RT Arabic:
2024-11-25@13:37:11 GMT

هنا توقف الزمن..

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

هنا توقف الزمن..

فيما تسير البشرية بخطى سريعة في مختلف المجالات وترصد عيونها ومركباتها الفضائية الكواكب البعيدة، ظهر فجأة في عام 2007 أفراد من قبيلة بدائية لأول مرة بمنطقة بحوض الأمازون في بيرو.

إقرأ المزيد الطريق إلى "جزيرة الشيطان"!

شوهد لأول مرة أفراد من هذه المجموعة المجهولة التي كانت تعيش داخل أدخال الأمازون في عزلة تامة، على ضفة نهر "مادري دي ديوس"، الواقع في حوض الأمازون بالقرب من بلدة "شيبيتياري" في جنوب شرق بيرو.

أفراد هذه القبيلة البدائية التي سميت "ماشكو بيرو"، كانوا عراة برجالهم ونسائهم وأطفالهم، وكان الرجال يحملون أسلحة بدائية تتمثل في أقواس وسهام ورماح.

الاكتشاف تم حين كانت منظمة أهلية معنية بحماية البيئة تقوم في ذلك الوقت بعملية مراقبة بواسطة طائرة مروحية في حوض الأمازون بحثا عن قاطعي أشجار الغابات  بطريقة غير قانونية.

الحكومة في بيرو سارعت بعد انتشار التقارير المؤكدة عن ظهور متكرر لأفراد من هذه القبيلة المجهولة، بفرض حظر على اتصال السكان المحليين من الهنود الذين يسكنون المنطقة بهم، وذلك خوفا من تعرضهم للأمراض والاوبئة، وذلك لأن انعزالهم التام يجعل مناعتهم الطبيعية ضعيفة في مواجهة الأمراض المعروفة التي اكتسبت المجموعات العرقية الأخرى من السكان الاصليين مناعة منها وخاصة الالتهابات الفيروسية وأمراض الجهاز التنفسي الشائعة بما في ذلك الإنفلونزا.

الدرس تمثل في قبيلة أخرى في بيرو كانت منعزلة تدعى "موروناهوا"، تعرض معظم أفرادها الذين اتصلوا بقاطعي أشجار الغابات في منتصف تسعينيات القرن الماضي، للانقراض.

في تلك المناطق النائية من بيرو شاهد عدد قليل من السكان الأصليين أفرادا من قبيلة "ماشكو بيرو" البدائية، ويفيد هؤلاء بأن هذه المجموعة يعيش أفرادها في عالمهم الخاص منقطعين عما حولهم، وأنهم عدائيون ولا يثقون بالسكان المحليين الذين يرتدون الملابس ولديهم أدوات مختلفة تماما.

أفراد هذه القبيلة يعيشون ملتصقين بالطبيعة في حوض الأمازون، وييقتاتون على الصيد البري والبحري وجمع ما يتوفر من الثمار، ويحاولون حتى بعد ظهورهم، عدم الاختلاط بالسكان الآخرين.

سُجلت في المنطقة التي ظهرت فيها هذه القبيلة المنعزلة التي لا يعرف حتى الآن عدد أفرادها بالضبط،  ويقدرهم أحد التقارير بحوالي 600 شخص، هجمات وعمليات سطو على قرى السكان الأصليين، وقتل بعض الأشخاص، حتى أن الحكومة في بيرو اضطرت على خلفية ذلك، إلى إجلاء سكان إحدى القرى في الأنديز.  

أفراد هذه القبيلة البدائية أثناء عمليات السطو على قرى السكان المحليين كانوا يحملون معهم ما يجدون من أدوات إضافة إلى الحيوانات الأليفة ما تسبب في انتشار حالة من الخوف في تلك المنطقة على الرغم من ندرة مثل هذه الهجمات التي تقول الصحافة المحلية إنها تحدث مرة كل بضع سنوات.

عالم الأنثروبولوجيا غلين شيبارد يرى أن سبب هجمات أفراد هذه القبيلة البدائية والمنعزلة يعود إلى بالخوف من العالم الخارجي، فيما يتهم النشطاء المعنيين بحقوق السكان الهنود الأصليين، الشركات العاملة في مجال استخراج النفط والغاز في المنطقة، وتلك التي تقوم بإزالة الغابات بشكل غير قانوني، بإجبار مثل هذه القبائل المنعزلة على البحث عن أماكن إقامة جديدة بسبب أنشطتها المدمرة للطبيعة.

زاد ظهور أفراد هذه القبيلة من البدائيين العراة على ضفة النهر، وتم في عام 2014 رصد أفراد من هؤلاء أكثر من 100 مرة بالقرب من مناطق مأهولة في جنوب شرق بيرو.

بمرور الوقت توقف أفراد هذه القبيلة البدائية المكتشفة حديثا عن إطلاق السهام النارية على قوارب السكان المبحرة في النهر، وبدأ عدد منهم يلوح من الضفة الأخرى طالبا تزويده بالطعام، وخاصة الموز.

وزارة الثقافة في بيرو أقامت مركزا دائما على نهر "ألتو مادري دي ديوس" بالقرب من بلدة "شيبيتياري" لدراسة هذه القبيلة والتواصل مع أفرادها حين يظهرون على ضفة النهر.

 يقترب الموظفون الحكوميون على متن قارب من أفراد هذه القبيلة عند ظهورهم ويستعينون بمترجمين من السكان الهنود المحليين القادرين على التفاهم لتشابه لغة الطرفين.

يطلب أفراد القبيلة البدائية في العادة من "الغرباء" أن يعطوهم الموز، وأدوات مثل المناجل، وأحيانا يعجبون بملابس المتخصصين الحكوميين ويطلبونها. في بعض الحالات يفعلون ذلك وهم يلوحون برماحهم وسهامهم مهددين، الأمر الذي يعزوه خبراء إلى أرث طويل من الملاحقة والإبادة التي تعرض لها سكان الأمازون الأصليون منذ أن وطأ الأوروبيون المنطقة.

سكان الأرض الذين يتجاوز تعدادهم الآن الثمانية مليارات نسمة، يعيشون حياتهم المعتادة في مدن وأرياف وصحاري وغابات الأرض، إلا أن هذا العدد حتما لا يضم أفراد هذه القبيلة البدائية التي يظهر أفرادها على ضفة النهر في جنوب شرق بيرو، يطلبون الموز، وما أن يحصلوا على غايتهم يسارعون إلى الاختفاء في أعماق الأدغال.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف أمريكا اللاتينية أفراد من فی بیرو على ضفة

إقرأ أيضاً:

رحلة إلى ما وراء الحياة … حديث مع الأموات

بقلم : الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط ..

في يوم الأحد الموافق 24 نوفمبر 2024 و بعد ان زرت مرقد الامام علي عليه السلام
حملني الفضول إلى مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف
حيث التاريخ يغمر المكان والهدوء يتخلل الأرواح.
كانت المقبرة تعج بالصمت، إلا أنني شعرت وكأنها تهمس لي بأسرارها.
قررت أن أكسر حاجز الصمت وسألت الموتى بصوت مسموع: “حدثوني عن حياة ما بعد الموت.”

فجأة، انبثق صوت خافت من أحد القبور، قال لي
أنا سأخبرك .

اللحظات الأولى للموت

بدأ المتحدث بقوله
عندما بدأت روحي تُنتزع، شعرت بألم يفوق الوصف. كانت اللحظات تبدو وكأنها تمتد لعشرات السنين، لكنها بالنسبة لكم، الأحياء، ليست إلا دقائق معدودة.
بدأت الأصوات من حولي تخفت، والسواد أمام عيني يزداد.
شعرت وكأن سكاكين تقطع جسدي ببطء، وكأن الهواء يُمنع عني.
استمر هذا الألم زمناً طويلاً، لكنه لديكم قصير.

الصعود إلى السماء

ثم قال:
رأيت ملكين يقبضاني ويرتفعان بي نحو السماء.
كان المشهد غريباً، الأرض تصغر تحت عينيّ، والسحاب يخترقني.
شعرت وكأنني في طائرة، لكن هذه الطائرة لا تتوقف. رأيت الأرض كأنها كرة صغيرة.
حاولت أن أسأل الملكين
إلى أين نحن ذاهبون؟
لكنهما لم يجيبا.

المدن السعيدة والحزينة

أثناء رحلتي، مررت بمدنٍ مذهلة، كانت مليئة بالسعادة، والروائح العطرة تفوح منها، وأناس يبدون وكأنهم في نعيم لا ينتهي.
ثم عبرت مدناً أخرى قبيحة، تفوح منها الروائح الكريهة، والناس فيها يعيشون في حزن دائم، وأعمارهم تبدو كأنها تمتد لألف سنة.
علمت أن كل مدينة كانت تعكس حياة سكانها في الدنيا
السعداء كانوا ملتزمين بالدستور الإلهي وزاهدين في الدنيا، بينما الحزينين كانوا مفرطين في الرفاهية، غافلين عن الآخرة.

الندم على الفرص الضائعة

قال لي المتحدث:
ندمت على كل لحظة أضعتها في حياتي دون أن أعمل لأضمن لي مكاناً في المدينة الجميلة.
أدركت أن كل ثانية في حياتكم تتحول إلى سنوات في الحياة العليا.
لو كنت أعلم، لاستغليت كل لحظة من عمري.

الزمن والمكان في الحياة العليا

عندما سألته عن مكانه وكيف يمكنه الحديث معي، قال:
“الزمن والمكان لدينا مختلفان تماماً.
نحن في حالة طاقة فائقة تُعرف لديكم بالروح، بينما أنتم في حالة طاقة متدنية تسمى الجسد.
نستطيع أن نرى، ونسمع، ونتجول في أبعاد لا يمكنكم تصورها.
الزمن لديكم خطي، أما لدينا فهو متعدد الأبعاد، والمكان لديكم محدود، أما نحن فمدياتنا بلا حدود.

ثم اختفى الصوت، وعادت المقبرة إلى صمتها المهيب. وقفت هناك، مثقلاً بالأفكار.
أدركت أن هذه الحياة ليست سوى مرحلة عابرة، وأن علينا أن نعيشها بتوازن بين العمل والروح، بين الزهد والتمتع، وبين التطلع للآخرة وعيش الحاضر.

كانت تلك اللحظة درساً، ليس لي فقط، بل لكل من يسعى لفهم معنى الحياة والموت.
بعدها ركبت السيارة و رجعت الى بيتي في محافظة البصرة و مباشرة ذهبت إلى سريري لكي انام بعد هذة الرحلة.

حيدر عبد الجبار البطاط

مقالات مشابهة

  • رحلة إلى ما وراء الحياة … حديث مع الأموات
  • وهم الزمن.. هل إحساسنا بالبعد الرابع حقيقي؟
  • "أونروا": إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
  • الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6 % من حاجة السكان
  • "الأونروا": إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
  • “الأونروا”: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
  • الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة السكان
  • التصحر في الأمازون البرازيلية مرتبط بارتفاع حالات الإصابة بالملاريا
  • بيرو.. «الشكوك» تتحول إلى «الإثبات»!
  • بيرو وكمارا في قائمة «العشرين الأفضل» عالمياً