RT Arabic:
2024-10-05@01:16:56 GMT

هنا توقف الزمن..

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

هنا توقف الزمن..

فيما تسير البشرية بخطى سريعة في مختلف المجالات وترصد عيونها ومركباتها الفضائية الكواكب البعيدة، ظهر فجأة في عام 2007 أفراد من قبيلة بدائية لأول مرة بمنطقة بحوض الأمازون في بيرو.

إقرأ المزيد الطريق إلى "جزيرة الشيطان"!

شوهد لأول مرة أفراد من هذه المجموعة المجهولة التي كانت تعيش داخل أدخال الأمازون في عزلة تامة، على ضفة نهر "مادري دي ديوس"، الواقع في حوض الأمازون بالقرب من بلدة "شيبيتياري" في جنوب شرق بيرو.

أفراد هذه القبيلة البدائية التي سميت "ماشكو بيرو"، كانوا عراة برجالهم ونسائهم وأطفالهم، وكان الرجال يحملون أسلحة بدائية تتمثل في أقواس وسهام ورماح.

الاكتشاف تم حين كانت منظمة أهلية معنية بحماية البيئة تقوم في ذلك الوقت بعملية مراقبة بواسطة طائرة مروحية في حوض الأمازون بحثا عن قاطعي أشجار الغابات  بطريقة غير قانونية.

الحكومة في بيرو سارعت بعد انتشار التقارير المؤكدة عن ظهور متكرر لأفراد من هذه القبيلة المجهولة، بفرض حظر على اتصال السكان المحليين من الهنود الذين يسكنون المنطقة بهم، وذلك خوفا من تعرضهم للأمراض والاوبئة، وذلك لأن انعزالهم التام يجعل مناعتهم الطبيعية ضعيفة في مواجهة الأمراض المعروفة التي اكتسبت المجموعات العرقية الأخرى من السكان الاصليين مناعة منها وخاصة الالتهابات الفيروسية وأمراض الجهاز التنفسي الشائعة بما في ذلك الإنفلونزا.

الدرس تمثل في قبيلة أخرى في بيرو كانت منعزلة تدعى "موروناهوا"، تعرض معظم أفرادها الذين اتصلوا بقاطعي أشجار الغابات في منتصف تسعينيات القرن الماضي، للانقراض.

في تلك المناطق النائية من بيرو شاهد عدد قليل من السكان الأصليين أفرادا من قبيلة "ماشكو بيرو" البدائية، ويفيد هؤلاء بأن هذه المجموعة يعيش أفرادها في عالمهم الخاص منقطعين عما حولهم، وأنهم عدائيون ولا يثقون بالسكان المحليين الذين يرتدون الملابس ولديهم أدوات مختلفة تماما.

أفراد هذه القبيلة يعيشون ملتصقين بالطبيعة في حوض الأمازون، وييقتاتون على الصيد البري والبحري وجمع ما يتوفر من الثمار، ويحاولون حتى بعد ظهورهم، عدم الاختلاط بالسكان الآخرين.

سُجلت في المنطقة التي ظهرت فيها هذه القبيلة المنعزلة التي لا يعرف حتى الآن عدد أفرادها بالضبط،  ويقدرهم أحد التقارير بحوالي 600 شخص، هجمات وعمليات سطو على قرى السكان الأصليين، وقتل بعض الأشخاص، حتى أن الحكومة في بيرو اضطرت على خلفية ذلك، إلى إجلاء سكان إحدى القرى في الأنديز.  

أفراد هذه القبيلة البدائية أثناء عمليات السطو على قرى السكان المحليين كانوا يحملون معهم ما يجدون من أدوات إضافة إلى الحيوانات الأليفة ما تسبب في انتشار حالة من الخوف في تلك المنطقة على الرغم من ندرة مثل هذه الهجمات التي تقول الصحافة المحلية إنها تحدث مرة كل بضع سنوات.

عالم الأنثروبولوجيا غلين شيبارد يرى أن سبب هجمات أفراد هذه القبيلة البدائية والمنعزلة يعود إلى بالخوف من العالم الخارجي، فيما يتهم النشطاء المعنيين بحقوق السكان الهنود الأصليين، الشركات العاملة في مجال استخراج النفط والغاز في المنطقة، وتلك التي تقوم بإزالة الغابات بشكل غير قانوني، بإجبار مثل هذه القبائل المنعزلة على البحث عن أماكن إقامة جديدة بسبب أنشطتها المدمرة للطبيعة.

زاد ظهور أفراد هذه القبيلة من البدائيين العراة على ضفة النهر، وتم في عام 2014 رصد أفراد من هؤلاء أكثر من 100 مرة بالقرب من مناطق مأهولة في جنوب شرق بيرو.

بمرور الوقت توقف أفراد هذه القبيلة البدائية المكتشفة حديثا عن إطلاق السهام النارية على قوارب السكان المبحرة في النهر، وبدأ عدد منهم يلوح من الضفة الأخرى طالبا تزويده بالطعام، وخاصة الموز.

وزارة الثقافة في بيرو أقامت مركزا دائما على نهر "ألتو مادري دي ديوس" بالقرب من بلدة "شيبيتياري" لدراسة هذه القبيلة والتواصل مع أفرادها حين يظهرون على ضفة النهر.

 يقترب الموظفون الحكوميون على متن قارب من أفراد هذه القبيلة عند ظهورهم ويستعينون بمترجمين من السكان الهنود المحليين القادرين على التفاهم لتشابه لغة الطرفين.

يطلب أفراد القبيلة البدائية في العادة من "الغرباء" أن يعطوهم الموز، وأدوات مثل المناجل، وأحيانا يعجبون بملابس المتخصصين الحكوميين ويطلبونها. في بعض الحالات يفعلون ذلك وهم يلوحون برماحهم وسهامهم مهددين، الأمر الذي يعزوه خبراء إلى أرث طويل من الملاحقة والإبادة التي تعرض لها سكان الأمازون الأصليون منذ أن وطأ الأوروبيون المنطقة.

سكان الأرض الذين يتجاوز تعدادهم الآن الثمانية مليارات نسمة، يعيشون حياتهم المعتادة في مدن وأرياف وصحاري وغابات الأرض، إلا أن هذا العدد حتما لا يضم أفراد هذه القبيلة البدائية التي يظهر أفرادها على ضفة النهر في جنوب شرق بيرو، يطلبون الموز، وما أن يحصلوا على غايتهم يسارعون إلى الاختفاء في أعماق الأدغال.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف أمريكا اللاتينية أفراد من فی بیرو على ضفة

إقرأ أيضاً:

غزة تحت الحرب.. انهيار الإنتاج الغذائي والجوع سلاح الاحتلال لإخضاع السكان

الثورة  /وكالات

 

تعمل المزارعة أم محمد قديح في الأرض منذ 30 عامًا وقد أخذت أصول العمل الزراعي عن والدها التسعيني الذي نقل خبرته في العمل إلى جميع أبنائه العشرة من الذكور والإناث، وجميعهم يعملون في الزراعة.

قبيل الحرب المتواصلة على غزة، اعتادت السيدة الستينية على الانطلاق إلى الفلاحة من الدفيئات الزراعية، حيث تعلمت التعشيب والقطف والتقزيم، وهي عملية يقوم بها المزارع لتهوية الشجر والأشتال، ومن ثم تعلمت زراعة الخيار والبندورة.

وتمتلك قديح 13 دونماً، لم يعد بالإمكان الوصول إليها بعد عمليات الاجتياح الواسعة للمناطق الشرقية في مدينة خان يونس، والتي تعرضت للتجريف على طول السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة.

وتقول أم محمد، إن الأراضي التي تمتلكها اعتادت على زراعتها بثمار الكوسا، والسبانخ، والبندورة، والزيتون، مشيرة إلى أنها أنقذت بأعجوبة موسم الزيتون الفائت حيث لم يكن الاجتياح البري للمدينة الجنوبية قد بدأ، لكن ومع اجتياح المدينة مطلع ديسمبر 2023، لم يعد بإمكانها الوصول إلى تلك الأراضي التي سحقتها الآليات العسكرية، وباتت أي محاولة لتفقّدها “كمن يحفر قبره بيده”.

ومنذ اللحظات الأولى للحرب، انتهج جيش الاحتلال سياسة الأرض المحروقة، ولم تكن المنشآت العمرانية السكانية والخدماتية العامة هي الوحيدة التي طالها التدمير الممنهج، إذ سحق الاحتلال في حربه المروعة أكثر من 75% من مساحات قطاع غزة الزراعية.

أرقام تكشف الكارثة

وتفيد معطيات الجهاز المركز للإحصاء الفلسطيني بشأن تأثير الحرب على القطاع الزراعي في قطاع غزة لعام 2023، بأن خان يونس شهدت تدمير أكثر من 90% من أراضيها الزراعية، وهو ما يسلط الضوء على حجم الضرر الهائل الواقع على البنية التحتية الزراعية في القطاع، كون مناطق شمال قطاع غزة ووسطه من أكثر المناطق تضرراً خلال هذه الحرب.

ويقول الجهاز، إن مناطق وسط وشمال القطاع يشكلان العمود الفقري للزراعة في غزة، حيث تبلغ نسبة الأراضي الزراعية في هذه المناطق مجتمعة ما يزيد على 63% من المساحة الزراعية الإجمالية، موفرة الجزء الأكبر من الغذاء لأكثر من 2.3 مليون نسمة يقطنون القطاع.

وتقدر تقارير نشرها اتحاد لجان العمل الزراعي، أن مناطق شمال قطاع غزة من أشد المناطق تضرراً جراء الحرب، إذ تستحوذ على أكثر من ثلث الأراضي الزراعية في القطاع، بنسبة تزيد على 33% من المساحة المخصصة لزراعة الخضروات والمحاصيل الحقلية، وهي تساهم في توفير أكثر من 30% من الحاجات الغذائية للقطاع من الخضروات والمحاصيل الحقلية، كالقمح وباقي أنواع الحبوب.

وتشكل الزراعة في قطاع غزة شريان الحياة لمئات الآلاف من سكانها، الذين يعتمدون عليها كمصدر رئيسي للغذاء والدخل، حيث يقدَّر عدد العاملين في القطاع الزراعي بنحـو 55 ألف عامل، ويساهم بنحو 11% من الناتج المحلي الإجمالي، بقيمة صادرات سلعية من الخضراوات ومنتوجات البستنة تقدر بأكثر من 32.8 مليون دولار، ومثلت ثمار البندورة والخيار 66% من إجمالي هذه الصادرات عام 2022، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويقدر الجهاز قيمة الخسائر اليومية في الإنتاج الزراعي بما في ذلك قطاعي صيد الأسماك والإنتاج الحيواني بنحو مليوني دولار، ما يعني خسائر مباشرة بنحو مليار دولار بعد مضي عام على حرب الإبادة، مبيناً أن قيمة الخسائر الكلية تتضاعف عند احتساب الدمار في قيمة الأصول، والممتلكات الزراعية، وتجريف المساحات الزراعية.

الجوع كسلاح

ويوضح اتحاد لجان العمل الزراعي أن المساحات الزراعية المتضررة في قطاع غزة تقدر بـ117 ألف دونم، توفر 60 ألف طن من الخضروات والمحاصيل الحقلية، وحُرم المواطنون في غزة من هذه الكميات الغذائية عن طريق منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم لحصادها تطبيقاً لقرار وزير جيش الاحتلال بفرض حصار على القطاع ومنع سكانه من الوصول إلى مقومات الحياة والتي من أبرزها الطعام، وذلك بهدف تجويعهم وإخضاعهم باستخدام الطعام كسلاح.

وفي السياق، يقول المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الاحتلال الإسرائيلي أخرج أكثر من 75% من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة في قطاع غزة، إما بعزلها تمهيداً لضمها للمنطقة العازلة بما يخالف قواعد القانون الدولي أو بتدميرها وتجريفها بشكل منهجي، في إطار تكريسه للمجاعة في القطاع كسلاح حرب، على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة وشماله بعمق يصل إلى قرابة كيلومترين، بمساحة إجمالية تقدر بنحو 96 كم2.

ويوضح المرصد أن ما تبقى من مساحات زراعية محدودة جداً، غالبيتها في منطقة “المواصي” غربي خان يونس، التي باتت هذه الأيام تؤوي مئات الآلاف من النازحين قسرا، وتحمل الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة آثاراً وخيمة على الصحة العامة والبيئة والأراضي الزراعية وجودة المياه والتربة والهواء، بينما تتفاعل تأثيرات ذلك بشكل تراكمي، ما يمهد لقفزات مرعبة في حالات الوفاة.

وبينما تدخل حرب الإبادة على غزة عامها الثاني، تقول وزارة الزراعة في غزة إن الاحتلال استهدف أشجار الزيتون (ينطلق موسم جني ثماره نهاية شهر أكتوبر من كل عام) التي تشكل حوالي 60% من أشجار البستنة في القطاع، حيث تبلغ نسبة الأراضي المزروعة بأشجار البستنة 30.9% من المساحة الزراعية الكلية في غزة، منها 31.3% في محافظة خان يونس و22.3% في محافظة شمال غزة، مؤكداً أن الأشجار المثمرة، وخصوصاً أشجار الزيتون لها دور كبير في الاقتصاد الزراعي.

الإنتاج الحيواني والأسماك

وعلى صعيد الإنتاج الحيواني، يقول فؤاد أبو سيف من اتحاد لجان العمل الزراعي، إن قطاع الثروة الحيوانية في غزة تعرض لأضرار جسيمة نتيجة الحرب، حيث تم تدمير قطاع الدواجن بالكامل، سواء بفعل القصف المباشر أو بسبب نقص الأعلاف والاستهلاك المرتفع الناجم عن الجوع، مشيرة إلى أن قطاع غزة كان استطاع تأمين الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء وبيض المائدة.

ويُظهر تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” في فبراير 2024 أن الاحتلال دمر نحو 626 بئر ماء، و47 بركة ماء، وميناء واحداً، و307 حظائر منزلية، و100 مستودع زراعي، و46 مخزناً زراعياً، و7 مراكز للتزويد الزراعي، و119 مأوى للحيوانات، و11 مزرعة للأرانب، و26 مزرعة للألبان، و235 مزرعة للدجاج اللاحم، و7 مزارع طير حبش، و203 مزارع أغنام، و5 مزارع أبقار، و42 مزرعة طيور وحمام، وكذلك 339 دفيئة زراعية من مجموع 1277 أي أن 26.6 في المئة من الدفيئات الزراعية تم تدميرها، وهو ما يعني أن قطاع الزراعة دخل مرحلة الانهيار مع استمرار الحرب.

كما لم ينجُ قطاع الصيد في غزة، الذي يُعيل أكثر من 4054 صياداً، من وطأة العدوان المتواصل؛ حيث يوضح أبو سيف القطاع ينتج سنوياً نحو 4600 طن من الأسماك، بحسب تقارير وزارة الزراعة في غزة، إلاّ أن هذا الإنتاج توقف بالكامل وتعرض قطاع الصيد للدمار الشامل، إذ أُدرج ضمن أهداف الاحتلال الرئيسية.

وتشير التقارير الميدانية الأولية إلى أن مدينة غزة وحدها شهدت تدمير 98% من قطاع الصيد، بما في ذلك ميناء غزة وأكثر من 900 قارب بمختلف الأحجام نتيجة القصف المباشر. أمّا في رفح ودير البلح، فقد تم تدمير أكثر من 70% من قطاع الصيد، بتدمير أكثر من 600 قارب.

مقالات مشابهة

  • وظفوا أسودا لتخويف السكان.. قرار من الجنائية الدولية بحق ستة ليبيين
  • قصة أهل الكهف.. رحلة الإيمان والغموض عبر الزمن
  • غزة تحت الحرب.. انهيار الإنتاج الغذائي والجوع سلاح الاحتلال لإخضاع السكان
  • ينما كانت المليشيا تبذل كل ما وسعها في امتلاك الأرض كان الجيش يراهن على أهم وأغلى مورد في الحرب
  • 4 طائرات مسيرة تنفجر على ارتفاع منخفض بتل أبيب.. وإسرائيل تحذر السكان
  • اكتشاف غرفة عرش مع رسوم غريبة لزعيمة غامضة في بيرو
  • إعصار كراثون المدمّر يتجه نحو تايوان وإجلاء الآلاف من السكان
  • معرض "عبر الزمن" و"سمكة وطيارة" بجاليرى بيكاسو.. الثلاثاء
  • كما تم تداوله…سلطات أكادير تسارع الزمن لإنجاز ملجأ كبير للقطط والكلاب الضالة
  • هدف دبي 2033.. ثلث السكان يملكون عقارات