واشنطن تتطلع لهدنة مؤقتة واحتجاجات بإسرائيل على تجميد مفاوضات الأسرى
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده تسعى للتوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة كجزء من صفقة محتملة لتبادل الأسرى، في حين شهدت إسرائيل احتجاجات على قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجميد المحادثات بشأن المحتجزين.
وأضاف سوليفان في تصريحات أدلى بها أمس الأربعاء أن الهدف هو البدء بهدنة مؤقتة والبناء عليها من أجل الوصول الى وضع أكثر استدامة.
من جهته، قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن تعتقد أن مفاوضات القاهرة بشأن غزة كانت بناءة.
وأضاف في لقاء مع شبكة "سي إن إن" أن واشنطن لا تزال منخرطة ومتمسكة بالأمل أن تؤدي المحادثات إلى نتيجة إيجابية.
وفي الإطار، قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن الوزير لويد أوستن بحث أمس في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت مفاوضات تأمين إطلاق سراح من وصفهم بالرهائن المتبقين لدى حركة حماس.
وفي مقابلة مع الجزيرة، قال السفير الأميركي في قطر تيمي ديفيس إن بلاده تنظر بتفاؤل حذر إلى المفاوضات الجارية في مصر بشأن التوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في غزة.
وأضاف ديفيس أن جهود الولايات المتحدة تتركز حاليا على التوصل إلى حل سلمي للنزاع واستحداث خطة يمكن أن تؤدي لقيام دولة فلسطينية.
وكانت القاهرة شهدت أمس الثلاثاء جولة مفاوضات جديدة بمشاركة إسرائيلية وأميركية، وذكرت تقارير أن المحادثات لم تحرز تقدما في ظل رفض تل أبيب عددا من المطالب التي قدمتها حركة حماس في وقت سابق للوسطاء.
مظاهرات أمام مقر إقامة #نتنياهو في #القدس للمطالبة بتعجيل صفقة التبادل لإعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع #غزة #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/gYS4YqISWH
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 14, 2024
خلافات ومظاهراتوكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال أمس إن على حركة حماس التنازل عن شروطها، مضيفا أنه يمكن حينها التقدم في المفاوضات.
وأضاف نتنياهو أن مفتاح إطلاق سراح بقية "المختطفين" هو مواصلة الضغط العسكري على حماس التي تطالب بأن يفضي أي اتفاق لوقف العدوان المستمر على غزة منذ أكثر من 4 أشهر.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء أمر الوفد الإسرائيلي الذي كان من المفترض أن يسافر اليوم الخميس لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى في القاهرة بعدم الذهاب إلى هناك.
وفي السياق، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو اتخذ القرار دون علم الوزيرين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي إيزنكوت، مشيرة إلى أنهما سيطالبان في مجلس الحرب اليوم الخميس بالمشاركة الكاملة في اتخاذ القرارات.
أما القناة الـ13 الإسرائيلية فنقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه أن خلافا نشب بين النخبة السياسية والأمنية في إسرائيل بشأن مشاركة الوفد في محادثات القاهرة.
وبحسب تقديرات تل أبيب، لا يزال هناك نحو 130 إسرائيليا محتجزين في غزة، ويرجح أن 30 منهم قتلوا.
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أهالي الأسرى الإسرائيليين تظاهروا الليلة الماضية أمام منازل كل من نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس بعد إلغاء سفر وفد التفاوض إلى القاهرة، مطالبين بإبرام صفقة تبادل فورا.
وهدد أهالي الأسرى الإسرائيليين بالاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب إذا واصل نتنياهو تجاهلهم.
والليلة الماضية أيضا، اقتحم عشرات المتظاهرين من حركة "تغيير الاتجاه" مقر حزب الليكود الإسرائيلي في تل أبيب احتجاجا على استمرار الحرب على غزة
وطالب المحتجون بحجب الثقة عن حكومة بنيامين نتنياهو وتحديد موعد لإجراء انتخابات فورية، معتبرين أنها حكومة متطرفة وتضحي بالمواطنين من أجل بقائها السياسي.
كما طالبت الحركة أعضاء حزب الليكود بإزاحة ما وصفته بالتيار المتطرف عن الحكومة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تل أبیب
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي: فرض حكم عسكري بغزة لن يعيد الأسرى ولن يقضي على حماس
القدس المحتلة - صفا
قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق والرئيس الحالي لـ"معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة "تل أبيب"، الجنرال المتقاعد تمير هايمان: "إن فرض حكم عسكري في قطاع غزة، حسب المخططات الإسرائيلية الحالية، لن يؤدي إلى تحقيق هدفي إسرائيل في الحرب على غزة، وهما إعادة الأسرى المحتجزين في القطاع والقضاء على حركة حماس".
ورأى هايمان في مقال له نشرته القناة الثانية عشر العبرية، أنه "من الناحية العملياتية، ينتشر الجيش الإسرائيلي حالياً حول قطاع غزة وداخل مناطق في القطاع على طول الحدود، وتشكل منطقة عزلة، كما أن الجيش يسيطر بشكل دائم على محور فيلادلفيا، وبتموضع في منطقة واسعة تقسم القطاع في منطقة محور نيتساريم".
ولفت إلى أنه "على ما يبدو أنه اتخذ قرار بالبقاء لفترة غير محدودة في هذه المنطقة، واستغلالها كقاعدة لانطلاق توغلات وعمليات خاصة للجيش الإسرائيلي وقواته إلى داخل المناطق المبنية، إلى حين إنهاء وجود حماس العسكري".
وشدد على أنه "لا توجد أي إمكانية عسكرية لإعادة جميع الـ101 مخطوف ومخطوفة بواسطة عملية عسكرية، ومعظم الخبراء والمفاوضين يدركون أن صفقة تبادل أسرى هي الطريقة الوحيدة لإعادتهم إلى الديار، الأحياء والأموات بينهم".
وأضاف "في ما يتعلق بإسقاط حكم حماس، فليس معروفاً عن وجود خطة فعلية قابلة للتنفيذ التي تعتزم إسرائيل إخراجها إلى حيز التنفيذ، وذلك لأن السلطة الفلسطينية تعتبر من جانب صناع القرار وفي أوساط واسعة في الجمهور الإسرائيلي أنها غير شرعية، ولأن الدول العربية في الخليج والمجتمع الدولي لن يدخلوا إلى القطاع بدون تعهد بأن تكون السلطة الفلسطينية عنصرًا مركزيًا في السيطرة في القطاع".
واعتبر أن "الحكم العسكري، وهو خطة ناجعة من الناحية التكتيكية، لكنه خطة سيئة جداً من الناحية السياسية والإستراتيجية – وكذلك ثمنها الهائل من حيث الميزانية ومن حيث رصد قوى بشرية لتنفيذه".
وذكر أن فرض حكم عسكري هو "فوضى متعمدة، بمعنى استمرار الوضع الراهن فعليًا، وإسرائيل لن تعيد إعمار القطاع، وعلى الرغم من أن سيطرة حماس على توزيع المساعدات الإنسانية تعزز قوتها، فإن العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي تضعفها".
واعتبر أن الأمر الذي سيحسم بين هذين الاتجاهين المتناقضين هو "الفترة المتاحة لنا، ولكن السؤال هو إذا سيسمح المجتمع الإسرائيلي والأسرة الدولية لحكومة إسرائيل بالحصول على هذا الوقت".
وشدد على أنه ومع مرور الوقت فإن هذا يعني "موت المخطوفين في الأسر، طالما تستمر الحرب بموجب هذا المفهوم لن تكون هناك صفقة".