لبنان ٢٤:
2024-12-26@13:20:19 GMT

صواريخ ملتبسة.. ماذا يجري بين حزب الله و حماس؟!

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

صواريخ ملتبسة.. ماذا يجري بين حزب الله و حماس؟!

خلال خطابه الأخير أوّل من أمس، لم يتحدَّث الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على الإطلاق عن أي أمرٍ يرتبط بوضع حركة "حماس" في لبنان ولا عن الإستهدافات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت قياداتها وآخرها في بلدة جدرا – إقليم الخروب، حيث حاولت إسرائيل عبر طائرة مسيرة اغتيال القيادي في الحركة باسل الصالح من دون أن تنجح في ذلك.

     الأمر الذي حصل من جهة نصرالله كان لافتاً، فما جرى في إقليم الخروب يحمل بُعدين أساسيين، الأول وهو أن القصف الإسرائيلي حصل في عمق الأراضي اللبنانية بعيداً عن الحدود، فيما البعد الثاني يرتبط بملاحقة قادة "حماس" في لبنان، وهو الأمر الذي كان نصرالله شخصياً حذر من تبعاته الخطيرة.   أن يتجنب نصرالله الحديث عن إستهداف الصالح الذي كان على إرتباطٍ كبير بالقيادي في "حماس" الراحل صالح العاروري والذي اغتالتهُ إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع العام الجاري، إنما يمكن تفسيره على محورين: الأول وهو أن نجاة الصالح من الإغتيال يمكن أن يكون سبباً لعدم إثارة أي أمر بخصوصه. أما المحور الثاني فيرتبط بمحاولة "حزب الله" تجنّب فتح أي نقاش جديد بشأن وضعية "حماس" عسكرياً في لبنان.   في الواقع، فإن ما حصل يوم أمس عند الحدود من خلال قصف صفد وعدم تبني "حزب الله" تلك الضربة بواسطة صواريخ قالت إسرائيل إنها "دقيقة"، إنما يثير تساؤلات عن الجهة التي من الممكن أن تقف وراءها. "الصواريخ الملتبسة" قد تحمل بصمات "حماس" طالما أن الأخيرة "ناشطة" نوعاً ما في ميدان الجنوب، لكن الأخيرة لم تنفِ أو تؤكد هذا الأمر رغم بعض الكلام الذي طُرح في هذا الإطار.   أمام كل ذلك، تأتي التساؤلات الأساسية المرتبطة بعلاقة "حماس" بـ"الحزب".. فإلى أين وصلت؟ ما هو وضعها الآن؟
قد يكون من مصلحة "حزب الله" حالياً الإبتعاد إعلامياً عن كل ما يرتبط بـ"حماس" في لبنان، لاسيما أنّ دورها بات يتجه نحو "المحدودية" بالنسبة للحزب. السبب في هذا الأمر هو أن الأخير بات يحاول إعادة ضبط نفوذ الحركة في الداخل منعاً لتمددها أو توسعها أكثر من اللازم ، فالملاحظات على هذا الأمر كانت عديدة وكثيرة وقد تلقفها الحزب من أكثر من طرفٍ أمني وسياسي.   من مصلحة الحزب حالياً المضي بإتجاه عدم السماح بـ"تمدد حماس"، فالمسؤولية تقتضي ذلك. في حال تمّ النظر قليلاً بالبعد الإستخباراتي، فإن من أولويات "حزب الله" اليوم، الحفاظ على ساحته الداخلية محمية وعدم تعرضها لأي خروقات. ضمنياً، فإن عملية إغتيال العاروري كانت شاهدة على حصول خروقات غير محسوبة وتحديداً داخل الضاحية. كل ما حصل توقف الحزب عنده، وبات الأخيرُ يفكر جدياً منذ قصف الضاحية بتحصين جبهته إستخباراتياً كون وجود عناصر مخروقة في بيئته، لا يشكل ضرراً على "حماس" فحسب، بل أيضاً عليه بشكل أساسي.   إنطلاقاً من هذه المشهدية، أصبح لزاماً على الحزب النأي بنفسه ولو قليلاً عن الضربات التي قد تتلقاها "حماس"، لاسيما أن ذلك سينعكس عليه أقله ضمن الحاضنة الشعبية. بسبب كل ذلك، يمكن أن يرى الحزب نفسه "غير معني" بشكل مباشر بأي شخصية أخرى لـ"حماس" قد يجري إستهدافها في لبنان. بكل واقعية، فإن الشخص الذي كان الحزب ينسق معه وهو العاروري، قد بات في عداد الشهداء، بينما القادة الآخرون الذين يمسكون بزمام الحركة في لبنان، هم من الصف السياسي غير المرتبط بالمنحى العسكري الذي كان العاروري ممسكاً به وينسق مع "حزب الله" بشأنه.   إضافة إلى ذلك، فإنّ الضربة التي تلقتها صفد يوم أمس، قد تساهم في إحراج "حزب الله"، في حال لم يكن هو المسؤول عنها. وإذا كانت "حماس" هي التي نفذتها، عندها فإنّ التوريط قد وقع، وبالتالي فإن ما حصل يمكن أن يشكل بوابة لفرض ترتيب فعلي وعلني لكل ما يجمع "حماس" بالحزب أقله ميدانياً على أرض الجنوب. فعلياً، فإن الضربة كانت موجعة للإسرائيليين، كما أنها كلفت ثمناً باهظاً ضد المدنيين في لبنان.   المشكلة هنا أن "حماس" قد لا تُقر بمسؤولية الضربة في حال كانت هي التي تقف وراءها، كما أن "حزب الله" لن يندفع إلى نفي مسؤوليته كي لا يقال إن ميدان الجنوب بات مستباحاً من دون ضوابط. المسألة هنا خطيرة جداً وتحتاج إلى تبصّر، خصوصاً أن إسرائيل اعتبرت ما حصل بمثابة "إعلان حرب".
لهذه الأسباب وغيرها، قد يرى الحزب نفسهُ أنه أدّى قسطه حتى النهاية بشأن "حماس"، فهو ردّ على إغتيال العاروري، الرجل الأهم بالنسبة إليه. أما بالنسبة لأي عمليات أخرى قد ينفذها الحزب في إطار الردود، فلا تحصل إلا بعد تقييم الموقف المرتبط بالحادثة وبحسب حيثياتها، وعما إذا كانت تستأهل رداً عنيفاً أو حاسماً. كذلك، يمكن القول إن الحزب بات اليوم في مرحلة يحتاج فيها أكثر من أي وقتٍ مضى إلى ضبط "حماس" ميدانياً، خصوصاً وإن حاولت الأخيرة تصعيد عملياتها في جنوب لبنان رداً على ما يجري في رفح.   في خلاصة القول، حتى وإن قامت إسرائيل بإستهداف قادة "حماس" في لبنان مجدداً، فإن "حزب الله" قد يكتفي بالرد الموضعي حفاظاً على ماء الوجه، وما يظهر هو أنه قد لا يدخل بأي ترتيبات تساهم في تقوية الحركة داخل لبنان، على اعتبار أن لهذا الأمر حسابات داخلية أولاً وعسكرية ثانياً في ظل الحديث عن إمكانية حصول تهدئة في غزة قد تنسحب على جبهة جنوب لبنان. بشكل تام، فإن من مصلحة الحزب اليوم "إنكفاء" حماس في لبنان لأن أي "توريطة" من قبلها ستؤدي إلى خلط الأوراق التي لا يريد "حزب الله" خسارتها.
 
 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الأمر الذی کان فی لبنان حزب الله ما حصل

إقرأ أيضاً:

الدكتور الهندي: مفاوضات الصفقة كانت جدية ونحن في مرحلة عض الأصابع

 

الثورة نت/..

اكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور محمد الهندي، اليوم الأربعاء، أن المفاوضات القائمة في القاهرة والدوحة بشأن إتمام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، كانت جدية، موضحًا أن هذه المفاوضات تشهد الآن مرحلة عض الأصابع.

وقال الدكتور الهندي، في تصريح صحفي: إن “هدف المقاومة كان واضحاً منذ البداية بأنّ نهاية الصفقة تعني وقف العدوان والانسحاب، وسنحقق ذلك بإذن الله”.
وأشار إلى أن “المقاومة أبدت مرونة في تفاصيل المراحل والأثمان لنجاح الصفقة، وكذلك في التدرج في إعادة الانتشار وصولا إلى الانسحاب الشامل”.
وتابع: الهندي: “كان لدينا تخوف مستمر أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته يمكن أن يتلاعب ويؤجل التفاوض لحسابات سياسية وشخصية”.
وأكدت حركة “حماس”، من جهتها، اليوم، أن “مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي”.
وأضافت “حماس”، في بيان صحفي: “قد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا”.
وأمس، أعلنت قطر، أن مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى بين “إسرائيل” وحركة حماس “ما زالت جارية بين القاهرة والدوحة ولا يمكن التنبؤ بموعد الوصول لاتفاق”.
في السياق، قالت قناة “مكان” الصهيونية، اليوم الأربعاء ، إن مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس تعتريها صعوبات ملموسة بشأن مسار صفقة التبادل.
من جانبها، زعمت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم، بأن “حركة حماس ترفض تقديم قائمة المحتجزين الأحياء والأموات الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، وسيتم تبادلهم مع أسرى فلسطينيين، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن المحتجزين”.

مقالات مشابهة

  • ماذا يجري في حضرموت؟…مكون قبلي يشكل قوات بحجة حماية الثروة
  • ماذا يجري في الناقورة؟ هذه آخر المعلومات
  • الدكتور الهندي: مفاوضات الصفقة كانت جدية ونحن في مرحلة عض الأصابع
  • ماذا يجري بمستشفى كمال عدوان؟.. أبو صفية يروي تفاصيل مروعة من جرائم الاحتلال
  • إسرائيل تعلن مسؤوليتها عن انفجارات بيجر في لبنان.. «حرب نفسية أم ماذا؟»
  • ‏حماس: إسرائيل وضعت شروطا جديدة مما أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • إصابة قائد بالجيش الإسرائيلي وعشرات القتلى.. ماذا يجري بالضفة الغربية ؟
  • وزير المخابرات الأشهر في جنوب أفريقيا: حماس كانت مهتمة بتجربتنا في الكفاح
  • ماذا يجري؟.. البنتاغون يعترف بوجود قوات غير المعلن عنها في العراق ويتكتم عن العدد الكُلي
  • الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله