفغانستان في ضوء التدخل العسكري الأمريكي في البلاد الذي استمر سنوات عديدة.
وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن زعماء طالبان طلبوا من شويغو المساعدة في تخفيف الضغوط الناجمة عن العقوبات التي فرضتها واشنطن على حكومة كابول.
???? سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو:
بحثنا مع الحكومة الأفغانية التعاون بين موسكو وكابل بمجالات الاقتصاد والنقل والأمن.#غرفة_أخبار_RT #أخبار #RT_Arabic pic.twitter.com/JtayClPS2L
وترأس شويغو وفداً روسياً رفيع المستوى أجرى محادثات مع كبار المسؤولين في كابول.
ونقلت وكالات الأنباء عنه قوله "اسمحوا لي أن أؤكد استعدادنا لإجراء حوار سياسي بناء بين بلدينا ومن بين الأهداف توفير زخم لعملية مصالحة بين الأفغان".
وقال شويغو إن الولايات المتحدة، التي سحبت قواتها على عجل من أفغانستان في عام 2021 بعد 20 عاما من غزو البلاد، يجب تلتزم بالمساعدة في إعادة الإعمار.
وأضاف "مرة أخرى نتطرق لموضوع الولايات المتحدة، التي تسرق كل من حولها".
وتابع "نتحدث عن إعادة الأصول والأموال التي تخص الأفغان والتي يبدو أنها لن تعود قريباً، كما حدث مع العديد من البلدان الأخرى مثل ليبيا وسوريا. من وجهة نظري، ينبغي للولايات المتحدة أن تكون الكيان الرئيسي الذي يستثمر في إعادة بناء أفغانستان".
وقال عبد الغني برادر نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون الاقتصادية لشويغو إن إدارة طالبان تحتاج إلى مساعدة موسكو لتخفيف عبء العقوبات الغربية.
ونقلت الوكالات عنه قوله "نحاول تهيئة الظروف اللازمة لنمو صادرات السلع الأفغانية والاستثمار الأجنبي".
وأضاف أن الولايات المتحدة والدول الغربية مارست ضغوطاً على حركة طالبان بعد سيطرتها على الحكم في أفغانستان في عام 2021، في إشارة إلى تجميد الأصول وحظر السفر الذي يستهدف قادة الحركة.
????نائب رئيس وزراء أفغانستان آخُند يستقبل الوفد الروسيبرئاسة شويغو
????روسيا وأفغانستان تتفقان على إنشاء لجنة مشتركة للتجارة والاستثمار وتبحثان تكثيف العلاقات السياسية والاقتصادية
◀️ موقع "ألميرا" الأفغاني الرسمي
وأردف قائلاً "لذلك فإننا ننتظر من روسيا الاتحادية أن تساعدنا في تحييد هذه الضغوط".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الشهر الماضي اتخاذ قرار برفع طالبان من قائمة للمنظمات الإرهابية.
وأشار شويغو إلى التعاون في استخراج المعادن باعتباره مثالاً رئيسياً على تعاون اقتصادي مقترح بين البلدين.
كما قال أليكسي أوفرتشوك نائب رئيس الوزراء الروسي لمسؤولي طالبان إن موسكو تريد المشاركة في مشروع لإنشاء خط للسكك الحديدية عبر أفغانستان.