الجيش السوداني يحبط هجوما للدعم السريع بالفاشر وتحذير دولي من تفشي الجوع
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
أعلن الجيش السوداني إحباط هجوم لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي الجوع في السودان بسبب استمرار الحرب.
قال الجيش السوداني في تدوينة على صفحته بفيسبوك إن قوات من الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غربي البلاد)، أحبطت محاولة "متمردي مليشيا آل دقلو الإرهابية" للتسلل في الاتجاه الشرقي من المدينة.
وأضاف أن قواته هزمت من سماها بالمليشيات، وكبدتهم خسائر كبيرة، ونشر الجيش فيديو قال إنها تظهر احتفال قواته بما جرى.
وفي أم درمان، رصد مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد حجم الدمار الذي تعرض له السوق الرئيسي في المدينة، بسبب المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الأيام الماضية.
وتظهر الصور آثار عمليات نهب واسعة طالت جميع المحال التجارية داخل السوق.
والأسبوع الماضي، تقدمت قوات الجيش السوداني، في منطقة "سوق أم درمان" غربي العاصمة الخرطوم لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات مع قوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان 2023، بينما انقطعت خدمات الاتصال والإنترنت في أجزاء واسعة من البلاد للمرة الثانية خلال الأسبوع الجاري.
وأفادت لجان مقاومة كرري بأم درمان (ناشطون) في بيان بأن "الجيش تقدم صباح أمس الأربعاء في محور سوق أم درمان غربي العاصمة الخرطوم".
مراسل الجزيرة يرصد حجم الدمار الذي تعرض له السوق الرئيسي في مدينة أم درمان، بسبب المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الأيام الماضية#الأخبار pic.twitter.com/VPslNlhLnB
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 14, 2024
في حين تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لجنود من الجيش السوداني، وهم يتجولون في سوق أم درمان وسط المدينة التي تشهد معارك عنيفة بين الطرفين.
وما زالت قوات الدعم السريع تسيطر على مناطق إستراتيجية في أم درمان، بينها مقرات هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية.
انتشار الجوعإنسانيا، قالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن 5 ملايين شخص في السودان يعانون الجوع.
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، بيتر غراف، في مؤتمر صحفي، إلى أن استمرار النزاع في البلاد منذ 10 أشهر، جر السودان إلى "كارثة إنسانية كبيرة".
ولفت إلى استمرار النزوح الجماعي للمدنيين مع استمرار انتشار الصراع إلى مناطق جديدة، مشيرا إلى أن السودان "يشهد أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم بـ8 ملايين شخص".
وأوضح أن النازحين غالبا ما يجدون مأوى في المناطق المكتظة، حيث لا يمكن الوصول إلى المياه والصرف الصحي والغذاء والخدمات الصحية الأساسية.
وذكر أن نحو 25 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، "بينهم 18 مليون شخص يعانون الجوع الحاد، و5 ملايين يعانون الجوع في مستوى الطوارئ".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل وما يزيد على 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وأظهر تحليل نشرته مبادرة "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" العالمية المشتركة بين 15 منظمة تابعة للأمم المتحدة ومؤسسات إقليمية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، معاناة 5 ملايين و830 ألف شخص في السودان من انعدام أمن غذائي حاد، في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان أم درمان
إقرأ أيضاً:
ترتيب أممي لمحادثات غير مباشرة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في جنيف
كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن المبعوث الأممي إلى السودان، رمطان لعمامرة، بدأ الترتيب لتوجيه دعوات إلى طرفي النزاع السوداني، الجيش و«قوات الدعم السريع»، لاستئناف محادثات غير مباشرة بمدينة جنيف السويسرية خلال يناير (كانون الثاني) المقبل، تركز على ملف حماية المدنيين.
وانخرطت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان (ALPS)»، في الأيام الماضية، في مشاورات جديدة مع جهات فاعلة في المجتمع المدني السوداني تمثل النساء والشباب والمنظمات، لأخذ تصوراتها وملاحظاتها وعرضها ضمن أجندة المحادثات المرتقبة.
ونقلت المصادر لــ«الشرق الأوسط» عن المسؤول الأممي أن «(قوات الدعم السريع) وافقت على استئناف المحادثات، فيما أبدى الجيش موافقة شبه مبدئية على المشاركة، دون تأكيد رسمي من جانبه حتى الآن».
وقالت إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، لعمامرة، «سيقود بنفسه المحادثات بين الطرفين للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص حماية المدنيين، ربما يفتح الباب لتفاهمات في قضايا أخرى بشأن الأعمال العدائية».
وخلال المفاوضات التي جرت بجنيف في أغسطس (آب) الماضي، أفلحت مجموعة «ALPS»، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، في الحصول على موافقة قوية من طرفي القتال على تأمين إعادة فتح وتوسيع طرق الوصول الإنساني دون عوائق بناء على أسس «إعلان جدة»، مهدت لاحقاً لوصول محدود للإغاثة إلى المدنيين بمناطق النزاعات في دارفور وكردفان.
ورغم ذلك، فإن المتحدث الرسمي باسم وفد «الدعم السريع» المفاوض، محمد المختار النور، قال في تصريح مقتضب لــ«الشرق الأوسط»: «لم تصل إلينا دعوة رسمية بعد من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، بخصوص المحادثات المزمعة. وفي حال تمت دعوتنا، فسنرد عليها بعد دراستها».
قائد «قوات الدعم السريع» السودانية محمد دقلو يصافح المبعوث الأممي رمطان لعمامرة في أوغندا (أرشيفية - إكس)
وحدّ غياب وفد الجيش السوداني عن المشاركة في تلك المحادثات من الوصول إلى اتفاق حول الآليات المقترحة من قبل الشركاء في المجموعة الدولية بشأن حماية المدنيين، المتمثلة في تلقي الشكاوى ومعالجة المشكلات الناشئة بشأن تنفيذ الالتزامات المتعلقة بذلك الملف بموجب الاتفاقيات القائمة.
وتعثرت اجتماعات تشاورية رفيعة المستوى جرت بين قادة «مجلس السيادة السوداني» ومسؤولين أميركيين ضمن اجتماعين منفصلين في جدة والقاهرة خلال الأشهر الماضية، ولم تتوصل إلى تفاهمات بشأن مشاركتهم في مفاوضات جنيف السابقة، فقد أصر هؤلاء على المشاركة بوفد يمثل الحكومة السودانية، لكن الجانب الأميركي تحفظ على ذلك.
ووفقاً للمصادر، فإن جولة المحادثات المرتقبة في يناير المقبل «ستركز على إحراز اختراق كبير يقود إلى حمل الطرفين المتقاتلين على حماية المدنيين من خلال الاتفاق على إجراءات وقف العدائيات على المستوى الوطني بوصفها مدخلاً لوقف إطلاق النار».
وقالت إن لعمامرة تحدث عن زيارة مرتقبة إلى مدينة بورتسودان؛ العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، خلال الأيام القليلة المقبلة، ومن المقرر أن يلتقي خلالها قادة «مجلس السيادة» وكبار المسؤولين في الحكومة السودانية.
وأضافت أن المبعوث الأممي سيوجه، خلال زيارته إلى بورتسودان، الدعوة مباشرة للحكومة السودانية للمشاركة في المحادثات، وأنه لم يستبعد أن تتمسك بشروطها السابقة، «لكنه أكد أن محادثات جنيف تستند في الأساس على ما تم التوصل إليه في (إعلان مبادئ منبر جدة)، وهو اتفاق لا خلاف عليه بين الطرفين».
وكانت «الدعم السريع» شاركت بوفد رفيع المستوى في محادثات جنيف السابقة، مؤكدة التزامها بتحسين حماية المدنيين، وضمان الامتثال لـ«إعلان جدة» وأي اتفاقيات مستقبلية أخرى، كما تعهدت لشركاء جنيف بإصدار توجيهات صارمة لقادتها وقواتها في الميدان للامتناع عن ارتكاب انتهاكات أو التعرض للعمليات الإنسانية التي جرى الاتفاق عليها.
ولا يزال المجتمع الدولي يرى أن المساعدات الإنسانية التي جرى تسييرها خلال الفترة القصيرة التي أعقبت محادثات جنيف «غير كافية»، داعياً إلى تحسين الظروف التي تمكّن من رفع نسبة الإغاثات والمعونات، وتتيح الوصول الإنساني إلى الملايين من المدنيين المتضررين من استمرار الحرب.
واندلعت الحرب بالسودان في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، و«الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، واتسع نطاقها لتطول مناطق واسعة من البلاد، وتتسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقاً لتقارير من وكالات ومنظمات الأمم المتحدة.