سودانايل:
2024-12-23@10:43:03 GMT

رحيل محجوب محمد صالح وفراغ العمادة

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد
ورحل الأستاذ محجوب محمد صالح، فرحيله محزن ليس باعتباره عميداً للصحافة السودانية، وليس بإعتبار ما تركه من إرث، وإنما لأنه رجل أنفق عمره المديد في مهنة بلا وريث، ولا يكاد يظهر في أفقها من يمكن أن يتسنم عمادتها بعده أحد.
فرحيله قد جاء في لحظة تحول كبير تتلاشى فيه الصحافة التقليدية بسرعة فائقة لصالح (الصحافة الإجتماعية) في الفضاء الإسفيري المفتوح، وقد دفعتْ الحربُ في السودان بشدة نحو هذا التحول الي أن إستوى حالاً ومآلاً برحيل العميد الأخير.

فالصحافة السودانية التقليدية وهي تلفظ آخر أنفاسها تميزت بأنها عليلة كليلة، باهتة تكاد تعدم اللون والطعم والرائحة. ينتظم سلكها حملة أقلام بلا مواهب ولا حصافة ولا رؤى، وليس بها مغريات تستثير الفكر وتحفذ عليه. كلما إستمع المرء لصحفي سوداني تبع اسمه بصفة (الكاتب الصحفي والمحلل السياسي) لا يشعر بأنه أمام صحفي محترف، وإنما يستمع في الغالب لحديث مرسل ملؤه الذاتية والانطباعات والمواقف السياسية المسبقة، كلام يحمل السامعين حملاً لوجهة النظر الشخصية، لا نحو سبر أغوار الظواهر وتفسيرها بحكم تسلسل الأحداث وما يربطها من منطق. الصحفي السوداني (في العموم) عبارة عن لافتة مضيئة معلقة على جدران مصالح تدل على (دكانة) ملءُ رفوفها مواقف منحازة لوجهة نظر مسبقة أو موقوفة على سلطة رسمية يدور في فلكها، فلا تكاد تجد للاستقلالية أثر أو ظلال، ولا للنظر الموضوعي وزن أو اعتبار. يضخمون أنفسهم بنرجسية مشتطة تستبيح المعقول من القول بكلمات من قبيل (حذرنا في هذه الزاوية أكثر من مرة . وقلنا من قبل وما زلنا نكرر.) مستوى التحصيل الذاتي في المعارف ضعيف ويقوم على اجترار معلومات مستقاة من مجالس الأنس التي يكتسب منها الصحفي أهميته بحسب "أهمية" المتآنسين ومكانتهم في تراتبية الهرم الاجتما- سياسي أكثر من البصيرة والتأمل بالدرجة التي لا تكاد تلمس فيها حالة تطور تنبئ عن مواهب صقيلة.. فلا فرق في ذلك بين الصحفي المهتم بالشأن السياسي والصحفي الرياضي، والمصيبة الأكبر أن من بينهم من يجمع بين الصفتين بطمأنينة مَن لا يخشى التشويش على المجال العام، فيحلل الرياضة بذات الطريقة التي يحلل بها السياسة.. كان الله في عون أهل السودان في صحافتهم وفي سياستهم وفي رياضتهم بل وفي بلدهم.. ورحم الله محجوباً الذي أنفق عمرا مديدا في مهنة ليس لها وريث.
د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رحيل الفنان المغربي محمد الخلفي عن 87 عاما بعد صراع مع المرض

توفي الفنان المغربي محمد الخلفي أمس السبت 21 ديسمبر/كانون الأول 2024، عن عمر ناهز 87 عاما، بعد معاناة طويلة مع المرض.

ويُعتبر الخلفي من رواد المسرح والدراما في المغرب، حيث امتدت مسيرته الفنية لأكثر من 6 عقود، قدّم خلالها أعمالا تركت بصمة واضحة في الساحة الفنية المغربية.

وكان الفنان الراحل وُلد في الدار البيضاء عام 1937، وبدأت علاقته بالمسرح عام 1957 مع مسرح الهواة، حيث عمل إلى جانب أسماء بارزة مثل الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج.

وفي عام 1959، أسس فرقة "المسرح الشعبي"، ثم شارك في تأسيس فرقة "الفنانين المتحدين"، التي قدّمت 7 مسرحيات، من بينها "العائلة المثقفة" بمشاركة الفنانة ثريا جبران.

ولم يقتصر نشاط الخلفي على المسرح فحسب، بل امتد إلى التلفزيون والسينما. ففي الدراما التلفزيونية، اشتهر بأدواره في مسلسلات مثل "التضحية"، و"بائعة الخبز"، و"ملوك الطوائف" حيث جسّد شخصية أبو الحزم بن جهور. كما ترك بصمة في سلسلة "لالة فاطمة" بدور الحاج قدور بن زيزي.

وفي السينما، تعاون مع مخرجين مثل عبد الله المصباحي في فيلم "سكوت، اتجاه ممنوع"، ومحمد إسماعيل في فيلم "هنا ولهيه"، بالإضافة إلى أفلام أخرى مثل "الضوء الأخضر" و"الدم المغدور" و"الوتر الخامس".

إعلان

وفي السنوات الأخيرة، تراجع ظهور الخلفي الفني بسبب تقدمه في العمر وتدهور حالته الصحية. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، نُقل إلى أحد المستشفيات الخاصة في الدار البيضاء إثر تعرضه لوعكة صحية حادة. ورغم خروجه من المستشفى بعد تلقي العلاج، إلا أن حالته الصحية استمرت في التدهور، حتى وافته المنية في منزله بالدار البيضاء.

يُعد محمد الخلفي من أبرز رواد الفن المغربي، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير المسرح والدراما في البلاد. وتميّز بقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة، من الكوميدية إلى الدرامية، ما أكسبه شعبية واسعة ومحبة الجمهور. وسيظل إرثه الفني مصدر إلهام للأجيال القادمة، وذكرى خالدة في تاريخ الفن المغربي.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • صلح قبلي ينهي قضية قتل بصعدة
  • إنهاء قضية قتل في مديرية كتاف والبقع بصعدة
  • رحيل الفنان المغربي محمد الخلفي عن 87 عاما بعد صراع مع المرض
  • عضو بـ«العالمي للفتوى»: اختيار الزوجة الصالحة حق يجب أن يوفره الأب لأطفاله
  • رحيل الممثل المغربي محمد الخلفي عن 87 عاماً
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة
  • مستشار رئيس الوزراء: البرنامج الحكومي يسعى لرفع الإيرادات غير النفطية إلى 20%
  • رحيل مفاجئ للفنان المصري محمد باكوس.. صاحب فيديو الترشح للرئاسة (شاهد)
  • صدى البلد ينعى الزميل الصحفي محمد رشاد