هل استجدى بايدن نتنياهو عبر الهاتف؟ أم حذره وهدده؟

الهجوم على رفح يعيد بايدن وإدارته لنقطة الصفر، ويضعه أمام خيارات صعبة في الاقليم للرد على التصعيد.

مزاعم متداولة في الإعلام العبري بأن مصر ستكتفي بإدانة الهجوم على رفح في حال الامتناع عن استهداف المدنيين والنازحين في رفح.

الهجوم سيعيق قدرة بايدن على التموضع إقليمياً بحثاً عن مخرج سياسي للحرب، وداخليا في أمريكا التي أوغلت في الانتخابات الرئاسية عميقاً.

ما يقلق هاليفي وقادة الاحتلال الاسرائيلي ردود فعل حزب الله والمقاومة في لبنان على هجوم رفح ما استدعى تعزيز قدراته في الشمال للردع.

نتيناهو سيسبب عجز إدارة بايدن ما لم يجبره الأخير على وقف هجوم رفح بالقوة، فنتنياهو لا يبالي بمناشدات بايدن عبر الهاتف، كونه أصبح أضعف وأقل حيلة في اتخاذ إجراءات فعالة إزاء نتنياهو.

* * *

نقل هرتسي هاليفي رئيس أركان جيش الاحتلال، فرقة 36 من قطاع غزة الى الجبهة الشمالية المقابلة للجنوب اللبناني، استعدادا لإطلاق الهجوم على رفح ومثلث صلاح الدين على الحدود المصرية، فما يقلق هاليفي وقادة الاحتلال الاسرائيلي ردود فعل حزب الله والمقاومة في لبنان على هجوم رفح، ما استدعى تعزيز قدراته في الشمال للردع.

من ناحية اخرى؛ أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية نيتها تصعيد عملياتها في البحر الأحمر في حال هاجم الاحتلال رفح ومعبرها على الحدود المصرية، وهو ما يفاقم القلق في واشنطن، ويعقد حساباتها إقليميا، ذلك أن واشنطن تدفع ثمن الهجمات الاسرائيلية من دماء جنودها في سوريا والعراق والبحر الاحمر وبحر العرب.

حركة حماس من جهتها أكدت أن الهجوم على رفح سينسف مفاوضات تبادل الاسرى، رداً على تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت التي قال فيها إن "تعميق" العملية العسكرية في غزة يقرّب "تل أبيب" من التوصل إلى "اتفاق واقعي" لإعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع، ما سيحبط جهود مدير المخابرات المركزية (CIA) وليام بيرنز الذي سيصل الى القاهرة الثلاثاء المقبل لاستكمال المفاوضات حول تبادل الاسرى وصولا الى هدنة ممتدة.

على الجانب الآخر من الحدود؛ نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية تهديدات مصرية بوقف العمل باتفاقية كامب ديفيد في حال إطلاق هجوم على رفح وتهجير الفلسطينيين نحو مصر، قابلها مزاعم متداولة في الإعلام العبري بأن مصر ستكتفي بإدانه العملية في حال الامتناع عن استهداف المدنيين والنازحين في رفح.

نتنياهو استنفر قادة جيش الاحتلال الذي دعا لاستدعاء الاحتياط، واستنفر دول الاقليم وأوروبا والولايات المتحدة، ودفع دولاً بما فيها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان للتحذير من العدوان على رفح المزدحمة بالنازحين، ليسارع الرئيس الامريكي جو بايدن اليوم الاحد للاتصال هاتفيا بنتنياهو لمدة 45 دقيقة مستجديا خفض التصعيد الذي بات ورقة رابحة بيد نتنياهو لابتزاز بايدن، فهجوم رفح ستدفع الولايات المتحدة كلفه السياسية والعسكرية بل والاقتصادية في الاقليم والعالم، علما أن إدارة بايدن كانت تبحث عن مخرج من الحرب قبل تعمقها في الانتخابات الرئاسية.

ختاما.. الهجوم على رفح يعيد بايدن وإدارته إلى نقطة الصفر، ويضعه أمام خيارات صعبة في الاقليم للرد على التصعيد، فالهجوم سيعيق قدرته على التموضع إقليمياً بحثاً عن مخرج سياسي للحرب، وداخليا في أمريكا التي أوغلت في الانتخابات الرئاسية عميقاً، ما يعني أن نتيناهو سيتسبب بشلل وعجز لإدارة بايدن، ما لم يجبره الأخير على وقف هجوم رفح بالقوة، فنتنياهو لا يبالي بمناشدات بايدن عبر الهاتف، كونه أصبح أكثر ضعفا وأقل حيلة في اتخاذ إجراءات فعالة على الأرض؛ من وجهة نظر نتنياهو على الاقل.

*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل نتنياهو بايدن أمريكا التصعيد الهجوم على رفح الهجوم على رفح هجوم على رفح عبر الهاتف هجوم رفح فی حال

إقرأ أيضاً:

هجوم كشمير واحتمال حرب مفتوحة.. 5 أسئلة تشرح ما جرى

قتل 26 شخصا على الأقل -أول أمس الثلاثاء- في هجوم على سياح في كشمير بالشطر الذي تهيمن عليه الهند، وهو أعنف هجوم من نوعه منذ ربع قرن في هذه المنطقة ذات الغالبية المسلمة.

وأثار هذا الهجوم مخاوف من تصعيد التوترات بين الجارتين الهند وباكستان، ومن رد انتقامي هندي ضد إسلام آباد.

من نفد الهجوم؟

أعلن بيان صادر عن جماعة تسمي نفسها "جبهة المقاومة" (TRF) مسؤوليتها عن الهجوم، ويُعتقد أنها فرع من جماعة "لشكر طيبة" الباكستانية.

وربط البيان هذه الهجمات بمنح آلاف تصاريح الإقامة للهنود، مما يسمح لهم بالعيش والعمل في إقليم كشمير.

وصرح مسؤولون هنود للجزيرة -شريطة عدم الكشف عن هويتهم- بأنهم يشتبهون في أن 4 مهاجمين شاركوا في الهجوم، اثنان منهم من باكستان، واثنان من الجزء الخاضع للإدارة الهندية من كشمير.

كيف ردت الهند؟

كشفت الهند عن مجموعة من الإجراءات الدبلوماسية المتعلقة بتقاسم المياه ضد باكستان، بعد اتهام الأخيرة بدعم "الإرهاب العابر للحدود" إثر الهجوم.

وشملت الإجراءات تعليق العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم المياه، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي بين الجارتين، وتخفيضات واسعة في أعداد الدبلوماسيين، بما في ذلك سحب العديد من الموظفين الهنود من إسلام آباد، وإصدار أوامر للباكستانيين بالعودة إلى ديارهم.

إعلان

كما أعلنت نيودلهي أنها أمرت الملحقين العسكريين الباكستانيين وغيرهم من المسؤولين العسكريين في نيودلهي بالمغادرة في غضون أسبوع، وقالت إن الهند ستسحب أيضا مستشاريها الدفاعي والبحري والجوي من باكستان.

لماذا كشمير؟

يشهد هذا الإقليم، الواقع في جبال الهيمالايا وتتقاسم الهند وباكستان السيطرة عليه، أعمال عنف منذ اندلاع تمرد مناهض للهند عام 1989.

وقتل عشرات الآلاف من الناس خلال وقائع العنف التي تراجعت حدتها السنوات القليلة الماضية. ولم تتوقف تماما الهجمات على السائحين في كشمير لكنها انحسرت السنوات الماضية.

ووقع آخر هجوم كبير على الزوار بهذه المنطقة في يونيو/حزيران حينما هاجم مسلحون حافلة تقل مجموعة من الزوار الهندوس مما أدى إلى سقوطها في واد عميق ومقتل ما لا يقل عن 9 ركاب وإصابة 33 آخرين.

وتصر نيودلهي على أن ما تسميه التمرد في كشمير "إرهاب ترعاه باكستان" ولكن إسلام آباد تنفي هذه التهمة.

وتنشر السلطات الهندية نحو 500 ألف جندي من القوات العسكرية وشبه العسكرية بشكل دائم في الإقليم، لكن القتال خفت حدته منذ أن ألغت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الحكم الذاتي المحدود لكشمير عام 2019.

ما الجذور التاريخية للصراع؟

منذ أن أصدر البرلمان البريطاني يوم 17 يوليو/تموز 1947 قانون استقلال الهند الذي أنهى الحكم البريطاني لها -وبعد ذلك بشهر- قرار تقسيم شبه القارة الهندية، برزت قضية كشمير كعقدة بين الجارتين الهند وباكستان اللتين تشكلتا حديثا.

وتضمن قرار التقسيم أن تنضم الولايات ذات الغالبية المسلمة إلى باكستان، والولايات ذات الغالبية الهندوسية إلى الهند، على أن يكون ذلك وفقا لرغبة السكان، مع الأخذ بعين الاعتبار التقسيمات الجغرافية في كل إمارة.

ومرّ قرار التقسيم دون صعوبات تذكر في كل الولايات إلا في ثلاث فقط هي كشمير وحيدر آباد وجوناغاد، ففي الأخيرة قرر حاكمها المسلم أن ينضم إلى باكستان رغم وجود أغلبية هندوسية بالإمارة، ولكن أمام معارضة الأغلبية دخلت القوات الهندية وأجرت استفتاء انتهى بانضمام الإمارة لنيودلهي.

إعلان

وحدث الشيء نفسه في حيدر آباد التي تدخلت فيها القوات الهندية يوم 13 سبتمبر/أيلول 1948، مما جعلها ترضخ للانضمام إلى الهند.

أما كشمير فقد كان وضعها مختلفا عن الإمارتين السابقتين، فقد قرر حاكمها الهندوسي هاري سينغ الانضمام إلى الهند، متجاهلا رغبة الأغلبية المسلمة بالانضمام إلى باكستان ومتجاهلا القواعد البريطانية السابقة في التقسيم.

احتمال التصعيد هل هو وارد؟

يرى خبراء بأن رد الحكومة الهندية على الهجوم الدامي قد يتضمن بعد الإجراءات "الانتقامية".

وتقول تارا كارثا، مديرة مركز دراسات الحرب البرية (CLAWS) للأبحاث مقره نيودلهي "هذا عمل حربي.. هكذا نراه. وقد جاء بعد أيام قليلة من خطاب قائد الجيش الباكستاني".

وتشير كارثا، وهي أيضا مسؤولة سابقة في أمانة مجلس الأمن القومي الهندي، إلى خطاب رئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير الأسبوع الماضي، حيث جدد دعمه لنظرية الدولتين التي أدت إلى تقسيم الهند عام 1947، متحدثا عن "الاختلاف عن الهندوس".

وأضافت "لن يتم تجنب أزمة خطيرة إلا إذا أدانت باكستان الهجوم بأشد العبارات، وتعهدت باتخاذ إجراءات ضد الإرهابيين خلال الـ48 ساعة القادمة".

وقد ردت الخارجية الباكستانية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، حيث قالت -في بيان- "نشعر بالقلق إزاء فقدان أرواح السياح في هجوم بمنطقة أنانتناغ في جامو وكشمير المحتلة من قبل الهند. نتقدم بتعازينا لأقارب الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين".

ولكن من غير المرجح أن يُهدئ البيان المشاعر في الهند، حيث ستواجه الحكومة ضغوطا لاتخاذ إجراءات حازمة ضد إسلام آباد، لكن خبراء يحذرون من أي رد فعل "متهور" من قبل السلطات الهندية.

مقالات مشابهة

  • مقتل 54 جندياً بهجوم إرهابي في بنين
  • هجوم كشمير واحتمال حرب مفتوحة.. 5 أسئلة تشرح ما جرى
  • الشرطة الهندية تتعرف على 3 مسلحين يشتبه بضلوعهم في هجوم كشمير
  • السعودية تدين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي وقع في جامو وكشمير
  • المملكة تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في باهالجام بجامو وكشمير
  • المملكة تدين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي وقع في (باهالجام) بجامو وكشمير
  • سلطنة عمان تستنكر الهجوم الذي استهدف سُياحًا بالهند
  • مصرع 26 شخصًا في هجوم مسـ.ـلح بمنطقة الهمالايا بين الهند وباكستان
  • الهند.. 24 قتيلا على الأقل إثر هجوم على سياح في كشمير
  • هل سيفلح الخندق الذي حفره معردين الخرطوم حول الضعين في صد هجوم الأربعين متحرك