الخليج الجديد:
2024-11-22@13:14:52 GMT

هل يعمل نتنياهو على إسقاط بايدن؟

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

هل يعمل نتنياهو على إسقاط بايدن؟

هل يعمل نتنياهو على إسقاط بايدن؟

عندما وقعت هجمات 7 أكتوبر، بدا أن بايدن يتّجه لتجاوز خلافاته مع نتنياهو، فتبنّى أجندته كاملة، وقدّم دعماً غير مسبوق لإسرائيل في عدوانها على غزّة!

تراكمات منذ أيام إدارة باراك أوباما التي خدم فيها بايدن نائباً للرئيس، واصطدم خلالها بنتنياهو بشأن أكثر من ملف: الاستيطان، اتفاق إيران النووي، عملية السلام.

أنتجت الحرب تناقضا أعمق مما كان سابقاً بين بايدن ونتنياهو، ما عاد بإمكان العبارات الدبلوماسية اللبقة تجميله أو إخفاءه، فبقاء أي منهما سياسياً يعتمد حتماً على سقوط الآخر.

تنفيذ نتنياهو مطالب بايدن يعني سقوطه وبدء محاسبته، لأن شركاءه في الحكومة من عتاة المستوطنين لن يقبلوا وقف الحرب قبل "القضاء" على "حماس"، أو الانسحاب من غزّة كليّاً.

قد يساعد حلفاء واشنطن بالمنطقة نتنياهو في إسقاط بايدن، إذا تبيّن لهم أنه خاسر لا محالة، فلماذا يعطون رئيساً منتهية ولايته (ولا يودّونه أصلاً) إنجازاً يتطلّع إليه الرئيس المقبل.

* * *

لم يكن سرّاً قبل الحرب الإسرائيلية على غزّة افتقاد العلاقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي ود ظاهر. وكان بايدن، وما زال، يُحجم عن توجيه دعوة رسمية إلى نتنياهو لزيارة البيت الأبيض، ما يعني أن نتنياهو قد يصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي لا يزور البيت الأبيض خلال ولاية رئيس أميركي منذ أيام إيزنهاور (1953-1961).

وكان بايدن قد أخذ موقفاً معارضاً من "إصلاحات" نتنياهو القضائية الهادفة إلى تحصينه من اتهامات بالفساد، وثارت شكوكٌ أن بايدن ربما ساعد في إسقاط نتنياهو عام 2021، وتشكيل تحالف جمع يئير ليبيد ونفتالي بنيت لإبقاء نتنياهو خارج الحكم (2021-2022). وهناك تراكمات منذ أيام إدارة باراك أوباما التي خدم فيها بايدن نائباً للرئيس، واصطدم خلالها بنتنياهو بشأن أكثر من ملف (الاستيطان، اتفاق إيران النووي، عملية السلام).

عندما وقعت هجمات 7 أكتوبر، بدا أن بايدن يتّجه إلى تجاوز خلافاته مع نتنياهو، فتبنّى أجندته كاملة، وقدّم دعماً غير مسبوق لإسرائيل في عدوانها على غزّة، فكان أول رئيس أميركي يحضر مجلس حرب إسرائيلي، ويرسل قوات كبيرة إلى المنطقة لمساعدتها في تحقيق أهدافها العسكرية.

لكن فشل نتنياهو في استثمار الغطاء الأميركي (الدبلوماسي والعسكري) في حسم الحرب سريعاً، بدأ يدفع نحو افتراق الأجندات، وتمحورت نقاط الخلاف على طريقة نتنياهو في إدارة الحرب لتحقيق الهدف المشترك (القضاء على حركة حماس وحكمها في غزّة).

فقد باتت إدارة بايدن تشعر بحرج شديد نتيجة العدد الكبير من القتلى المدنيين، وتضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يتضمّن وقفاً مؤقتاً للقتال، وعملية تبادل للأسرى، والاكتفاء بعد ذلك بعمليات خاصة بدل الهجوم البرّي المترافق بقصف جوي ومدفعي، والدفع نحو استلام سلطة فلسطينية "متجدّدة" إدارة غزّة في مرحلة ما بعد الحرب.

لقد تسبّبت الحرب في إنتاج تناقض أكثر عمقاً مما كان سابقاً بين بايدن ونتنياهو، ما عاد بإمكان العبارات الدبلوماسية اللبقة تجميله أو إخفاؤه، ذلك أن بقاء أي منهما سياسياً بات يعتمد حتماً على سقوط الآخر.

فتنفيذ نتنياهو مطالب بايدن، المشار إليها آنفاً، يعني سقوطه وبدء عملية محاسبته، لأن شركاءه من عتاة المستوطنين في الحكومة لن يقبلوا قطعاً بوقف الحرب قبل "القضاء" على "حماس"، أو الانسحاب من غزّة كليّاً، دع جانباً مسألة تسليمها للسلطة الفلسطينية، أو القبول بدولة ما فيها. بقاء نتنياهو في الحكم لما تبقى من ولاية الكنيست الحالي (2022 - 2026) يعتمد كليّاً على رضا هؤلاء وبقائهم في تحالفه الحاكم.

بالنسبة إلى بايدن، بات استمرار الحرب في غزّة، كما تظهر على شاشات التلفزة، يهدّد فرص إعادة انتخابه، نظراً إلى الانقسامات التي تسبّبت بها الحرب في صفوف الحزب الديمقراطي، واتجاه الجاليات العربية والمسلمة في ولايات متأرجحة حاسمة (مثل ميشيغن) لمعاقبة بايدن على سياساته في غزّة.

هذا يعني أن بايدن سوف يزيد ضغوطه على نتنياهو في الفترة المقبلة، وقد يحاول إسقاطه، كما فعل سابقاً، ومحاولة تشكيل تحالف حكومي جديد يعزّز فرص بايدن في انتخابات نوفمبر (المقبل) من خلال منحه "إنجازاً" كبيراً في السياسة الخارجية، يتضمن وقف الحرب على غزّة، والقبول "بشكلٍ ما" بدولة فلسطينية، في مقابل تطبيع كامل مع السعودية.

سوف يسعى نتنياهو، في المقابل، إلى التشبث بفرص بقائه، وهذا لن يتم إلا باستمرار الحرب على غزّة بالكيفية القائمة، ما يعني حتماً ضرب فرص بايدن بولاية جديدة، ومساعدة ترامب على العودة إلى الحكم، وإتمام "صفقة القرن".

علماً أن ترامب حاول مساعدة نتنياهو في انتخابات 2019 عندما قرّر في العام الذي سبقه نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة "موحّدة وأبدية" لدولة إسرائيل، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، ورفع معارضة واشنطن الاستيطان، وعمل على تحويل القضية الفلسطينية إلى مجرّد قضية اقتصادية، بحسب رؤية "الصهر" جاريد كوشنر التي قدّمها في مؤتمر المنامة عام 2019.

قد يساعد حلفاء واشنطن الآخرون في المنطقة نتنياهو في إسقاط بايدن، إذا تبيّن لهم في الأسابيع القليلة المقبلة أنه خاسر لا محالة، فلماذا يعطون رئيساً منتهية ولايته (ولا يودّونه أصلاً) إنجازاً يتطلّع إليه الرئيس المقبل، خاصة أنّ "الاتفاقات الأبراهامية" هي فكرة ترامب أصلاً.

*د. مروان قبلان كاتب وأكاديمي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا بايدن إسرائيل نتنياهو الحرب إدارة ترامب قضية فلسطين صفقة القرن جاريد كوشنر نتنیاهو فی أن بایدن على غز ة

إقرأ أيضاً:

الكرملين: إدارة بايدن تواصل صب الزيت على نار الصراع في أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الكرملين، اليوم الخميس، أن إدارة بايدن تواصل صب الزيت على نار الصراع في أوكرانيا، وفق نبأ عاجل بقناة "القاهرة الإخبارية".

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية رسميًا عن هجوم مكون من ستة صواريخ ATACMS أمريكية استهدفت منشأة في منطقة بريانسك، حيث تم إسقاط خمسة منها وتعرض السادس لأضرار.

في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إرسال إشارات عن رغبته في حل الصراع الأوكراني من خلال المفاوضات، تزداد تصرفات إدارة بايدن غموضًا بشكل ملحوظ، فكلما تحدث ترامب عن السلام، تزداد وتيرة التصعيد العسكري.

ووفقًا للباحث في الشؤون الأمريكية دميتري دروبنيتسكي، فإن تضارب المعلومات الواردة من مصادر أمريكية حول السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS لمهاجمة روسيا يشير إلى صراع داخلي ضمن إدارة بايدن. هذا الوضع يُعتبر خطيرًا للغاية ويعكس الأفعال التي قد تتخذها "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة لمنع ترامب من الوفاء بتعهداته بشأن التهدئة.

في الوقت نفسه، يواجه ترامب تحديات كبيرة، حيث يسعى لإجراء إصلاحات جذرية في أجهزة الأمن الأمريكية، وفي سبيل تحقيق ذلك، يعين شخصيات مكروهة من قبل المسؤولين المحليين على رأس هذه الإدارات. نتيجة لذلك، قد يرى مسؤولو الأمن الأمريكيون أن مهمتهم هي إحراج ترامب،  وهذا يشكل تهديدًا كبيرًا، حيث يزداد خطر اندلاع حرب عالمية قبل وبعد 20 يناير، وهو اليوم الذي يتم فيه الانتقال الرسمي للسلطة إلى ترامب.

مقالات مشابهة

  • بايدن يعلق على مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت: مثير للغضب
  • البنتاجون: سنواصل حتى اليوم الأخير من عمر إدارة بايدن الدفع للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان
  • ماذا يعني قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت؟
  • ماذا يعني قرار الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت؟
  • «الكرملين»: إدارة بايدن تواصل صب الزيت على نار الصراع في أوكرانيا
  • الكرملين: إدارة بايدن تواصل صب الزيت على نار الصراع في أوكرانيا
  • مبعوث بايدن يلتقي نتنياهو اليوم لبحث وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • بعد فوز ترامب.. نتنياهو يفتح النار على بايدن
  • بسبب غزة.. "أسلحة إسرائيل" تضع إدارة بايدن في مأزق
  • إدارة بايدن تحذر أنقرة من استقبال قيادات حماس