أكد سفير مصر الأسبق لدى البرازيل السفير أحمد درويش، أن زيارة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى القاهرة تأتي في توقيت بالغ الأهمية والحساسية بالنظر للأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط نتيحة تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما تحمل رسالة دعم لموقف مصر من القضية الفلسطينية ولجهودها لإحلال الاستقرار بالإقليم.


وقال السفير درويش إن الرئيس البرازيلي يقدر جهود مصر من أجل إنهاء الحرب، ويتفق مع موقفها الداعي لوقف إطلاق النار وضرورة إنفاذ المساعدة لأهل غزة للحد من تداعيات الكارثة الإنسانية داخل القطاع، مذكرا بأن إعلام البرازيل وصف تلك الأوضاع "بحمام الدم".

وأضاف "أن البرازيل تثمن عاليا جهود مصر في خروج الرعايا الأجانب من قطاع غزة، مع بداية الأزمة، والتي أسفرت عن الإسراع في إعادة المواطنين البرازيليين من غزة عبر معبر رفح".

ونوه إلى أن الرئيس لولا دا سيلفا استهل زياراته الخارجية هذا العام بزيارة مصر تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ تتزامن مع مرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي ظلت متميزة وقوية على مدار قرن من الزمن.

وشدد على الأهمية التي تمثلها القاهرة بالنسبة للبرازيل، حيث تعد مصر على رأس قائمة الشركاء التجاريين في أفريقيا مع البرازيل، لافتا إلى أنه ومن المأمول أن تثمر زيارة الزعيم البرازيلي الحالية لمصر عن زيادة حجم التبادل التجاري الذي وصل خلال العام الماضي إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار، بفضل إجراءات اتخذت لتساهم بالضرورة في زيادة حجم التجارة البينية، ولا سيما بعد انضمام مصر بتأييد برازيلي كامل لتجمع البريكس.

وأوضح أنه ومن بين الإجراءات التي ستسهم في زيادات الصادرات بين البلدين من جانب، وإنقاذ الصادرات المصرية من خلال البرازيل لأمريكا اللاتينية من جانب آخر، تشغيل طيران مباشر بين القاهرة وساوباولو، وكذلك تشغيل خط ملاحي بين الإسكندرية وريو دي جانيرو، أو ما بين موانئ أخرى في الدولتين.

ولفت إلى أن البرازيل سبق وسهلت نقل خبراتها لمصر دون قيد أو شرط، ومنذ ما يقرب من عقد من الزمان، في مجالات مكافحة الفقر والبرامج الاجتماعية الهامة الأخرى التي قادها الرئيس لولا دا سيلفا خلال ولايتيه السابقتين كرئيس لجمهورية البرازيل الاتحادية، مثل برنامج "صفر الجوع"، و"منزلي حياتي" و "حقيبة عائلية"، وتم إيفاد القائمين على هذه البرامج للقاهرة.

وأشار إلى قدرة البرازيل على التأثير في صنع القرار الدولي سياسيا واقتصاديا وماليا؛ إذ تعد قاطرة الدول اللاتينية، وإحدى أهم الأعضاء في تجمعات إقليمية ودولية مهمة مثل: البريكس واتحاد دول أمريكا الجنوبية "يوناسور"، وتجمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وتكتل ميركوسور، ومنظمة الدول الأمريكية، إضافة إلى عضويتها في مجموعة العشرين ومجموعة الثمانية للدول الكبار.

وتحدث سفير مصر الأسبق لدى البرازيل عن فرص مصر للاستفادة من خبرات الدولة اللاتينية الكبيرة في تصنيع السيارات وتجميعها وكذلك قطع الغيار، بجانب خبراتها في تنمية الثروة الحيوانية والداجنة والأبحاث الزراعية، علاوة على زيادة صادرات البرازيل من السلع الغذائية مثل السكر والحبوب واللحوم والدواجن، خاصة في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على سلاسل الإمداد الغذائي. 

واعتبر أن الرئيس البرازيلي، الذي من المتوقع أن يتوجه لأديس أبابا بعد الانتهاء من زيارة القاهرة، لحضور الدورة العادية الـ44 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، يمكنه الحديث مع أثيوبيا التي تربطها بالبرازيل ورئيسها روابط قوية، حول التداعيات الخطيرة للإجراءات الأحادية التي تم اتخاذها في ملف سد النهضة، وتضر بمصالح مصر والسودان.

ورأى أن الرئيس لولا دا سيلفا يمكنه كذلك لعب دور وسيط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والدفع نحو حل الدولتين، في ضوء أن البرازيل تعد طرفا نزيها ولديها علاقات متميزة مع كل من العرب وتل أبيب، فضلا عن كونها نموذجا يحتذى به في التعايش المشترك والتفاهم بين الجالية العربية - التي يزيد تعدادها على العشرين مليونا - والجالية اليهودية بالبرازيل.

وأعرب السفير أحمد درويش عن أمله في أن تسهم زيارة الرئيس البرازيلي للقاهرة ومشاوراته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالارتقاء بمستوى العلاقات إلى مستويات أعلى، بما يتناسب مع حجم الدولتين إقليميا ودوليا، ولا سيما من خلال التفعيل الجاد والمتابعة الدورية للاتفاقات ومذكرات التفاهم العديدة التي تم توقيعها بين الدولتين في مجالات شتى خلال الأعوام السابقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئیس البرازیلی لولا دا سیلفا

إقرأ أيضاً:

وفاة الرئيس التونسي الأسبق محمد فؤاد المبزع

توفي الرئيس التونسي الأسبق، محمد فؤاد المبزع، يوم الأربعاء عن عمر ناهز 92 عامًا، وفق ما أعلنت عائلته.

المبزع، أحد الشخصيات السياسية البارزة في تونس، تولى منصب رئيس الجمهورية بالنيابة عقب إعلان المجلس الدستوري شغور المنصب بشكل نهائي في يناير 2011، إثر الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

وزير الخارجية: استعرضنا مع تونس أزمات الإقليم وندعم الاستقرار والعمل العربي المشتركوزير الخارجية يستعرض مع عدد ممثلي الجالية المصرية في تونس الخدمات القنصلية

وُلد المبزع في 13 يونيو 1933 بالعاصمة تونس، وتلقى تعليمه الثانوي في المدرسة الصادقية، قبل أن ينتقل إلى باريس حيث درس القانون والاقتصاد.

خلال مسيرته السياسية، شغل عدة مناصب بارزة، من بينها:

مدير الأمن الوطني (1965 – 1967)

رئيس بلدية تونس (1969 – 1973)

وزير الشباب والرياضة (1973، ثم مجددًا في 1987)

وزير الصحة (1978)

وزير الشؤون الثقافية والإعلام (1979 – 1981)

مندوب تونس الدائم لدى الأمم المتحدة (1981 – 1986)

سفير تونس في المغرب (1986 – 1987)

رئيس بلدية قرطاج (1995 – 1998)

وقد استمر في تولي منصب وزير الشباب والرياضة حتى 26 يوليو/تموز 1988، بعد تعيينه مجددًا في آخر حكومة للحبيب بورقيبة، واحتفاظه بالمنصب في بداية حكم زين العابدين بن علي.

رحيل فؤاد المبزع يمثل نهاية فصل من التاريخ السياسي التونسي الحديث، حيث كان شاهدًا ومشاركًا في محطات محورية في مسيرة البلاد.

مقالات مشابهة

  • الادعاء بكوريا الجنوبية يتهم الرئيس الأسبق بتلقي رشوة
  • وفاة الرئيس التونسي الأسبق «فؤاد المبزع»
  • وفاة الرئيس التونسي الأسبق فؤاد المبزع
  • عاجل ـ وفاة الرئيس التونسى الأسبق فؤاد المبزع
  • وفاة الرئيس التونسي الأسبق محمد فؤاد المبزع
  • وفاة الرئيس التونسي المؤقت الأسبق فؤاد المبزع
  • السيسي يعود للقاهرة بعد زيارة جيبوتي
  • زيارة البابا فرانسيس لمصر عام 2017.. رسالة سلام وإرث ثقافي
  • نصر عبده: زيارة ماكرون رسالة للعالم بأن مصر دولة أمن وأمان
  • خالد الجندي: رسالة الرئيس للدعاة والأئمة تؤكد ضرورة بناء الإنسان المتوازن