كيف أثرت تظاهرات المزارعين على الصفقة الخضراء في أوروبا؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
بغداد اليوم – متابعة
حالة من الغليان تشهدها أوروبا وتحديدًا بالقطاع الزراعي؛ بعد أن اجتاحت تظاهرات المزارعين دولًا أوروبية عديدة منها هولندا ورومانيا وألمانيا وفرنسا، بسبب ارتفاع أسعار الوقود والقيود الأوروبية والمنافسة مع المنتجات المستوردة، فضلا عن تطبيق القواعد البيئية الجديدة.
ويندد المزارعون المحتجون بأزمة التغير المناخي، التي كبدتهم خسائر اقتصادية كبيرة، رافضين السياسات الخضراء التي أقرها الاتحاد الأوروبي، معللين بأنها غير عادلة، ما يثير المخاوف بشأن تنفيذ الصفقة الخضراء بخلاف مخاوف أخرى تتعلق بالأمن الغذائي.
وتهدف "الصفقة الخضراء" إلى تحديد المسارات التي يمكن أن تتخذها الكتلة الأوروبية لخفض الانبعاثات، وإحداث "ثورة صناعية جديدة".
كما حددت بروكسل القطاع الزراعي باعتباره "مجالاً أساسياً" للعمل المناخي، داعية القطاع إلى خفض الانبعاثات بنسبة 30 بالمئة على الأقل بحلول عام 2040 مقارنة بمستويات عام 2015.
وتم وصف الأنشطة الزراعية، التي تمثل 10بالمئة من انبعاثات الكتلة، على أنها "واحدة من المجالات الأساسية لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2040"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
وبدأت انتفاضة المزارعين في يونيو/ حزيران 2022 بهولندا التي يبلغ عدد سكانها حوالى 18 مليون نسمة، وهي ثاني أكبر مصدر للمنتجات الغذائية بعد الولايات المتحدة.
وانتقلت حالة السخط في الأشهر الأخيرة إلى بولندا ورومانيا وسلوفاكيا وهنغاريا وبلغاريا حيث يندد المنتجون بـ"المنافسة غير العادلة" من جانب أوكرانيا المتهمة بخفض أسعار الحبوب.
وفي ألمانيا أكد عدد كبير من المزارعين معارضتهم خطة حكومة المستشار أولاف شولتس التي تقضي بزيادة الضرائب على الديزل الزراعي والتي أعلن عنها في ديسمبر. ومطلع يناير أطلقوا أسبوع احتجاجات قامت خلاله قوافل من الجرارات بإغلاق الطرق في جميع أنحاء البلاد.
وتصاعدت مشاعر الغضب أيضا في الأرياف الفرنسية حيث احتج المزارعون كما جيرانهم الألمان على ارتفاع تكاليف الإنتاج والالتزامات البيئية المتزايدة.
أما في المملكة المتحدة، فقد تظاهر منتجو الفواكه والخضروات أمام البرلمان في لندن احتجاجا على عقود الشراء "غير العادلة" التي تلزمهم التوزيع على نطاق واسع.
ويشير التقرير إلى أن المزارعين في أوروبا يشكلون نحو 4 بالمئة من الكتلة السكانية العاملة في الاتحاد الأوروبي، إلاّ أنّ احتجاجاتهم الأخيرة لقيت ردّ فعل سريعاً وغير محسوب.
المصدر: وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: ثمن غياب السلام أصبح مرتفعاً جداً
بيروت (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الأونروا»: إمدادات الغذاء إلى القطاع لا تلبي %6 من حاجة السكان أزمة الوقود تهدد المنظومة الصحية بالقطاعأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن المجتمع الدولي لا يستطيع أن يبقى من دون تحرك أمام ما يحصل في لبنان.
وتابع المسؤول الأوروبي، عقب لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن ثمن غياب السلام في الشرق الأوسط أصبح مرتفعاً جداً، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701.
وقال في مؤتمر صحفي، إن تكلفة غياب السلام في الشرق الأوسط باهظة ولا تحتمل، وإن الصراع في الشرق الأوسط يحمل بعداً دولياً ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى أمامه مكتوف الأيدي.
وحذر بوريل من أن لبنان على شفير الانهيار وعشرات القرى في الجنوب دمرت بالكامل، مضيفاً: «ندعم لبنان شعباً وجيشاً ومؤسسات وجاهزون لتقديم 200 مليون يورو للقوات المسلحة اللبنانية».
وأشار بوريل في زيارته الثالثة إلى لبنان خلال هذا العام، إلى أن الاتحاد الأوروبي، ينتظر قبول المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار من «حزب الله» ومن إسرائيل.
واعتبر أن من غير المقبول الهجوم على قوات «اليونيفيل» التي تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي والتي تضطلع بدور رئيسي في بيئة تزداد فيها التحديات.
وتابع بوريل: «نريد إعادة السيادة إلى لبنان براً وبحراً وجواً»، وجدد تأكيد دعم الاتحاد الأوروبي لـ«الأونروا» التي تضطلع بدور لا يمكن استبداله في غزة ولبنان.
وأضاف أنه «على قادة لبنان تحمل مسؤولياتهم السياسية في انتخاب رئيس للجمهورية ووضع حد لفراغ في السلطة دام عامين، وعلينا أن نمارس الضغوط على إسرائيل وحزب الله لقبول المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار».
وكان بوريل قد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية، وانضم إلى الاجتماع السفير الفرنسي في لبنان، كما التقى بوريل رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي.
واستقبل ميقاتي بوريل، قبل ظهر أمس، حيث بحث الجانبان الوضع في لبنان والعلاقات اللبنانية الأوروبية.
وشدد ميقاتي، خلال اللقاء، على ضرورة الضغط لوقف الحرب على لبنان والتوصل إلى وقف إطلاق النار، مؤكداً أن لبنان يعول على الدعم الأوروبي لمساعدته سياسياً واقتصادياً، وتعزيز دور الجيش في المجالات كافة.
وفي سياق آخر، قال ميقاتي في بيان، أمس، عقب إعلان الجيش مقتل أحد عناصره وإصابة 18 آخرين بغارة إسرائيلية على مركز عسكري في «العامرية» جنوب البلاد، إن استهداف إسرائيل للجيش اللبناني يعد «رسالة دموية برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار».
وأفاد ميقاتي بأن «استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب، وسقوط قتلى وجرحى يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف النار، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701».
وأضاف: «هذا العدوان المباشر يضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة للجيش وللمدنيين اللبنانيين، وهو أمر برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري في حق لبنان».
وقال ميقاتي إن «رسائل إسرائيل الرافضة لأي حل مستمرة، وكما انقلب على النداء الأميركي - الفرنسي لوقف إطلاق النار في سبتمبر الفائت، ها هو مجدداً يكتب بالدم اللبناني رفضاً للحل الذي يجري التداول بشأنه».
وذكر أن «الحكومة التي عبرت عن التزامها تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، تدعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد».