هل تقلل الصدقة من ذنوب المتوفي؟.. علي جمعة يجيب
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
تزامنًا مع اقتراب شهر رمضان المبارك 2024، طُرح العديد من التساؤلات بشأن الصدقات التي يتم إخراجها، والسؤال الأكثر شيوعًا كان هل تقلل الصدقة من ذنوب المتوفي؟.
هل تقلل الصدقة من ذنوب المتوفي؟تلقى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، سؤالًا محتواه: «هل تقلل الصدقة من ذنوب المتوفي.. وهل نجازى عليها؟»، وأجاب المفتي على السؤال، قائلًا: «بالطبع، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وتقي مصارع السوء».
وتابع المفتي: «أننا كنا نسأل مشايخنا عن الذين نسوا أنفسهم في كثير من التصرفات، كيف يكرمهم الله، فكانوا يقولون بكثرة الصدقة، فحتى المذنب يسترها الله معه بسبب الصدقة، موضح أن الصدقة عبادة متعددة النفع، قال تعالى: «وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».
تعدد منافع الصدقةوأكد المفتي، أن للصدقة دور كبير في الوقاية من النار، وغفران الذنوب وستر الإنسان وتيسير أموره، وتابع: «أن النبي عد من أولئك الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهو مشهد عظيم يوم القيامة نحتاج فيه إلى ظل عرش الرحمن، رجل تصدق صدقة بيمينه ولا تعلم شماله ما انفقت يمينه صدقة السر».
فضل الصدقةقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».
كثرة الصدقة تخفف الذنوب عن الإنسانوأكمل حديثه، بأن كثرة الصدقة تخفف الذنوب عن الإنسان، وكذلك من سبقنا إن كان قد ترك صدقة، فهذا فيه نص الحديث «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
يجوز أن نهب ثواب الصدقة لميتوأوضح مفتي الجمهورية السابق، أنه يجوز أن نهب ثواب الصدقة لميت سبقنا، أو ندعو له ففي الحديث «ولد صالح يدعو له»، فعندما نقول «اللهم هب مثل ثواب ما قدمت إلى روح أبي وأمي» وهكذا، فهذا لا بأس به.
اقرأ أيضاًحكم تدريب وتأهيل القائمين على رعاية الأيتام من الصدقة الجارية.. «الإفتاء» تُجيب
ملتقى الجامع الأزهر: الصدقة أثرها يبقى حتى بعد موت صاحبها
حكم توزيع «بواقي الأكل البايت» بنية الصدقة وإطعام الفقراء
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فضل الصدقة مفتي الجمهورية السابق
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الإيمان بالغيب ونعيم وعذاب القبر من ركائز الإيمان
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، إن الإيمان بالغيب يعد من أسس الإيمان في الإسلام، مؤكداً على ضرورة إيمان المؤمن بكل ما يتعلق بيوم القيامة من غيبيات.
وأوضح في تصريحاته الأخيرة أن المؤمن يجب أن يصدق بكل ما ورد في القرآن الكريم حول الجنة والنار، والحساب، والبعث، وكذلك البرزخ الذي هو المرحلة التي تسبق يوم القيامة.
وأضاف جمعة أن القرآن الكريم ذكر البرزخ في قوله تعالى: ﴿وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، مشيرًا إلى أن البرزخ هو حياة ما بعد الموت التي تتضمن القبر ونعيمه أو عذابه، وهو من الحقائق التي لا يجوز للمسلم التشكيك فيها. واستشهد بآية من سورة غافر التي تقول: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًا وَعَشِيًا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ﴾، حيث يوضح أن العذاب الذي يقع على آل فرعون في البرزخ قبل يوم القيامة هو جزء من الحقيقة التي لا يمكن أن يتجاهلها المسلم.
وتابع جمعة: "النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الاستعاذة من عذاب القبر، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر في كل صلاة."
كما أشار إلى ما روي عن السيدة عائشة نفسها، حيث تحدثت عن لقاء مع عجوزين من يهود المدينة أخبرتاها بأن أهل القبور يعذبون فيها، فاستغربت من هذا الكلام حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بذلك، فصدق كلام العجوزين وأكد أنه لا بد من الإيمان بعذاب القبر.
وأكد جمعة أن عذاب القبر ونعيمه هو من الأمور التي وردت في القرآن والسنة، وأنه لا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بكيفية هذا العذاب أو أشكاله.
وأوضح أن عالم البرزخ يختلف عن عالم الدنيا، وبالتالي فلا يمكننا أن نتصور أو نتخيل قوانينه أو تفاصيله بما يتناسب مع عالمنا المادي.
كما تناول جمعة الاختلافات بين العلماء حول طبيعة عذاب القبر ونعيمه، قائلاً إن هناك من يرى أن التنعيم والتعذيب يقع على الروح فقط، بينما يرى جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة أن هذا التنعيم والعذاب يقع على الروح والجسد معاً. وقد أضاف: "النعم والعذاب في القبر يعلمان الجسد بعد إعادة الروح إليه أو إلى جزء منه."
وفي ختام حديثه، تطرق الدكتور علي جمعة إلى الركن السادس من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره. وأوضح أن الإيمان بالقدر هو تجسيد للرضا بالله تعالى في كل ما يقدره، وهو أحد أهم مظاهر الإيمان بالله، موضحًا أن المؤمن يجب أن يكون راضياً بكل ما قدره الله تعالى عليه.
واختتم جمعة حديثه قائلاً: "الإيمان بالقدر ينعكس في حياة المسلم من خلال الرضا والتسليم الكامل لأقدار الله، وهذا جزء من حلاوة الإيمان بالله."