الجزيرة:
2025-01-18@00:10:25 GMT

متى ستشتعل الحرب العالمية الثالثة؟

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

متى ستشتعل الحرب العالمية الثالثة؟

لا يمثل هجوم "طوفان الأقصى" في حدّ ذاته عاملًا من عوامل نشوب حرب عالمية ثالثة، ولكنه جاء في سياق تاريخي يموج بالكثير من التحولات والأزمات والتقاطعات والانهيارات الدولية الكبرى التي قد تؤدّي، تحت ضغط عوامل معينة، إلى تطوّر تداعيات هذا الهجوم لتتحول إلى ذريعة تتخذها القوى (المتحفّزة) لدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة، تمكّنها من تحقيق أهدافها في مرحلة تاريخية مفصلية تمهّد لإعادة بناء النظام العالمي، وقد تناولت في المقال السابق أبرز المؤشرات التي أفرزتها تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها التحالف الصهيو-أميركي على قطاع غزة في أعقاب "طوفان الأقصى".

الحرب العالمية الأولى أنتجت نظامًا عالميًا متعدد الأقطاب، ثم تلتها الحرب العالمية الثانية لتنتج عالمًا ثنائي القطبية، سرعان ما انهار ليتحول إلى عالم أحادي القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن قوى عديدة بدأت مؤخرًا تعترض على ذلك وتطالب من جديد بنظام عالمي متعدد الأقطاب يحقق العدل والسلام والاستقرار في العالم أجمع

توضيح

قبل الحديث عن هذه الأسباب، أودّ توضيح ما يأتي:

أن هذا المقال لا يقدّم نبوءة، وإنما يحاول الوقوف على أوجه الشبه بين الأسباب الحقيقية وراء اندلاع الحربين العالميتين: الأولى والثانية، والتأكيد على أن هذه الأسباب باتت متوفرة بشكل كبير في زماننا وتنذر بوقوع حرب عالمية ثالثة. أن الحرب العالمية الأولى لم تقم بسبب اغتيال الصرب وليَّ عهد المملكة النمساوية – المجرية في العاصمة سراييفو في يونيو/ حزيران 1914م، والحرب العالمية الثانية لم تقم بسبب غزو اليابان مقاطعةَ منشوريا الصينية في سبتمبر/ أيلول 1931م، وإنما كانت الأسباب الحقيقية لكلتا الحربَين أبعد من ذلك بكثير، وكانت هذه الأحداث مجرد اللحظات المناسبة التي دفعت القوى الكبرى لاعتبارها مبررات كافية، للذهاب إلى حرب عالمية هي في أمسّ الحاجة إليها. من المتوقع أن يتخذ الغرب من الشرق الأوسط ساحةً للحرب العالمية القادمة، كي يجنّب الدول الغربية ومدنها وبناها التحتية ومكتسباتها الصناعية والتكنولوجية ما عانته في الحربَين العالميتين: الأولى والثانية. وأن الدول العربية ومعها تركيا وإيران؛ ستكون مستهدفة في هذه الحرب، بموقعها الجيوسياسي المطلوب تفتيته، وبثرواتها الطبيعية النفطية والمعدنية. سيكون الكيان الصهيوني طرفًا أساسيًا في هذه الحرب؛ طمعًا في تحقيق تطلعاته الجيوسياسية في المنطقة.

وضعت الحرب العالمية الأولى اللبنات الأولى للنظام العالمي الجديد، وتم إعادة رسم الحدود الجغرافية الأوروبية على أسس قومية، كما تم إنشاء عصبة الأمم، ولأول مرة في تاريخ البشرية، كواجهة مؤسسية لهذا النظام

لماذا تنشب الحروب العالمية؟

تتمحور أبرز الأسباب التي دفعت القوى الكبرى مطلع القرن الماضي إلى خوض الحرب العالمية الأولى فيما يأتي:

ضعف الإمبراطورية العثمانية وتطلعات الإمبراطوريات الأوروبية إلى القضاء عليها، والاستحواذ على تركتها، واسترداد أمجاد الإمبراطورية الرومانية في القسطنطينية. الصراعات التي هيمنت على الدول الأوروبية على امتداد القرن 19 م ومطلع القرن العشرين؛ بسبب التطلعات التوسعية والرغبة في الهيمنة والنفوذ. اتساع رقعة التنافس الاستعماري الأوروبي في جميع قارات العالم، بأبعاده الاقتصادية والتوسعية، التي برزت فيها بريطانيا باعتبارها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. التحالفات المتغيرة وغير المستقرة التي كانت تقوم بها الإمبراطوريات الأوروبية لتتقوى بها على منافسيها، مثل عصبة الأباطرة الثلاث: (الإمبراطورية الروسية، والإمبراطورية الألمانية، والإمبراطورية النمساوية- المجرية)، والتحالف الثنائي بين الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية- المجرية، والتحالف الثلاثي بينهما وبين إيطاليا، والتحالف البريطاني- الياباني. سباق التسلح الذي انطلق مع الثورة الصناعية والعلمية وتطور الآلات والمعدات والأساليب القتالية.

استمرت الحرب العالمية الأولى أربعة أعوام (1914-1918م)، وانتهت بانتصار دول الحلفاء: بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، (دول الوفاق الثلاثي)، وانضمت لها لاحقًا الولايات المتحدة، واليابان، وإيطاليا، وهزيمة (دول المركز): ألمانيا، وتركيا، والنمسا-المجر، وبلغاريا، وقتل فيها نحو عشرة ملايين جندي، وسبعة ملايين مدني، وكانت سببًا في انتشار الإنفلونزا الإسبانية التي أودت بحياة أكثر من 70 مليون إنسان.

وضعت الحرب اللبنات الأولى للنظام العالمي الجديد بقيادة بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والولايات المتحدة، وتم إعادة رسم الحدود الجغرافية الأوروبية على أسس قومية، كما تم إنشاء عصبة الأمم، ولأول مرة في تاريخ البشرية، كواجهة مؤسسية للنظام العالمي الجديد مسؤولة عن تنظيم العلاقات بين الدول الأعضاء، والمحافظة على السلم والاستقرار الدوليين، والحد من سباق التسلح، وحل النزاعات بالطرق، وفقًا للمعاهدات والقوانين التي تم سنّها ووافقت عليها الدول الأعضاء.

وتم تحميل ألمانيا مسؤولية الخسائر المترتبة على هذه الحرب، وفرض تعويضات عليها بلغت 269 مليار فرنك ألماني ذهبي، تم تخفيضها عام 1929م إلى 112 مليار فرنك، انتهت ألمانيا من تسديدها عام 2010م.

فشلت عصبة الأمم في أول اختبار لها، ولم تستطع القيام بمهامها وتحقيق الأهداف المنوطة بها، كما لم تستطع أن تضع حدًّا لسباق التسلح الذي انطلق بخطى متسارعة لم تتوقف حتى الآن، ولا أن تحدّ من تطلعات الدول الاستعمارية الكبرى نحو التوسع والنفوذ والهيمنة، ولم تستطع معاهدة فرساي أن تلزم الموقّعين عليها بكل ما ورد فيها، الأمر الذي كان بمثابة فشل نسبي للمحاولة الأولى لتأسيس النظام العالمي الجديد، وكشف مدى الحاجة إلى عملية ترميم سريعة في أقرب وقت.

ولم تمضِ عشرون عامًا؛ حتى كانت الحرب العالمية الثانية على الأبواب، واستمرت في الفترة (1939-1945م)، بين فريقين: الأول هو دول الحلفاء، وتضم بشكل أساسي كلًا من: بريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، والاتحاد السوفياتي والصين، والفريق الثاني هو دول المحور، وتضم بشكل أساسي كلًا من: ألمانيا، وإيطاليا، واليابان.

لم تكن الأسباب التي أدّت إلى نشوب الحرب الثانية بعيدة عن الأسباب السابقة التي أدّت إلى نشوب الحرب العالمية الأولى، حيث عجزت عصبة الأمم عن القيام بواجباتها، وتحوَّلت إلى أداة بيد دول الحلفاء، فعاودت الدول الكبرى تحالفاتها وتوسعاتها الإقليمية والدولية، وخاصة التوسعات التي قامت بها ألمانيا في أوروبا بعد وصول هتلر إلى السلطة ورفعه شعارَ تفوّق العرق الآري في أوروبا، وقيامه بإلغاء معاهدة فرساي، وتركيز الاهتمام على تقوية الجيش وتطوير الصناعات العسكرية.

انتهت الحرب بانتصار دول الحلفاء وهزيمة دول المحور، ومقتل ما يقرب من 60 مليون عسكري ومدني، نتيجة الحرب وآثارها على مدى السنوات اللاحقة. وكان من أبرز النتائج السياسية التي حققتها الحرب، إعادة بناء النظام العالمي الجديد، وتأسيس الأمم المتحدة بمنظماتها المختلفة، وعلى رأسها مجلس الأمن الذي تتحكم في قراراته إلى اليوم الدول الرئيسية المنتصرة في الحرب، وتحوّل العالم من حالة تعددية الأقطاب إلى ثنائية القطبين: الأول القطب الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة، والثاني القطب الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي.

توالت الأعمال التوسعية في المجالات المختلفة العسكرية والاقتصادية والعلمية، لتعزيز الهيمنة والنفوذ، ونشأت تحالفات جديدة إقليمية ودولية، واتسعت دائرة سباق التسلح في المجالين: التقليدي والنووي وبلغت حدًا مرعبًا.

وعامًا تلو آخر تفشل الأمم المتحدة في القيام بمهامها في تحقيق السلم والاستقرار الدوليين، وفي الحد من سباق التسلح، وظل مجلس الأمن حارسًا لمصالح أعضائه، ومصالح حلفائه، واستمرت الصراعات البينية والإقليمية، والتي كانت في معظمها محكومة بمصالح القطبين، وسياسات المحافظة على هذه المصالح وتطويرها.

انهار الاتحاد السوفياتي، ليتحول العالم من حالة ازدواجية القطب، إلى حالة أحادية القطب، ولتتربع الولايات المتحدة على عرش القطبية، ولكن هذا التربع لم يستقر له المقام، حيث استمر سباق التسلح، واستعادت روسيا قوتها ومكانتها، وبدأت قوى عديدة تعترض على انفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم، وتطالب بإعادة بناء النظام العالمي بما يحقق العدل والسلام والاستقرار في العالم أجمع دون تسلّط دولة على أخرى.

يشهد العالم منذ بدايات العقد الثاني من القرن الحالي عودة الأسباب التي أدت إلى نشوب الحربين العالميتين: الأولى والثانية، وعامًا تلو آخر؛ تزداد حدة هذه الأسباب، وتقترب أكثر من إشعال حرب عالمية ثالثة.

هذه الحرب لن تحدث قطعًا بين عشية وضحاها، ولكنها أصبحت قريبة أكثر من أي وقت مضى، فالولايات المتحدة بحاجة إلى تثبيت تموضعها على سدة العالم، ووضح حد لتطلعات الدول الراغبة في تسلّق هذه القمة، والنظام العالمي لم يعد يجدي معه الترميم نفعًا، وأصبح بحاجة إلى هدم وإعادة بناء جديدة تتناسب مع عملية التحوّل التي يشهدها منذ عام 2015م تحت عنوان أهداف التنمية المستدامة، بما يسمح للولايات المتحدة بمواصلة النفوذ والهيمنة بلا منازع، وإدارة العالم بطريقة تزيد من قدرتها على مواجهة التّحديات الراهنة واستكمال بناء مستقبل ما بعد الحداثة حيث يتحول البشر إلى مجرد كائنات رقْمية تحت السيطرة بصورة كاملة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحرب العالمیة الأولى الولایات المتحدة حرب عالمیة ثالثة النظام العالمی العالمی الجدید سباق التسلح عصبة الأمم هذه الحرب الحرب ا

إقرأ أيضاً:

تعرّف على القضايا الثلاث التي ستشغل ترامب بالفترة القادمة. . ما هي خطّته؟

نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا، لخبير في كلية الإعلام بجامعة بار إيلان، إيتان جلبوع، جاء فيه إن: "ثلاث قضايا رئيسية ستشغل ترامب وإسرائيل في الأشهر القادمة، وهي: "اليوم التالي" في غزة، انضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، وصياغة استراتيجية لوقف القنبلة الإيرانية".

وأوضح المقال، أن: "اليمين في إسرائيل تهلّل عندما فاز دونالد ترامب في انتخابات 2024 للرئاسة الأمريكية. قالوا إن العلاقات معه ستكون أقرب وأفضل بكثير من تلك التي كانت في عهد إدارة جو بايدن".

وأردف: "ألمح رجال نتنياهو إلى أن ترامب قد يأمر بهجوم عسكري مُشترك من إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، أو على الأقل لن يعارض مثل بايدن الهجوم الإسرائيلي". 

"سموتريتش أعلن بالفعل أن عام 2025 سوف يكون سنة تطبيق السيادة بالضفة الغربية" أبرز التقرير مشيرا إلى أن: "تأثير ترامب على الاتفاق بشأن إطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب في غزة، هو مؤشر على ما قد يأتي والذي قد يخذل من يتوقع حرية يد إسرائيلية بالمنطقة". 

وأوضح: "الاتفاق الحالي يشبه إلى حد كبير ما اقترحه نتنياهو لبايدن في مايو 2024. حينها تراجع بسبب تهديدات بن غفير وسموتريتش بتفكيك حكومته. في الاتفاق هناك تنازلات كان نتنياهو قد تعهد بعدم تقديمها".

واسترسل: "صحيح أن قاعدة الائتلاف توسّعت مع دخول غدعون ساعر للحكومة، وقضية النار الإيرانية تعرضت لهزائم، لكن الفرق الرئيسي بين مايو 2024 ويناير 2025 هو ترامب. منذ فوزه في الانتخابات، طالب نتنياهو بإنهاء المفاوضات بشأن إطلاق الأسرى ووقف الحرب في غزة قبل مراسم تنصيبه".


ومضى المقال بالقول: "اعتقد نتنياهو أنه من الأفضل تأجيل الاتفاق حتى بعد التنصيب، لكي يتمكن ترامب من أخذ الفضل. لم يفهم أن هناك قادة لهم أولويات أخرى. عندما اقترب تاريخ التنصيب ولم تحقق المفاوضات تقدمًا كافيًا، مارَس ترامب وأفراد فريقه ضغطًا على جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك نتنياهو، للوفاء بالموعد المحدد".

"ترامب يعرف نتنياهو، ويعلم أنه غير موثوق ولا يثق فيه. لذلك، أرسل إليه مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ليوضح له أنه كان يعني ما قاله، وأنه لن يقبل أي حيل لإفشال الاتفاق" بحسب المقال.

وأبرز: "فقط بعد هذه الزيارة، أرسل نتنياهو رئيس الموساد ورئيس الشاباك، ونتسان ألون، إلى الدوحة، لإغلاق الاتفاق. شرح لبن غفير وسموتريتش أنه لا مفر من قبول توجيهات ترامب للحصول على مواقف داعمة منه بخصوص قضايا أخرى مثل إيران والضفة الغربية".

وأضاف: "حتى هذه الأمل يجب أخذه بحذر. أراد نتنياهو واليمين في إسرائيل فوز ترامب لأنهم افترضوا أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في فترة ولايته الثانية، ستكون مشابهة لتلك التي كانت في فترة ولايته الأولى. من غير المؤكد أن هذه الفرضية ستثبت صحتها".

إلى ذلك، أبرز كاتب المقال أنه: "في فترة ولاية ثانية، يصوغ الرؤساء أولويات مختلفة ويتصرفون بطريقة مختلفة لتحقيقها. علاوة على ذلك، في حالة ترامب، بدأت فترة ولايته الأولى في 2017 وانتهت قبل أربع سنوات. انتظر أربع سنوات أخرى حتى عاد إلى البيت الأبيض".

وأكد: "كان ترامب، أول رئيس في التاريخ مرّ بتجربة عزله مرتين في الكونغرس ودخل البيت الأبيض كمجرم مدان. إنه يبحث عن تصحيحات. أول تصحيح في الشؤون الداخلية قد تحقق بالفعل. فاز في الانتخابات وأصبح ثاني رئيس في التاريخ فشل في المحاولة الأولى للحصول على ولاية ثانية، وانتظر أربع سنوات، ثم عاد وفاز".

"أول من فعل هذه النقلة هو جروفر كليفلاند في عام 1893. ترامب يريد تصحيحًا أيضًا في الشؤون الخارجية -الفوز بجائزة نوبل للسلام-. كان يعتقد أن الجائزة كانت من نصيبه عندما نظم اتفاقيات إبراهيم" بحسب الخبير في كلية الإعلام بجامعة بار إيلان.


وأوضح: "منذ عدة أيام قال إنه لو كان اسمه أوباما، لكان قد حصل على الجائزة منذ زمن، في إشارة إلى أن أوباما حصل على الجائزة قبل أن يبدأ ولايته. يظهر ترامب كشخص يسعى للسلام. يريد إنهاء الحروب وعدم فتح حروب جديدة. يريد التركيز على الشؤون الداخلية وتنفيذ إصلاحات إدارية في الحكومة ومواضيع مثل الهجرة وأمن الحدود والتنظيمات والصناعة والضرائب والصحة والتعليم أو المناخ". 

في الشؤون الخارجية، وفق المقال، فإن ترامب مثل أسلافه أوباما وبايدن، يريد التركيز على الصراع مع الصين. هذه هي الأسباب الرئيسية التي تجعله يسعى لإنهاء الحروب في أوكرانيا وفي منطقتنا. لا يريد أن يعيق الشرق الأوسط خططه الأكثر أهمية سواء في الولايات المتحدة أو في العالم. 

وقال الخبير نفسه: "ترامب مهتم جدًا بإدخال السعودية في اتفاقيات إبراهام. أولاً، لأنها الطريقة للحصول على جائزة نوبل للسلام. ثانيًا، للأعمال، وثالثًا، لاستكمال المحور العربي السني ضد إيران. مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، تطلب السعودية بيانًا إسرائيليًا يتضمن أفقًا سياسيًا للفلسطينيين واتفاقيات أمنية واقتصادية مع واشنطن".

"من الواضح للجميع أنه لا يوجد أي احتمال أن توافق إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية في المستقبل المنظور، كما أن هناك حاجة لتغييرات كبيرة في سلوك السلطة الفلسطينية التي ستستغرق سنوات لتحقيقها. لكن أفق سياسي، والامتناع عن الضم والتوسع الكبير للمستوطنات في الضفة الغربية، هي مطالب قد يقبلها ترامب، إذا كانت هي الثمن الذي ستدفعه السعودية مقابل التطبيع" وفق المقال.

وأشار إلى أنه: "أثناء المفاوضات على اتفاقيات إبراهام، أصرّت الإمارات العربية المتحدة على تعهد من نتنياهو بالامتناع عن الضم، على الأقل لمدة عامين، وقد وافق. إيران تخشى أن يفرض ترامب عليها عقوبات أو يمنح الضوء الأخضر لإسرائيل لشن هجوم على منشآتها النووية".

وأضاف: "حكومة إيران تهتم ببقاءها لذلك أبدت استعدادًا للدخول في مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد مع إدارة ترامب. كان هذا موضوع الحوار بين سفير إيران لدى الأمم المتحدة وإيلون ماسك، الرجل الذي سيؤثر بشكل كبير على ترامب في ولايته الثانية".

 قال ترامب إنه: "قد يكون مهتمًا بمثل هذه المفاوضات. سيصدر تصريحات تهديدية ولن يستبعد الخيار العسكري كما فعل أسلافه، لكن مثل إنشاء المحور السني بمشاركة السعودية وإسرائيل، ستكون هذه الخطوات موجهة لتحقيق تنازلات كبيرة من إيران".


وأضاف: "هدف استراتيجي آخر لترامب هو تفكيك الروابط بين إيران وروسيا والصين، ويمكن لاتفاق نووي تحقيق ذلك أيضًا. ترامب يحمل محبة كبيرة لإسرائيل ومن المتوقع أن يساعدها في إزالة القيود على الأسلحة، وفي الصراع ضد الأمم المتحدة ووكالاتها ومحاكمها، وفي الحملة ضد المتظاهرين المناهضين لإسرائيل والمعادين للسامية في الجامعات الأمريكية".

وختم المقال بالقول: "سيتطلب منه الاستجابة لتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك الترتيبات لاتفاقيات السلام. حكومة نتنياهو الحالية غير قادرة على التعاون مع ترامب في القضايا الإقليمية، وقد يجد نفسه مرة أخرى بين مطرقة بن غفير وسموتريتش وسندان ترامب".

واستطرد: "هذه الحسابات الائتلافية لا تهم ترامب، وسيضطر نتنياهو لمواجهتها، وإلا فإنه سيجد نفسه في مسار تصادمي مع ترامب، الذي وصفه بأنه أكبر صديق لإسرائيل في البيت الأبيض".

مقالات مشابهة

  • صنع في تركيا: “أوكهان” المركبة البحرية التي تستعد لغزو الأسواق العالمية
  • تعرّف على القضايا الثلاث التي ستشغل ترامب بالفترة القادمة. . ما هي خطّته؟
  • قلق في الأمم المتحدة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض.. اعرف الأسباب
  • مراكش تحتل المرتبة الثالثة عالميا في جودة الطعام
  • ارتفاع أسعار الوقود: تعرف على الأسباب وراء الزيادات المتوقعة
  • الأثنين المقبل .. العالم يستعد لتنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة لولاية ثانية
  • عاجل.. إعادة إعمار قطاع غزة بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • أفضل خيّال في تصنيفات لونجين العالمية جيمس ماكدونالد يتقدم المشاركين في نسخة قوية من تحدي الخيّالة الدولي ضمن مهرجان كأس السعودية
  • سعر الذهب المحلي يحقق مكاسب محدودة رغم الارتفاعات العالمية.. ما الأسباب؟