موقع النيلين:
2025-02-23@13:11:19 GMT

حزب الأمة القومي

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT


(1) روى البرفيسور ابراهيم غندور القيادي بالمؤتمر الوطنى ووزير الخارجية الأسبق مواقف مهمة للامام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ، واورد غندور التفاصيل لأول مرة فى حوار اسفيرى نشر قبل يوم ، ومما جاء فيه قال (التقينا الإمام الصادق عام 2019م ، وعام 2021م لدعوته التدخل حل خلافات بين الجيش والدعم السريع ، وقد أستجاب الإمام واستطاع أكثر من مرة أن يتوصل لحلول) ، وفى هذه الحادثة أكثر من رسالة:

وأولها: إن الإسلاميين ورغم الإدعاءات حولهم فى ذلك الوقت والحملات الممنهجة إلا أن ذلك لم يمنعهم من التداول فيما يصلح حال البلاد ، وبالقدر نفسه فإن الإمام الصادق المهدي أستقبلهم واستمع إليهم ، بل واستطاع تجاوز الأزمة ، وهذا ما نسميه فى فقه السياسة (التوافق على المصالح العليا للبلاد).

.

وثانيا: فإن الإمام الصادق المهدي ورغم موقفه من الدعم السريع وحميدتى (تحديدا) ، فإنه وافق على التدخل واجتمع بالطرفين ، وبالقدر نفسه فإن الإسلاميين لم يقفوا فى دائرة المتفرج وبلادهم تنزلق للهاوية ، وكما قال الإمام الصادق (من فش غبينته حرق مدينته) ، وذلك مبدأ تسامى فوق المرارات الشخصية والتطلعات الذاتية إلى الهم الوطني الكبير..
وثالث النقاط : تأثير وجود (الكبير) كما نرمز عليه فى مجتمعنا وهو المرجع ، والشخصية ذات الكاريزما فى الوسط السياسي ، وقد نستبدل ذلك بالحزب الرائد فى مواقفه والمعبر عن شعبه وعن تاريخه.. ونتساءل الآن ، أين يقف حزب الأمة القومي اليوم ؟..

هل الدور الذي يلعبه هذا الحزب ورئيسه مردوف مع قائمة من الكيانات الوهمية والمسميات الشبحية يناسب اسهامه الوطنى والتاريخي؟ ..

أكثر من 130 من المسميات ، ولم يخض حزب واحد منهم انتخابات وفاز فيها بعضو ، ولم تنعقد لهم جمعية عمومية ، فهل هذا مقام حزب الأمة القومي ؟..

مهما أختلفنا ، فإن دور الأنصار وحزب الأمة غير منكور فى الماضي ، ولكن المواقف الأخيرة تحتاج لتفسيرات ، فالحزب الذي غادر قحت وهي فى تماسكها وفاعليتها ، لا يمكن أن يتم إلحاقه بها بعد أن توزعت ايدي سبا وتساقطت منها كيانات سياسية فاعلة وتيارات شبابية ولجان مختلفة ، وحركات كفاح ، ولم تفلح عمليات التزييف ببعض المنشقين..
فماذا تغير ؟

(2)
ليس سرا أن قوى غربية راغبة فى تقليص نفوذ الأحزاب فى قحت ، واجتهدت فى اعادة واحياء ما تسميه (منظمات المجتمع المدني) وتم جلب دكتور عبدالله حمدوك لاضفاء ذلك الطابع ، وتم إزاحة القوى السياسية من المشهد ، والان وزن حزب الأمة القومي ووزن جمعية (لا لقهر النساء) فى ذات الدرجة والمقام ، وتمثيل هذا بمندوب وذاك بمندوب ، فهل هذا يتناسب مع دور حزب الأمة القومي ومساهمته الوطنية وإلتزاماته مع مواطنيه..

وإن كانت تلك قضية إجرائية ، فهل تعبر (تقدم) فعليا عن مواقف حزب الأمة القومي وجماهيره..
هل إسناد (تقدم) ودعوتها للتعايش مع المليشيا هي رؤية حزب الأمة القومي ؟ وهل بعض أعضاء الحزب فى مدنى والنيل الأبيض الذين تفاعلوا مع المليشيا يمثل خط حزب الأمة القومي ؟، هل نسى الحزب مجازر الجنينة ومقتل الأمير طارق تاج الدين ابن عم سلطان المساليت وشقيق الراحل د.على حسن تاج الدين القيادى بحزب الأمة القومي ؟ ولماذا تغافل الحزب عما جرى فى زالنجى والفور هم سنده وقاعدته ؟ وماذا عن برام والشكابة وقرى المناقل ونعيمة ومناطق نفوذ الحزب ؟.. لقد أكتفى دكتور محمود أبو امين عام هيئة الأنصار بمنشور وحيد عن تجنب الفتنة ، لم تحركه المجازر والنهب والقتل على الهوية وسبي النساء ؟ ..
اظن واقع الحال لا يسر ..

(3)
وبالتأكيد للأحزاب تقديراتها ، وقد أنخرط حزب الأمة القومي فى قضية الإتفاق الإطاري ، ولكن قضية الحرب أكبر من منافسة سياسية ، أو مناورة حزبية ، إنها قضية وطن ، لابد من إعادة المواقف وترتيب الاولويات بما يحقق المصالح العليا للبلاد والعباد وحفظ امنها ووحدتها ، و تجاوز المكاسب الحزبية ، فالاحزاب تكسب حين يتعافى الوطن ، فلا مكاسب مع الخراب ، ومن الغريب أن الحزب بعد عشر شهور من الحرب ما زال غارقا فى تفاصيل صغيرة ومواقف (هتافية) لا تليق به..

(4)
حزب الأمة القومي ليس حكرا لآل المهدي ، والجزيرة أبا هى حاضنة الحزب والانصار وليس جزيرة لبب مولد الإمام المهدي ومنشأه ، ولذلك لا يحق لأسرة المهدي التحكم فى مصيره ومواقفه وخياراته ، إنه حزب وجزء من تاريخ الوطن ، وللأسرة مكانها و كسبها وفق الآخرين..
و إنى آمل من باب الإشفاق أن يعجل قادة الحزب ورموزه بإتخاذ قرارات تناسب مقام الأنصار وحزب الأمة القومي، وتقديم النصح لقيادة الحزب المكلفة ، الوطن لا يحتاج احدا ، والشعب حدد خياراته ولن ينتظر ، ولكن كما (رفع اسماعيل الازهري والمحجوب) علم الإستقلال سويا ، فإن العبور وصف الوطن أكثر ترابطا اوثق وافضل..
.. لعل وعسى.. اللهم إني قد بلغت ..

د.ابراهيم الصديق على
13 فبراير 2024م

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: حزب الأمة القومی الإمام الصادق

إقرأ أيضاً:

بيان الأفضلية بين أداء الصلاة في أول وقتها منفردًا وأدائها في آخر وقتها جماعة

أجابت دار الافتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"أيهما أفضل الصلاة في أول وقتها منفردا أم في آخر وقتها جماعة؟ فهناك مجموعة من الرجال يعملون في مزرعة بعيدة عن العُمران، ويسأل أحدهم: حين يدخل وقت الصلاة وأريد أن أصلي في أول الوقت في جماعة، يطلب مني زملائي في العمل الانتظار لمدة من الزمن حتى يفرَغوا مما في أيديهم ونصلي معًا في جماعة، فأيُّ الأمرين أفضل لي ثوابًا وأقرب امتثالًا لأمر الله عَزَّ وَجَلَّ بإقامة الصلاة والمحافظة عليها: الصلاةُ منفردًا في أول الوقت، أم انتظار الجماعة وإن تأخَّرَت عن أول الوقت؟".

لترد دار الافتاء؛ موضحة: ان مراعاة صلاة الجماعة والحرص عليها في أول الوقت أعظمُ في تحصيل الثواب والأجر من صلاتها جماعة في آخر الوقت أو منفردًا في أوله، فإن تعذرت الجماعة في أول الوقت فالمستحب للمنفرد والأكثر ثوابًا له أن يبادر بالصلاة في أوَّلِ الوقتِ إبراءً لذمته، فإن تيسر له حضور الجماعة بعد ذلك استُحب له ألَّا يفوِّتها، اغتنامًا لفضلها، وتحصيلًا لعظيم ثوابها، فإن شق عليه الجمع بين الأمرين فله أن يختار أيَّهما شاء وما يناسب حاله، ولا إثم عليه في ذلك ولا حرج.

بيان سماحة الشريعة الإسلامية في جعل وقت الصلاة موسَّعا
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمس بعد الشهادتين، وهي أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة، فإن صلُحت صَلح سائر الأعمال، وإن فسدت فَسد سائر الأعمال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ: صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ» أخرجه الأئمة: الترمذي -واللفظ له- والنسائي والبيهقي.

ومن نِعَمِ الله علينا وتخفيفه بعباده أن جعل للصلاةِ وقتًا تؤدى فيه وجَعل له بدءًا ونهايةً وما بينهما وقت لأداء الصلاة، ولم يقصره على وقتٍ واحدٍ، كما في "شرح مختصر الإمام الطَّحَاوِي" للإمام أبي بكر الجَصَّاص (1/ 519، ط. دار البشائر).

وما ذلك إلا ليرفع اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الحرجَ عن العباد ويَسْهُل عليهم أداؤها في أوقاتها، فمَن حافَظ عليها امتثالًا لأمر الله عَزَّ وَجَلَّ في قوله: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ﴾ [البقرة: 238]، ولم يَسْه عنها، حَفِظَتْهُ في دِينه ونفسه، وصرفَته عن الذنوب والمعاصي، كما قال جَلَّ شَأْنُهُ: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: 45]. ينظر: "تأويلات أهل السُّنة" للإمام أبي منصور المَاتُرِيدِي (2/ 209، ط. دار الكتب العلمية).

بيان فضل أداء الصلاة في أول وقتها
قد رغَّب الشرع الحنيف في الإسراع والمبادرة لأداء العبادات والطاعات عامَّةً، ومنها: الصلاة على أول وقتها، فقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148]، وقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133].

قال الإمام فخر الدين الرَّازِي في "مفاتيح الغيب" (4/ 115، ط. دار إحياء التراث العربي) عند تفسير هذه الآيات: [والمعنى: وسارعوا إلى ما يوجب المغفرة، ولا شك أن الصلاة كذلك، فكانت المسارعة بها مأمورة] اهـ.

ومِن الـ"معلوم أن مَن بادَر إلى طاعة ربه أفضلُ ممن تأخَّر عنها وتأنَّى عنها"، كما قال الإمام ابن رُشْدٍ الجد في "المقدمات" (1/ 150، ط. دار الغرب الإسلامي).

ولما كانت الصلاة من أهم العبادات وأجلها منزلةً، فإن الإسراع إليها يتحقق بأدائها على أكمل الأوصاف، ومن ذلك: أن تؤدَّى في أول وقتها مع الجماعة.

وأفضلية أول الوقت ظاهرة من حَثِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أداء الصلاة فيه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا» متفق عليه.

وفي رواية عنه رضي الله عنه: «الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا» أخرجها الأئمة: ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين. وقد روي هذا اللفظ أيضًا من حديث أم فَرْوَة رضي الله عنها. أخرجه الإمامان: أبو داود والطبراني. كما روي عنها بلفظ: «الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا» أخرجه الأئمة: أحمد والترمذي والحاكم.

وهذه الألفاظ كلُّها متقاربةُ المعنى متحدةُ المفهوم من أن الصلاة على أول وقتها يُعد من أحب الأعمال إلى الله عَزَّ وَجَلَّ وأَجَلِّهَا، وأكثرها ثوابًا وقُربةً، كما في "فتح الباري" للإمام الحافظ زين الدين بن رجب (4/ 207-209، ط. دار الحرمين)، و"مرقاة المفاتيح" للمُلَّا عليٍّ القَارِي (2/ 310، ط. دار الفكر)، و"ذلك لأن صيغةَ "أَحَبُّ" تقتضي المشارَكة في الاستحباب، فيحترز به عن آخِر الوقت"، كما قال الإمام سراج الدين ابن المُلَقِّن في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (6/ 130، ط. دار النوادر).

كما أن الصلاة في أول الوقت رضوان الله، وفي وسطه رحمة الله، وفي آخره عفو الله، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْوَقْتُ الْأَوَّلُ مِنَ الصَّلَاةِ رِضْوَانُ اللهِ، وَالْوَقْتُ الْآخِرُ عَفْوُ اللهِ» أخرجه الإمامان: الترمذي والدار قطني.

قال الإمام شرف الدين الطِّيبِي في "شرحه على مشكاة المصابيح" (3/ 890، ط. مكتبة نزار الباز): [قوله: «مِنَ الصَّلَاةِ» بيان للوقت، و«رِضْوَانُ اللهِ» خبر، إمَّا بحذف المضاف أي: الوقت الأوَّلُ سببٌ لرضوان الله، أو على المبالغةِ، وأن الوقت الأول عَينُ رضى الله كقولك: رجلٌ صَوْم، ورجلٌ عَدْل "حس": قال الشافعي: «رِضْوَانُ اللهِ» إنما يكون للمحسنين، والعفو يشبه أن يكون عن المقصرين] اهـ. والمقصود بـ"حس": كتاب "شرح السنة" للإمام أبي الحسين البَغَوِي.

ويروى عن سيدنا أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه لَمَّا سمع هذا الحديث قال: "رِضْوَانُ اللهِ أَحَبُّ إلَيْنَا مِنْ عَفْوِهِ"، كما ذَكر الإمام الحافظ ابن حَجَرٍ العَسْقَلَانِي في "التلخيص الحبير" (1/ 460، ط. دار الكتب العلمية)، ذلك أن الرضوانَ أكبرُ الثواب؛ لقول الله تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 72].

بيان فضل صلاة الجماعة
أمَّا أفضلية صلاة الجماعة فبيانها في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وفي روايةٍ: «بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» أخرجها الإمام البخاري من حديث أبي سعيد الخُدْرِي رضي الله عنه.

قال الإمام أبو الحسن بن بَطَّال في "شرح صحيح الإمام البخاري" (2/ 272، ط. مكتبة الرشد): [قوله: بسبعٍ وعشرين درجة، وخمسٍ وعشرين ضعفًا، وخمس وعشرين جزءًا، يدلُّ على تضعيف ثواب المصلِّي في جماعة على ثواب المصلِّي وحده بهذه الأجزاء وهذه الأوصاف المذكورة] اهـ.

والمراد بالجماعة التي ينال بها هذا الفضل والأجر العظيم: كلُّ صلاةٍ اجتمع فيها مع الإمام واحدٌ أو أكثر في غير الجمعة والعيدين، سواء كان ذلك بالمسجد أو غيره كالبيت ومقر العمل ونحوهما، كما في "الاستذكار" للإمام ابن عبد البَرِّ (2/ 335، ط. دار الكتب العلمية)، مع استصحاب أن الصلاة في المساجد أعظم أجرًا من غيرها من المواضع لما فيها من أجر الخطوات إليها والمكث والانتظار فيها، كما ورد في السُّنة.

الأفضلية بين أداء الصلاة في أول وقتها منفردا أو أدائها في آخر وقتها جماعة
إن تعارضت الفضيلتان: المحافظة على أداء الصلاة في أول وقتها، والحرص على أداء الجماعة، فقد اختلف الفقهاء في أفضيلة أيٍّ منهما وأيهما أكثر مثوبةً وأجرًا، وذلك على عدة أقوال ترجع في مجموعها إلى اختلافهم في حكم صلاة الجماعة.

فمَن ذهبوا إلى أنَّ صلاة الجماعة واجبة وجوبًا عينيًّا -وهو مذهب الحنابلة، والحنفية على الراجح في المذهب، ووجه عند الشافعية، نَصُّوا على أنه يجب على المنفرد أن يؤخر صلاته إلى وقت الجماعة، ولا تصح صلاته منفردًا إلا بعذر، حيث إنه إذا تعارض واجب ومستحب قُدِّمَ الواجب على المستحب؛ لأنه أقوى وآكد منه في العمل، فلزم تقديم الواجب وهو صلاة الجماعة على المستحب وهو فضيلة أول الوقت.

قال الإمام أبو الحسين القُدُورِي الحنفي في "التجريد" (1/ 380، ط. دار السلام): [اختلف الناس في أن الصلاة في أوَّلِ الوقت أفضل أو في آخره، والتفضيل يقع بين المتساويين: إما واجبين أو ندبين، فأمَّا أن يفضل بين مندوبٍ وواجبٍ فلا] اهـ.

وقال الإمام أبو السعادات البُهُوتِي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 555، ط. دار الكتب العلمية): [وتُقدَّمُ الجماعةُ مطلقًا على أوَّلِ الوقتِ؛ لأنها واجبةٌ، وأوَّلُ الوقتِ سُنَّةٌ، ولا تَعارُضَ بين واجبٍ ومسنونٍ] اهـ. أي أنه إذا تعارض الواجب والمسنون لزم تقديم الواجب.

ومَن ذهبوا إلى أنَّ صلاة الجماعة سُنة مؤكَّدة، وهو قول عند الحنفية، والمالكية في المعتمد، والشافعية في وجهٍ ثانٍ، أو فرضٌ على الكفاية وهو الأصح عند الشافعية، ووافقهم الإمامان الكَرْخِي والطَّحَاوِي من الحنفية، ونقله الإمام المَازِرِي عن بعض فقهاء المالكية، اختلفوا فيما بينهم في الأفضلية والمفاضلة بين الصلاة على أول الوقت للمنفردِ، أم التأخير والانتظار لأدائها جماعة، أم الجمع بينهما، وذلك على أربعة أقوال:

القول الأول: أن أداء الصلاة على أول وقتها للمنفرد أفضلُ من الانتظار لأدائها في آخر الوقت جماعة مطلقًا، وإليه ذهب المالكية، والشافعية في وجه، وذلك لما ورد في أفضلية الصلاة في أول الوقت، وأن أول الوقت رضوان الله، وآخره عفو الله.

قال الإمام الخَرَشِي المالكي في "شرح مختصر خليل" (1/ 215، ط. دار الفكر): [(ص) والأَفضلُ لفذٍّ تَقديمُها مطلقًا (ش) يعني أن تقديم الصلوات صبحًا أو ظهرًا أو غيرهما في صيفٍ أو شتاءٍ في أوَّلِ الأوقات بعد تحقُّقِ دخوله وتمكُّنه أفضلُ في حقِّ المنفرد... والأفضلُ لفذٍّ تقديمها على تأخيرها منفردًا، وعلى تأخيرها جماعةً يرجُوها آخرهُ] اهـ.

وقال الإمام النَّوَوِي الشافعي في "روضة الطالبين" (1/ 95، ط. المكتب الإسلامي): [أمَّا تَعجيلُ المتوضِّئ وغيرهِ الصلاةَ في أوَّلِ الوقتِ مُنفردًا، وتأخيرُها لانتظارِ الجماعةِ، ففيهِ ثلاثةُ طُرقٍ: قيلَ: التَّقدِيمُ أفضلُ] اهـ.

القول الثاني: أن انتظار صلاة الجماعة أفضلُ من الإتيان بها في أول الوقت منفردًا، وهو قول عند الحنفية، ووجه ثانٍ عند الشافعية، وذلك لتحصيل شعيرة صلاة الجماعة والتي تزيد على فضيلة الصلاة على أوَّلِ الوقتِ.

قال الإمام أبو العِز الحنفي في "التنبيه على مشكلات الهداية" (1/ 461-462، ط. مكتبة الرشد): [وأمَّا إذا أخرها بسبب يقتضي التأخير مثل المتيمم يؤخرها ليصلي آخر الوقت بوضوء، والمنفرد حتى يصلي آخر الوقت في جماعة، والعاجز عن القيام حتى يصلي آخر الوقت قائمًا، ونحو ذلك مما فيه فضيلة تزيد على فضيلة الصلاة في أوَّلِ الوقتِ، فالتأخير لذلك أفضل] اهـ.

مقالات مشابهة

  • بيان الأفضلية بين أداء الصلاة في أول وقتها منفردًا وأدائها في آخر وقتها جماعة
  • قصيدة ياسر التويجري في ذكرى يوم التأسيس ..فيديو
  • «الأمة القومي» يتهم استخبارات الجيش باعتقال أحد قياداته بسنجة
  • سرايا السلام تشكل لجنة لمتابعة قضايا المشمولين بالعفو العام من جيش المهدي
  • إيران تتوعد إسرائيل بالوعد الصادق 3.. الحرس الثوري يهدد بتدمير دولة الاحتلال
  • عبد الرحمن الصادق و بيعة مشواره السياسي
  • ايران: المرشد الأعلى وجّه بزيادة مدى الصواريخ
  • طهران: “الوعد الصادق 3” ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ونسوي تل أبيب بالأرض
  • الكلام الصادق في رثاء الزميل صادق
  • رباح المهدي: آخر كلام في مسألة عبد الرحمن