تفسير آخر سورة البقرة للشيخ الشعراوي
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
فسر الشيخ محمد متولي الشعراوي آخر سورة البقرة، وهي الآيات التي تقول بسم الله الرحمن الرحيم: "«آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ285 لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(286)».
وقال الشيخ الشعراوي في تفسيره لـ آخر سورة البقرة: «إنه عندما نتأمل هذه الآية الكريمة نجد أن الإيمان الأول بالله كان من الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك يأتي إيمان الذين بلغهم الرسول بالدعوة، وبعد ذلك يمتزج إيمان الرسول بإيمان المؤمنين أي أن كلا من الرسول والمؤمنين آمنوا بالله. إن الإيمان الأول هو إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم، والإيمان أيضاً من المؤمنين بالرسالة التي جاء بها الرسول بناءً على توزيع الفاعل في {آمَنَ} بين الرسول والمؤمنين.
وأضاف الشعراوي في تفسيره لآخر سورة البقرة: "وبعد ذلك يجمعهما الله الرسول والمؤمنين في إيمان واحد، وهذا أمر طبيعي، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم آمن بالله أولاً، وبعد ذلك بلغنا الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنا بالله وبه ثم امتزج الإيمان فصار إيماننا هو إيمان الرسول وإيمان الرسول هو إيماننا، وهذا ما يوضحه القول الحق: {كُلٌّ آمَنَ بالله}.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشيخ الشعراوي تفسير آخر سورة البقرة خواتيم البقرة سورة البقرة الرسول صلى الله علیه وسلم سورة البقرة ن الرسول وبعد ذلک
إقرأ أيضاً:
داعية: سورة "الماعون" منهج حياة متكامل للمؤمنين (فيديو)
أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن سورة "الماعون" تمثل منهجًا متكاملًا لحياة المؤمن، حيث تسلط الضوء على أهمية السلوك الحسن والرحمة، خصوصًا في التعامل مع الفئات الضعيفة من المجتمع كالأيتام والمساكين.
وأوضح "عبد المعز" خلال حديثه ببرنامج "لعلهم يفقهون" على قناة dmc، اليوم الإثنين، أن هذه السورة القرآنية القصيرة تحمل رسالة عميقة تعكس جوهر الدين الإسلامي وتُحفّز على العمل الخيري.
القرآن يبدأ بالسؤالولفت إلى أن بعض سور القرآن تبدأ بأساليب بلاغية متنوعة، مثل الاستفهام أو القسم، ومن أبرز الأمثلة على ذلك سورة "الماعون"، التي تبدأ بالآية: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ".
وبيّن أن هذا النمط البلاغي يهدف إلى دعوة القارئ للتأمل والتفكر في سلوكيات من يستهين بالدين، والتي من نتائجها تجاهل حقوق اليتيم ورفض إطعام المسكين.
التكافل لا يتوقف عند الفعلوأشار إلى أن الإسلام لا يكتفي بأن يكون الإنسان فاعلًا للخير فقط، بل يدعوه أيضًا إلى تحفيز الآخرين عليه، مستشهدًا بقول الله تعالى في نفس السورة: "وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ".
وأضاف أن الإحسان يجب أن يكون سلوكًا جماعيًا يتعدى الفرد إلى المجتمع كله.
رعاية مشاعر اليتيممن النقاط المهمة التي ركز عليها الشيخ عبد المعز، أن رعاية اليتيم في الإسلام لا تقتصر على الدعم المادي فقط، بل تشمل أيضًا الاهتمام بمشاعره وكرامته.
واستشهد بقوله تعالى في سورة الضحى: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ"، ليؤكد أن الجانب النفسي والوجداني لليتيم لا يقل أهمية عن الجانب المادي.
المؤمن داعية للخيرفي ختام حديثه، شدد الشيخ على أن المؤمن الحقيقي لا يعمل الخير فقط، بل يسعى لنشره ودعوة الآخرين إليه، مستدلًا بقول الله تعالى في سورة العصر: "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ".
كما استشهد بالحديث النبوي الشريف: "سل الله عز وجل فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين"، معتبرًا أن هذا هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهج كل مؤمن يقتدي به.