الخليج الجديد:
2025-05-02@09:26:26 GMT

النصر المطلق ومرامي وعود نتنياهو العرقوبية

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

النصر المطلق ومرامي وعود نتنياهو العرقوبية

"النصر المطلق" ومرامي وعود نتنياهو العرقوبية

"ميؤوس منهم في واشنطن: بايدن دفن احتمالات إسرائيل لتحقيق النصر وإعادة المخطوفين".

الأهم عجز إسرائيل عن تحقيق النصر لأسبابٍ كثيرةٍ أبرزها قدرات المقاومة الفلسطينية ومقدّراتها.

الاعتبارات السياسية الاستراتيجية تظلّ أهم من رغبة إسرائيل في القضاء على حماس وإعادة مخطوفيها إلى ديارهم.

الأصوات القائلة إن شعارات النصر المطلق لا تعكس الحقيقة، وتلّح في مطلبها بإعلان الحقيقة، ما زالت قليلة، لكنها صادرة عن أشخاص أو جهات ذوي أهلية.

تطلّع إسرائيل لبروز عشائر مسلّحة تسيطر على الحياة العامة وتقدّم مساعدة مدنية للمواطنين، يبدو حاليا مجرّد أمنياتٍ خفيّة أكثر من كونه هدفاً يمكن تحقيقه.

لا تنفكّ الحرب بعيدة عن "النصر المطلق" الذي يتحدّث عنه نتنياهو دون أن يحدّد موعداً لانتهاء المواجهات العسكرية، أو تحديد الاستراتيجية التي ستأتي في أعقابها.

شعارات يكرّرها كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين عن مآل الحرب على غزّة ونتائجها المرتقبة، يتأكّد أكثر فأكثر أنها لن تتماشى مع أهداف وُضعت لها.

"لا انكسارٍ قريبا لحماس رغم تلقّيها ضرباتٍ قاسية واستمرار القتال بكل أنحاء القطاع فلم يتم القضاء عليها بل تعود، بالتدريج لمناطق خرج منها الجيش الإسرائيلي، خاصة في شمال غزّة".

* * *

لا يبدو أن صبر الرأي العام والحقل السياسي في إسرائيل قد عِيلَ من الشعارات التي يكرّرها كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين عن مآل الحرب على قطاع غزّة وعن نتائجها المرتقبة، والتي يتأكّد أكثر فأكثر أنها لن تتماشى مع الأهداف التي وُضعت لها.

ومع أن الأصوات التي تقول إن هذه الشعارات لا تعكس الحقيقة، وتلّح في مطلبها أن تعرف تلك الحقيقة، ما زالت قليلة، إلا أنها صادرة بالأساس عن جهات أو أشخاص من ذوي الأهلية في مجالات تخصّصهم.

من هذه الأصوات على سبيل المثال ميخائيل ميلشتاين، وهو عقيد احتياط شغل منصب رئيس الساحة الفلسطينية في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) ويشغل حالياً منصب رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان لدراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب.

وفي أحدث ما كتبه من مقالات، لا تنفكّ الحرب بعيدة عن "النصر المطلق" الذي يتحدّث عنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من دون أن يحدّد موعداً لانتهاء المواجهات العسكرية، أو تحديد الاستراتيجيا التي ستأتي في أعقابها.

يُضاف إلى ذلك أن آخر الوقائع لا تدلّ على انكسارٍ قريبٍ لحركة حماس، ورغم تلقّيها ضرباتٍ قاسية واستمرار القتال في كل أنحاء القطاع لم يتم القضاء على هذه الحركة التي تعود، بالتدريج، إلى المناطق التي خرج منها الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً في شمال قطاع غزّة.

في غضون ذلك، لا تبرز مؤشراتٌ تدلّ على احتجاج شعبي ضد "حماس"، أو على تطوّر بديل محلي للحركة. أمّا تطلّع إسرائيل إلى بروز عشائر مسلّحة تسيطر على الحياة العامة وتقدّم المساعدة المدنية للمواطنين، فيبدو، في المرحلة الحالية، أقرب إلى مجرّد أمنياتٍ خفيّة أكثر من كونه هدفاً يمكن تحقيقه.

ووفقًا لقراءة أصواتٍ أخرى لا تعوزها الأهلية، "النصر المطلق" على حركة المقاومة الإسلامية الذي يتحدّث عنه نتنياهو في الآونة الأخيرة ليس أكثر من وعد، ولكنه من جملة وعوده العرقوبيّة الكثيرة، فضلاً عن انتفاء أي إشارة إلى أن إسرائيل قريبة من الوفاء به.

لكن نتنياهو يتمسّك به، لمجرّد أنه يتيح إمكان اتهام جهةٍ أخرى بعدم تحقيقه. وبحسب ما يرتسم في الأفق، هناك أكثر من جهة ستكون مرشّحة لهذا الاتهام، ويبقى في مقدّمها الولايات المتحدة التي تُتهم بأنها تفرض قيوداً وتضع عراقيل، أو أحزاب المعارضة، أو ربما الجنرالات وقادة المؤسّسة الأمنيّة غير القادرين على تنفيذ المهمة الموكلة إليهم.

ولن تكون هذه أول مرّة يتصرّف فيها نتنياهو على هذه الشاكلة، كما يؤكّد المحلل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل.

في واقع الأمر، وفي ضوء آخر المتابعات، بدأ يُسمع مثل هذا الاتهام، لا سيما في اتجاه الولايات المتحدة، على لسان بعض أبواق نتنياهو، فقد حمل عنوان أحد التعليقات في صحيفة يسرائيل هيوم يوم الثلاثاء (1322024): "ميؤوس منهم في واشنطن: بايدن دفن احتمالات إسرائيل لتحقيق النصر وإعادة المخطوفين".

وفي قراءة كاتب التعليق، يهودا بلانغا، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان، يعود ما أقدم عليه بايدن إلى معرفته أن التأييد غير المشروط لإسرائيل سوف يكلّفه خسارة أصوات الناخبين العرب والمسلمين في الولايات الأهم في الولايات المتحدة.

وإذا كان بايدن راغباً في البقاء في البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية، في نوفمبر المقبل، فهو لا يستطيع أن يتغاضى عن تظاهرات الاحتجاج على الحرب في قطاع غزّة التي تقوم بها جاليات إسلامية وعربية مؤيدة للفلسطينيين في ولايات مثل ميشيغن وبنسلفانيا وأوهايو.

كما أن الاعتبارات السياسية الاستراتيجية تظلّ أهم من رغبة إسرائيل في القضاء على حماس وإعادة مخطوفيها إلى ديارهم. وفي مُجرّد هذا ما يجسّد المقولة السالفة بشأن الوعود العرقوبية، والأهم عجز إسرائيل عن تحقيق النصر لأسبابٍ كثيرةٍ أبرزها قدرات المقاومة الفلسطينية ومقدّراتها.

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الإسرائيلي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل وعود نتنياهو بايدن حماس غزة المقاومة الفلسطينية النصر المطلق الرأي العام النصر المطلق أکثر من ة التی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل.. موكب نتنياهو يتعرض لحادث سير في القدس

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، أن موكب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعرض لحادث سير في القدس.

وقال مراسل "سكاي نيوز عربية"، إن نتنياهو لم يصب بأي أذى نتيجة حادث السير الذي وقع بالقرب من مكتبه في القدس.

ولم ترد إلى حدود الساعات أي معطيات رسمية عن تفاصيل الحادث.

مقالات مشابهة

  • وسط خلاف خلاف بين نتنياهو وزامير.. إسرائيل تستعد لتوسيع الحرب في غزة
  • غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
  • نتنياهو يصف تدمير حماس أكثر أهمية من تحرير الرهائن
  • نتنياهو: النصر على حماس أهم من استعادة الأسرى
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • إسرائيل.. موكب نتنياهو يتعرض لحادث سير في القدس
  • الأونروا: "إسرائيل" اعتقلت أكثر من 50 موظفًا من الوكالة منذ بداية الحرب
  • الأونروا: إسرائيل اعتقلت أكثر من 50 موظفا من الوكالة منذ بداية الحرب