اصطحب  الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس الأربعاء، نظيره التركي رجب طيب أوردغان في جولة تفقدية لمسجد الإمام الشافعي بحي الخليفة بالقاهرة.

وعقب الزيارة، تساءل كثير من المصريين: “لماذا خص الرئيسان هذا المسجد بالتحديد بالزيارة دون باقي مساجد مصر؟”.

«صدى البلد»  توجه بهذا السؤال إلى أحد علماء وزارة الأوقاف الذي أجاب قائلا: “مسجد «الإمام الشافعي» ليس له علاقة بالأتراك أو العثمانيين كما تبادر إلى الأذهان،  ولكن هو مسجد أثري عتيق له ثقله التاريخي وأحد أبرز علامات التاريخ المصري القديم المتجزر لمئات السنين”.

وأضاف أن تخصيص الرئيسين هذا المسجد بالتحديد بالزيارة، يعكس قيمته وأهميته التاريخية داخل الدولة المصرية بصفة خاصة، ولجميع العرب والمسلمين بصفة عامة، وهو مقصد وملاذ لكثير من المسلمين من شتى بقاع الأرض.

ويعد مسجد الإمام الشافعي من المساجد التي تمثل علامة بارزة في مصر الإسلامية، وهو نسبة لصاحبه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الشافعى القرشى، ولد بغزة سنة 150 هجرية (767)م. 

بداخل المسجد أكبر أضرحة مصر، عبارة عن مساحة مربعة طول ضلعها من الداخل 15م وله جدران سميكة جدا، ما يؤهلها لحمل قبة ضخمة، فكانت القبة من أعظم مباني العصور الوسطى وأجملها زخرفة.

مسجد الإمام الشافى، نسبة إلى محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الشافعى القرشي"، قام ببناء المسجد السلطان الكامل الأيوبى فى عام1211م تباركا بالإمام الشافعى وتعظيما لدوره.

يقع المسجد فى شارع الإمام الشافعى فى القرافة الصغرى، وتم بناء القبة الخشبية الضخمة للضريح بأمر من السلطان الكامل الأيوبى به، وتعتبر هذه القبة من أكبر الأضرحة فى مصر على الإطلاق وتحمل رقم 251 ضمن الآثار الإسلامية بالقاهرة.

القبة الخشبية للإمام الشافعى محفورة بزخارف نادرة ورسوم رائعة، قبة خشبية مزدوجة تعد من أروع مبانى العصور الوسطى وأجملها زخرفة، وتعد من أجمل القباب التى بنيت فى مصر وأقدم قبة خشبية بنيت فى المحروسة.

مسجد الإمام الشافعي

أمر صلاح الدين بعمل تابوت خشبي يعتبر آية من آيات زخرفة الخشب ومؤرخ عليه سنة 574 هـ، والنص المكتوب على التابوت: “عمل هذا الضريح المبارك للإمام الفقيه أبى عبدالله محمد بن إدريس العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبديزيد بن هاشم بن المطلب بن عبدمناف رحمه الله صنعة عبيد النجار المعروف بابن معالي وعمله في شهور سنة 574 هـ”.

المدخل للضريح مدخل واحد بالضلع الشمالي الشرقي، وهو صغير، والجدران سميكة، ونشأ من ذلك دهليز صغير طوله سمك الجدران، يغلق ببابين بكل طرف من أطرافه، الباب الخارجي له مصراعان من الفضة، والباب الداخلي له مصراعان عرض كل منهما 98 سم، وارتفاعه 3م.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مسجد الإمام الشافعي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسجد الإمام الشافعی

إقرأ أيضاً:

تعرف على كلمة الرئيس السيسي خلال احتفال بتخريج دفعة الإمام محمد عبده

شهد  الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفل تخريج دورة الأئمة الثانية (دورة الإمام محمد عبده) عقب تأهيلهم لدى الأكاديمية العسكرية المصرية على مدار ستة أشهر، وذلك بمركز المنارة في التجمع الخامس. 

وفيما يلي نص الكلمة التي وجها الرئيس في ختام الحفل: بسم الله الرحمن الرحيم

أبنائي الخريجين من الأئمة الكرام، السيدات والسادة الحضور…

نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي.

وكنت قد وجهتُ وزارة الأوقاف، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبي متكامل يُعنى بصقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نبراسًا للوعي، متمكنًا من البيان، بارعًا في الإقناع، أمينًا في النقل، حاضرًا بوعيٍ نافذ وإدراكٍ عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.

وها نحن اليوم أمام ثمار هذا التعاون البناء، نرى فيه هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقَّوا إعدادًا نوعيًا يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاءٍ لله ثم للوطن، وإدراكٍ واعٍ لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت. 
     
السادة الحضور … أبنائي الأئمة

في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسئولة، تتجلّى مكانتكم بوصفكم حَمَلة لواء هذا النهج القويم.
وقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعي الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عمليةٍ للناس، تداوي مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.

ولا تنحصر مهمة تجديد الخطاب الديني في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب؛ بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلّت في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور.

واليوم وأنتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره. 
وإن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة.

وما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثباتٍ وعزمٍ في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.

ختامًا… أُحيي كل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا.

وفقكم الله جميعًا، وبارك في جهودكم، وجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية. 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد انتهاء السيد الرئيس من كلمته المكتوبة، وجه عدة رسائل تحمل رؤية الدولة في إعداد إنسان متوازن ومسئول، قادر على الإسهام الإيجابي في المجتمع، مشيرًا إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطي كنموذج يحتذى به، إذ حاز علومًا متعددة وأتقنا فأنتج ١١٦٤ كتابًا في حياته التي لم تزد عن ٦٢ عامًا.

وأكد السيد الرئيس أن الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع؛ بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ، وضرب مثالًا على ذلك بحسن استغلال المساجد والارتقاء برسالتها، وترسيخ القيم التي تحض على محاسن الأخلاق كحُسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت.

واختتم السيد الرئيس حديثه بتأكيد أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة في أن يكونوا حماة للحرية، بما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، مؤكدًا سيادته أن الدورة التي حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون في علم النفس والاجتماع والإعلام وكل المجالات ذات الصلة؛ إلى جانب الدراسات الدينية والعربية التخصصية التي تولت وزارة الأوقاف اختيار محتوياتها وأساتذتها.

وعقب انتهاء الكلمة، تقدم فخامة الرئيس بخالص التعازي لوفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان؛ مؤكدًا أن الانسانية قد خسرت بوفاته قامة كبيرة.

مقالات مشابهة

  • فيديو.. إمام مسجد يعيش لحظات رعب أثناء زلزال إسطنبول
  • وزير الخارجية ونظيره التركي يبحثان في اتصال هاتفي سبل تعزيز علاقات التعاون
  • بعد حديث السيسي عن المساجد.. هل تتخذ الأوقاف قرارات جديدة..المتحدث الرسمي يوضح
  • بعد توجيه الرئيس السيسي دعاة الأوقاف للاقتداء به.. من هو الإمام السيوطي؟
  • الرئيس السيسي نصح بالاقتداء بإخلاصه.. من هو الإمام جلال الدين السيوطي؟
  • بعد اشاده الرئيس السيسي به.. من هو الإمام جلال الدين السيوطي؟
  • الرئيس السيسي يتحدث عن الإمام السيوطي.. ماذا قال؟
  • تعرف على كلمة الرئيس السيسي خلال احتفال بتخريج دفعة الإمام محمد عبده
  • السيرة الذاتية للإمام السيوطي الذي تمنى الرئيس السيسي الاقتداء به؟
  • من هو الإمام السيوطي الذي تمنى الرئيس السيسي الاقتداء به؟