مع الإعلان عن إنشاء كلية الفنون في جامعة الملك سعود بالشراكة مع وزارة الثقافة، ومع الفرحة الغامرة التي شعرت بها، بعد كل هذه السنوات، أخيرا، صار بإمكان فتاة تحب الفن، تملأ كراريسها وكتب المدرسة بخربشات بورتريهات لفتيات جميلات، ويعرف الجميع أين كانت تجلس في الجامعة لأن الماصة التي تجلس عليها، في كل القاعات التي يتنقل فيها طلاب الطب تمتلئ برسوم أشخاص ينتظرون شيئا ما، صار بإمكان هذه الفتاة الآن أن تلتحق بكلية الفنون، عشقها، وألا تضطر إلى اللحاق بكلية الطب خضوعا لعلاماتها العالية ورغبة أعز صديقاتها.
لماذا ندرس الفن، ألا يأتينا بالفطرة، بالموهبة، وماهي النتيجة إذا درس غير الموهوب، هل سيتحول إلى فنان لأنه درس الفن. هل تخطر ببالكم هذه الأسئلة، خطرت ببال الكثيرين قبلكم وأجاب عنها الكثيرون، لكننا الآن لن نتحدث عن ذلك، لنعود للسؤال الأهم، ماهي أهمية الفن، ربما لو أقررنا بأهميته، يصبح من البديهي أن تخصص له كلية وأن نقوم بتدريسه.
الفن هو ما يجعل الإنسان إنسانا، هو الذي يهذبه ويعلمه السمو والاقتراب من أناه العليا. الفن هو الذي يعطي للحياة المعنى، هو الذي ينمي إحساسك بنفسك وبالآخرين، يساعدك على صفاء الذهن الذي يساعدك على فهم مشكلتك وينير بصيرتك للوصول إلى حلها. وبطريقة براجماتية للذين لا يفهمون سوى مبدأ المنفعة، دراسة وممارسة الفن تجعلك أفضل في أدائك في أي شيء آخر تحاول الوصول إليه.
حين تصبح دراسة الفن ممنهجة وعلى مستوى كلية، نصبح قادرين على تحسين تدريس الفنون في المدارس، هذه البذرة الأولى التي نفتقدها، ربما تصبح مناهج حصة الرسم أكثر فاعلية وأكثر قدرة على إكتشاف المواهب، أو وهو الأهم أكثر قدرة على تقريب مفهوم الفن من الطلاب الصغار، تشرح لهم ما هو الفن، تاريخه ولماذا هو مهم بالنسبة لهم، لنا جميعا، ربما لا تعود حصة الرسم مجرد حصة فارغة يتعامل معها غير الموهوبين باضطراب وشعور بالحرج، ويتعامل معها الآباء بأنها مضيعة للوقت، وربما انتعشت المسارح المدرسية، ربما نستطيع أخيرا أن نمنح الفن هيبته ومكانته، ونعيد له اللمعة التي ترتسم في العيون حين نذكره.
دراسة الفن تمنح الموهوبين فرصة تطوير ذاتهم وأدواتهم، تجعلهم فنانين مثقفين، يعرفون معنى الفن وأهميته، تصقلهم، تقدم لهم الثقافة التي تجعلهم أكثر عمقا وفهما لما يقدموه من فن.
كلية فنون، حلم تحقق، شكرا يا بلدي لأنك تحققين أحلامنا، أحلامنا الكبيرة.
هناء حجازي – جريدة الرياض
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الثقافة تنظم ندوة حول التراث اللامادي بمناسبة اليوم العالمي للتراث
الثورة نت/..
نظمّ قطاع التراث اللامادي بوزارة الثقافة والسياحة بدعم صندوق التراث والتنمية الثقافية اليوم، ندوة حول التراث اللامادي “مفهومه وأهميته” بمناسبة اليوم العالمي للتراث.
وفي افتتاح الندوة، أكد وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، أهمية إحياء اليوم العالمي للتراث، اللامادي للجمهورية اليمنية والذي يشتمل على الكثير من التراث والفنون الشعبية وغير الشعبية والصناعات والحرف المحلية.
ولفت إلى ما يتميز به اليمن من هذا النوع من التراث الذي لا يمتلكه الكثير من المحيط الإقليمي، وربما المحيط العالمي .. مؤكدًا أن التراث اللامادي اليمني غنيُ بالكثير من الفنون والحرف والصناعات وطرق شق الطرق وتشييد السدود التي تفنن فيها الآباء والأجداد.
وتطرق الوزير اليافعي، إلى ما تعرض له التراث اللامادي اليمني من سطو وسرقة وتحريف وتشويه من قبل بعض الدول، ومنها المحيطة باليمن، بما فيها فنون وحرف وأغاني ونسبوها إليهم في اعتداء واضح على التراث اليمني الأصيل.
وقال “الشعب اليمني من أعظم شعوب العالم، حيث استطاع نقل التراث اليمني إلى مختلف أنحاء العالم والتعريف به والترويج له، فلا تكاد عاصمة من عواصم العالم تخلوا من الفنون والحرف والمطاعم الشعبية اليمنية”.
وأضاف “التراث اللامادي اليمني وطريقة العمل عليه وشهرته تعدّى حدود الوطن ما جعل من اليمن لها تأثير كبير في الآخرين”.. مشيرًا إلى ما ارتكبته دول العدوان من اعتداءات واستهداف لمختلف الأماكن المادية باليمن وانبثق منها هذا التراث اللامادي العظيم، والذي تعرضت الأماكن والمدن والمعالم السياحية والتاريخية إلى أربعة آلاف استهداف.
وأشار وزير الثقافة والسياحة، إلى أهمية الاحتفال باليوم العالمي للتراث، وجعل هذا اليوم منطلقًا للتعريف بالثقافة والتراث في اليمن، وما تعرضت له من عدوان همجي عن طريق نشر تلك الجرائم بكافة الوسائل والطرق.
وقُدمت خلال الندوة التي حضرها القائم بأعمال مدير عام صندوق التراث والتنمية الثقافية الدكتور عصام علي السنيني، خمس أوراق عمل، استعرض مختصون بقطاع التراث اللامادي نشوان الأشول وأحمد الباروت في الورقة الأولى واقع التراث في اليمن، والتعريف بالتراث الثقافي اللامادي ومتطلبات صونه.
وتطرق مدير عام الفنون الشعبية علي المحمدي في الورقة الثانية، إلى الفنون الشعبية اليمنية والرقص الشعبي، فيما تناولت ورقة عمل الثالثة التي قدمها سعد الحيمي، التراث الثقافي بين غياب التوثيق وخطر الإهمال.
وأكد رئيس جمعية المنشدين اليمنيين علي الأكوع في الورقة الرابعة، أهمية حفظ وتوثيق التراث الإنشادي الشفهي، تخللها نماذج إنشادية مصاحبة، وركزت ورقة العمل الخامسة التي قدّمتها مديرة العلاقات بمركز الحرف والمشغولات النسوية على الحرف اليدوية وعلاقة والتقاء الفن بالتراث.
وفي ختام الندوة أهدى رئيس جمعية المنشدين اليمنيين الأكوع لوزير الثقافة والسياحة الدكتور اليافعي كتابه الجديد “روائع شعر النشيد الصنعاني”، والذي جمع فيه العديد من روائع شعر الإنشاد الصنعاني لمختلف المناسبات الدينية والاجتماعية.
حضر الندوة
عدد من قيادة وزارة الثقافة والسياحة ورؤساء الهيئات التابعة لها وفنانون ومبدعون ومهتمون.