أخبار الاقتصاد والأعمال مع تباطؤ النمو.. هل تحتاج الصين إلى خطة اقتصادية بديلة؟
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الصحافة العربية عن مع تباطؤ النمو هل تحتاج الصين إلى خطة اقتصادية بديلة؟، بكين البالغ 18 تريليون دولار.القطاع الخاص ليصبح أكبر وأفضل وأقوى عبر سلسلة من الإجراءات الرامية إلى مساعدة الشركات الخاصة وتعزيز .،بحسب ما نشر سكاي نيوز، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات مع تباطؤ النمو.
بكين البالغ 18 تريليون دولار.
القطاع الخاص ليصبح "أكبر وأفضل وأقوى" عبر سلسلة من الإجراءات الرامية إلى مساعدة الشركات الخاصة وتعزيز التعافي المتباطئ بعد الجائحة، وسط رهانات على مزيد من الحزم الداعمة للقطاع الصناعي والقطاعات التصديرية بشكل خاص، وبما يحقق انتعاشاً بالاقتصاد.
بعد التعافي في الربع الأول من قيود كورونا، كان أداء معظم القطاعات من التجارة إلى الأرباح الصناعية وأسعار المستهلكين دون توقعات المحللين في الأشهر القليلة الماضية. أعلنت الصين، الاثنين، عن أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 0.8 بالمئة خلال الربع الثاني، مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة. وهذا يمثل تباطؤاً عن الربع الأول، عندما توسع الاقتصاد بنسبة 2.2 بالمئة. أدى هذا التباطؤ إلى دعوات متزايدة لإطلاق حافز نقدي ومالي كبير، لدعم محركات النمو التقليدية التي تغذيها الديون، لا سيما بالنسبة للبنية التحتية والممتلكات.العقارات في المقام الأول، باعتباره محرك رئيسي للاقتصاد، وكذلك الأزمة التي ضربت أحد محركات النمو الرئيسية في بكين (التجارة) في ظل تراجع الطلب على صادرات الصين مع قيام البنوك المركزية الغربية برفع أسعار الفائدة.
تراجعت قيمة الصادرات الصينية بالدولار بنحو 12.4 بالمئة في شهر يونيو على أساس سنوي، وفق بيانات الجمارك الصينية أخيراً. تفاقمت المشاعر السلبية بشأن التجارة بسبب التوترات الجيوسياسية مع الولايات المتحدة أيضاً، ما دفع الشركات الغربية إلى التحدث بصوت عالٍ عن "إزالة المخاطر" عن سلاسل التوريد بعيداً عن الصين. يتعرض المصنعون للضغط ليس فقط بسبب انخفاض الصادرات، ولكن أيضاً بسبب ضعف الطلب محلياً على مواد البناء والسلع المنزلية المعمرة بسبب تراجع العقارات. نقل التقرير عن كبير الاقتصاديين الصينيين في يو بي إس إنفستمنت بنك، تاو وانج، قوله: "لقد انخفضت الطلبات والأرباح خلال الـ 16 شهراً الماضية، لذلك من الصعب جداً على الشركات أن تثق في هذه البيئة.. لا ترغب الشركات في التوسع لأن الكثير منها لديه طاقة استيعابية زائدة". ويشير إلى محاولات الحكومة طمأنة القطاع الخاص.الشركات العقارية وامتداداً إلى منصات التجارة الإلكترونية (..) بينما هناك آمال في أن تدعو الدولة الآن إلى هدنة في بعض هذه الإجراءات.
سياسات تحفيزية
وفي ضوء تلك المعطيات، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: مع توقف محركات النمو، هل ستتمكن بكين من الاستمرار في نفس المسار (السياسات الاقتصادية المتبعة)؟ أم تلجأ إلى الحسابات القديمة التي تحتاجها للحفاظ على قدر معين من النمو لضمان تفعيل الاستقرار الاجتماعي، وبما يمهد الطريق للعودة إلى التحفيز واسع النطاق؟
يُشار هنا في المقام الأول إلى قطاع العقارات باعتباره من المحركات الأساسية للنمو في الصين.
يشكل قطاع العقارات التحدي الأكبر، فبعد الاستقرار في وقت مبكر من العام، تراجع مرة أخرى في الأشهر الأخيرة. أعلنت الحكومة هذا الأسبوع أنه سيتم تمديد خطة الدعم الائتماني السابقة للمطورين لمدة عام. كما خفضت أسعار الفائدة على الإقراض وأعلنت عن إجراءات أخرى لدعم القطاع. لكن هناك شكوك حول ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى استقرار السوق. لا يرغب المطورون في الاستثمار ولا يرغب المستهلكون في الشراء، خاصة بعد إفلاس Evergrande، إحدى أكبر المجموعات في البلاد وأكثرها مديونية، كما يقول أحد الخبراء العقاريين في ووهان، وفق التقرير.الأسواق المالية تطالب بالحوافز، يعتقد الرئيس الصيني وصانعو السياسات بأنه من الواضح أن تباطؤ العقارات يعد تعديلاً ضرورياً -وإن كان مؤلماً- للنموذج الاقتصادي القديم المثقل بالديون، كما يقول الاقتصاديون.
العقارات والانتعاش البطيء في ثقة المستهلك.. وفي حين أن النمو قد يصل على الأرجح إلى هدف 5 بالمئة هذا العام، فقد يكون الرئيس شي مستعداً للسماح له بالانخفاض أكثر في السنوات المقبلة مع تكيف الاقتصاد مع الواقع الجديد.. ستكون الحسابات هي أن معظم العائلات قد اشترت بالفعل منازلها الخاصة وأن الشركات الخاصة سوف تتكيف مع مسار النمو الجديد المنخفض.
القطاع الصناعي
التضخم حول العالم وما صاحب ذلك من ارتفاع تكلفة المواد الخام، وبما حمّل الشركات الصناعية مزيداً من الصعوبات.
القطاع الصناعي وصادراتها المختلفة.
القوى الشرائية حول العالم -تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية الحالية تبعاً للتطورات الجيوسياسية الأخيرة، وفي ظل ارتفاع معدلات التضخم- الأمر الذي أثر بشكل كبير على قطاع التصدير بالنسبة للصين، مع تراجع الطلب الخارجي والمحلي، وهو من العوامل التي دعمت تباطؤ النمو على ذلك النحو.
ويرى شعيب أن الاقتصاد الصيني بحاجة إلى عمليات تحفيزية أوسع للاقتصاد في الفترة المقبلة وبعد ما تم اتخاذه من إجراءات، لا سيما فيما يخص القطاع الصناعي في المقام الأول، وبما يمكنه من مواجهة المنافسة الشرسة مع المصنعين الآخرين، وفي وقت تعمل فيه عديد من الحكومات على تقديم مختلف أوجه الدعم للقطاع في بلدان أخرى، مضيفاً: "أعتقد بأن الحكومة الصينية بحاجة لتقديم مزيد من الدعم في الفترة المقبلة، سواء فيما يتمثل في إعفاءات ضريبية للشركات المصنعة، أو تمويل يتم ضخة بالسوق بشروط أكثر تيسيراً للمصنع، وكذلك من خلال التوسع في الاتفاقات الدولية مع أسواق وبلدان أخرى لدعم المصنع الصيني، في ظل حزم تحفيزية جديدة".
والأربعاء، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نقلا عن مبادئ توجيهية نشرها الحزب الشيوعي ومجلس الوزراء إن الصين ستسعى جاهدة لتوفير بيئة أعمال مواتية للسوق من الدرجة الأولى، وأفادت الوكالة بأن:
"القطاع الخاص قوة جديدة لتعزيز التحديث على النمط الصيني وأساس مهم للتنمية عالية الجودة وقوة رئيسية لتعزيز بناء الصين الشامل لقوة اشتراكية عصرية". تشمل التدابير حماية حقوق الملكية للشركات الخاصة ورجال الأعمال وخطوات لضمان المنافسة العادلة في السوق من خلال إزالة العراقيل التي تعوق دخول السوق. المبادئ التوجيهية ستشمل دعم الشركات المؤهلة للطروحات في البورصة وكذلك إعادة التمويل. تشير المبادئ التوجيهية أيضا إلى أن السلطات ستدحض على الفور "التصريحات والممارسات الخاطئة" التي يمكن أن تضر بالشركات الخاصة، وستستجيب لمخاوف هذه الشركات في الوقت المناسب.تفاؤل بتحقيق المستهدفات
وذلك بعدما تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي (على أساس سنوي) بنسبة 6.3 بالمئة في الربع الثاني، مقارنة بـ 4.5 بالمئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام (لكن المعدل كان أقل بكثير من توقعات النمو البالغة 7.3 بالمئة).
وبحسب البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء فقد نما الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنسبة 0.8 بالمئة فقط في الربع الثاني، مقارنة بالربع السابق، مقابل توقعات المحللين في استطلاع لرويترز بزيادة 0.5 بالمئة، ومقارنة بنمو بـ 2.2 بالمئة كان قد سجل بالربع الأول من العام الحالي.
ويشير إلى أن ذلك يأتي في ظل بيئة اقتصادية وجيوسياسية تحدها كثير من الضغوطات والتطورات السلبية على المستوى العالمي، بما في ذلك النزاعات الجيوسياسية التي تؤثر على الاقتصاد العالمي بأكمله، لافتاً إلى أن الاقتصاد الصيني يواجه عديداً من التحديات في ذلك السياق، لا سيما في إطار ما تُظهره البيانات من تراجع للصادرات، فضلاً عن أثر تلك التوترات الكائنة في المحيط الهادئ ومناطق أخرى من العالم، والتي من شأنها إعاقة أو تعطيل سلاسل الإنتاج والإمداد.
لكنه يعتقد بأن بكين لديها القدرة على تحقيق نتائج إيجابية والوصول لمستهدفات النمو. كما يلفت إلى أن الاقتصاد الصيني "لا يزال أفضل بشكل عام من كثير من الاقتصادات الكبرى من حيث مؤشرات النمو".
الاقتصاد الصيني يتعثر رغم الأرقام الإيجابية التي تبعث بها الحكومة الصينية. ونقلت الصحيفة عن كبيرة الاقتصاديين في شركة "إينودو إيكونومكس" ديانا تشويليفا ، قولها إن مقارنة هذه الفترة بنفسها من العام الماضي هو "رسم لصورة مضللة عن أداء الاقتصاد الصيني".
من ناحية أخرى، وفيما ذكر تقرير صحيفة "فاينانشال تايمز" أنه على الرغم من أن كبار المسؤولين الأميركيين أشاروا إلى علاقة بناءة بشكل كبير مع بكين، إلا أن إدارة بايدن قللت من الآمال في تخفيف فوري للرسوم الجمركية ضد الصين، يتحدث إسماعيل عن أثر العلاقات الأميركية الصينية على آفاق اقتصاد بكين، وفي رأيه أنه "بعد زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين للصين، فإن البلدين يتجهان لما يمكن تسميته بالتنافس التعاوني.. ربما ستقل حدة الخفلافات في الفترة المقبلة، في ضوء إدراك الجانبين أهمية الحاجة للوصول إلى تفاهمات خاصة، على الأقل في مجال التبادلات التجارية".
ويضيف: "ولا أتوقع أن نشهد كثيراً من الخلافات التجارية الكبرى سواء ممثلة في فرض رسوم أو منع صادرات وواردات إضافية.. أعتقد بان العلاقات سوف تشهد نوعاً من الانفراجة فيما يخص الشق التجاري تلبية لمتطلبات أساسية لدى الطرفين".
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس الاقتصاد الصینی الشرکات الخاصة القطاع الخاص من العام إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الوزراء»: البنك الدولي يتوقع انخفاض قيمة الدولار وأسعار الفائدة لدى البنوك
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على عدد من التقارير الدولية التي ترصد آفاق ومستجدات الأوضاع الاقتصادية العالمية خلال الفترة المقبلة، ومن أبرزها البنك الدولي والذي توقع انخفاض قيمة الدولار، وأعلن التقرير تفاصيل توقعات استمرار الانخفاض في أسعار الفائدة لدى البنوك المركزية الكبرى.
توقع البنك الدولي انخفاض قيمة الدولاروقال تقرير مركز المعلومات إن البنك المركزي توقع استمرار الانخفاض في أسعار الفائدة لدى البنوك المركزية الكبرى، وإن كان بوتيرة متفاوتة، مما يعكس التباين في آفاق النمو والتضخم، كما أنه من المتوقع بحسب التقرير تشديد السياسة المالية العامة خلال الفترة 2025-2026 في الاقتصادات المتقدمة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وبقدر أقل في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.
كما أعلن التقرير أنَّه من الأخبار الإيجابية للدولار الأمريكي بالفعل، توقع بانخفاض تدريجي في قيمته يبدأ في ربيع عام 2025، مع استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي في الأمد القريب قبل الانخفاض التدريجي المتوقع، فقد بلغ مقياس الوكالة لمؤشر الدولار الأمريكي الفعلي الحقيقي مؤخرا أقوى مستوياته منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين، كما تشير أيضاً توقعات النمو النسبي وأسعار الفائدة إلى أنه سيظل مرتفعا في أوائل عام 2025.
توقعات بنمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.7%وأشار تقرير البنك الدولي والذي جاء بعنوان «آفاق الاقتصاد العالمي»، إلى أنَّه من الضروري اتخاذ إجراءات على مستوى السياسات على الصعيدين العالمي والوطني لتشجيع بيئة خارجية أكثر ملاءمة، وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وتخفيض القيود الهيكلية، ومعالجة آثار تغير المناخ، وبالتالي تسريع وتيرة النمو والتنمية على المدى الطويل، موضحاً أنه من المتوقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.7% في كل من عامي 2025 و2026، وهي الوتيرة نفسها التي شهدها عام 2024، مع الانخفاض التدريجي للتضخم وأسعار الفائدة.
ومن المتوقع أيضًا أنَّ يظل معدل النمو في الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية ثابتًا عند نحو 4% خلال العامين المقبلين، غير أن هذا الأداء سيكون أضعف مما كان عليه الحال قبل جائحة كوفيد-19، ولن يكفي لتعزيز التقدم اللازم لتخفيف حدة الفقر وتحقيق الأهداف الإنمائية الأوسع نطاقًا.
وذكر التقرير أنَّ القيود الجديدة على التجارة العالمية في عام 2024 بلغت خمسة أضعاف متوسط السنوات 2010- 2019. ونتيجة لذلك، انخفض النمو الاقتصادي بوجه عام من 5.9% في العقد الأول من القرن الحالي إلى 5.1% في العقد الثاني ثم إلى 3.5% في العقد الثالث.
وأوضح التقرير أنَّ السنوات الـ25 المقبلة ستكون أصعب بالنسبة للبلدان النامية، مقارنة بالسنوات الخمس والعشرين الماضية، مشيرًا إلى تبدد معظم القوى التي ساعدت في نهضتها، وظهور عوامل سلبية حلت محل هذه القوى تمثلت في ارتفاع أعباء الديون، وضعف الاستثمار ونمو الإنتاجية، وارتفاع تكاليف تغير المناخ، مضيفاً أن الاقتصادات النامية تعتبر أكثر أهمية للاقتصاد العالمي مما كانت عليه في بداية القرن الحالي، فهي تمثل نحو 45% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، مقابل 25% في عام 2000. كما ازداد مستوى ترابطها والاعتماد المتبادل فيما بينها، Y` إن أكثر من 40% من صادراتها السلعية تذهب إلى اقتصادات نامية أخرى، أي ضعف النسبة المسجلة في عام 2000.
,سلط المركز الضوء أيضاً على تقرير صندوق النقد الدولي بعنوان مستجدات آفاق الاقتصاد العالمي، إذ أشار التقرير إلى توقعات بتسجيل الاقتصاد العالمي نموًا بنسبة 3.3% في كل من عامي 2025 و2026، أي أقل من المتوسط التاريخي الذي بلغ على أساس سنوي 3.7% (في الفترة من 2000- 2019).
تراجع معدل التضخم العالمي لا يزال مستمرًاوأشار مركز المعلومات أنه وفقًا للتقرير من المتوقع أن ينخفض التضخم الكلي العالمي إلى 4.2% في عام 2025، وإلى 3.5% في عام 2026، وعودته قريبًا إلى مستويات قريبة من المستهدف في الاقتصادات المتقدمة، مقارنة باقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد العالمي لا يزال صامدًا، فعلى الرغم من الاختلاف الشاسع في أداء اقتصادات دول العالم، فإن نمو إجمالي الناتج المحلي العالمي في الربع الثالث من عام 2024 كان أقل بمقدار 0.1 نقطة مئوية فقط عما كان متوقعًا في عدد أكتوبر 2024 من تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، وقد جاء ذلك بعد صدور بيانات مخيبة للآمال في بعض الاقتصادات الآسيوية والأوروبية.
ووفقًا للتقرير، فإن تراجع معدل التضخم العالمي لا يزال مستمرًا، وإن كانت هناك بوادر على توقف هذا التقدم في بعض البلدان وعلى استمرار ارتفاع التضخم في عدد قليل من الحالات، كما أن هناك بوادر على تراجع النمو الاسمي للأجور.
تراجع أسعار الطاقة بنسبة 2.6% في عام 2025كما تشير التوقعات أيضاً إلى تراجع أسعار الطاقة بنسبة 2.6% في عام 2025، أي أكثر مما كان مفترضًا في أكتوبر 2024. ويُعزى هذا التراجع إلى انخفاض أسعار النفط مدفوعًا بضعف الطلب من الصين وقوة العرض من البلدان خارج أوبك+ (منظمة البلدان المصدرة للنفط زائد مجموعة مُختارة من البلدان غير الأعضاء في أوبك، منها روسيا) الذي عوضه جزئيًا الارتفاع في أسعار الغاز نتيجة للأحوال الجوية الأشد برودة من المتوقع والاضطرابات في الإمدادات، بما في ذلك الصراع الجاري في الشرق الأوسط والانقطاعات في حقول الغاز.
أشار التقرير إلى إمكانية حدوث ارتفاع في أسعار السلع الأولية باستثناء الوقود بنسبة 2.5% في عام 2025، وذلك على خلفية رفع التوقعات بشأن أسعار المواد الغذائية والمشروبات، مقارنة بما جاء في عدد أكتوبر 2024 من تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، وهو ما يرجع إلى سوء الأحوال الجوية الذي يؤثر على كبار المنتجين.
وأوضح التقرير كذلك أنه من المتوقع أن يشهد الاقتصاد الأمريكي نموًا بنسبة 2.7% في عام 2025، مدفوعًا بقوة أسواق العمل وتسارع الاستثمار، لكن مع تباطؤ تدريجي في عام 2026 ليصل إلى مستواه المحتمل.
وفي منطقة اليورو، يُتوقع ارتفاع النمو إلى 1% في 2025، رغم استمرار التوترات الجيوسياسية وتصاعد حالة عدم اليقين بشأن السياسات، مع تحسُّن تدريجي ليصل إلى 1.4% في 2026 بفضل زيادة الطلب المحلي وتيسير الأوضاع المالية. أما الاقتصادات المتقدمة الأخرى، فتظل توقعاتها مستقرة بفضل تعافي الدخل الحقيقي الذي يعزز الاستهلاك، رغم استمرار ضعف الاستثمار بسبب التحديات التجارية.
وفي اقتصادات الأسواق الناشئة والنامية، يُتوقع أن يكون النمو خلال عامي 2025 و2026 مماثلًا لأدائه في 2024، مع رفع طفيف في توقعات الصين إلى 4.6% في 2025 واستقرارها عند 4.5% في 2026، مع تخفيف القيود التجارية، وفي الهند، يُتوقع أن يظل النمو قويًا عند 6.5% خلال عامي 2025 و2026.
أشار التقرير إلى أن هناك تقديرات تشير إلى تباطؤ التجارة العالمية في عامي 2025 و2026؛ بسبب تصاعد حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية، مما يؤثر سلبًا على الاستثمار في الشركات ذات الأنشطة التجارية المكثفة.
ومع ذلك، من المتوقع أن يكون تأثير هذه الحالة مؤقتًا، ففي أمريكا اللاتينية، يُتوقع تسارع طفيف للنمو إلى 2.5% في 2025 رغم تباطؤ الاقتصادات الكبرى في المنطقة، مع استمرار تحسُّن النمو في إفريقيا جنوب الصحراء، بينما يُتوقع تباطؤه في أوروبا الصاعدة والنامية.
وفي نفس الإطار؛ استعرض مركز المعلومات تقرير مؤسسة ستاندرد آند بورز بعنوان الآفاق الاقتصادية العالمية، التحولات المتوقعة في السياسة الاقتصادية الأمريكية بعد الانتخابات، والتي أصبحت تشكل محور اهتمام الأسواق المالية.
أوضح التقرير أن توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي لعامي 2025 و2026 ظلت عند 2.5% و2.6% على التوالي، في تحديث بشهر يناير 2025، وهذا يعني تباطؤًا متواضعًا مقارنةً بمعدل النمو العالمي المقدر بنسبة 2.7% لعام 2024 ولكن تباطؤً بشكل أكبر مقارنةً بمتوسط النمو العالمي السنوي الذي تجاوز 3% على مدى السنوات الخمس حتى عام 2019 (أي قبل صدمة كوفيد-19).
وأضاف التقرير أن بيانات مؤشر مديري المشتريات العالمي استمرت في إظهار التباعد بين الضعف في التصنيع والمرونة في الخدمات في الأشهر الأخيرة، مع مؤشر الناتج المركب العالمي الذي يشير إلى نمو إجمالي ثابت ولكن ضعيف، ويظل التباطؤ في الولايات المتحدة والصين، اللتين تمثلان أكثر من 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، محوري لتوقعات آفاق الاقتصاد العالمي.
وعلى الرغم من ارتفاع توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الولايات المتحدة لعام 2025 من 1.9% إلى 2.0% في تحديث يناير 2025، فإن هذا لا يزال أقل من معدلات عام 2024، المقدر بنحو 2.8%.
وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن تفوق الظروف المالية الأمريكية الأقل تيسيرًا آثار السياسة المالية الأكثر مرونة. وبالنسبة للصين، فإن الوكالة تحتفظ بتوقعات النمو لعام 2025 عند 4.2%، وهو أقل بكثير من الهدف الرسمي البالغ نحو 5%.
وأشار التقرير إلى أن مؤسسة ستاندرد آند بورز خفضت توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في المملكة المتحدة لعام 2025 من 1.0% إلى 0.7%. كما تم تخفيض توقعات عام 2026. وجاءت أحدث بيانات المسح المخيبة للآمال في المملكة المتحدة في أعقاب انكماشات متتالية في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في سبتمبر وأكتوبر 2024.
توقعات باستمرار ارتفاع الدولار الأمريكي في الأمد القريبكما توقع التقرير أن يستمر ارتفاع الدولار الأمريكي في الأمد القريب، قبل الانخفاض التدريجي المتوقع، فقد بلغ مقياس الوكالة لمؤشر الدولار الأمريكي الفعلي الحقيقي مؤخرًا أقوى مستوياته منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين.