اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوبي قطاع غزة، وسط تحذيرات من كارثة غير مسبوقة.

وفي اليوم 132 للعدوان على قطاع غزة، دخلت قوات إسرائيلية إلى المجمع بعد إطلاق كثيف للنار والقذائف المدفعية في محيطه.

وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال استهدف قسم العظام بمجمع ناصر الطبي، مما أدى إلى استشهاد أحد المصابين وإصابة العديد من المرضى.



وأضافت الوزارة في بيان أن أنابيب الأكسجين تلفت، وتسرب الأكسجين ما أدى إلى انخفاض ضغط الأكسجين في مجمع ناصر الطبي، وخاصة في قسم العناية المركزة.

وأظهرت لقطات آثار القصف في القسم، والدمار الذي أحدثه، ومحاولات الطاقم الطبي إخلاء المتواجدين فيه، الذين يعانون بالأصل من إصابات خطيرة جراء العدوان على غزة.

واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 28,473 فلسطينيا جلهم من النساء والأطفال، فيما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 70 ألفا.
#عاجل وزارة الصحة:
تلف أنبوب الأكسجين وتسريبه مما أدى إلى انخفاض ضغط الأكسجين في مجمع ناصر الطبي وخاصة في قسم العناية المركزة وتعرض المرضى الخطر نتيجة الاستهداف الاسرائيلي لمجمع ناصر الطبي pic.twitter.com/BuqQATdVOT — Islam Bader | إسلام بدر (@islambader1988) February 15, 2024



نزوح عكسي
في ذات السياق، تشهد مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة منذ يومين، حركة نزوح عكسية باتجاه وسط القطاع، بعد سلسلة غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت المدينة وتهديد متواصل من الاحتلال بتنفيذ اجتياح بري واسع فيها.

وبدأ الآلاف من سكان المحافظة الوسطى بالعودة إلى منازلهم قادمين من أماكن نزوحهم في رفح.

ولم يقتصر النزوح العكسي على سكان الوسطى، إذ عاد نسبة من سكان شمال قطاع غزة باتجاه الوسطى، والتي تضم مناطق دير البلح، ومخيمات البريج، والمغازي، والنصيرات.



معاناة كبيرة
عمر زين الدين (33 عاما)، وهو نازح من مدينة غزة، يقول لوكالة الأناضول إنه قرر التوجه مع أفراد عائلته إلى دير البلح خشية تصاعد الأوضاع في رفح وانتقال العدوان البري البرية إليها.

وكان زين الدين يقطن في خيمة قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة، وقبل مغادرته إلى دير البلح مع زوجته وأطفاله الخمسة فكك خيمته وجمع كل ما يستطيع حمله من ملابس وحطب على عربة يجرها حصان لتقله إلى مكان النزوح الجديد.

ويضيف: "هذه رحلة النزوح الخامسة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ففي البداية خرجنا من مدينة غزة إلى منطقة الزوايدة (وسط) وثم توجهنا إلى دير البلح ومنها إلى مدينة خانيونس (جنوب)
قبل الانتقال للحدود مع مصر برفح وها نحن سنعود إلى دير البلح".

نعيم الصفدي، قرر هو الآخر مغادرة رفح ولكنه سيعود إلى منزله في مخيم النصيرات الذي نزح منه قبل نحو شهر إلى مدينة رفح الحدودية.

يقول الصفدي: "منزلي في النصيرات مدمر، سأعود إلى هناك وأنصب خيمتي على ركامه، فقوات الاحتلال ما تلبث أن تصل إلى رفح وأخشى أن تحدث مجزرة هنا".

وكان الحظ حليف الصفدي في رحلة عودته إلى النصيرات فقد عثر على شاحنة صغيرة نجح صاحبها بتشغيلها بواسطة زيت الطهي بدلا من السولار المفقود في الأسواق وهذا ما سيجعل الرحلة سريعة ولكنها مكلفة.

ويقول النازح الفلسطيني: "سأدفع لأبو مازن (مالك الشاحنة) 1500 شيكل (نحو 450 دولار) لينقلني مع عائلتي وأمتعتي إلى النصيرات. هذا المبلغ يعادل 25 ضعف السعر الأصلي قبل الحرب لكن ما باليد حيلة فزوجتي مريضة ولا يمكنني نقلها على عربة يجرها حصان".

وعلى متن تلك الشاحنة حمل الصفدي خيمته المفككة، وملابس عائلته وفراشهم وأغطيتهم وأواني المطبخ المتواضعة التي تكاد تسد جزءا من احتياجاتهم.

ويعرب الصفدي عن مخاوفه من عدم توفر الطعام والبضائع في مخيم النصيرات وبقية مناطق وسط القطاع، فالمساعدات التي تدخل القطاع محدودة للغاية وتصل منها كميات قليلة إلى المنطقة الوسطى بسبب التكدس السكاني الكبير في رفح.

وفي حال قرر جميع النازحين في رفح التوجه إلى المناطق الوسطى فإن مساحتها الصغيرة لن تكفي لاستيعاب هذه الأعداد الكبير خاصة أن معظم مساحتها عبارة عن مخيمات لاجئين ضيقة، إضافة إلى أن المدينة الوحيدة فيها (دير البلح) تزدحم بالنازحين وبسكانها الأصليين الذين لم يتمكنوا من مغادرتها خلال الفترة الماضية.

وبذلك فإن حركة النزوح العكسية ستفرض ضغوطا كبيرة على المنطقة الوسطى، فلن تستطيع توفير أي خدمات للأعداد الهائلة من النازحين علاوة على مساحتها الضيقة.

وتحولت رفح إلى مخيم ضخم للنازحين، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم جيش الاحتلال حتى الآن على اجتياحها بريا.

والأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن الجيش الإسرائيلي صدّق على خطة عملياتية لشن عملية برية في رفح، التي تعد آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب.


صباح الخير
إبراهيم حسونة فقد كل أفراد عائلته في قصف إسرائيلي على رفح بينهم أبناء أشقائه الذين انجبوا عبر الزراعة.
الله غالب pic.twitter.com/P7OSOBSQne

— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) February 15, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة رفح الفلسطيني فلسطين غزة رفح طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجمع ناصر الطبی إلى دیر البلح قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: أهل غزة اختاروا التمسك بأرضهم

قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن كل ما يصدر عن الإدارة الأمريكية نوع من المراوغات، مشيرا إلى أنه في لحظة ما كان الحديث منصبا حول فكرة التهجير القسري، بدليل استمرار العدوان 15 شهرا، وكان يتجاوز العدوان كل الأهداف المعلنة المرتبطة بحماس أو المحتجزين، وإنما كان يحول القطاع إلى بقعة مهدمة، وبالتالي لا تصلح للحياة.

أهل قطاع غزة اختاروا الصمود

وأضاف «سلامة»، خلال مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز»: «أهل قطاع غزة اختاروا الصمود واختاروا التمسك بأرضهم، وأعتقد أن مصر تقود الزخم العربي في مواجهة مخططات التهجير، كما وضعت الخطوط الحمراء منذ اللحظة الأولى، حتى أن المشهد التاريخي في عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شمال القطاع يؤكد تمسكهم بالركام وأرضهم ودولتهم».

وتابع: «أعتقد أن مصر تدعم هذا الاتجاه بصورة واضحة، كما أن اللقاء التشاوري الذي عقد في الرياض يشير إلى ذلك، وأن هناك توافقا عربيا حول بلورة رؤية بديلة للمخططات الأمريكية الرامية إلى تهجير سكان قطاع غزة أو تفريغه من أهله لصالح التمدد الاستيطاني الإسرائيلي».

مقالات مشابهة

  • ضمن خطة «عودة الحياة».. افتتاح «المختبر الطبي المرجعي» بمدينة الزاوية
  • الزمالك يستعيد نجم الفريق في مواجهة زد بالدوري المصري
  • الوسطى .. ثروة سمكية ومشاريع صناعية واعدة تدفع قاطرة القيمة المضافة
  • كريم رمزي: تعادل الأهلي أمام الزمالك ليس كارثة.. والحديث عن مدرب جديد أمر فارغ
  • الزمالك يستعيد خدمات ناصر ماهر أمام زد في الدوري الممتاز
  • ترامب: لن أفرض خطتي بشأن غزة.. وتفاجأت برفض مصر والأردن
  • ترامب يتساءل: كيف انسحبت إسرائيل من غزة ؟
  • أستاذ علوم سياسية: أهل غزة اختاروا التمسك بأرضهم
  • بعد نتائج كارثة.. مانشستر سيتي يفتح الباب أمام رحيل غوارديولا
  • رتيبة النتشة: المصالحة الفلسطينية تقترب يوما بعد يوم