سودانايل:
2025-03-31@04:33:24 GMT

رحيل محجوب محمد صالح وفراغ العمادة

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد
ورحل الأستاذ محجوب محمد صالح، فرحيله محزن ليس باعتباره عميداً للصحافة السودانية، وليس بإعتبار ما تركه من إرث، وإنما لأنه رجل أنفق عمره المديد في مهنة بلا وريث، ولا يكاد يظهر في أفقها من يمكن أن يتسنم عمادتها بعده أحد.
فرحيله قد جاء في لحظة تحول كبير تتلاشى فيه الصحافة التقليدية بسرعة فائقة لصالح (الصحافة الإجتماعية) في الفضاء الإسفيري المفتوح، وقد دفعتْ الحربُ في السودان بشدة نحو هذا التحول الي أن إستوى حالاً ومآلاً برحيل العميد الأخير.

فالصحافة السودانية التقليدية وهي تلفظ آخر أنفاسها تميزت بأنها عليلة كليلة، باهتة تكاد تعدم اللون والطعم والرائحة. ينتظم سلكها حملة أقلام بلا مواهب ولا حصافة ولا رؤى، وليس بها مغريات تستثير الفكر وتحفذ عليه. كلما إستمع المرء لصحفي سوداني تبع اسمه بصفة (الكاتب الصحفي والمحلل السياسي) لا يشعر بأنه أمام صحفي محترف، وإنما يستمع في الغالب لحديث مرسل ملؤه الذاتية والانطباعات والمواقف السياسية المسبقة، كلام يحمل السامعين حملاً لوجهة النظر الشخصية، لا نحو سبر أغوار الظواهر وتفسيرها بحكم تسلسل الأحداث وما يربطها من منطق. الصحفي السوداني (في العموم) عبارة عن لافتة مضيئة معلقة على جدران مصالح تدل على (دكانة) ملءُ رفوفها مواقف منحازة لوجهة نظر مسبقة أو موقوفة على سلطة رسمية يدور في فلكها، فلا تكاد تجد للاستقلالية أثر أو ظلال، ولا للنظر الموضوعي وزن أو اعتبار. يضخمون أنفسهم بنرجسية مشتطة تستبيح المعقول من القول بكلمات من قبيل (حذرنا في هذه الزاوية أكثر من مرة . وقلنا من قبل وما زلنا نكرر.) مستوى التحصيل الذاتي في المعارف ضعيف ويقوم على اجترار معلومات مستقاة من مجالس الأنس التي يكتسب منها الصحفي أهميته بحسب "أهمية" المتآنسين ومكانتهم في تراتبية الهرم الاجتما- سياسي أكثر من البصيرة والتأمل بالدرجة التي لا تكاد تلمس فيها حالة تطور تنبئ عن مواهب صقيلة.. فلا فرق في ذلك بين الصحفي المهتم بالشأن السياسي والصحفي الرياضي، والمصيبة الأكبر أن من بينهم من يجمع بين الصفتين بطمأنينة مَن لا يخشى التشويش على المجال العام، فيحلل الرياضة بذات الطريقة التي يحلل بها السياسة.. كان الله في عون أهل السودان في صحافتهم وفي سياستهم وفي رياضتهم بل وفي بلدهم.. ورحم الله محجوباً الذي أنفق عمرا مديدا في مهنة ليس لها وريث.
د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مسلسل منتهي الصلاحية حلقة 14.. محمد فراج وحسن مالك يخسران أموال المراهنات

شهدت الحلقة 14 من مسلسل منتهي الصلاحية أحداثا مثيرة، اذ ينقلب شرقاوي (حسن مالك) على شريكه في لعبة المراهنات صالح (محمد فرّاج) بعد أن تعرضت حياتهما للخطر واحتمالية اكتشاف أمرهما وتعرضهما للمساءلة القانونية.


ولمزيد من المكاسب المادية من المراهنات، توصل صالح وشرقاوي إلى وسيلة يستطيعان من خلالها جمع أموال المراهنات بأنفسهم ووضعها في تطبيق المراهنات من حسابات خاصة بهما، وبعد نجاحهما في كسب مبالغ كبيرة، يفاجأ الاثنان بحظر التطبيق للحسابات المتعددة التي يتفاعلون من خلالها، حيث رصد التطبيق عملية التحايل التي قاما بها.


هذا الحظر جعلهما يخسران كل ما حققاه من مكاسب، ما قاد شرقاوي للانقلاب على صالح والانفصال عن شراكته، خاصة وأن شرقاوي كان يرفض هذا التحايل منذ البداية، كما كان يرفض المكاسب المالية السريعة لما قد تثيرها من مخاطر.
إلى أي مصير سينتهي الحال بشرقاوي؟ وهل يثبت على موقفه من صالح؟
مسلسل منتهي الصلاحية من تأليف محمد هشام عبية، وإخراج تامر نادي، وبطولة محمد فراج، ياسمين رئيس، حسن مالك، هبة مجدي، محمود الليثي، سامي مغاوري، دنيا ماهر وجيسيكا حسام الدين.

مقالات مشابهة

  • نيجيرفان بارزاني ينعى الصحفي بلين صالح
  • حمد الشرقي يستقبل المهنئين بعيد الفطر بحضور ولي عهد الفجيرة
  • حاكم الفجيرة يستقبل المهنئين بعيد الفطر
  • موقع صدى البلد ينعى الكاتب الصحفي مصطفى الجمل
  • هنأهم بعيد الفطر المبارك.. نائب أمير منطقة الرياض يزور مفتي عام المملكة والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالله التركي في منازلهم
  • حسن مالك يواجه مصيره مع نهاية أحداث منتهي الصلاحية
  • وفيات السبت .. 29 / 3 / 2025
  • هبة مجدي لصناع عمل منتهي الصلاحية: شكرا لصناع العمل الجامد
  • محمد أبو هاشم: الإمام صالح الجعفري علامة مضيئة في الأزهر والتصوف
  • مسلسل منتهي الصلاحية حلقة 14.. محمد فراج وحسن مالك يخسران أموال المراهنات