"سلاح سام" استخدمه الجيش الأمريكي في فيتنام يؤثر بالدماغ بطرق مشابهة لألزهايمر
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
توصلت دراسة جديدة إلى أن "العامل البرتقالي" مبيد الأعشاب الذي استخدمه الجيش الأمريكي كسلاح كيميائي في حرب فيتنام، يدمر الدماغ بطرق مشابهة للأعراض المبكرة لمرض ألزهايمر.
ووجد العلماء أن المادة الكيميائية تدمر الفص الجبهي للفئران المعرضة لها، ما يسبب تشوهات مماثلة لتلك التي تظهر لدى المرضى الذين يعانون من ألزهايمر في مرحلة مبكرة.
ويقول العلماء إن النتائج الأخيرة يمكن أن يكون لها آثار مهمة على المحاربين القدامى العسكريين الذين تعرضوا لـ"العامل البرتقالي" خلال حرب فيتنام.
وفي حين أنه من المعروف أن مبيدات الأعشاب الكيميائية هذه سامة ولم يتم استخدامها منذ عقود، فقد سعى العلماء إلى فهم كيف تسبب المادة الكيميائية بالضبط أعراض الدماغ.
وقالت سوزان إم دي لا مونتي، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة براون في الولايات المتحدة: "إذا تمكنا من إثبات أن التعرض المسبق للعامل البرتقالي يؤدي إلى أمراض تنكس عصبي لاحقة، فإن ذلك يمنح المحاربين القدامى فرصة للحصول على المساعدة".
وتم استخدام "العامل البرتقالي" على نطاق واسع كسلاح كيميائي من قبل القوات الأمريكية بصفته جزءا من برنامج "الحرب السامة"، أو عملية "رانش هاند" في حرب فيتنام، حيث تم رش مبيدات الأعشاب على الأراضي بواسطة الطائرات الأمريكية.
وأظهرت التقارير الحكومية على مر العقود أن التعرض لـ"العامل البرتقالي" تسبب في تشوهات خلقية وإعاقات في النمو لدى الأطفال المولودين لنساء فيتناميات مقيمات في المناطق المتضررة.
وترتبط المادة الكيميائية أيضا بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري لدى الأشخاص المعرضين لها.
كما تعرضت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية، المتمركزة بالقرب من الأراضي التي تم رشها، للمادة الكيميائية السامة.
إقرأ المزيدونظرا لأن بعض المكونات السامة لـ"العامل البرتقالي" موجودة أيضا في أسمدة أخرى، يقول العلماء إن النتائج لها آثار أسوأ بكثير.
وأوضحت الدكتورة دي لا مونتي: "هذه المواد الكيميائية لا تؤثر فقط على المحاربين القدامى. إنها تؤثر على السكان بالكامل".
ومن خلال فحص عينات من أنسجة أدمغة الفئران التي تعرضت لـ"العامل البرتقالي"، بالإضافة إلى مكوناته الكيميائية المنفصلة، وجد العلماء أن مبيدات الأعشاب ومكوناتها يمكن أن تسبب تنكس (تدهور) خلايا الدماغ، وتشوهات تشير إلى إصابة الخلايا، وتلف الحمض النووي، ومشاكل أخرى.
وخلص الفريق إلى أن "العامل البرتقالي" بالإضافة إلى المواد الكيميائية المكونة له المستقلة، بما في ذلك حمض 2،4-ثنائي كلوروفينوكسي أسيتيك وحمض 2،4،5-ثلاثي كلوروفينوكسي أسيتيك، تترك "آثارا ضارة مثيرة للقلق" على الدماغ.
ويمكن أن تساعد أحدث النتائج، وفقا للعلماء، في فهم الأعراض العصبية بشكل أفضل لدى المحاربين القدامى الأمريكيين والسكان الفيتناميين المحليين الذين تعرضوا للمادة الكيميائية السامة أثناء الحرب.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة ألزهايمر الصحة العامة امراض بحوث دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية المحاربین القدامى
إقرأ أيضاً:
هل تقاعدت (إم كيو 9).. الجيش الأمريكي يستخدم طائرات صينية في العدوان على اليمن
يمانيون/ تقارير في تطور ملفت بمسار العمليات العسكرية اليمنية ضد العدوان الأمريكي أعلنت القوات المسلحة اليمنية إسقاط طائرة تجسس تعمل لصالح الأمريكي من طراز (Giant Shark F360) (القرش العملاق إف 360) صينية الصنع.
أمس الجمعة، أعلن الجيش اليمني عن إسقاطِ طائرةٍ تجسس بدون طيار من نوعِ Giant Shark F360 تعملُ لصالحِ العدوِّ الأمريكيِّ الإسرائيلي، أثناءَ قيامِها بتنفيذِ مهامَّ عدائيةٍ في أجواءِ محافظةِ صعدة، وذلك بصاروخٍ أرضِ جوٍّ محليِّ الصنع، وهذه هي المرة الأولى التي يعلن الجيش اليمني إسقاط هذا النوع من الطائرات، بعد تمكنه من 17 طائرة “إم كيو9” والتي تعد فخر الصناعة الأمريكية ورمز هيمنتها الجوية حول العالم.
وعن منشأ ومواصفات (القرش العملاق) وجد أنها طائرة بدون طيار طورتها شركة Viewpro الصينية، تعمل بالكهرباء بالكامل، ثابتة الجناح تم تصميمها للقيام بمهام مدنية وعسكرية مختلفة، بما في ذلك مهام الاستطلاع والتجسس ورسم الخرائط طويلة الأمد.
وF360 مصنوعة من ألياف الكربون والمواد المركبة، مما يجعل هيكلها خفيفًا ومتينًا، يضمن تصميمها الانسيابي وسطحها الأملس انخفاض مقاومة الهواء واستهلاك الطاقة، علاوة على ذلك، يزيد تصميم الجناح المرتفع من ثباتها أثناء الطيران ويحتفظ بمساحة أكبر في المقصورة لتسهيل تركيب الأجهزة.
ولطائرة Giant Shark F360 قدرة تحميل تصل إلى 10 كجم، وطول جناحيها 3.6 متر، ووزن إقلاع أقصى حوالي 30 كجم، وهي مجهزة بنظام CUAV X7+ ونظامي RTK GNSS لضمان أداء طيران مستقر وإشارة GPS دقيقة.
نظام المراقبة Giant Shark F360 مزود بـ DIR150 مدمج بوصلة الصور، وتشفير AES 128 بت، وتردد 1.4 جيجاهرتز، ونطاق نقل 150 كم لكل من الفيديو والبيانات بدقة عالية وزمن انتقال منخفض، ويكتشف رابط الصورة بشكل مستمر حالة التداخل لجميع القنوات المتاحة في الوقت الفعلي، وعندما يتم التداخل مع قناة العمل الحالية، فإنه يختار تلقائيًا ويتحول إلى القناة ذات أقل قدر من التداخل لضمان الاتصال المستمر والموثوق.
وبفضل سعة التحميل الجيدة، ومدة الطيران الطويلة، وأداء الطيران المستقر، ودعم نظامي تحديد المواقع العالمي (GPS)، يمكن استخدام للطائرة لنقل البضائع أو تحميل كاميرات جيمبال متنوعة، بالإضافة إلى أجهزة ليدار لتطبيقات التفتيش والمسح بعيدة المدى في مجالات متنوعة.
كما أن الطائرة تتميز بتصميم سريع الفك، يمكن تجميع الأجنحة والذيل وأذرع المحرك بسرعة في 10 دقائق مع تجربة مستخدم أفضل، وهي تُستخدم على نطاق واسع في عمليات النشر السريع في الميدان الخارجي.
وعلى رغم أن تصميمها ووظائفها يسمحان بتكييفها لمهام جمع المعلومات على الأرض والتجسس والرصد وتحديد المواقع، إلا أن الجيش الأمريكي لم يعلن من قبل استخدامه لهذا النوع من الطائرات، وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها استغناء واشنطن عن طائراتها بطائرات صينية، ما يشكل فضيحة لواشنطن.
كما أن بكين لم تعلن من قبل بيع طائرات من طراز “القرش العملاق” للجيش الأمريكي، ما يشير إلى أن الولايات المتحدة تتكتم على استخدامها هذه الطائرات.
ويأتي لجوء القوات الأمريكية لهذا النوع من الطائرات بعد تعمق الورطة الأمريكية في اليمن، وفقدانها لـ 21 طائرة “إم كيو 9 المتطورة” أربع منها خلال فترة العدوان السعودي الأمريكي، والـ 17 الأخريات خلال معركة “الفتح الموعود والجاهد المقدس” التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية إسنادًا للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ أكتوبر 2023م.
وهذا الأسبوع اعترفت دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكي، بالخسائر الأمريكية جراء إسقاط الدفاعات اليمنية للعديد من طائرات إم كيو-9 الأمريكية كان آخرها الخميس الفائت، في أجواء محافظة الحديدة أثناء تنفيذها مهام عدائية ضد اليمن.
ونقلت “فوكس نيوز” عن دائرة أبحاث الكونغرس قولها: إن تكلفة المسيّرة الواحدة من طراز إم كيو-9 تصل إلى 30 مليون دولار، ولم تجرؤ دائرة الأبحاث على أن تكشف الرقم الحقيقي لأجمالي الطائرات الأمريكية من هذا النوع التي أسقطتها الدفاعات اليمنية خلال معركة الفتح الموعود، لكنها قالت إن “اليمنيين أسقطوا ما لا يقل عن 13 طائرة مسيّرة أمريكية منذ بدء معركة طوفان الأقصى”.
وكان متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيي سريع، قد أكّد، الخميس الفائت، أن الطائرة التي تم إسقاطها في محافظة الحديدة تعد الثانية خلال 27 ساعة والسابعة عشر خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
ويثير لجوء واشنطن للطائرات الصينية تساؤلات عن جدوائية الطائرات الأمريكية ذات التكلفة الباهظة جدًّا، حيثُ أن الولايات المتحدة ظلت تتفاخر بطائراتها “إم كيو9” غير المأهولة وبمواصفاتها التكنولوجية العالية، منها نظام رادار متطور وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة تستطيع مسح منطقة قطرها 360 درجة، وتبلغ قيمة الطائرة مع غرفة التحكم والصواريخ والأجهزة الأخرى 30 مليون دولار.
وتتنوع مهام هذه الطائرة بين المراقبة والتجسس وضرب أهداف أرضية، وتتميز بقدرتها على حمل صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، وتمتلك نظام رادار متطور ينقل البيانات لعدد من الطائرات أو المواقع على الأرض.
ويبلغ طول الطائرة 11 مترًا ويصل عرضها مع الأجنحة إلى 20 متراً، ويبلغ مدى التحليق للطائرة نحو ثلاثة آلاف كيلو متر، ويصل أقصى ارتفاع لها 45 ألف قدم، بينما تبلغ سرعتها القصوى نحو 240 كيلومتراً، ولها قدرة على العمل في الظروف الجوية القاسية، والتحليق لفترة زمنية طويلة تصل إلى 40 ساعة.
لكن مع دخول القوات المسلحة اليمنية في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في قطاع غزة، تهاوت “إم كيو 9” في اليمن وفقدت سمعتها، وألغت الهند صفقة كانت قد عقدتها مع الولايات المتحدة لشراء هذا النوع من الطائرات.
وإذا كانت الولايات المتحدة هي نفسها قد استغنت عن طائراتها بعد أن أصمت العالم بقدراتها الخارقة واستبدلتها بطائرات صينية، فأولى لدول العالم أن تحذو حذوها، وفقاً لمراقبين.
نقلا عن المسيرة نت