Altuzarra تحتفل بمرور 15 عاما بعرض أزياء مذهل يجمع بين ثقافات الموضة المختلفة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
في عالم مليء بعروض الأزياء الضخمة في المدرجات الفاخرة والمجنونة أحيانا بين شلال مائي في شانيل، وخلفية برج إيفيل في سان لوران، فإن مصمم الأزياء جوزيف ألتوزارا والذي يتخذ من المدينة الأميريكية نيويورك مقرا له لعرض إبداعاته المتتالية، يركض بسرعة في الإتجاه الآخر والمعاكس كليا للتيار لعرض مجموعة أزيائه لموسم خريف وشتاء 2024-2025 للأزياء الجاهزة.
رحب المصمم الذي يحتفل بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسه في هذا العام، بمجموعة حميمية من الضيوف الذين جلسوا في الإستوديو الخاص به واستمعوا لمجموعة من أعظم الأغاني من العقد الماضي، حيث كانت هناك معاطف ضخمة، و"سويت شيرت" كبيرة الحجم من وحي أسلوب الـ"موني بوند" النيويوركيين من عام 1977.
كما أطلت العارضات بقبعات منحوتة ودراماتيكية مع الإطلالات النهارية التي كان أبرزها البناطيل الواسعة والمزودة بالثنيات الصغيرة أو الـ"فقسات" على جوانب الجيوب وأسفل الخصر. كما أطلت العارضات بإطلالات الفساتين بالألوان المرحة، إذ أطلت العارضة كولين جونز صاحبة المشية الأكثر بحثا في 2023 على المنصة بفستان بخليط لوني مميز بين البرغندي، الأصفر والأبيض.
و منذ أن أسس جوزيف علامته التجارية منذ أكثر من عقد من الزمن، فإنه أصبح معروفا بتلك الأنواع من الأشكال والأنماط الرائعة التي تميز إبداعاته، ومع لمسات أنثوية وفنية من الغرابة، فإن قطع الأزياء التي يبتكرها في كل مرة هي الخيار الأجمل للنساء للتميز في كل موسم.
وبالخامات الأنثوية الرقيقة والشفافة كال"دونتيل"، تبخترت العارضات على منصة العرض في الصالون الكلاسيكي للعلامة بإطلالات أنيقة ومميزة، حيث أطلت العارضة أوار أوديانغ بلوك استثنائي من وحي الأناقة البسيطة بفستان من ال"دونتيل" الأسود ال"ماكسي" مع "بليزر" كلاسيكي باللون الأبيض.
وأطلت عارضة عام 2023، بالوما إلسيسر على المنصة بفستان أبيض بأشرطة بيضاء من الأزهار مع قبعة دائرية كلاسيكية، وهي المرة الأولى التي تسير فيها العارضة لصالح العلامة الأميريكية.
وكانت جميع فساتين "هينلي" ذات الأزرار والأكمام الكبيرة، والياقات المحبوكة المكشكشة والأخرى الحادة بأحجام مبالغ بها بمثابة نجم العرض، وذلك جنبا إلى جنب مع المعاطف الطويلة ذات القلنسوة كبيرة الحجم التي تلامس الأرض.
أما بالنسبة لمراجع المجموعة، فقد اعتمد "ألتوزارا" على مراجع تتراوح بين صور "تمارا دي ليمبيكا" والأميرة ديانا، ولكن قبل كل شيء، فقد حرص المصمم على إخبار الضيوف أن مفهومه الرئيسي لعرض خريف 2024 هو فكرة "الظهور مرتديا الملابس الأنيقة وحسب"، ولتكون المجموعة أشبه إلى حد ما الأسلوب الشخصي الذي تراه فقط في شوارع نيويورك.
اقرأ ايضاًأليكساندر ماكوين يزين إطلالة الملكة رانيا الأخيرة بأناقة لا مثيل لهاأما الأزرار المتلألئة والتي خطفت قلوب الجمهور، فكان وحيها من الأحجار الكريمة العتيقة التي قد تجدها في أحد المحلات القديمة العديدة في نيويورك. حيث يحرص المصمم باستمرار على دمج أسلوب المدينة وتفاصيلها مع أزيائة التي ينفذها، فهي المدينة التي رحبت به وقدمت له الإلهام على مدار سنين طويلة.
بالنسبة لجوزيف ألتوزارا، فإن مهمته اليوم لا تتعلق فقط بالإرتباط بسرد محدد، فبعد مسيرة 15 عاما في عالم الموضة كمصمم مستقل ليس بالأمر السهل، إلا أن المصمم الموهوب استطاع إثبات موهبته للعالم كافة، حيث استطاع خلق تباينات عديدة في عالم الموضة ودمج أقكاره التي كانت من وحي العديد من محطات حياته مع أسلوبه الشخصي لتكون أزياء العلامة بمثابة اللمحة الشخصية المقربة من المصمم.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: أناقة إطلالات عروض أزياء عرض أزياء عروض أزياء 2024 نيويورك أسبوع نيويورك للموضة أسبوع الموضة
إقرأ أيضاً:
«عندما تزوج التنس الموضة».. شكراً نادال
عمرو عبيد (القاهرة)
هكذا خرجت كل الصحف الإسبانية، من دون استثناء، وأغلب الصحف الأوروبية، لتوجيه الشكر إلى «الأسطوري» رافاييل نادال، إزاء كل ما قدمه لعالم كرة التنس طوال 23 عاماً، حصد خلالها 22 بطولة كُبرى «جراند سلام»، تنوعت بين 14 لقباً في بطولة فرنسا المفتوحة «رولان جاروس»، و4 ألقاب في بطولة أميركا المفتوحة، مقابل لقبين في أستراليا، ومثلهما في ويمبلدون، بين إجمالي 92 لقباً متنوعاً، وهو أيضاً صاحب ذهبية أولمبياد 2008 الفردية التي أهداها إسبانيا، بجانب ذهبية الزوجي في أولمبياد 2016، ليبقى نادال نجماً ذهبياً لامعاً في تاريخ «الكرة الصفراء»، حيث بات ثاني أكثر اللاعبين فوزاً ببطولات «جراند سلام» عبر التاريخ، بفارق بطولتين فقط عن الصربي نوفاك ديوكوفيتش.
ومنذ بداية القرن الحالي، نازل نادال العديد من المنافسين، حيث كان الصراع شرساً مع السويسري روجر فيدرر، وتفوق عليه في النهاية، ويأتي فيدرير بعده «ثالثاً» في القائمة التاريخية، بـ20 بطولة كُبرى، ثم تحولت معركة العقد الثاني من القرن لتجمع نادال بالصربي ديوكوفيتش، واستمرت في العقد الحالي منذ عام 2020 بينهما أيضاً، لكن بزوغ نجم مواطنه كارلوس ألكاراز ضاعف من ثقل المنافسة في تلك الفترة الأخيرة، لاسيما في ظل تعرضه للإصابات والأمراض المختلفة، التي أبعدته عن 11 بطولة «جراند سلام» خلال مسيرته، وهو ما دفع عشاق ومتابعو التنس العالمي للقول بأنه لولا تلك العقبات الصحية التي واجهها نادال، لكان عدد بطولاته تجاوز كل الحدود والأرقام القياسية.
الأرقام والإحصائيات والبطولات، لا تُعبّر عن «أسطورة رافا» الحقيقية، التي دفعت الجميع، منافسيه قبل محبيه، لتوديعه بالطريقة اللائقة، حيث كان المنافس الشريف القوي الذي أحبه الجميع، ونقل لعبة التنس إلى «مستويات مُذهلة»، حسب تصريح غريمه الكبير، فيدرر، الذي قال إن التنافس بينهما كان فريداً بكل تفاصيله، وأنهى السويسري الأيقوني رسالة الوداع إلى منافسه بتوقيع «مشجعك روجر»، وكان نادي ريال مدريد قد وجّه رسالة شكر وتقدير إلى النجم العالمي، وهو ما تكرر مع عشرات النجوم، سواء في لعبة التنس أم غيرها، مثل بيكهام وإنييستا وراؤول.
وبالتأكيد، لم تكن رحلة نادال وصعوده إلى قمة النجومية في عالم «الكرة الصفراء» سهلة أبداً، لأن كتاب سيرته الذاتية تناول نشأته الصعبة في مايوركا، عندما بدأ التدريب في عمر الرابعة فقط، مع عمه توني، الذي اعترف في تلك المذكرات بأنه كان «قاسياً جداً» مع الطفل الصغير، لكنه فعل ذلك من أجل مصلحته، ليصبح بعد ذلك بالفعل أحد أساطير اللعبة، وتحدث العم ووالدة نادال والنجم نفسه عن عشرات المرات التي عاد فيها إلى المنزل بعد التدريب باكياً بسبب عمه، الذي كان يُجبره أحياناً على التدرب من دون تناول المياه تحت شمس مايوركا الحارقة، بل إنه مزّق لافتة احتفال عائلي بأحد إنجازاته في عمر الـ14 عاماً، ودفعه للتدريب في اليوم التالي للبطولة مباشرة.
لكن النتيجة كانت «الثور الهائج»، وهي الشخصية التي عُرف بها نادال داخل الملاعب، بالقدرة على التحمل والشدة والقسوة في اللعب، ورفض قبول الهزيمة وعدم الاستسلام أبداً، ويكفي أنه كثيراً ما لعب البطولات مصاباً، بينها فوزه بلقبه الـ14 في «رولان جاروس»، الذي حققه معتمداً على حقنه بمواد مخدرة للأعصاب، لإزالة شعور آلام الكاحل المزمنة التي عانى منها خلال سنواته الأخيرة.
وأفردت الصحف الإسبانية صفحاتها للحديث عن نشأة نادال ولحظاته الصعبة، وضرباته الخالدة التي لا تُنسى، ووصفتها «تيليجراف» البريطانية بـ «المُعجزة الرياضية»، قائلة إن ضرباته الأمامية كانت انتصاراً للدوران والسرعة وقوة العضلة ذات الرأسين، وكتبت العديد من الصحف أن مسيرته ستبقى خالدة دائماً لتكون «مصدر الإلهام» لكثير من الرياضيين، لما يتمتع به من طيبة وبساطة وتواضع، انعكست على تصرفاته وعلاقاته مع الجميع، خاصة منافسيه.
«عندما تزوج التنس الموضة».. كان هذا عنوان أحد التقارير التي تناولت مسيرة نادال من زاوية مختلفة، لأنه كان المتصدر لمشهد الأناقة وأحدث الصيحات في الملابس، داخل الملاعب وخارجها، وباتت ملابسه وأدواته مثالاً يُحتذى به ويدفع منافسيه لتقليده، وهو ما أكده فيدرر نفسه في تصريحاته الأخيرة، كما خرج نادال من إطار لعبة التنس، ليقتحم عالم كرة القدم مشجعاً «مهووساً»، حسب قوله بريال مدريد والمنتخب الإسباني، وشارك «رافا» في كثير من الفعاليات الرياضية الخيرية، أبرزها مواجهة «أصدقاء إيكر وأصدقاء رافا» الشهيرة عام 2007، بمزيج بين لعب التنس والكرة، والطريف أنه أظهر امتلاكه موهبة كروية جيدة أيضاً، بل إنه يلعب الجولف ببراعة أيضاً.
ولم يكن غريباً على شخصية مثل نادال، أن يسعى في عام 2010 لإنقاذ نادي مدينته، ريال مايوركا، من الديون، حيث أصبح آنذاك أحد المساهمين في النادي، وتردد أنه يملك 10% من أسهم مايوركا، ورفض عرضاً لتولي منصب نائب الرئيس، وهو ما يتماشى مع رغبته التي ظهرت منذ سنوات في مساعدة ودعم وتدريب براعم التنس الصغار، عبر مركزه الرياضي في مسقط رأسه، ماناكور بمايوركا، وبجانب الأكاديمية، فإن المركز نفسه يفتح أبوابه لجميع لاعبي التنس الشباب هناك، ومن دول أخرى أيضاً، كما أنه أنشأ فروع متعددة لهذا المركز في كثير من بلدان العالم، منها الكويت والمكسيك واليونان، وتبدو السعودية هدف نادال القادم لنشر اللعبة، وتوسيع القاعدة هناك.