صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أثارت في نفسي كثيرا من الحزن والكمد والضيق، الصورة ليست لأطفال غزة المدفونين تحت الأنقاض وليست لأسرى من الفلسطينيين العزل وهم عرايا ويعتدي عليهم جنود مدججون بالأسلحة، والصورة ليست لسيدة فلسطينية تستغيث دون مغيث.. كانت الصورة لحمار.
نعم كانت الصورة لحمار يجر عربة كارو محملة بعدد كبير من الهاربين من نيران العدو الصهيوني وكتب من وضعها عليها عبارة أقسى وأمر من كل تلك المآسي.
في هويد الليل البارد تلفحني موجة باردة تنفذ من لحمي إلى عظامي وقبل أن ألجأ إلى غطاء سميك في مواجهة هذا الإحساس القاسي أترك جسدي نهبا لتلك الموجة العنيفة من الثلج المختفي في رداء هواء يمر من بين أصابعي كالرصاص وصور أهل غزة تتداعى وهم تحت خيام من صنع أيديهم، تحيط بها أمواج من أمطار لم تكن أقسى عليهم من برودة بعض القابعين على صدورنا في قصور الحكم العربية.
أترك نفسي وأنا أقوم ورعشة تسري في بدني وكأنها وحش كاسر ينهش جلدي يمضي بأظافره المدببة في أوصالي، يهتز بدني وأنا أقاوم اللجوء إلى ذلك الغطاء الناعم، السميك، المصنوع من مواد أكثر حرارة من دماء بعضنا في الوريد.. أقاوم، وأقاوم، وأقاوم حتى الاستسلام.تبكي طفلتي بجواري لا لشيء إلا لأنها شعرت أن أمها بعيدة عنها وأنا أتذكر هؤلاء الأطفال الذين تباعدت بينهم وبين الأمان مسافات ومساحات من الرهبة والوحشة والقسوة فأسأل نفسي: هل ينام بعضنا وهم هناك على هذا النحو من البشاعة والقسوة والخوف؟!وأعود إلى ذاكرة القراءة الأولى بأن جيوشا عربية كانت قاب قوسين أو أدنى من دخول تل أبيب لولا الخيانات التي تعرضت لها هذه الجيوش وكنا نتصور أن تلك الخيانات من فعل الماضي وأن زمنها كان زمن خنوع وخضوع حتى وصلنا إلى ما نحن عليه.. الكل خانوكِ يا غزة بنفس جينات الخيانة التي كنا نظنها صفحة مخزية في زمن العار.. ها نحن نعيش نفس الصفحة وعلى ذات الهيئة..هيئة العار.
عصام كامل – بوابة فيتو
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
عمرو سليم:"قبلت العمى لكن مش موافق عليه.. وبعمل كل شئ بيعملوه المفتحيين" (فيديو)
قال الموسيقار عمرو سليم إنه يستطيع ركوب الدراجات ولكن بشرط شخص يسير أمامه بالعجلة، مضيفًا: "آخر مرة ركبت عجل في مارينا، وزمان كنت بركب عجل مع بناتي وصديقي خالد صبري وهو أقرب الأشخاص إلى قلبي، وكنت في الأقصر وأسوان ونركب عجل ونسير في طرق صعبة وهو مقتنع إنني قادر، وكنت أضع يدي على كتفه".
وتابع عمرو سليم خلال حلوله ضيفًا ببرنامج واحد من الناس مع الإعلامي الدكتور عمرو الليثي علي قناة “الحياة” في سهرة خاصة بمناسبة ليلة الكريسماس: "أنا قبلت العمى ولكني لا أوافق عليه وهنا أحب أن أقول للناس أن تقبل ما لا تستطيع تغيره ولكن لا توافق عليه، وأنا اتولدت كفيف ولا أرى وقبلت هذا المر ولكني أعمل كل شئ يقوم به المبصرين إلا حاجة واحدة ألحم سلك كهربا على الرغم من إني بصلح الأجهزة الكهربائية التي أصابها العطل، وأنا دائم القراءة والاستفادة من كل معلومة، وقمت بتصليح غسالة حماتي عندما أبلغتني بالعطل”.
أجمل لحظات عمرو سليم مع ابن عمه الراحل هشام سليم
وعلى جانب آخر تحدث عمرو سليم خلال الحلقة عن أجمل اللحظات مع ابن عمه الفنان الراحل هشام سليم، وعلاقته بوالده الراحل طارق سليم، وعن خوضه وعن أسرته وعلاقته بزوجته وأبناءه وأحفاده.