عربي21:
2024-11-22@23:38:55 GMT

هل تنتصر غزة هذه المرة أيضا؟

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

غزة المدينة القديمة بقدم التاريخ والتي لم تنعم بالراحة منذ لحظة وجودها على تلك الأرض.. ومنذ خط التاريخ اسمها عندما أنشأها الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، ومن وقتها هي عرضة للاستعمار والمستعمرين المختلفين، وكأنه كُتب على أهلها منذ أولى لحظات ميلادها المقاومة. فعبر تاريخ غزة الطويل وأهلها يقاومون كل محتل يأتيهم فيخرج وتبقى غزة وأهلها.



وأجمل مَن وصف غزة كان المؤرخ المقدسي عارف العارف في كتابه "تاريخ غزة" حيث قال:

"غزة ليست وليدة عصرٍ من العصور، وإنما هي بنت الأجيال المنصرمة كلها.. لم يبق فاتح ولا غازٍ، إلا ونازَلته، فإمّا يكون قد صرعها، أو تكون هي قد صرعتْه".

ولكن ما يحدث الآن في غزة فاق في بشاعته ما مر عليها مجمّعا منذ نشأتها، حيث كانت تقاوم في كل مرة محتلا واحدا مهما كانت قوته، أما الآن فغزة تقاوم العالم كله غربه وشرقه، كافره ومسلمه، وكأنهم اتفقوا على التخلص من معنى الحرية والكرامة المرفوعة دائما بتلك البقعة الصغيرة بالحجم الكبيرة بالأفعال.

في زماننا هذا تحالف الأخوة مع الأعداء، كما فعل الثوران الأحمر والأسود عندما اتفقا مع الأسد لقتل أخيهما الأبيض، ولم يدركا حينها أنهما وضعا نفسيهما على قائمة طعامه بانتظار دورهما بالافتراس إلا حين فرَغ من أكل أخيهما فقال آخرهم: أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض.

هذا تماما ما يحدث معنا منذ قرون، لكننا نتناسى وما فلسطين إلا تذكرة بالأندلس حين تخلينا عنها فصرنا فريسة كل يوم تؤكل منا قطعة حتى تقلصنا لما يسمى بالوطن العربي، وصمودنا حتى الآن ككتلة واحدة ليس لشيء سوى لأن هناك رقعة جغرافية متماسكة تجمعنا جبرا ولكن للأسف قلوبنا شتى.

استطاع الغرب تقسيمنا وتقزيمنا ونحن رضينا، لذا فالعار عارنا، والجريمة جريمتنا وليست جريمة الغرب الذي استطاع أن يستفيد لصالح شعوبه من خلال عملاء زرعهم في أراضينا فسامونا سوء العذاب، ولكن العار الأكبر أننا صرنا كشعوب أشبه بحكامنا؛ بخنوعنا وصمتنا وخذلاننا لبعضنا البعض.

فبعد فشل سايكس بيكو في تفتيت رقعة الوطن العربي بشكل شعبي بعد تفتيتها جغرافيا، أتوا لنا بكيان سرطاني تمت زراعته في قلب الوطن العربي ليقسمه قسمين: آسيوي وأفريقي، وبدأ بمد جذوره من خلال عملائه الذين أجلسهم على عروش دولنا فيُصمتهم بمجرد التلويح بكراسي عروشهم حتى صار الكيان هو من يحكم الوطن العربي كله عدا غزة.

غزة مُحاصرة لأكثر من عقد من الزمن بدبابات وأسلحة العدو الصهيوني من جانب؛ ومن جانب آخر حصار أشد وطأة من دول الجوار أو كما يطلق عليهم دول الطوق، وهو بالفعل طوق من فولاذ استخدمه الصهاينة لخنق "الثور الأبيض" آخر المقاومين له، والذي إذا سمحنا بأكله أُكلنا جميعا من بعده وحالنا سيؤول لحاله، وهو ما يحدث الآن.

لكن السؤال هنا: كيف وصل بنا الحال أن جعلوا منا مشاركين في تلك الجريمة فتحولنا جميعنا للثور الأسود ونحن نعلم خاتمة القصة؟

منذ أيام أعلنت إسرائيل أنه لن تكون هناك عملية عسكرية برفح إلا بتنسيق مع الجانب المصري.. والآن يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية في رفح لقتل مَن تبقى من أهل غزة؛ في إبادة جماعية تحت سمع وبصر العالم.

وهذا يعني أن النظام المصري وافق على العملية، وما كان يعلنه من الرفض وتحريك قوات على الحدود إنما هي مسرحية لذر الرماد بعيون المصريين ليس أكثر، فلا يفتحون أعينهم إلا وتكون الكارثة قد وقعت بالفعل على رأس أهل غزة والمصريين معا، ونكون أمام خيار واحد وضعه السيسي والكيان الإسرائيلي لنختاره بإرادتنا المجبرة المقهورة، وهو فتح المعبر لهروب أهل غزة من الإبادة الجماعية.

نحن أصبحنا شركاء ليس في جريمة واحدة، بل في جريمتين وهما:

- جريمة التهجير بصمتنا العاجز المتخاذل.

- وجريمة السكوت عن أرضنا التي يبيعها السيسي ويتنازل عنها كيفما شاء ولمن يشاء.

تذكروا جيدا أن اليهود بدأوا احتلال فلسطين بالسيطرة على أرضها باحتلال عسكري دعمته وأيدته القوى العظمى حينها (بريطانيا) وأُمهر بوعد بلفور.. ونحن الآن في مصر يتم احتلالنا احتلالا من نوع آخر، احتلالا اقتصاديا، فيستولون على أرضنا باسم الاستثمار. وجميعنا نعلم أن الإمارات ما هي إلا برڤان تختفي خلفه الصهيونية، كما فعلت من قبل في منازل القدس القديمة.. والآن تعاد القصة مرة أخرى حرف.. حرف مع تغير المكان فبدل القدس صارت مصر كلها، وسيُمهر هذا الاحتلال باسم صفقة القرن برعاية أمريكا.

ولكن يمكن لكل هذا أن يتوقف ومصر هي الوحيدة القادرة على ذلك كما تم من قبل في 2012، عندما أرسل الرئيس محمد مرسي المساعدات مع وفد بقيادة رئيس الوزراء فاضطرت إسرائيل لوقف إطلاق النار فورا.

إسرائيل لا تعرف سوى صوت القوة في 2012، وهو الصوت الذي اسمعهم إياه د. مرسي الذي كان يتحدث باسم 100 مليون مصري. وعلى النظام المصري الآن إذا أراد وقف القتل والتهجير والحفاظ على الأرضي المصرية أن يتبع خطوات مرسي رغم كرههم له ولكن تجربته أثبتت نجاحها.

لن أقول أنقذوا غزة، بل أقول أنقذوا أنفسكم في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حصار المصري الاحتلال مصر غزة الاحتلال حصار مجازر مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بلال: لا أعادي دوري الكرة النسائية ولكن انتقادي موجه للنظام الحالي

أكد أحمد بلال نجم الأهلي السابق، أن إقامة بطولة دوري السيدات لكرة القدم لا يجوز إقامته بوجود 18 ناديًا، كان يجب البدء الأول بعدد 8 فرق فقط، ومن ثم توسيع القاعدة مستقبلًا، مشيرا إلى أن هناك أندية لديها القدرة على شراء لاعبين مثل الأهلي والزمالك ومودرن سبورت والمصري وبيراميدز، كما أن هناك أندية تمتلك فرق منذ فترة طويلة وهما مسار ووادي دجلة.

وقال في تصريحات عبر برنامج بوكس تو بوكس الذي يبث على فضائية etc: "نحن في مصر نعاني من الكواليتي في الرجال، ولذلك كان من الأفضل وجود عدد قليل من الأندية، وانتقاء أبرز العناصر في بطولة الدوري، ومن ثم زيادة عدد الفرق مستقبلا، لكن ما يحدث حاليا شئ هزلي، وسط انسحابات عديدة، وبطولة الدوري غير مرضية مطلقا، والنتائج كبيرة جدًا، أنا لا أعادي دوري الكرة النسائية ولكن انتقادي موجه للنظام الحالي والأحداث والنتائج الكبيرة التي تنتهي بانتصارات كبيرة للغاية".

وأضاف: "كنت أتمنى في البداية، انتقاء الفرق الجاهزة للمشاركة منها الأربع اندية التي تشارك في بطولات إفريقيا، الموضوع بالنسبة للرجال مختلف، من الممكن أن يمارسوا كرة القدم في الشارع أو ملاعب الخماسي أو أي مكان لكن هذا يصعب على السيدات، كرة القدم تلعب بالقدم وتحتاج لموهبة عكس باقي الألعاب التي تلعب باليد".

وأكمل: "كان الأفضل تقليل عدد فرق الدوري من أجل ضمان منافسة قوية في البطولة، كان يجب التحضير بشكل أفضل، ومنح الأندية مهلة من أجل تكوين فرق قوية، لكن هذا لم يحدث، كان الأفضل منح مهلة لمدة عام كامل من أجل تكوين فرق سيدات قادرة على المنافسة على بطولة الدوري مثلما حدث مع لعبة (البادل) ".

وزاد: "لآبد من وضع لائحة قوية تطبق على كل الأندية، وتوقيع غرامات كبيرة في حالة عدم توافر عربة الاسعاف، لابد من مواجهة تلك الأمور بتوقيع غرامات قوية (مليون جنيه على سبيل المثال)، لابد أن يكون هناك لوائح صارمة وعقوبات شديدة، لإجبار الأندية على الالتزام وخوض المباريات".

وتابع: "لماذا لا يمتلك كل نادٍ عربة إسعاف، ويؤخذ على أيمن الشريعي كثرة التصريحات التي قد تتسبب في أزمات، خصوصا بعدما أطلق عدة تصريحات في ملف محمد شوقي، وتحدث عن الخطأ والعقوبة، ثم اليوم يعتذر عن خطأ إداري من جانب أحد موظفي ناديه".

مقالات مشابهة

  • أحمد رفعت: القطاع الصناعي في مصر يحقق تقدما ولكن يحتاج لدعم أكبر
  • بلال: لا أعادي دوري الكرة النسائية ولكن انتقادي موجه للنظام الحالي
  • اقرأ بالوفد غدا: الجنائية الدولية تنتصر للشعب الفلسطيني
  • هولندا تؤكد استعدادها لاعتقال نتنياهو وغالانت.. وديربورن الأمريكية أيضا
  • إصابة عمر سيد معوض بقطع في الرباط الصليبي للمرة الثانية | عاجل
  • تامر كروان: "الموسيقى لا تنفذ فيلم ولكن تدعم الفيلم"
  • هولندا تؤكد استعداداها لاعتقال نتنياهو وغالانت.. وديربورن الأمريكية أيضا
  • خارجية «حماة الوطن»: العدالة الدولية تنتصر للشعب الفلسطيني بقرارات تاريخية ضد نتنياهو وجالانت
  • بنك السودان المركزى يستيقظ ولكن بعد …
  • شمس الدين: مصر تنتصر للحقوق الصحية للسائحين الأجانب