لبنان ٢٤:
2024-11-08@03:07:11 GMT

صواريخ ملتبسة.. ماذا يجري بين حزب الله و حماس؟!

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

صواريخ ملتبسة.. ماذا يجري بين حزب الله و حماس؟!

خلال خطابه الأخير أوّل من أمس، لم يتحدَّث الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على الإطلاق عن أي أمرٍ يرتبط بوضع حركة "حماس" في لبنان ولا عن الإستهدافات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت قياداتها وآخرها في بلدة جدرا – إقليم الخروب، حيث حاولت إسرائيل عبر طائرة مسيرة اغتيال القيادي في الحركة باسل الصالح من دون أن تنجح في ذلك.

     الأمر الذي حصل من جهة نصرالله كان لافتاً، فما جرى في إقليم الخروب يحمل بُعدين أساسيين، الأول وهو أن القصف الإسرائيلي حصل في عمق الأراضي اللبنانية بعيداً عن الحدود، فيما البعد الثاني يرتبط بملاحقة قادة "حماس" في لبنان، وهو الأمر الذي كان نصرالله شخصياً حذر من تبعاته الخطيرة.   أن يتجنب نصرالله الحديث عن إستهداف الصالح الذي كان على إرتباطٍ كبير بالقيادي في "حماس" الراحل صالح العاروري والذي اغتالتهُ إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع العام الجاري، إنما يمكن تفسيره على محورين: الأول وهو أن نجاة الصالح من الإغتيال يمكن أن يكون سبباً لعدم إثارة أي أمر بخصوصه. أما المحور الثاني فيرتبط بمحاولة "حزب الله" تجنّب فتح أي نقاش جديد بشأن وضعية "حماس" عسكرياً في لبنان.   في الواقع، فإن ما حصل يوم أمس عند الحدود من خلال قصف صفد وعدم تبني "حزب الله" تلك الضربة بواسطة صواريخ قالت إسرائيل إنها "دقيقة"، إنما يثير تساؤلات عن الجهة التي من الممكن أن تقف وراءها. "الصواريخ الملتبسة" قد تحمل بصمات "حماس" طالما أن الأخيرة "ناشطة" نوعاً ما في ميدان الجنوب، لكن الأخيرة لم تنفِ أو تؤكد هذا الأمر رغم بعض الكلام الذي طُرح في هذا الإطار.   أمام كل ذلك، تأتي التساؤلات الأساسية المرتبطة بعلاقة "حماس" بـ"الحزب".. فإلى أين وصلت؟ ما هو وضعها الآن؟
قد يكون من مصلحة "حزب الله" حالياً الإبتعاد إعلامياً عن كل ما يرتبط بـ"حماس" في لبنان، لاسيما أنّ دورها بات يتجه نحو "المحدودية" بالنسبة للحزب. السبب في هذا الأمر هو أن الأخير بات يحاول إعادة ضبط نفوذ الحركة في الداخل منعاً لتمددها أو توسعها أكثر من اللازم ، فالملاحظات على هذا الأمر كانت عديدة وكثيرة وقد تلقفها الحزب من أكثر من طرفٍ أمني وسياسي.   من مصلحة الحزب حالياً المضي بإتجاه عدم السماح بـ"تمدد حماس"، فالمسؤولية تقتضي ذلك. في حال تمّ النظر قليلاً بالبعد الإستخباراتي، فإن من أولويات "حزب الله" اليوم، الحفاظ على ساحته الداخلية محمية وعدم تعرضها لأي خروقات. ضمنياً، فإن عملية إغتيال العاروري كانت شاهدة على حصول خروقات غير محسوبة وتحديداً داخل الضاحية. كل ما حصل توقف الحزب عنده، وبات الأخيرُ يفكر جدياً منذ قصف الضاحية بتحصين جبهته إستخباراتياً كون وجود عناصر مخروقة في بيئته، لا يشكل ضرراً على "حماس" فحسب، بل أيضاً عليه بشكل أساسي.   إنطلاقاً من هذه المشهدية، أصبح لزاماً على الحزب النأي بنفسه ولو قليلاً عن الضربات التي قد تتلقاها "حماس"، لاسيما أن ذلك سينعكس عليه أقله ضمن الحاضنة الشعبية. بسبب كل ذلك، يمكن أن يرى الحزب نفسه "غير معني" بشكل مباشر بأي شخصية أخرى لـ"حماس" قد يجري إستهدافها في لبنان. بكل واقعية، فإن الشخص الذي كان الحزب ينسق معه وهو العاروري، قد بات في عداد الشهداء، بينما القادة الآخرون الذين يمسكون بزمام الحركة في لبنان، هم من الصف السياسي غير المرتبط بالمنحى العسكري الذي كان العاروري ممسكاً به وينسق مع "حزب الله" بشأنه.   إضافة إلى ذلك، فإنّ الضربة التي تلقتها صفد يوم أمس، قد تساهم في إحراج "حزب الله"، في حال لم يكن هو المسؤول عنها. وإذا كانت "حماس" هي التي نفذتها، عندها فإنّ التوريط قد وقع، وبالتالي فإن ما حصل يمكن أن يشكل بوابة لفرض ترتيب فعلي وعلني لكل ما يجمع "حماس" بالحزب أقله ميدانياً على أرض الجنوب. فعلياً، فإن الضربة كانت موجعة للإسرائيليين، كما أنها كلفت ثمناً باهظاً ضد المدنيين في لبنان.   المشكلة هنا أن "حماس" قد لا تُقر بمسؤولية الضربة في حال كانت هي التي تقف وراءها، كما أن "حزب الله" لن يندفع إلى نفي مسؤوليته كي لا يقال إن ميدان الجنوب بات مستباحاً من دون ضوابط. المسألة هنا خطيرة جداً وتحتاج إلى تبصّر، خصوصاً أن إسرائيل اعتبرت ما حصل بمثابة "إعلان حرب".
لهذه الأسباب وغيرها، قد يرى الحزب نفسهُ أنه أدّى قسطه حتى النهاية بشأن "حماس"، فهو ردّ على إغتيال العاروري، الرجل الأهم بالنسبة إليه. أما بالنسبة لأي عمليات أخرى قد ينفذها الحزب في إطار الردود، فلا تحصل إلا بعد تقييم الموقف المرتبط بالحادثة وبحسب حيثياتها، وعما إذا كانت تستأهل رداً عنيفاً أو حاسماً. كذلك، يمكن القول إن الحزب بات اليوم في مرحلة يحتاج فيها أكثر من أي وقتٍ مضى إلى ضبط "حماس" ميدانياً، خصوصاً وإن حاولت الأخيرة تصعيد عملياتها في جنوب لبنان رداً على ما يجري في رفح.   في خلاصة القول، حتى وإن قامت إسرائيل بإستهداف قادة "حماس" في لبنان مجدداً، فإن "حزب الله" قد يكتفي بالرد الموضعي حفاظاً على ماء الوجه، وما يظهر هو أنه قد لا يدخل بأي ترتيبات تساهم في تقوية الحركة داخل لبنان، على اعتبار أن لهذا الأمر حسابات داخلية أولاً وعسكرية ثانياً في ظل الحديث عن إمكانية حصول تهدئة في غزة قد تنسحب على جبهة جنوب لبنان. بشكل تام، فإن من مصلحة الحزب اليوم "إنكفاء" حماس في لبنان لأن أي "توريطة" من قبلها ستؤدي إلى خلط الأوراق التي لا يريد "حزب الله" خسارتها.
 
 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الأمر الذی کان فی لبنان حزب الله ما حصل

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يحصي عملياته في لبنان وغزة في الساعات الماضية

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس، أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قصفت أكثر من 110 أهداف تعود لـ«حزب الله» في لبنان، ولحركة «حماس» في قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن الجيش القول “إن نحو 20 من هذه الغارات وقعت في منطقتي بعلبك وشمال نهر الليطاني في عمق لبنان؛ حيث تم الإبلاغ عن «مقتل 60 إرهابياً»”.

وشملت الأهداف منصات لإطلاق الصواريخ ومباني عسكرية ومستودعات أسلحة وبنى تحتية حيوية أخرى. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الفرقة 91 تقوم بعمليات دفاعية وهجومية في جنوب لبنان إلى جانب الفرقة 36.

أمّا في غزة، فتقود الفرقة 162 القتال في جباليا إلى جانب لواء كفير، بينما تعمل الفرقتان 143 و99 في المناطق الجنوبية والوسطى من القطاع، «حيث قتلت الكثير من الإرهابيين في الاشتباكات الجارية».

يُذْكر أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة رداً على هجوم «حماس» على أراضيها، وإعلان «حزب الله» مساندة غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في أول أكتوبر الماضي عن بدء عملية برية مركزة في جنوب لبنان.

مقالات مشابهة

  • كانت شاهدة على جرائم إسرائيل في لبنان.. الصحافية نجلاء أبو جهجه في ذمة الله
  • حرائق في حيفا... ماذا أصابت الصواريخ التي أُطلِقَت من لبنان؟ (فيديو)
  • الجيش الإسرائيلي يحصي عملياته في لبنان وغزة في الساعات الماضية
  • دمار واسع وحريق في قاعدة أفيفيم الصهيونية خلفته صواريخ حزب الله
  • حريق ودمار واسع في قاعدة أفيفيم الصهيونية خلفته صواريخ حزب الله
  • إصابة 20 مستوطنا وسط الكيان المحتل بسبب التدافع خوفا من صواريخ حزب الله
  • إصابة 20 مستوطناً صهيونياً بسبب التدافع خوفاً من صواريخ حزب الله
  • سقوط صواريخ وتوقف حركة الملاحة بمطار بن جوريون | ماذا يحدث؟
  • استهدفت قاعدة جوية.. صواريخ حزب الله تنهال على شمال إسرائيل
  • الدويري: هذا سبب انخفاض وتيرة صواريخ حزب الله صوب إسرائيل