الخليج الجديد:
2025-02-23@19:21:39 GMT

هل يعمل نتنياهو على إسقاط بايدن؟

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

هل يعمل نتنياهو على إسقاط بايدن؟

هل يعمل نتنياهو على إسقاط بايدن؟

عندما وقعت هجمات 7 أكتوبر، بدا أن بايدن يتّجه لتجاوز خلافاته مع نتنياهو، فتبنّى أجندته كاملة، وقدّم دعماً غير مسبوق لإسرائيل في عدوانها على غزّة!

تراكمات منذ أيام إدارة باراك أوباما التي خدم فيها بايدن نائباً للرئيس، واصطدم خلالها بنتنياهو بشأن أكثر من ملف: الاستيطان، اتفاق إيران النووي، عملية السلام.

أنتجت الحرب تناقضا أعمق مما كان سابقاً بين بايدن ونتنياهو، ما عاد بإمكان العبارات الدبلوماسية اللبقة تجميله أو إخفاءه، فبقاء أي منهما سياسياً يعتمد حتماً على سقوط الآخر.

تنفيذ نتنياهو مطالب بايدن يعني سقوطه وبدء محاسبته، لأن شركاءه في الحكومة من عتاة المستوطنين لن يقبلوا وقف الحرب قبل "القضاء" على "حماس"، أو الانسحاب من غزّة كليّاً.

قد يساعد حلفاء واشنطن بالمنطقة نتنياهو في إسقاط بايدن، إذا تبيّن لهم أنه خاسر لا محالة، فلماذا يعطون رئيساً منتهية ولايته (ولا يودّونه أصلاً) إنجازاً يتطلّع إليه الرئيس المقبل.

* * *

لم يكن سرّاً قبل الحرب الإسرائيلية على غزّة افتقاد العلاقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي ود ظاهر. وكان بايدن، وما زال، يُحجم عن توجيه دعوة رسمية إلى نتنياهو لزيارة البيت الأبيض، ما يعني أن نتنياهو قد يصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي لا يزور البيت الأبيض خلال ولاية رئيس أميركي منذ أيام إيزنهاور (1953-1961).

وكان بايدن قد أخذ موقفاً معارضاً من "إصلاحات" نتنياهو القضائية الهادفة إلى تحصينه من اتهامات بالفساد، وثارت شكوكٌ أن بايدن ربما ساعد في إسقاط نتنياهو عام 2021، وتشكيل تحالف جمع يئير ليبيد ونفتالي بنيت لإبقاء نتنياهو خارج الحكم (2021-2022). وهناك تراكمات منذ أيام إدارة باراك أوباما التي خدم فيها بايدن نائباً للرئيس، واصطدم خلالها بنتنياهو بشأن أكثر من ملف (الاستيطان، اتفاق إيران النووي، عملية السلام).

عندما وقعت هجمات 7 أكتوبر، بدا أن بايدن يتّجه إلى تجاوز خلافاته مع نتنياهو، فتبنّى أجندته كاملة، وقدّم دعماً غير مسبوق لإسرائيل في عدوانها على غزّة، فكان أول رئيس أميركي يحضر مجلس حرب إسرائيلي، ويرسل قوات كبيرة إلى المنطقة لمساعدتها في تحقيق أهدافها العسكرية.

لكن فشل نتنياهو في استثمار الغطاء الأميركي (الدبلوماسي والعسكري) في حسم الحرب سريعاً، بدأ يدفع نحو افتراق الأجندات، وتمحورت نقاط الخلاف على طريقة نتنياهو في إدارة الحرب لتحقيق الهدف المشترك (القضاء على حركة حماس وحكمها في غزّة).

فقد باتت إدارة بايدن تشعر بحرج شديد نتيجة العدد الكبير من القتلى المدنيين، وتضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يتضمّن وقفاً مؤقتاً للقتال، وعملية تبادل للأسرى، والاكتفاء بعد ذلك بعمليات خاصة بدل الهجوم البرّي المترافق بقصف جوي ومدفعي، والدفع نحو استلام سلطة فلسطينية "متجدّدة" إدارة غزّة في مرحلة ما بعد الحرب.

لقد تسبّبت الحرب في إنتاج تناقض أكثر عمقاً مما كان سابقاً بين بايدن ونتنياهو، ما عاد بإمكان العبارات الدبلوماسية اللبقة تجميله أو إخفاؤه، ذلك أن بقاء أي منهما سياسياً بات يعتمد حتماً على سقوط الآخر.

فتنفيذ نتنياهو مطالب بايدن، المشار إليها آنفاً، يعني سقوطه وبدء عملية محاسبته، لأن شركاءه من عتاة المستوطنين في الحكومة لن يقبلوا قطعاً بوقف الحرب قبل "القضاء" على "حماس"، أو الانسحاب من غزّة كليّاً، دع جانباً مسألة تسليمها للسلطة الفلسطينية، أو القبول بدولة ما فيها. بقاء نتنياهو في الحكم لما تبقى من ولاية الكنيست الحالي (2022 - 2026) يعتمد كليّاً على رضا هؤلاء وبقائهم في تحالفه الحاكم.

بالنسبة إلى بايدن، بات استمرار الحرب في غزّة، كما تظهر على شاشات التلفزة، يهدّد فرص إعادة انتخابه، نظراً إلى الانقسامات التي تسبّبت بها الحرب في صفوف الحزب الديمقراطي، واتجاه الجاليات العربية والمسلمة في ولايات متأرجحة حاسمة (مثل ميشيغن) لمعاقبة بايدن على سياساته في غزّة.

هذا يعني أن بايدن سوف يزيد ضغوطه على نتنياهو في الفترة المقبلة، وقد يحاول إسقاطه، كما فعل سابقاً، ومحاولة تشكيل تحالف حكومي جديد يعزّز فرص بايدن في انتخابات نوفمبر (المقبل) من خلال منحه "إنجازاً" كبيراً في السياسة الخارجية، يتضمن وقف الحرب على غزّة، والقبول "بشكلٍ ما" بدولة فلسطينية، في مقابل تطبيع كامل مع السعودية.

سوف يسعى نتنياهو، في المقابل، إلى التشبث بفرص بقائه، وهذا لن يتم إلا باستمرار الحرب على غزّة بالكيفية القائمة، ما يعني حتماً ضرب فرص بايدن بولاية جديدة، ومساعدة ترامب على العودة إلى الحكم، وإتمام "صفقة القرن".

علماً أن ترامب حاول مساعدة نتنياهو في انتخابات 2019 عندما قرّر في العام الذي سبقه نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة "موحّدة وأبدية" لدولة إسرائيل، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، ورفع معارضة واشنطن الاستيطان، وعمل على تحويل القضية الفلسطينية إلى مجرّد قضية اقتصادية، بحسب رؤية "الصهر" جاريد كوشنر التي قدّمها في مؤتمر المنامة عام 2019.

قد يساعد حلفاء واشنطن الآخرون في المنطقة نتنياهو في إسقاط بايدن، إذا تبيّن لهم في الأسابيع القليلة المقبلة أنه خاسر لا محالة، فلماذا يعطون رئيساً منتهية ولايته (ولا يودّونه أصلاً) إنجازاً يتطلّع إليه الرئيس المقبل، خاصة أنّ "الاتفاقات الأبراهامية" هي فكرة ترامب أصلاً.

*د. مروان قبلان كاتب وأكاديمي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا بايدن إسرائيل نتنياهو الحرب إدارة ترامب قضية فلسطين صفقة القرن جاريد كوشنر نتنیاهو فی أن بایدن على غز ة

إقرأ أيضاً:

ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟

استفادت القوات المسلحة الفرنسية من نجاحات وأخطاء الجيشين الأوكراني والروسي

اعلان

دفعت ثلاث سنوات من الصراع ومئات الآلاف من القتلى على الجانبين الأوكراني والروسي الجيش الفرنسي إلى إعادة التفكير في استراتيجيته العسكرية.

فالصراع الذي بدأ بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، يشي بما ستكون عليه حروب المستقبل بسبب العديد من الابتكارات التكنولوجية والتكتيكية في هذا المجال.

وقد دفع ذلك النزاع، الجيش الفرنسي إلى إنشاء وحدة ابتكارات دفاعية خاصة به في عام 2023 تُعرف باسم قيادة القتال المستقبلي (CCF).

قال الجنرال رودولف هاردي، الرجل الثاني في قيادة وحدة القتال المستقبلي في الجيش الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في باريس الخميس: "في النهاية، إن الابتكار والقدرة على التكيف الذي شهدناه خلال هذا الصراع هو الذي يحشد طاقاتنا فيما يتعلق باستعداداتنا الخاصة".

صعود الحرب الإلكترونية

من أهم ما تم التوصل إليه هذا العام: معركةالحرب الإلكترونية الخفية التي تعيد تشكيل الحرب الأوكرانية.

الحرب الإلكترونية هي تكنولوجيا تتداخل فيها الاتصالات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع والطائرات بدون طيار.

وأوضح نائب الأميرال إيمانويل سلارز، نائب رئيس العمليات لرئيس أركان البحرية الفرنسية قائلا: "إذا كنت لا تستطيع استخدام هاتفك الخلوي لأنه لا يستطيع الاتصال بمحطة الشبكة، فالأمر معقد بعض الشيء. لذلك في المجال العسكري، سواء كان ذلك في مجال الاتصالات، أو أنظمة التوجيه المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي GPS، أو أنظمة تبادل الطائرات أو حتى توجيه طائرة بدون طيار بدون طيار، كل هذا يستغل المجال الكهرومغناطيسي".

وقد أجبر هذا الإشكال القادة العسكريين الفرنسيين على إعادة النظر والتكيف مع الثغرات الموجودة في قدراتهم.

عن هذا قال المسؤول العسكري: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التأثير عليه، أي تعطيل استخدامه. وهذا مجال يتحرك بسرعة كبيرة جدًا جدًا. نحن بحاجة إلى أن نكون نشيطين جدًا في هذا المجال لأنه عنصر أساسي".

الجبهة الثانية على البحر الأسود

على الرغم من أن معظم القتال يدور في البر، إلا أن هناك جبهة ثانية حاسمة وهي الجبهة البحرية.

وقد علمت القوات المسلحة الفرنسية أيضًا كيف دافعت أوكرانيا عن أجزاء من البحر الأسود باستخدام طائرات بدون طيار.

يقول نائب الأدميرال سلارز: "رأينا طائرات أوكرانية بدون طيار كانت بدائية للغاية أول الأمر لكنها أصبحت الآن ذات تقنية عالية، بل وقادرة على مواجهة المروحيات".

من حسنات الصراع أنه سمح بالاستفادة من عدة دروس ألهمت القيادة العسكرية الفرنسية لإنشاء مركز جديد للتحليل والتدريب والتعليم المشترك بين الناتو وأوكرانيا في بولندا، والذي تم افتتاحه هذا الأسبوع. والهدف من ذلك هو التكيف مع الحقائق الجديدة في ساحة المعركة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد ثلاث سنوات من القتال.. اجتماع أمريكي أوروبي يبحث إنهاء الحرب الأوكرانية الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار كيف تؤثر سياسات المجر على حرب أوكرانيا وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالرئيس ترامب؟ الغزو الروسي لأوكرانياالجيش الفرنسيروسياطائرة مسيرة عن بعدالتكنولوجيات الحديثةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. ترقب لتسليم 6 رهائن إسرائيليين في غزة مقابل الإفراج عن 602 أسير فلسطيني في الدفعة السابعة من التبادل يعرض الآنNext ترامب يرشح اللواء دان كاين لرئاسة هيئة الأركان المشتركة بعد إقالة الجنرال براون يعرض الآنNext الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار يعرض الآنNext "وحدة الظل".. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟ يعرض الآنNext ترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّ اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والحركة تعلّق على الالتباس حول جثة شيري بيباس تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس! "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال اكتشاف مذهل: العثور على مقبرة الفرعون تحتمس الثاني بعد قرن من الغموض والبحث! اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025روسيادونالد ترامبالاتحاد الأوروبيقطاع غزةأوكرانياإسرائيلفولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينألمانياالصحةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • الغارديان.. نتنياهو بات عبئاً على بايدن ولن يتحقق السلام حتى يرحل
  • كيف يعمل النظام الانتخابي في ألمانيا؟ وما أبرز التعديلات الجديدة التي طرأت عليه هذا العام؟
  • ترامب: سأنهي الحرب الروسية الأوكرانية وسنستعيد أموالنا التي دفعناها لأوكرانيا
  • ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
  • البيت الأبيض: لدى ترامب فريق يعمل مع الإسرائيليين ويتفاوض لوقف الحرب في غزة
  • مسؤول أمريكي بشأن حرب غزة: كان بإمكان بايدن ان ينهيها بخطاب للإسرائيليين
  • مسؤول أمريكي بشأن حرب غزة: كان بإمكان بايدن اني ينهيها بخطاب للإسرائيليين
  • مسؤول أمريكي بشأن حرب غزة: كان بأمكان بايدن اني ينهيها بخطاب للاسرائيليين
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • عاجل. نتنياهو: الجثة التي أُعيدت تعود لامرأة من غزة