الجزيرة يلاقي العربي وحتا مع عجمان غدا في انطلاقة دور الـ16 من كأس رئيس الدولة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
تنطلق يوم غد الجمعة، مباريات دور الـ16 من كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، التي تقام على مدار 3 أيام، حيث تقام في اليوم الأول مباراتان تجمع الأولى الجزيرة مع العربي، على استاد محمد بن زايد بأبوظبي، والثانية حتا مع عجمان على استاد حمدان بن راشد في حتا.
وكان اتحاد الكرة قد أقام قرعة دور الـ16، يوم 6 فبراير الجاري، لتحديد مواجهات هذا الدور.
كما أجرت لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم بعض التعديلات على نظام المسابقة في نسختها الجديدة، أبرزها لعب مباريات دور الـ16 على ملعب أحد طرفي المباراة حسب القرعة، بينما تلعب مباريات الدورين ربع النهائي، ونصف النهائي على ملاعب محايدة، علماً بأن نظام البطولة يقضي بخروج المغلوب من مباراة واحدة في جميع الأدوار.
وفي التفاصيل، يأمل فريق الجزيرة، بالمباراة الأولى، في تحقيق الفوز الأول له مع مدربه الجديد ميريل رادوي، من أجل الوصول لأبعد نقطة، حينما يواجه العربي المتأهل من دوري الأولى، والباحث أيضا عن التألق في البطولة.
ويلتقي في المباراة الثانية حتا مع عجمان على استاد حمدان بن راشد بـ حتا، ويأمل كلاهما بالفوز من أجل التأهل للدور المقبل، والوصول لأبعد نقطة في المسابقة، في ظل صعوبة المنافسة بدوري أدنوك للمحترفين، حيث يتواجد عجمان ثاني عشر، وحتا ثالث عشر.
وتستأنف المواجهات “السبت” بإقامة 3 مباريات، حيث يلتقي الوصل العائد من الفوز على النصر بدوري أدنوك للمحترفين، ومعززا لصدارته، مع الإمارات صاحب المركز الأخير بجدول ترتيب الدوري على استاد زعبيل، في مواجهة صعبة على الطرفين خاصة الإمارات الطامح إلى إنقاذ موسمه.
وفي المباراة الثانية على استاد نادي الشارقة، يطمح الأخير “حامل لقب النسخة الماضية” في الحفاظ على لقبه، والوصول لأبعد نقطة، وتعويض تعادله في الدوري أمام الوحدة بالجولة الثالثة عشرة، في حين يأمل البطائح أيضا بالفوز، بقيادة مدربه الجديد الكرواتي جوران توميتش، الذي تعاقدت معه الإدارة خلال فترة التوقف الماضية، بدلا من الروماني ميريل رادوي المنتقل لقيادة فريق الجزيرة.
وتختتم مباريات اليوم الثاني بلقاء النصر مع خورفكان على استاد آل مكتوم بدبي، وكلاهما ينشد الفوز، من أجل التأهل، وتلقي دفعة معنوية قبل العودة لمنافسات الدوري.
وفي اليوم الثالث تفتتح المواجهات بلقاء اتحاد كلباء مع دبا على استاد اتحاد كلباء، ويطمح أصحاب الأرض بالفوز وتعويض الخسارة أمام العين في ذهاب نصف نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وكذلك التعادل أمام خورفكان بالجولة 13 من دوري أدنوك للمحترفين، فيما يأمل دبا المتأهل من دوري الأولى في الفوز أيضا، والوصول لأبعد نقطة.
وفي اليوم نفسه يخوض شباب الأهلي، مباراته الرسمية الأولى بعد فترة التوقف نظرا لتأجيل مباراته بالدوري مع حتا بالجولة الـ 13 من الدوري، بسبب الظروف الجوية حينها، حيث يلتقي بني ياس، على استاد راشد، ويدخل شباب الأهلي اللقاء مدعوما بتعاقدات وتجديد عقود عدد من لاعبيه، وحالة معنوية مرتفعة بعد خوضه أيضا عدة مباريات ودية في فترة التوقف، فيما يأمل بني ياس في أول مباراة رسميه له بعد التوقف أيضا في الفوز.
وتختتم منافسات الدور الـ 16 بقمة العين والوحدة على استاد هزاع بن زايد، حيث يدخل العين اللقاء بعد العودة من المشاركة الآسيوية، واقترابه من التأهل إلى ربع النهائي، فيما يأمل الوحدة بالفوز مع مدربه الجديد جوران توفيجيدزيجش.
وقال عبيد سالم الشامسي، النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة، رئيس لجنة المسابقات إن الجماهير على موعد مع الإثارة والتشويق في بداية مشوار البطولة الأغلى، مشيراً إلى أن جميع المباريات ستكون مثيرة وقوية، في ظل سعي كل فريق للفوز وحجز مقعده في الدور ربع النهائي.
وأكد رئيس لجنة المسابقات أن فرق العمل في الاتحاد أنجزت الجوانب الخاصة بمباريات البطولة؛ إذ تم تنظيم عدد من ورش العمل بحضور ممثلي مختلف الإدارات التابعة للاتحاد ومسؤولي الأندية المشاركة لشرح أبرز التحديثات التي جرت على لائحة البطولة، ومنها تطبيق قرار “الأيفاب” باستبدال اللاعب المصاب بارتجاج في الدماغ وغيرها، بجانب عقد الاجتماعات الفنية الخاصة بكل مباراة واعتماد ألوان قمصان الفرق وبوابات الجماهير.
وأوضح الشامسي أن مباريات دور الـ16 ستشهد مشاركة مسؤولي المباريات، من مراقب ومنسق إعلامي ومنسق أمني، وتحديداً من الكوادر الوطنية التي اجتازت بنجاح الدورات التي نظمها اتحاد الكرة بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي خلال الفترة الماضية، حيث تلقت هذه العناصر عدداً من المحاضرات النظرية، إلى جانب تطبيقات ميدانية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: لأبعد نقطة على استاد دور الـ16
إقرأ أيضاً:
لا حرب دون مصر ولا سلام أيضا
سيجد القارئ تغييرًا مؤقتًا في هذه العبارة التاريخية التي كانت تقول «لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا»؛ فسوريا العزيزة منغمسة من رأسها حتى قدميها في وضعها الداخلي المعقد وقدرتها -في المدى القصير- على التأثير في مجرى الصراع العربي ـ الإسرائيلي محدودة.
لكن مصر التي تخلت عن خيار الحرب منذ توقيع السادات اتفاقيات كامب ديفيد وجرفت معها الصراع العربي ـ الإسرائيلي والمنطقة برمتها إلى حالة «السلام» ربما تكون هي الطرف العربي الأساسي الذي بمقدوره أن يضع هذا السلام ومكاسب واشنطن وتل أبيب التي لا تعد ولا تحصى منه أمام أخطر تحدٍ يواجهه منذ ٤٧ عامًا!.
هل قررت القاهرة أن تخرج من حالة الصبر والكمون وتستجيب الاستجابة الطبيعية التي تتناسب مع قدرها كبلد كبير فترد سياسيًا على الانتهاكات الإسرائيلية لمعاهدة السلام وعلى سيل الاستفزازات المسيئة التي لم تتوقف منذ اندلاع طوفان الأقصى؟
هناك أربعة تطورات وقعت كلها في الأسبوع الماضي تفتح باب الاحتمالات لتغيرات جيواستراتيجية: التطوران القادمان من إسرائيل هما وصول مستوى الاستفزاز الإسرائيلي إلى مستويات غير مسبوقة سواء في درجة الوقاحة السياسية أو في محاولة النيل من مصر. والتطوران القادمان من مصر والعالم العربي هما وجود مؤشرات أولية للغاية ولكن غير حاسمة على أن الصبر المصري بدأ يتغير وأنه بدأ يعي أن سياسة الغموض وتجنب المواجهة لم تعد كافية لصد التحرشات الإسرائيلية.
في الأسبوع الماضي جاء الاستفزاز لمصر من قبل زعيم المعارضة يائير لابيد يقترح فيه أن توضع غزة تحت حكم مصري بين ٨ إلى ١٥عاما تتولى فيها مصر نزع سلاح حماس الذي فشلت فيه إسرائيل وأمريكا أو بنص كلامه «خلال هذه السنوات الثمانية ستعمل مصر على تدمير البنى التحتية الإرهابية التي بقيت في القطاع، بما في ذلك الأنفاق ومواقع إنتاج السلاح، وسيتم تشكيل جهاز أمني مشترك، مصري ـ إسرائيلي ـ أمريكي، يضمن تنفيذ الاتفاق ويمنع حماس من العودة وإعادة بناء قوتها العسكرية. نزع السلاح من غزة هو الشرط الرئيسي لإعادة الإعمار وإنهاء الحرب»، بعبارة أخرى يريد لابيد تحويل مصر إلى شرطي يحمي أمن ما تسميه إسرائيل جبهتها الجنوبية كما حولت السلطة الفلسطينية لشرطي يحمي الاستيطان والاحتلال في الضفة الغربية. المهين ليس فقط المهمة المعروضة على بلد كان قيادة لأمته وقدم أكبر عدد من الشهداء ولكن في المقابل إذ يزعم لابيد أن قيام الدول الغربية ودول في الخليج بشطب ديون مصر البالغة نحو ١٥٠ مليار دولار سيمكن مصر من إطعام شعبها الخبز! اقتراح لابيد يحتوي على تلميح بأن مصر بلد يمكن إملاء الشروط عليه بسبب أزمته الاقتصادية وديونه الخارجية. ومع الاعتراف الواسع لدى المختصين بحاجة مصر إلى سياسات توزيع عادلة تقلل نسبة الفقر وإلى سياسات اقتصادية أكثر رشادة تهبط هبوطا حقيقيا بحجم الدين الخارجي إلا أن بلدا ناتجه المحلي السنوي يصل لـ٤٠٠ مليار دولار هو بلد لا يجثو على ركبتيه مستسلما لعدوه لكي يقبل بدور شرطي الحماية له.
التطور الثاني كان أخطر لأنه من رئيس أركان الجيش دانييل هاجاري، فالجنرال الذي يزيد إنفاق بلاده العسكري ثلاثة مرات على الإنفاق المصري، يقول إن جيشه قلق جدا من التسليح الزائد للجيش المصري! وكأن إسرائيل دولة عظمى تتعامل مع مصر كدولة صغرى؛ هذا التطور الخطير في التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي لم يعد يقف إذن عند تجريد المقاومة الفلسطينية من سلاحها ولكن يريد أن يجرد أو يضع جيوش الدول العربية في وضع لا تستطيع فيه الدفاع عن نفسها من أي هجوم. وهنا يمكن أن نفهم تدمير الإسرائيليين لكل قدرات الجيش السوري والقيود الموضوعة بالاتفاق مع الغرب على حجم ونوعية تسليح الجيش اللبناني والأردني.. إلخ. التطورات القادمة من مصر والعالم العربي توحي بأن شيئًا ما «جنينيا» يتبلور في التوجه السياسي المصري نتيجة لهذه الاستفزازات المستمرة.
فلقد سربت الصحافة الإسرائيلية معلومات تقول إن مصر رفضت مقترحًا من بعض دول الخليج بأن تحتوي خطتها على نزع سلاح حماس، وأن مصر لم توافق حتى الآن على مطلب ترامب ونتنياهو في ربط عملية إعادة إعمار غزة بتجريد المقاومة من سلاحها. تطور يسير في الاتجاه نفسه عبّر عنه صحفي عربي قريب من هذه الدول الخليجية أشار فيه إلى أن هذه الدول ربطت مشاركتها المالية في إعادة الإعمار بخروج حماس التام من غزة وإذا لم تقبل حماس فعليها أن تقنع آية الله خامنئي بتحمل تكلفة إعادة الإعمار.
إذا وضعنا هذا مع بيان الخارجية المصرية الذي رفض خطة لابيد فإننا أمام مسار قد تستطيع فيه مصر -إذا أرادت- للمرة الأولى أن تضع على الطاولة تحديًا استراتيجيًا مرعبًا للإسرائيليين والأمريكيين ألا وهو أن حالة السلام ليست أبدية وليست أمرًا مفروغًا منه، وأن المعاهدة التي أخرجت مصر من الصراع والتي مكنت واشنطن من الهيمنة على المنطقة ووضعتها تحت جناحيها هي معاهدة غير مقدسة خاصة ما دام أحد أطرافها «إسرائيل» لا يحترمها كما يظهر من احتلالها ممر فيلادلفيا منذ نحو ١٠ أشهر.
التحليل السياسي يقول إن هذا المسار ربما يتطلب إرادة سياسية قادرة على إجراء مجموعة مراجعات ـ إعادة النظر في فكرة كرّسها فريق من النخبة المصرية يرى أن معاهدة السلام مع إسرائيل هي حجر الزاوية للسياسة المصرية وأنه على مصر الحفاظ طوال الوقت عليها وعلى علاقات تنسيق مع إسرائيل مهما صالت وجالت في المنطقة وعاثت فيها فسادًا.
ستنهي إعادة النظر تلك المزاحمة الخاطئة التي حدثت لعقيدة الأمن القومي المصري وبوصلتها الصحيحة التي بلورتها الخبرة التاريخية منذ رمسيس الثالث وصلاح الدين ومحمد علي وجمال عبد الناصر في أن التهديد الحقيقي لمصر يأتي من الشرق.
- نقد الميراث الاستراتيجي الذي وضع قيودًا مخيفةً على الدور المصري وهو الاعتقاد الخاطئ بأن الولايات المتحدة تتحكم في كل شيء، ربما احتاج الأمر التمرد على مقولة السادات بأن ٩٩٪ من أوراق اللعبة مع واشنطن.
مراجعة الانفراد بسابقة لم يعرف لها التاريخ مثيلًا، وهي أن يحرم طرف على نفسه استخدام وسائل القوة الخشنة إذا وجد أن الوسائل الأخرى غير كافية لحماية أمنه. الحديث هنا عن المقولة الشائعة أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب وأن السلام خيار استراتيجي وحيد للعرب، فهل سمع أحد زعيما إسرائيليا أو أمريكيا يقول إن السلام خيار وحيد وأن الحرب دفاع عن الأمن والسيادة بات غير مطروح؟
لقد بنيت هندسة الشرق الأوسط الأمريكية على استمرار مصر في معاهدة السلام للأبد وهذه الهندسة ستنهار إذا بدا أن مصر قد تخرج من هذه الحالة. إن مجرد الإعلان أن كامب ديفيد وربما معها أوسلو ووادي عربة والتطبيع الإبراهيمي هي معاهدات تعاقدية وليست بقرة مقدسة وأن انتهاك الإسرائيليين المستمر لها يمكن بسهولة أن يفسخها وأن السلام والحرب مطروحان بالتساوي على الطاولة ستحد تمامًا من الجموح الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية وإعادة رسم حدود وخرائط الدول العربية من جديد.
حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري