علي جمعة يوضح ما كان يفعله النبي في شهر شعبان
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن ربنا سبحانه وتعالى فضّل بعض الرسل على بعض، وفضّل بعض الأيام على بعض، وفضّل بعض الأماكن على بعض، وفضّل بعض الأحوال على بعض، وأشار لنا سيدنا رسول الله ﷺ بهذا فقال: (إن لله في أيامكم هذه نفحات فتعرضوا لنفحات الله) والكيّس هو الذي يُقرّب نفسه من ربه ، وينتهز هذه الأوقات الكريمة ليتقرب إلى الله رب العالمين بالذكر والطاعة والدعاء والتلاوة والقراءة والأدعية والدرس والعلم ونفع الناس {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، والعاقل منا هو الذي يهيئ نفسه _وقد دخل شعبان_ لرمضان حتى لا يتوه منا ولا يضيع، وحتى نتعرض فيه لنفحات رمضان شهر القرآن.
وفي شعبان كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهتم به اهتمامًا بليغا ونبهنا إليه، وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها تقول: (كان رسول الله -ﷺ- يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من سائر الشهور) أي أنه كان يَعُد أيامه ويلتفت إليها ويقول اليوم هو اليوم الأول من شعبان .. الثاني من شعبان .. الثالث من شعبان وهكذا، ولم يكن يفعل ذلك في سائر الشهور لأنه كان يهتم برمضان وكان يترصّده ويتقارب معه؛ فكان يَعُد أيام شعبان عدّا، ويتحفظ من شعبان أي أنه كان يرصد هلاله وليس كسائر الشهور، فإنه لم يكن دائمًا يرصد أهلة الأشهر، لكنه عندما يأتي شعبان يترصّده ويرصد هلاله حتى يُتم عدته إن غُم عليه صلى الله عليه وآله وسلم هلال رمضان، إذًا فهو صلى الله عليه وآله وسلم يلفتنا إلى شعبان ويتحفظ في أيامه.
وكان ﷺ يصوم في غير رمضان، وكان أكثر ما يصوم شعبان، حتى إنه كان في بعض السنين يصوم شعبان كله.
كان سيدنا رسول الله ﷺ وهو يُنبهنا للتهيؤ لرمضان يقول فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) يعني لمن لم يكن له عادة أو كان عليه قضاء، فإذا جاء يوم السادس عشر من شعبان ولم تكن لك عادة في صوم الاثنين والخميس، أو أنك تواصل الصيام فتصوم يومًا وتفطر يوماً ،أو أنك تقضي ما كان عليك من رمضان ،إذا لم تكن كذلك ولا هذه هيئتك وحالتك فلا تصم إذا جاء السادس عشر من شعبان (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا).
شهر شعبان يَغْفَل عنه كثير من الناس، وفيه وقع الخير للمسلمين بتحويل القبلة وبالاستجابة لهوى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} عظّم فيه ربُنا نبينا فاستجاب دعاءه، كما أكرمه وأيّده بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى وإلى يوم الدين، ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى ونلتجئ إليه أن يا ربنا هذه أمة نبيك إن رأيت فينا خللاً فاهدنا إلى الصواب وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك ، يا ربنا هذا حالنا لا يخفى عليك وضعفنا ظاهر بين يديك وعلم كل ذلك لديك، فاغفر لنا على قصورنا وتقصيرنا والطف بنا يا أرحم الراحمين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم سیدنا رسول الله من شعبان على بعض
إقرأ أيضاً:
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة؟.. اعرف الطريقة الصحيحة
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة، وما هي طريقة الاغتسال الصحيحة؟.. أسئلة نجيب عنها في التقرير التالي.
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة؟
قال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن الاغتسال هو سيلان الماء على جميع البدن بِنِيَّةٍ، وهو مشروع بالكتاب والسنة ، يقول الله تعالى: {وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْ} [المائدة: 6]، ويقول سبحانه : {وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَ} [البقرة: 222] أي: حتى يغتسلن .
وتابع من خلال برنامج دقيقة فقهية: الغُسْل قد يكون واجبًا كالاغتسال من الجنابة أو الحيض، وقد يكون مسنونًا كغسل الجمعة والعيدين .
كما تحصل طريقة الاغتسال الصحيحة بإزالة الإنسان ما به من نجاسة إن وُجِدت ، وينوي ثم يعمم جميع بدنه وشعره بالماء ، ودليل ذلك ما رواه جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : تذاكرنا غسل الجنابة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : " أَمَّا أَنَا فَآخُذُ مِلْءَ كَفِّي ثَلَاثًا ، فَأَصُبُّ عَلَى رَأْسِي ، ثُمَّ أُفِيضُهُ بَعْدُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِي " .
والكمال في الغسل يكون كما ورد في السنة العمليَّة، حيث جاء في «الصحيحين» عَنْ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ . ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ . ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعرِ . حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ - الحفنة ملء اليد -، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ . ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ " . وفي رواية لهما أي للبخاري ومسلم : " ثم يخلل بيديه شعرَه حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات " .
وشدد على أن الغُسْل يتحقق بالنية وتعميم جميع البدن والشعر بالماء ، وهناك طريقة الكمال في الغُسل ، وتحصل بذلك أيضًا مع مراعاة سنن الغسل وآدابه كما ورد في الحديث السابق .
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة؟
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الغسل يوم الجمعة سنة مؤكدة، ويستحب للمسلم أن يَتطيَّبَ ويستخدم السواك، ويرتدي أفضل الثياب لحضور صلاة الجمعة، فقد جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».
حكم غسل يوم الجمعة في المذاهب الأربعة
يُسنُّ الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وبه قال جماهيرُ العلماء، وحُكي الإجماعُ على ذلك.
متى يبدأ غسل يوم الجمعة؟
القول الراجح من العلماء أن غسل الجمعة يبدأ من طلوع الفجر، لكن الأفضل أن لا يغتسل إلا بعد طلوع الشمس؛ لأن النهار المتيقن من طلوع الشمس، لأن ما قبل طلوع الشمس من وقت صلاة الفجر، فوقت صلاة الفجر لم ينقطع بعد، فالأفضل أن لا يغتسل إلا إذا طلعت الشمس، ثم الأفضل أن لا يغتسل إلا عند الذهاب إلى الجمعة فيكون ذهابه إلى الجمعة بعد الطهارة مباشرة" انتهى .
واختلف العلماء في ابتداء وقت غسل الجمعة، فذهب جمهورهم، منهم الشافعية والحنابلة والظاهرية، إلى أنه من فجر يوم الجمعة وروي ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما .