الخليج الجديد:
2025-04-24@10:03:40 GMT

هل ستشهد المنطقة تصعيد اقليمي ؟

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

هل ستشهد المنطقة تصعيد اقليمي ؟

هل ستشهد المنطقة تصعيد اقليمي ؟

مصر ملتزمة بالوساطة ما دام حراك النازحين نحو شمال رفح وغربها تحت السيطرة بعيدا عن الحدود المصرية.

دفع الاحتلال بالفرقة 36 إلى حدود لبنان خشية تغير قواعد الاشتباك ولردع المقاومة الممثلة بحزب الله.

الجبهة اللبنانية هي الأخطر على الكيان الصهيوني في حال اندلاع مواجهة دموية في رفح وارتكاب مجازر غير مسبوقة في المنطقة.

معادلة حساسة جدا تتطلب من جيش الاحتلال تحريك ماكينة القتل بإتقان بهدف دفع الفلسطينيين إلى الشمال والغرب على نحو يصعب فهم كيفيته وفاعليته.

مفاوضات القاهرة والتصعيد في رفح ولبنان يدفع المنطقة لمفترق طرق يقرب المنطقة من حرب إقليمية أو هدنة طويلة تغيب عن الافق لتحل محلها الفوضى الإقليمية.

معركة رفح حال اندلاعها ستحمل تغيرات كبيرة ومفاجأت غير محسوبة إسرائيليا وأمريكيا واوروبيا وعربيا لكن الاحتلال وأمريكا على ثقة بإدارة الملف والخروج من المازق باقل التكاليف!

* * *

1. مصريا، تشترط مصر الامتناع عن تهجير الفلسطينين لسيناء.

2. يمنيا يتوقع تعاظم، هجمات انصار الله الحوثية على المصالح لأمريكية والبريطاينة والإسرائيلية في البحر الاحمر.

3. سوريا وعراقيا، تتنامى الهجمات على القوات الأمريكية.

4. لبنان الجبهة الاخطر ما دفع الاحتلال لدفع فرقة 36 خشية تغير قواعد الاشتباك ولردع المقاومة الممثل بحزب الله.

5. الضفة الغربية، تنامي الهجمات الفلسطينية والتوغلات الإسرائيلية في المدن والقرى.

‏6. عربيا

أ - رسميا مزيد من الحرج والادانة تمارسه الدول العربية دون جدوى أو تاثير على الولايات المتحدة أو اوروبا.

ب- شعبيا عودة التظاهرات إلى الشارع على وقع المجازر المتوقعة دون تاثير يذكر على سلوك النظام الرسمي العربي.

اخيرا، ستبقى طاولة المفاوضات والوسطاء ناشطون على امل توفير مخرج يخفف من تبعات الهجوم على رفح، ويفتح الباب لاوروبا وأمريكا والوسطاء والكيان الإسرائيلي لادارة المواجهة بغض النظر عن نتائجها.

من خلال رصد التحركات في الاقليم والساحة الدولية امكن ملاحظة نشاط عسكري إسرائيلي بنقل الفرقة 36 الإسرائيلية من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية على الحدود اللبنانية.

فالجبهة اللبنانية تعد الاهم والاخطر بالنسبة للكيان الإسرائيلي، وهي تمثل تهديدا يفوق التهديد الذي تمثله الدولة المصرية التي تواجه التحدي الحقيقي في حال اطلاق الكيان الإسرائيلي حملتها على مدينة رفح التي تعج بالنازحين الفلسطينيين.

مصرعلى لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري لازالت تعتبر نفسها ملتزمة باتفاقية السلام، مفندا بذلك تسريبات صحيفة وول ستريت جورنال حول وجود تهديدات مصرية بتجميد العمل باتفاق كامب ديفيد في حال اطلاق عملية في مدينة رفح وبالقرب من معبرها الحدودي.

مصر في الان ذاته تنخرط على نحو نشط في الوساطة بين المقاومة والاحتلال، للوصول إلى هدنة، ما يجعلها طرفا محايدا ومسالما ابعد ما يكون عن امكانية التورط في الصراع الدائر بالقرب من حدودها، أو هكذا افترض الإسرائيليون ما دفعهم لارسال فرقة عسكرية كاملة إلى الشمال مع لبنان بدل نشرها بالقرب من الحدود المصرية.

الجبهة اللبنانية هي الأخطر على الكيان الصهيوني في حال اندلاع مواجهة دموية في رفح وارتكاب مجازر غير مسبوقة في المنطقة، فمصر ملتزمة بالوساطة ما دام حراك النازحين مسيطر عليه باتجاه شمال رفح وغربها بعيدا عن الحدود المصرية.

وهي معادلة حساسة جدا تتطلب من جيش الاحتلال تحريك ماكينة القتل بشكل متقن بهدف دفع الفلسطينيين إلى الشمال والغرب على نحو يصعب فهم كيفيته وفاعليته.

معركة رفح في حال اندلاعها، فستحمل في طياتها تغيرات كبيرة ومفاجأت غير محسوبة إسرائيليا وأمريكيا واوروبيا وعربيا، ورغم ذلك فان الاحتلال والولايات المتحدة إلى حد ما على ثقة بامكانية ادارة الملف والخروج من المازق باقل التكاليف، فهل تصح رهاناتهم.

ام ان الامر مجرد مقامرة لتحسين شروط التفاوض يوم الثلاثاء في القاهرة؛ حيث سيحضر، وليام وبيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(CIA)، وديفيد برنيع مدير الموساد، ورونين بار مدير الشاباك، إلى جانب الوسطاء العرب من قطر ومصر.

سؤال صعب، فانهيار المفاوضات أو انسداد الافق ما يسعى له نتيناهو ليل نهار، وهو الامر الذي لم تبذل ادارة بايدن جهدا كبيرا لتجنبه ولم تعمل مصر والدول العربية على الارض لاعاقته في اختبار يعد الاخير للدول العربية. اختبار من الممكن ان يوفر لنتنياهو فرصة لاطلاق حملته للتطهير العرقي في رفح دون رادع أو معيق حقيقي سوى الجبهة اللبنانية التي ترزح تحت ضغوط كبيرة للتصعيد.

ختاما.. مفاوضات القاهرة والتصعيد في رفح ولبنان تضع المنطقة على مفترق طرق اما ان يقرب المنطقة من حرب اقليمية أو هدنة طويلة تغيب عن الافق يوما بعد الاخر لتحل محلها الفوضى واللاستقرار الاقليمي.

*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين مصر غزة سيناء تهجير رفح اليمن الحوثي سوريا العراق لبنان الضفة الغربية تصعيد إقليمي مفاوضات القاهرة الجبهة اللبنانیة فی حال فی رفح

إقرأ أيضاً:

كيف تمحو إسرائيل أحلام الفلسطينيين في المنطقة «ج»؟

في تلك اللحظة الفاصلة بين الليل والفجر، وبين الحلم والخراب، كانت أمّ كرم تعدّ خبز التنور في خيمتها المتواضعة في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، حين داهمتها الجرافات الإسرائيلية برفقة جنود مدججين بالعتاد. صرخت الأم قبل أن تنهار الخيمة على رؤوس أطفالها: «ما لحقت حتى ألمّ البطانيات... هدّوا كل شيء، حتى صاج الخبز اللي ورثته عن أمي».

كانت هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة. ففي قلب المنطقة «ج»، التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، يخوض الفلسطيني معركة بقاء يومية. لا تحميه القوانين، ولا تصله الكهرباء، ولا يسمح له ببناء جدار أو حفر بئر، في حين تزدهر المستوطنات على التلال، وتتكاثر مثل الطفيليات.

المنطقة «ج»: حيث تُهدم البيوت وتُحاصر الحياة

منذ توقيع اتفاق أوسلو، قُسّمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق، وظلت المنطقة "ج" - الأكبر مساحة - تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة أمنيًا وإداريًا. تضم أكثر من 200 مستوطنة وبؤرة استيطانية، وتقطنها قرى فلسطينية مهمشة، محرومة من الحد الأدنى من البنية التحتية.

في هذا الفراغ القانوني، أصبحت الجرافة الإسرائيلية أداة تشريع، وأصبح الفلسطيني هدفًا دائمًا للمحو. كل شيء هنا مؤقت، هش، ينتظر أمر الهدم، أو حجارة مستوطن، أو اقتحامًا ليليًا يخلع أبواب المنازل وينثر سكانها في العراء.

فالهدف الإسرائيلي من هذه السياسات لا يخفى على أحد: فرض وقائع على الأرض تُمكّن من السيطرة الكاملة على المنطقة دون الحاجة إلى مفاوضات أو اتفاقيات، ودفع الفلسطينيين إلى اليأس والنزوح الذاتي البطيء، عبر خنق سبل العيش، وحرمانهم من الحق في البناء، والماء، والكهرباء، والتعليم. إنها سياسة استيطان توسعية تتستر بذرائع أمنية وقانونية زائفة، لكنها تسعى فعليًا إلى تفريغ الأرض من أصحابها، لتُعاد هندسة الجغرافيا والديموغرافيا بما يخدم مشروع الضم والهيمنة.

أقسى من الجندي: رعب المستوطن

في شرق نابلس، وتحديدًا في بيت دجن، كان أحمد صوافطة، سائق الجرافة الفلسطيني، يحاول تسوية قطعة أرض تعود لعائلة زراعية فقيرة، حين داهمتهم قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي وصادرت المعدّات.

يقول خلال حديثه لـ«عُمان»: «أنا لم أقوم ببناء مستوطنة، ولا اقوم بحفر نفق! أنا أعمل في عملي، قالي لي جنود الاحتلال: هذا نشاط غير مرخّص، مع أن الأرض لنا، فقام جنود الاحتلال بضرب شاب من كان يعمل معي، ووقع أرضًا من الضرب المبرح».

أما في عصيرة القبلية جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، فكان المشهد أكثر رعبًا. المستوطنون لا يكتفون بسرقة الأرض، بل يهاجمون القرى نهارًا، تحت حماية جنود الاحتلال.

محمد عارف، شاب من القرية، يروي لـ«عُمان» مشهد الاقتحام الأخير: «دخلوا على القرية مثل قطيع مسعور، معهم سلاح وملثمين. رجموا البيوت بالحجارة، ضربوا الشجر، كسروا السيارات. حاولنا نصدهم، فهجم علينا جنود جيش الاحتلال، بدل ما يبعد عنا غلاة المستوطنين».

جبع: ذاكرة تهدمها الجرافات

في بلدة جبع الواقعة شمال مدينة القدس المحتلة، تقف الجرافة شاهدًا على جريمة جديدة. منزل عطا أمين العبيدي، المشيد منذ أربعين عامًا، تم تسويته بالأرض. لم تُمنح العائلة أي إخطار، ولم تُعطَ فرصة للاستئناف.

يقول عطا العبيدي لـ«عُمان»، وهو يضمد جراح ابنه الذي أُصيب أثناء الاقتحام: «12 نفر ساكنين في هذا البيت. صحونا على صريخ، دخلوا البيت بدون إذن، دفعونا، طخّوا ابني، وحجرونا، وبلشوا بالهدم. الدار راحت، كأنها ليست أربعين سنة تعب».

سامي توام، رئيس مجلس قروي جبع، يحاول أن يلملم ما تبقى من ذاكرة القرية: «هذا البيت من ثلاث طوابق، 200 متر، فيه بئر ماء وشجر عمره سنين. نحن لم نخسر بيت فقط، وإنما خسرنا تاريخ. للأسف، الاحتلال الإسرائيلي لم يهدم بيوت، ولكن يهدم مستقبل بلدة كاملة».

وأضاف بأسى: «من شهرين تقريبًا، فجأة ظهروا مستوطنين في سهل البلد، نصبوا خيام، وبدأوا يهاجموا الشجر والمزارعين. حاولنا بكل الطرق نمنعهم - اتصلنا بالارتباط الفلسطيني، والشرطة، وجهات أجنبية - ولكن بيرجعوا تاني يوم، أقوى».

الهدم بلا إنذار

وفي فجر آخر أكثر قسوة، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة بين بلدتي الرام وجبع، وهدمت منزلًا ومجموعة بركسات تأوي خمس عائلات فلسطينية.المنزل يعود للمواطن إبراهيم كعابنة، الذي يروي مشهد الطرد والهدم بذهول لا يزال في عينيه:«الساعة خمسة الفجر، سمعنا عراك كلامي. طلعوا علينا جيش الاحتلال، طلعونا من البيت حتى أواعينا ما قدرنا نأخذها، المبنى مشيد من 1988، معي عقد ملكية، وفيه ثلاث عائلات، وفيه مزرعة غنم فيها عائلتين. لكن ما سمعونا، ولا أعطونا مهلة، قالوا: تنفيذ أمر عسكري».

الاستيطان يزحف

ليس الهدم وحده ما ينهك الفلسطيني، بل اعتداءات المستوطنين اليومية. في قرى القدس، وخصوصًا في سهل جبع، سُجلت عشرات الهجمات في الأسابيع الأخيرة.

سامي توام يروي أن المستوطنين اقتلعوا مئات أشجار الزيتون، وهاجموا قطعان الأغنام، واعتدوا على الأهالي والمزارعين.

ويتابع : «كأنهم بيجربوا حدود صبرنا. كل يوم يأتون إلى هنا، كل مرة بخيمة جديدة. المستوطن عنده جيش محتل يحميه، ونحن لنا رب العالمين فقط».

يرى المحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور أن ما يحدث في المنطقة «ج» ليس سلسلة اعتداءات عشوائية، بل خطة مدروسة لتغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي.

يقول: «إسرائيل تطبق سياسة (الضم الزاحف). لا تحتاج قانونًا لضم الضفة، بل تخلق وقائع على الأرض. تُطرد العائلات، تُسلب الأراضي، تُحاصر القرى، ويُغلق المجال للبناء والتنمية. وبهذا، تُفرغ المنطقة ج من سكانها الأصليين، وتُملأ بالمستوطنين».

ويضيف، في تصريح لـ«عُمان»: «الخطورة مش بس بالهدم، بل بكسر الروح. الفلسطيني لما يفقد البيت، الشجرة، الماء، حتى الظل، يبدأ يفكر بالرحيل. وإسرائيل تراهن على هذا التآكل البطيء».

وأشار إلى أن الاستيطان في المنطقة «ج» يجري وفق رؤية استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى قطع التواصل الجغرافي بين المدن والبلدات الفلسطينية، وتحويل الضفة الغربية إلى جزر معزولة يسهل السيطرة عليها.

ويوضح: «هذا المشروع الاستيطاني يقتل الأمل الفلسطيني بدولة قابلة للحياة. لا يكفي أن نرصد أرقام البيوت المهدمة أو البؤر الجديدة، علينا أن ننتبه إلى ما هو أخطر: تقويض فكرة الوطن في ذهن الإنسان الفلسطيني، وقتل الأمل لديه إقامة الدولة الفلسطينية».

صوت الجرافة أعلى من النداء

في المنطقة «ج»، لا توجد خطوط تماس تقليدية، ولا حرب تُعلن رسميًا، لكن هناك ساحة مفتوحة للمحو المنهجي. كل حجر يُهدم، كل شجرة تُقطع، كل طفل يُفزع من نومه، هو جرح في جسد الأرض.

ما بين خربة حمصة، وجبع، وبيت دجن، والرام، يتكرّر المشهد، وتتشابه التفاصيل، ويطغى صوت الجرافة على صوت الأم وهي تبكي خبزها الذي احترق على صاجٍ مقلوب.

هنا، حيث تُسرق الذاكرة ويُقتل الأمل، يبقى الفلسطيني واقفًا، يبني من الطين مرة أخرى، ويعيد زرع الزيتونة، ولو في علبة سمن فارغة، ويقول: «إحنا هون... ولو ما ضل إلنا غير ظل الشجرة».

مقالات مشابهة

  • استشهاد أسير محرر وعائلته بقصف إسرائيلي شمال غزة
  • تصعيد أميركي غير مسبوق ضد الحوثيين في اليمن.. ترامب يعلن عن إرسال قوات إضافية
  • 3 ملفات مهمة تتصدر القمة المصرية الجيبوتية
  • الاحتلال يُدمر آليات الإنقاذ استهدافًا للأمل في النجاة.. مقترح جديد لوقف الحرب في غزة وسط تصعيد متواصل
  •  الجبهة الشعبية تثمن المواقف اليمنية المساندة لغزة
  • الجبهة الشعبية تثمن المواقف اليمنية المساندة لغزة
  • الخارجية اللبنانية تستدعي سفير طهران لدي بيروت
  • ما رسائل المقاومة من تصعيد عملياتها بغزة وما أثرها على الاحتلال؟
  • سيناتور أيرلندي يدعو لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية بعد استهدافها لبعثة المينورسو
  • كيف تمحو إسرائيل أحلام الفلسطينيين في المنطقة «ج»؟