التطورات الميدانية قصفاً وغارات التي حصلت طوال يوم أمس، وكان مسرحها بلدات وقرى جنوبية بعد قصف لصفد في شمال إسرائيل ، شكلت العمليات الأوسع والأعنف والأشد دموية ضد المدنيين الجنوبيين منذ اندلاع المواجهات على الجبهة الجنوبية في الثامن من تشرين الأول الماضي. وأثار هذا التصعيد مخاوف متعاظمة من تفلت الوضع من كل قواعد الضبط والحصر خصوصاً في ظل اتساع الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين كما جرى في الغارات على بلدة الصوانة التي أدت الى مجزرة عائلية.


ولعل اللافت في التطورات أن القصف الصاروخي الذي طاول صفد لم يتبناه "حزب الله" حتى ليل أمس في وقت كانت إسرائيل تزعم أن غاراتها على القرى الجنوبية كانت رداً على هذا القصف وارتكبت مجازر ضد المدنيين.

وقد أكدت الأمم المتحدة ضرورة وقف "التصعيد الخطير" للعنف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في جنوب لبنان. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "إن التصعيد الأخير هو بالفعل خطير ويجب أن يتوقف". ونوه بأن "قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في لبنان لاحظت "تحولا في تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والمجموعات المسلحة في لبنان" شمل "استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق" الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان.
 
ذلك أنه عقب الهجوم الصاروخي الذي طاول صباح أمس صفد كثف الجيش الإسرائيلي نطاق اعتداءاته في جنوب لبنان ووسعها منفذاً سلسلة غارات عنيفة استهدفت بلدات عدة واستهدفت إحداها منزلاً في الشهابية دُمر بالكامل، كما قُصفت بركة الجبور وأطراف بلدات جباع في إقليم التفاح وسنيا وخراج بلدة زحلتا في قضاء جزين. وطاول القصف الإسرائيلي الجوي بلدات قضاء صور وقضاء النبطية، وسط توسيع واضح للعمليات العسكرية وحركة نزوح تجاه صيدا وبيروت تحسباً لإمتداد الإستهدافات إلى أماكن مختلفة.

وليلاً قصفت مسيرة إسرائيلية مبنى سكنياً قديما في قلب مدينة النبطية عند مفرق حي المسلخ بصاروخين وهرعت سيارات الإسعاف الى المبنى المستهدف المكون من ثلاث طبقات وطابق سفلي ونقلت عدداً من المصابين ووجهت دعوات فورية لإخلائه بعدما صار مهدداً بالانهيار . وأشارت المعلومات الى مخاوف من مجزرة أخرى مع وجود ضحايا تحت أنقاض المبنى فيما برزت صعوبات امام فرق الإنقاذ للعثور على المصابين. وأفيد مساءً عن استشهاد 8 مدنيين من بينهم 4 من عائلة برجاوي.

وكتبت" الشرق الاوسط":نفّذ الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أوسع هجوم جوي متزامن على الأراضي اللبنانية منذ بدء الحرب، استهدف أربعة أقضية في محافظتين، وأسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين ومقاتل من «حزب الله»، وذلك رداً على هجوم واسع نفذه الحزب ضد أهداف عسكرية على طول الشريط الحدودي، أسفر عن مقتل عسكري في مدينة صفد وإصابة 7 آخرين، وذلك في أعنف موجة من التصعيد، استتبعها تهديد إسرائيلي وتحميل الدولة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، تزامن مع تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق بيروت.
لا يبدو أن هذا الاستهداف تصعيد كبير من قبل «حزب الله»، بالنظر إلى أن الأهداف التي ضربها هي عسكرية فقط ولم تطل منشآت مدنية أو مدنيين، لكنه أوسع قصف متزامن منذ شهرين على الأقل، فيما يبدو أنه رسالة ميدانية في مقابل التهديدات الإسرائيلية. وفي المقابل، لا ينظر إلى القصف الإسرائيلي على أنه تصعيد بشكل الحرب القائمة، لكنه في الوقت نفسه يحمل رسائل ميدانية على القدرة الإسرائيلية على تنفيذ ضربات في سائر المناطق بوقت متزامن، ويُستدل إليه من النطاق الجغرافي للغارات التي تزامن مع قصف مدفي، وغارات أخرى في قرى حدودية، تتعرض للقصف يومياً منذ 8 تشرين الأول الماضي، بينها بلدة الجبين وراميا وأطراف الناقورة.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حزب الله يقصف موقعين وصواريخ لبنان تحرق 70 ألف دونم بإسرائيل

أعلن حزب الله أنه هاجم موقعين إسرائيليين قبالة الحدود الجنوبية للبنان وفي تلال كفر شوبا المحتلة، في حين كشفت معطيات إسرائيلية عن أن الصواريخ التي أطلقت من لبنان تسببت في إحراق مساحات مفتوحة تزيد مساحتها على 70 ألف دونم في شمال إسرائيل.

وقال حزب الله إنه استهدف موقع الرمثا في تلال كفرشوبا المحتلة بالصواريخ، وموقع راميا بقذائف مدفعية بقذائف مدفعية، وإنه حقق إصابات مباشرة في كلا الاستهدافين.

وشنت إسرائيل غارات على بلدة مركبا وجبل الريحان، وقصفت بالمدفعية بلدتي كفر حمام والهبارية جنوبي لبنان.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إن الطيران الإسرائيلي المسيّر أغار على محيط ساحة بلدة مركبا، مما أسفر عن سقوط جريح.

من جهتها، قالت مراسلة الجزيرة إن قصفا مدفعيا إسرائيليا جديدا استهدف محيط بلدتي كفرحمام والهبارية جنوبي لبنان.

وبعد منتصف ليلة الجمعة، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف بلدة طير حرفا، مما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، وفق الأنباء الرسمية اللبنانية.

حرائق شمالي إسرائيل

هذا وقد كشفت معطيات إسرائيلية، اليوم الجمعة، عن أن الصواريخ التي أطلقت من لبنان منذ بداية المواجهات بين تل أبيب وحزب الله في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تسببت في إحراق مساحات مفتوحة تزيد مساحتها على 70 ألف دونم في شمال إسرائيل.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إنه "منذ بداية الحرب، تم حرق مساحات مفتوحة تزيد مساحتها على 70 ألف دونم في شمال إسرائيل".

وأضافت "وفقا لهيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية، تعرضت المحميات الطبيعية في الجليل ومرتفعات الجولان، بما في ذلك ناحال ديشون، وغاملا، وناحال حتسور، ومجراسي، وميشوشيم، لأضرار بالغة".

وقالت الصحيفة إن فرق الإطفاء والإنقاذ سيطرت على معظم الحرائق التي اندلعت في شمال إسرائيل أمس الخميس، بعد إطلاق وابل صاروخي من لبنان، ولكنها استدركت بالقول إن الحرائق التي اشتعلت في غابة بيريا، قرب نهر الداليوت في هضبة الجولان، لم يتم إخمادها بعد.

وخلال الأسابيع الأخيرة، زاد التصعيد بين تل أبيب وحزب الله، مما أثار مخاوف لدى البعض من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إقرار الجيش الإسرائيلي في 18 يونيو/ حزيران الماضي خططا عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.

وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل مع الجيش الإسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما خلف مئات بين قتيل وجريح، معظمهم بالجانب اللبناني.

وترهن هذه الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرب تشنها بدعم أميركي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، خلفت أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.

مقالات مشابهة

  • بن غفير يطالب بالاطلاع على تفاصيل صفقة تبادل المحتجزين المطروحة
  • حزب الله يقصف موقعين وصواريخ لبنان تحرق 70 ألف دونم بإسرائيل
  • إسرائيل تعتبر رفض حزب الله للمقترح الأمريكي إشارة لشن حرب على لبنان.. تفاصيل
  • نعيم قاسم: لا خيار أمام إسرائيل سوى الموافقة على شروط حماس
  • حزب الله يشن هجوما كبيرا على إسرائيل .. وأصوات الانفجارات تصل بيروت
  • مباحثات أميركية فرنسية لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
  • تصعيد ميداني في الجنوب يسابق مساعي هوكشتاين ولودريان المتجددة
  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على مقر الجيش في لبنان عام 82
  • حزب الله يرد بعشرات الصواريخ على إسرائيل لاغتيال قيادي بجنوب لبنان
  • مقتل قيادي عسكري في حزب الله ومرافقه في غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان