ماذا تعرف عن إنفيديا التي أصبحت ثالث أكبر شركة أميركية؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
في سباق التنافس على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي العام الماضي، برزت شركة "إنفيديا" الأميركية وأصبح اسمها متداولا بشكل كبير في عناوين الأخبار.
وفي مايو 2023، أصبحت شركة "إنفيديا" التي تصنع الرقائق اللازمة لمهام الحوسبة المعقدة للذكاء الاصطناعي، واحدة من عدد قليل من الشركات في العالم التي بلغت قيمتها تريليون دولار.
وصعدت "إنفيديا" في أسواق المال خلال الأعوام الأخيرة تدريجيا، حتى أصبحت أكبر ثالث شركة أميركية من ناحية القيمة السوقية، الأربعاء، بعد أن ارتفع سهم الشركة التي تتخذ من سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا مقرا لها، بنسبة 2.46 بالمئة ليصل بقيمتها السوقية إلى 1.825 تريليون دولار.
وتجاوزت "إنفيديا" شركة "ألفابت" المالكة لغوغل، لتحتل المركز الثالث في قائمة أكبر الشركات الأميركية من حيث القيمة السوقية.
ورغم أنها تأسست قبل أكثر من 3 عقود، فإن صعود "إنفيديا" الصاروخي مؤخرا جاء بفضل سباق شركات التكنولوجيا لدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وخدماتها.
وتعتبر "إنفيديا" (NVIDIA) "رائدة في مجال الحوسبة المتسارعة لمواجهة التحديات التي لا يستطيع أحد آخر حلها"، وفق ما تعرف الشركة نفسها على موقعها الإلكتروني.
ماذا نعرف عن "إنفيديا"؟تأسست الشركة في 5 أبريل عام 1993، على يد الثلاثي جنسن هوانغ، وكريس مالاتشوسكي، وكيرتس بريم، بهدف استخدام تقنية الرسومات ثلاثية الأبعاد في الألعاب والوسائط المتعددة.
وفي عام 1999، أنتجت الشركة وحدة معالجة الرسومات (جي بي يو)، التي مهدت الطريق لإعادة تشكيل صناعة الحوسبة.
ووحدة معالجة الرسومات هي شرائح إلكترونية مصممة لوظائف العرض مثل عرض الفيديو والصور والرسوم المتحركة المطلوبة لألعاب الفيديو التي يتم تشغيلها عادة على أجهزة الكمبيوتر، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وذكرت الصحيفة الأميركية ذاتها أن "هذا هو العمل الأساسي لشركة إنفيديا منذ فترة طويلة، وهو عمل مربح جدا".
وارتفعت الإيرادات السنوية من قطاع ألعاب الفيديو من أقل من 3 مليارات دولار في السنة المالية 2016 إلى أكثر من 12 مليار دولار بعد 6 سنوات، بحسب الصحيفة.
لكن شركة التكنولوجيا الأميركية غير المعروفة على نطاق واسع في ذلك الوقت، "اكتشفت أن وحدات معالجة الرسومات، مفيدة أيضا للمهام الأخرى الصعبة، مثل تسريع أداء الحوسبة لوحدات المعالجة المركزية التي تعتبر بمثابة (العقول) التقليدية لأجهزة الكمبيوتر"، وفقا لـ "وول ستريت جورنال".
وكان ذلك مطلوبا لشركات التكنولوجيا العملاقة غوغل، ومايكروسوفت، وأمازون، التي تعمل مراكز بياناتها الضخمة على تشغيل خدمات الحوسبة السحابية وخدمات الإنترنت للمستهلكين لديها.
وساهم ذلك في ارتفاع الإيرادات السنوية في قطاع مراكز البيانات في "إنفيديا" من 339 مليون دولار فقط في السنة المالية 2016 إلى ما يزيد قليلاً عن 15 مليار دولار في عام 2022، حسبما ذكرت الصحيفة.
الصعود الترليونيمؤخرا، كثفت شركات التكنولوجيا استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد إطلاق شركة "أوبن أيه آي" لبرنامج "تشات جي بي تي" في نوفمبر عام 2022.
وساهم ذلك في ارتفاع قيمة شركة "إنفيديا" على اعتبار أنها تصنع الرقائق الإلكترونية التي تحتاجها أدوات الذكاء الاصطناعي في عملها.
وتقول "إنفيديا" في موقعها، إنها عمل على تصميم الرقائق والأنظمة والبرامج الأكثر تقدما لأدوات الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
وأضافت: "نحن نبني خدمات ذكاء اصطناعي جديدة تساعد الشركات على إنشاء أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها".
وهذه الرقائق هي معالجات متقدمة عالية الأداء، يمكن من خلالها بناء نظام نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)، وتمثل جوهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل "تشات جي بي تي" وغيره من التطبيقات المماثلة.
وتساعد هذه الرقائق المتقدمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على معالجة البيانات بسرعة فائقة عبر خوارزميات معقدة، مدربة على تريليونات الكلمات والصور من الإنترنت، لإنتاج نصوص وصور ومقاطع صوتية.
وتنتج "إنفيديا" نوعين من رقائق الذكاء الاصطناعي، عالية الأداء "إتش 100" والجيل السابق منها "إيه 100".
وتستحوذ "إنفيديا" على أكثر من 70 بالمئة من مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي، وفقا لشركة الأبحاث "أومديا".
وجاءت ارتفاع قيمة الشركة السوقية على الرغم من القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على مبيعات بعض الرقائق الإلكترونية عالية الأداء مثل "إتش100" التي تصنعها "إنفيديا" لدول في مناطق مختلفة في العالم.
في أغسطس الماضي، قالت الشركة في إفصاح قدمته إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية: "أبلغتنا حكومة الولايات المتحدة بمتطلبات ترخيص إضافية، خلال الربع الثاني من السنة المالية 2024، لمجموعة فرعية من منتجات إيه 100 وإتش 100 المخصصة لعملاء محددين ومناطق أخرى، منها بعض البلدان في الشرق الأوسط".
ومع ذلك، يتوقع محللون نمو إجمالي إيرادات "إنفيديا" بنسبة 55 بالمئة في العام المالي المقبل، بعد زيادة بنسبة 118 بالمئة في العام الذي انتهى قريبا، بحسب تقرير نشته، الشهر الماضي، صحيفة "وول ستريت جورنال".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی
إقرأ أيضاً:
آبل تواجه تحديات تقنية .. تأجيل تحديثات الذكاء الاصطناعي لـ Siri حتى 2026
أعلنت Apple عن تأجيل بعض ميزات الذكاء الاصطناعي التي كانت تخطط لإضافتها إلى Siri حتى عام 2026، مما يعني أن المستخدمين سيضطرون إلى الانتظار لفترة أطول للحصول على تحسينات أكثر ذكاءً وشخصية للمساعد الصوتي.
يأتي هذا التغيير بعد أن كانت الشركة قد وعدت بإطلاق الميزات في 2025، ولكن التطوير أثبت أنه أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا.
لماذا تأخرت تحديثات Siri؟أوضحت Apple في بيانها أن تطوير Siri ليكون أكثر وعيًا بالسياق، وقادرًا على فهم المعلومات بين التطبيقات المختلفة والتفاعل معها، يتطلب المزيد من الوقت.
و من بين الميزات المنتظرة، القدرة على الوصول إلى البيانات المخزنة على الجهاز، مثل استرجاع تفاصيل رحلة طيران من رسالة عائلية، أو اقتراح بودكاست بناءً على توصية أحد الأصدقاء.
تسعى Apple إلى تنفيذ هذه الميزات مع الحفاظ على خصوصية المستخدمين، ولهذا تعمل على تطوير بنية تحتية جديدة للحوسبة السحابية تعتمد على معالجاتها الخاصة. ومع ذلك، فإن تعقيد هذه البنية إلى جانب التحديات التقنية الأخرى ساهم في تأجيل الإطلاق.
التأجيل أكثر خطورة من المتوقعوفقًا لتقرير مارك جورمان من Bloomberg، كانت Apple تعاني بالفعل من مشاكل في دمج هذه الميزات ضمن تحديث iOS 18.4، المتوقع إصداره في أبريل.
في البداية، كان هناك احتمال تأجيلها إلى iOS 18.5 في مايو، لكن التأخير الآن ممتد حتى العام المقبل، مما يشير إلى أن العقبات أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا.
هل التأخير أمر سيئ؟رغم أن التأجيل قد يكون مخيبًا للآمال، إلا أن العديد من المستخدمين يفضلون منتجًا ناضجًا ومستقرًا بدلاً من إطلاق تحديث غير مكتمل قد يؤثر على أداء Siri أو خصوصية البيانات.
يبقى التحدي أمام Apple هو كيفية تحقيق التوازن بين الأداء القوي والخصوصية، ومدى قدرتها على تقديم تحسينات فعلية تجعل Siri منافسًا أقوى لمساعدي الذكاء الاصطناعي الآخرين.