في سباق التنافس على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي العام الماضي، برزت شركة "إنفيديا" الأميركية وأصبح اسمها متداولا بشكل كبير في عناوين الأخبار.

وفي مايو 2023، أصبحت شركة "إنفيديا" التي تصنع الرقائق اللازمة لمهام الحوسبة المعقدة للذكاء الاصطناعي، واحدة من عدد قليل من الشركات في العالم التي بلغت قيمتها تريليون دولار.

وصعدت "إنفيديا" في أسواق المال خلال الأعوام الأخيرة تدريجيا، حتى أصبحت أكبر ثالث شركة أميركية من ناحية القيمة السوقية، الأربعاء، بعد أن ارتفع سهم الشركة التي تتخذ من سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا مقرا لها، بنسبة 2.46 بالمئة ليصل بقيمتها السوقية إلى 1.825 تريليون دولار.

وتجاوزت "إنفيديا" شركة "ألفابت" المالكة لغوغل، لتحتل المركز الثالث في قائمة أكبر الشركات الأميركية من حيث القيمة السوقية.

ورغم أنها تأسست قبل أكثر من 3 عقود، فإن صعود "إنفيديا" الصاروخي مؤخرا جاء بفضل سباق شركات التكنولوجيا لدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وخدماتها.

وتعتبر "إنفيديا" (NVIDIA) "رائدة في مجال الحوسبة المتسارعة لمواجهة التحديات التي لا يستطيع أحد آخر حلها"، وفق ما تعرف الشركة نفسها على موقعها الإلكتروني. 

ماذا نعرف عن "إنفيديا"؟

تأسست الشركة في 5 أبريل عام 1993، على يد الثلاثي جنسن هوانغ، وكريس مالاتشوسكي، وكيرتس بريم، بهدف استخدام تقنية الرسومات ثلاثية الأبعاد في الألعاب والوسائط المتعددة.

وفي عام 1999، أنتجت الشركة وحدة معالجة الرسومات (جي بي يو)، التي مهدت الطريق لإعادة تشكيل صناعة الحوسبة.

"عمود فقري الذكاء الاصطناعي".. ماذا تعرف عن "أهم سلعة في وادي السيليكون"؟ أفادت وكالة رويترز بأن الولايات المتحدة وسعت قيودها على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي لتتجاوز الصين وتشمل بلدان أخرى في الشرق الأوسط.

ووحدة معالجة الرسومات هي شرائح إلكترونية مصممة لوظائف العرض مثل عرض الفيديو والصور والرسوم المتحركة المطلوبة لألعاب الفيديو التي يتم تشغيلها عادة على أجهزة الكمبيوتر، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وذكرت الصحيفة الأميركية ذاتها أن "هذا هو العمل الأساسي لشركة إنفيديا منذ فترة طويلة، وهو عمل مربح جدا".

وارتفعت الإيرادات السنوية من قطاع ألعاب الفيديو من أقل من 3 مليارات دولار في السنة المالية 2016 إلى أكثر من 12 مليار دولار بعد 6 سنوات، بحسب الصحيفة.

لكن شركة التكنولوجيا الأميركية غير المعروفة على نطاق واسع في ذلك الوقت، "اكتشفت أن وحدات معالجة الرسومات، مفيدة أيضا للمهام الأخرى الصعبة، مثل تسريع أداء الحوسبة لوحدات المعالجة المركزية التي تعتبر بمثابة (العقول) التقليدية لأجهزة الكمبيوتر"، وفقا لـ "وول ستريت جورنال".

وكان ذلك مطلوبا لشركات التكنولوجيا العملاقة غوغل، ومايكروسوفت، وأمازون، التي تعمل مراكز بياناتها الضخمة على تشغيل خدمات الحوسبة السحابية وخدمات الإنترنت للمستهلكين لديها.

وساهم ذلك في ارتفاع الإيرادات السنوية في قطاع مراكز البيانات في "إنفيديا" من 339 مليون دولار فقط في السنة المالية 2016 إلى ما يزيد قليلاً عن 15 مليار دولار في عام 2022، حسبما ذكرت الصحيفة.

الصعود الترليوني

مؤخرا، كثفت شركات التكنولوجيا استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد إطلاق شركة "أوبن أيه آي" لبرنامج "تشات جي بي تي" في نوفمبر عام 2022.

وساهم ذلك في ارتفاع قيمة شركة "إنفيديا" على اعتبار أنها تصنع الرقائق الإلكترونية التي تحتاجها أدوات الذكاء الاصطناعي في عملها.

وتقول "إنفيديا" في موقعها، إنها عمل على تصميم الرقائق والأنظمة والبرامج الأكثر تقدما لأدوات الذكاء الاصطناعي في المستقبل. 

وأضافت: "نحن نبني خدمات ذكاء اصطناعي جديدة تساعد الشركات على إنشاء أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها".

كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في إنعاش صناعة التكنولوجيا؟ كان المزاج في وادي السيليكون سيئا قبل عام من الآن بعد تراجع أسهم شركات التكنولوجيا، التي بدأت موجات من تسريح العمالة. ولكن صناعة التكنولوجيا تشهد طفرة هائلة حاليا لسبب واحد: الذكاء الاصطناعي.

وهذه الرقائق هي معالجات متقدمة عالية الأداء، يمكن من خلالها بناء نظام نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)، وتمثل جوهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل "تشات جي بي تي" وغيره من التطبيقات المماثلة.

وتساعد هذه الرقائق المتقدمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على معالجة البيانات بسرعة فائقة عبر خوارزميات معقدة، مدربة على تريليونات الكلمات والصور من الإنترنت، لإنتاج نصوص وصور ومقاطع صوتية.

وتنتج "إنفيديا" نوعين من رقائق الذكاء الاصطناعي، عالية الأداء "إتش 100" والجيل السابق منها "إيه 100".

وتستحوذ "إنفيديا" على أكثر من 70 بالمئة من مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي، وفقا لشركة الأبحاث "أومديا".

وجاءت ارتفاع قيمة الشركة السوقية على الرغم من القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على مبيعات بعض الرقائق الإلكترونية عالية الأداء مثل "إتش100" التي تصنعها "إنفيديا" لدول في مناطق مختلفة في العالم.

في أغسطس الماضي، قالت الشركة في إفصاح قدمته إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية: "أبلغتنا حكومة الولايات المتحدة بمتطلبات ترخيص إضافية، خلال الربع الثاني من السنة المالية 2024، لمجموعة فرعية من منتجات إيه 100 وإتش 100 المخصصة لعملاء محددين ومناطق أخرى، منها بعض البلدان في الشرق الأوسط".

ومع ذلك، يتوقع محللون نمو إجمالي إيرادات "إنفيديا" بنسبة 55 بالمئة في العام المالي المقبل، بعد زيادة بنسبة 118 بالمئة في العام الذي انتهى قريبا، بحسب تقرير نشته، الشهر الماضي، صحيفة "وول ستريت جورنال".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی

إقرأ أيضاً:

تحذير أممي: الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف خلال العقد المقبل

تحذير أممي: الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف خلال العقد المقبل

مقالات مشابهة

  • تحدّت عمالقة التكنولوجيا دفاعًا عن غزة.. ماذا قالت ابتهال في أول حوار لها؟
  • مجانًا.. تعرف على استخدام الذكاء الاصطناعي لتعديل الصور
  • أي دولة ستحسم سباق ريادة الذكاء الاصطناعي عالميًا؟
  • العراق ثالث أعلى الدول التي نفذت فيها مشاريع من قبل مقاولين أتراك
  • هل استخدم "ماسك" الذكاء الاصطناعي للتجسس على موظفي الحكومة الأميركية؟
  • تحذير أممي: الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف خلال العقد المقبل
  • مايكروسوفت تطرد المهندسة المغربية التي احتجت على دعم الشركة لإسرائيل
  • عاجل | سي إن بي سي: مايكروسوفت تفصل المهندسة ابتهال أبو السعد التي احتجت على تزويد الشركة إسرائيل بأنظمة ذكاء اصطناعي
  • أزمة الرسوم تعصف بأسهم كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية
  • من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟