لبنان ٢٤:
2025-02-02@23:12:41 GMT
حسمها نصر الله: نجيب النهر عالحدود أهون ما نردّ الحزب عن النهر
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": في خطاب دحض التهويل وتثبيت المعادلات أطلّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله ليستعرض نتيجة 130 يوماً من»الصمود الأسطوري في غزة». تقصّد فضح التهويل الذي يمارسه الموفدون الغربيون على لبنان، على خلفية خوض «حزب الله» المعارك على جبهة الجنوب، وتهديدات قادة إسرائيل بالحرب، كاشفاً حقيقة المبادرات والعروض، معتبراً أنّ ميزان نجاح الجبهة يكمن في توافد المساعي الدولية لوقفها، من دون أن يفوته التهديد بأنّ المقاومة جاهزة للردّ على أي عدوان مهما كان حجمه «بتوسّع منوسّع.
في كلامه ثبّت السيد أخلاقية الوقوف إلى جانب مظلومية أهل غزة، مذكراً بأنّ «فتح الجبهة اللبنانية مع الاحتلال شكّل مصلحة وطنية في الدرجة الأولى لمنع انتصار إسرائيل»، لكن الأمر «الكارثي» حسب توصيفه يكمن «في اعتبار البعض أن لا جدوى ممّا نقوم به في الجبهة اللبنانية»، وهؤلاء «أطراف لها مواقف مسبقة وينطبق عليها قول: صم بكم عُمي، أياً يكن النقاش معها»، منتقداً قولهم إنّ المجتمع الدولي يحمينا ليعيد التأكيد على أنّ المقاومة هي الوحيدة القادرة على إخافة إسرائيل وإضعافها، وهي السبب الذي يجعل الموفدين الدوليين يتهافتون للتفاوض من أجل أن يوقف «حزب الله» عملياته في الجنوب اللبناني. وقال: «من يتحمل العبء الأول في المواجهة على الجبهة اللبنانية هم أهل القرى الحدودية وأهل الجنوب، وعدد كبير من الشهداء هم من أبناء القرى الحدودية الأمامية دون أن يفوته وعدهم بإعمار منازلهم التي تهدمت «أحسن مما كانت».
لكن الأهم كان ردّه على مطلب تراجع «حزب الله» سبعة كيلومترات إلى ما بعد الليطاني، فقلّل من أهميته بطريقة عرضه، قائلاً «أحدهم قال ممازحاً، والله نجيب النهر عالحدود أهون ما نرد الحزب عن النهر»، في اشارة إلى استحالة المطلب.
وانتقد نصر الله وجود جهات داخلية تساهم في التهويل بالحرب، وتهدّد أهل الجنوب بوقوعها «وهذا يعتبر أسفل السافلين»، ورداً على تهديدات وزير الأمن الإسرائيلي، قال نصر الله «إذا لم ترد وقف الحرب معنا، فأهلاً وسهلاً»، جازماً «بأنّ المئة ألف الذين غادروا الشمال الإسرائيلي لن يعودوا»، واعتبر أنهم يحتلون الأرض و»هناك فرق شاسع بين أبناء الجنوب الذين هم أبناء الأرض ويدافعون عنها، وبين هؤلاء المستوطنين».
الخطاب الذي أتى في لحظة مفاوضات مفصلية تشهدها القاهرة وباريس حول اتفاق إطار لوقف النار في غزة، كان هدفه مؤازرة «حماس» في المفاوضات برفع سقف التهديد والجزم بأنّ «المقاومة اليوم أكثر يقيناً وأشد عزماً على الاستعداد لمواجهة العدو على أي مستوى كان». كل ما قاله السيد يؤشر إلى معركة طويلة وشديدة، وأنهاه بإطلاق فتوى شرعية لأهل الجنوب بوقف استخدام هواتفهم الخلوية بوصفها «مصدراً يقدّم معلومات مجانية للعدو».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
هذه قصة خروقات حزب الله.. السرّ في شهر 1!
عامٌ مضى على شهر كانون الثاني 2024، فحينها، وقبل سنة من الآن، شهد "حزب الله" بداية انتكاسات إستخباراتية ربما "تجاهل" معالجتها وساهمت في الإضرار به كثيراً لأنه لم يغص بها في العمق لكشف الثغرات التي طالته أمنياً. يعتبر شهر (1) الأكثر تأثيراً على "حزب الله" إبان الحرب الإسرائيلية التي شهدها لبنان مؤخراً، وبسببه دخل الحزب في حربٍ من نوع إستخباراتي عميق، وخلاله بدأت رحلة الإستهدافات التي حصلت طيلة العام الماضي 2024.12 شهراً مرّت على الشهر المذكور، ومن خلاله يمكن إستقاء أبرز الضربات التي طالت الحزب وأثرت عليه إستخباراتياً وأمنياً.. فما هي وكيف جعلته أسيرَ التجاوزات الإسرائيلية؟ مطلع شهر (1) عام 2024 وتحديداً في اليوم الثاني منه، اغتالت إسرائيل القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري وبعده بأيام قليلة (يوم 8 كانون الثاني) تم اغتيال القيادي في "حزب الله" وسام الطويل. بعد العاروري والطويل، اغتالت إسرائيل علي حسن برجي يوم 9 كانون الثاني 2024، وهو قائد منطقة الجنوب في الوحدة الجوية التابعة لحزب الله، ليتم بعده اغتيال علي محمد حدرج يوم 20 كانون الثاني 2024، وهو من أبرز خبراء التكنولوجيا في حزب الله. الاغتيالات هذه كانت غير عادية على صعيد "حزب الله"، وقد ساهمت في إرباك قاعدته الأمنية آنذاك، وما حصل هو أن الحزب أراد الانطلاق منها لدراسة واقعه الأمني، لكن إسرائيل اعتمدت على أساليب "تشتيت" جعلته غير قادر على اكتشاف الثغرات التي هزّت قواعده القيادية وساهمت بانسياب المعلومات عنها الواحدة تلو الأخرى. بداية "التشتيت" كانت من اغتيال العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية. حينها، وقف "حزب الله" أمام عملية حصلت في "عقر داره" لكنها لم تستهدف أيا من مسؤوليه. آنذاك، ظن الحزب أن الخرق قد أتى من جهة حركة "حماس" كون العاروري ينتمي إليها، وهنا تكمن "الخديعة الإسرائيلية" تجاه الحزب وذلك من خلال جعله يعتقد أن الاغتيالات لم تستهدفه في الضاحية بل طالت العاروري و "حماس" على اعتبار أن الحماية الأمنية المتوافرة لدى هذا الفصيل لن تكون أقوى من الحزب، وبالتالي فإن إمكانية الخرق هناك سهلة وصعبة جداً عند الأخير، كما كان الاعتقاد سائداً. الحقيقة في الواقع كانت في مكان آخر، واغتيال العاروري كشف فعلياً عن ثغرة داخل الضاحية الجنوبية لبيروت، ما استدعى انتباه "حزب الله" لدراسة الواقع الأمني هناك، لكن الثغرات لم تنكشف، والدليل على ذلك هو الاغتيالات الأخرى التي شهدتها الضاحية وأودت بكبار قادة "حزب الله" وعلى رأسهم الأمين العام السابق الشهيد حسن نصرالله. تقول مصادر معنية بالشأن العسكري إنه لو كان "حزب الله" ركز على تبديل كافة خططه الأمنية منذ اغتيال العاروري، لكان جنّب نفسه الكثير من الصدمات الأمنية انطلاقاً من الضاحية التي تمثل "العقل الأمني" لـ"حزب الله"، لكن هذا الأمر لم يحصل فبقي الحزب على "الوتيرة" نفسها من ناحية عدم إيجاد معالجة حقيقية للخروقات الإسرائيلية. ما أجّج خطوة عدم المعالجة هو اغتيال الطويل بـ"عبوة" في جنوب لبنان. السؤال الذي يطرح هنا، لماذا لم تنفذ إسرائيل الضربة بطائرة مسيرة؟ لماذا خاطرت بـ"عميل" ليضع عبوة لسيارة الطويل؟ ما الهدف من ذلك؟ هنا، ترجح المصادر أن يكون الهدف هو إشاحة نظر "حزب الله" عن وجود عملاء في صفوفه ضمن الضاحية والقول إن العملاء "الفاعلين ميدانياً" يتواجدون في الجنوب، وبالتالي التسليم بـ"أريحية الوضع" ضمن بيروت وسط اشتعال الجبهة الجنوبية التي من الممكن أن تكون عنواناً لنشاط عملاء كُثر. هذه الفرضية لا يُمكن نفيها طالما أن "حزب الله" لم يكشف عن نتائج أي تحقيقات مرتبطة بالعمليات التي حصلت، لكن المصادر تعتبر أنَّ "الخروقات الأولى التي تعرض لها الحزب"، كانت تفترض حصول تدقيق جديد في آليات العمل، لكن هذا الأمر لم يتحقق بدليل أن كافة المراكز بقيت على حالها ولم يجر تبديلها بشأن أي قيادي من القيادات. السؤال الأكثر إثارة هنا هو التالي: ما الذي دفع "حزب الله" للإسترخاء إستخباراتياً؟ الإجابة هنا تحتملُ وجهين: إما أن التضليل جاء من الداخل عبر جهاتٍ أمنية تمثل "الخرق الأساسي" وهدفها طمأنة الحزب إلى عدم وجود أي مشكلة، وإما أن الحزب "ارتبك" فعلاً بثغرات كبيرة وحاول معالجتها لكنه لم ينجح. في كلتي الحالتين، النتائج العسكرية التي شهدها "حزب الله" تكشف عن خطر كبير هدده قيادياً، وهو الأمر الذي تحدث عنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير حينما أكد أن الحزب لم يكن يتوقع اغتيال القادة بالسرعة التي حصلت إزاء انكشاف معلوماتي "لم يُعالج بتاتاً خلال الحرب"، وهنا الثغرة الأخطر والأعمق التي هزّت كيان "حزب الله" منذ تأسيسه. المصدر: خاص "لبنان 24"