قال مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية، مايكل وحيد حنا، ومدير برنامج مستقبل الصراع روبرت بليشر، بمقال في صحيفة فايننشال تايمز، إن الحرب على غزة، وصلت إلى المنعطف الأكثر خطورة، والولايات المتحدة، هي الوحيدة القادرة على وقف ذلك.

وأوضح الخبيران الدوليان، بمقال ترجمته "عربي21"، أنه في تلك الأيام الأولى، انتشرت المخاوف من قيام إسرائيل بطرد الفلسطينيين من القطاع، مما سيؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

ومع تهديد إسرائيل الآن بالتحرك نحو رفح المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة، حيث يلجأ أكثر من نصف سكان القطاع المحاصرين، أصبحت هذه السيناريوهات الأسوأ احتمالا حقيقية مرة أخرى.

ومن الصعب أن نتصور أن تصبح الأمور أكثر سوءا، ولكن الهجوم على رفح من شأنه أن يزيد من حجم الخطر، وسيتعين على الولايات المتحدة، ممارسة درجة من الضغط كانت مترددة في ممارستها حتى الآن.

ويظل من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل مصممة في الواقع على الانتقال إلى رفح أم أنها تحاول ببساطة إجبار حماس على تقديم تنازلات، بحسب الصحيفة.



وقال الخبيران: "حتى لو كان الخيار الأخير، فقد تعتبر إسرائيل أن الهجوم البري أمر لا مفر منه في حالة فشل الجهود للتفاوض على هدنة، ومن الصعب المبالغة في تقدير تكاليف مضي إسرائيل قدما، وتعتبر رفح مركزا لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في هذا القرن، ومن شأن توسيع العملية العسكرية في هذه المنطقة أن يؤدي إلى تفاقم الكارثة بشكل كبير".

ولا توجد وسيلة لإجلاء هذا العدد الكبير من الناس، وفي الجنوب، ترفض مصر تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، خوفا من العبء وخوفا من المخاطرة بأمنها. ولعل الأهم من ذلك أنها لا تريد تمهيد الطريق أمام نكبة ثانية، وإلى الشمال، واستولت إسرائيل على خان يونس، تاركة شريطا ساحليا مفتوحا ما قد يسمح بالمرور شمالا.

وأولئك الذين لديهم القدرة والوسائل اللازمة للإخلاء مرة أخرى سيجدون أن بقية القطاع غير صالح للسكن. الجميع في رفح محرومون أصلا من شيء أساسي. ومن شأن الإخلاء أن يترك السكان محرومين من كل شيء تقريبا.

وقالا "إن أفضل طريقة لتفادي الكارثة بالنسبة لرفح، ولغزة بأكملها، وللإسرائيليين الذين ما زالوا في الأسر هي أن توافق حماس وإسرائيل على التوصل إلى اتفاق. والخطوط العريضة واضحة هنا: وقف الأعمال العدائية وتبادل الأسرى والرهائن، على عدة مراحل، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيلي من أجزاء من غزة وزيادة الواردات والمساعدات. ويتعلق التأخير أساسا بطول وقف إطلاق النار ومدى الانسحاب الإسرائيلي. النهج المفضل لدى واشنطن هو التفاوض على وقف مؤقت لإطلاق النار بهدف جعله دائما، لكن هذا لن ينجح إلا إذا تأكدت الولايات المتحدة من استمرار وقف إطلاق النار".

وأضاف الخبيران: "بغض النظر عن الكيفية التي قد تنتهي بها هذه الجولة من المحادثات، فإننا نعرف النتيجة المحتملة للحرب تدهور حماس، وفي النهاية ظهور إدارة بديلة. وما يتبقى أن نرى هو حجم الدمار الذي سيلحق بغزة نفسها – شعبها، وبنيتها التحتية المادية، وتراثها الثقافي، ونسيجها الاجتماعي، واقتصادها وكم عدد الرهائن الإسرائيليين الذين سيموتون أو يُقتلون في الأسر، ولن يتم استئصال حماس، كما قررت إسرائيل مع بداية الحرب. وحتى الهدف الأكثر تواضعا المتمثل في تدمير القدرة العسكرية لحماس يبدو بعيد المنال، وفقا لتقييمات الاستخبارات الأمريكية".

وشددا على أن هناك الكثير على المحك في رفح، و"الأهم من ذلك هو حياة مئات الآلاف، في غزة في المقام الأول ولكن أيضا في جميع أنحاء المنطقة، ورغم أنها تجنبت حتى الآن حربا إقليمية شاملة، إلا أن الولايات المتحدة تجد نفسها منخرطة في تصعيد الأعمال العدائية مع محور المقاومة في العراق وسوريا والأردن واليمن. ورغم أن إسرائيل وحزب الله، المليشيا اللبنانية القوية، تمكنتا من تجنب التصعيد الكارثي على الحدود، فإن التوازن هش مع انخراط الجانبين في أعمال عدائية عبر الحدود".



ورغم أن إيران وحلفائها يبدون مترددين في التصعيد أكثر، فإن الحملة الدموية في رفح وخاصة إذا تم دفع سكان غزة إلى مصر يمكن أن تغير حساباتهم. وكلما طال أمد الأعمال العدائية الإقليمية، زاد خطر التصعيد من خلال الحسابات الخاطئة.

ومن شأن التحرك ضد رفح أن يؤدي أيضا إلى تقويض مصداقية إدارة بايدن، التي تراجعت مؤخرا عن دعم الصكوك المفتوحة التي قدمتها حتى الآن، فبينما نصح البيت الأبيض القادة الإسرائيليين بعدم القيام بغزو بري لرفح، فقد ضغط على إسرائيل سرا بشأن عدد من القضايا، مثل الحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، ولكنه فشل.

وأكد المسؤولان على أن الضغوط الأمريكية على إسرائيل يجب أن تتجاوز الكلمات الصارمة، والمحادثات الغاضبة المسربة، وإن الولايات المتحدة اليوم متواطئة في تدمير مجتمع غزة، وفي إفقار جزء كبير من القطاع، ولكن حتى في هذه المرحلة المتأخرة، هناك خيارات يجب اتخاذها وتجنب المزيد من الكوارث.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة رفح امريكا غزة الاحتلال رفح صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

روسيا: على فريق ترامب التحرك لتحسين العلاقات

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، إن روسيا مستعدة للعمل مع الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة دونالد ترامب لتحسين العلاقات إذا كانت الولايات المتحدة لديها نوايا جادة لذلك، لكن الأمر متروك لواشنطن لاتخاذ الخطوة الأولى.

يصف ترامب، الذي سيعود رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) نفسه بأنه صانع صفقات منقطع النظير وتعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، لكنه لم يحدد كيفية تحقيق ذلك بخلاف إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالموافقة على وقف القتال.

???? وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: مستعدون للتشاور مع إدارة ترامب بشأن أوكرانيا ونعول على دراستها حلولا فعالة وجدية للأزمة.#غرفة_أخبار_RT #أخبار #RT_Arabic pic.twitter.com/txctTHOPgP

— @RTArNewsRoom (@RTArNewsRoom) December 26, 2024

وقال مبعوث ترامب إلى أوكرانيا اللفتنانت المتقاعد كيث كيلوغ لشبكة فوكس نيوز في 18 ديسمبر(كانون الأول) إن كلا الجانبين مستعدان لمحادثات السلام وإن ترامب في وضع مثالي لتنفيذ صفقة لإنهاء الحرب.

وقال لافروف للصحافيين في موسكو "إذا كانت الإشارات القادمة من الفريق الجديد في واشنطن لاستعادة الحوار الذي قاطعته واشنطن بعد بدء عملية عسكرية خاصة (الحرب في أوكرانيا) جادة، فبالطبع سنرد عليها".

وقال لافروف وزير الخارجية لأكثر من 20 عاماً "لكن الأمريكيين قطعوا الحوار، لذا يتعين عليهم اتخاذ الخطوة الأولى".

وخلفت الحرب الروسية على أوكرانيا في 2022 عشرات الآلاف من القتلى، وشرد الملايين من الناس، وأثار أكبر قطيعة في العلاقات بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن روسيا دولة استبدادية فاسدة تشكل أكبر تهديد للولايات المتحدة وتدخلت في الانتخابات الأمريكية وسجنت مواطنين أمريكيين بتهم كاذبة ونفذت حملات تخريب ضد حلفاء الولايات المتحدة.

فيما يقول مسؤولون روس إن قوة الولايات المتحدة آخذة في التدهور تجاهلت مراراً مصالح روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في 1991، بينما زرعت الفتنة داخل روسيا في محاولة لتقسيم المجتمع الروسي وتعزيز المصالح الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • الفتنة تطل برأسها
  • واشنطن بوست”: “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة بالهجمات على اليمن قبل تنفيذها 
  • خبيران: إسرائيل ستكثف ضرباتها على اليمن لكنها لن تمنع هجمات الحوثيين
  • روسيا: على فريق ترامب التحرك لتحسين العلاقات
  • اليونيفيل: قلقون من استمرار الجيش الإسرائيلي بتدمير قرى جنوب لبنان
  • مصدر سعودي: الرياض لا تريد ان تتدخل في الحرب بين “إسرائيل” و”اليمن” 
  • رمطان لعمامرة: أمد الحرب في السودان طال لما لا يقل عن عشرين شهراً
  • حرب السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل في الأفق
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار
  • الجيش الروسي: واشنطن تكثف نشاطها البيولوجي العسكري في إفريقيا بعد نقله من أوكرانيا