موقع النيلين:
2024-12-23@00:54:46 GMT

د. مزمل أبو القاسم: قادة الجيش.. وخبر (الملامة)!

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT


نكتب بعد أن هدأت ضجة خبر مفاوضات (المنامة) السرية، وقد تعمدنا أن لا نرد على من حاولوا نفي الخبر الصادم واجتهدوا للتشكيك والطعن فيه، لتمام علمنا بأن مسعاهم خائب وباطل.. لأن ضوء الشمس لا يُحجب بغربال.

* صمتنا عنهم صبراً وحِلماً ولم نرد، وظللنا نردد في سرنا وجهرنا العبارة الخالدة: (لا بديل للقوات المسلحة إلا القوات المسلحة).

. تلك العبارة المعبرة القوية الراسخة التي تحولت إلى أيقونة للثبات والصمود عند كل أهل السودان، بعد أن صدرت على لسان الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي قبل بداية الحرب وبعد اندلاع أوارها، فعمّت القرى والحضر، وترددت على ألسن كل حرائر السودان وفرسانه وشيوخه قبل أطفاله وصبيانه.

نسأل قائلها: ما مصير تلكم المقولة بعد أن قبِلت الجلوس سراً مع من غدر بكم وأهانكم ووصف قائدكم ب(الجرثومة) وأمر جنوده بأنه يقتحموا منازلكم ليقتلوكم ويدنسوا دُوركم بأقدامهم القذرة، ويمارسوا انحطاطهم المشهود بعرض صورة ابنة نائب قائد الجيش في مقطع فيديو بالغ اللؤم والخسَّة.. متحدثين فيه عن (الخُدرة الباردة)؟

كيف رضي قائد رفيع وضابط عظيم في أعرق مؤسسة في الدولة السودانية الحديثة.. ضابط مقدام ومتفوق حاز المرتبة الثانية في دفعته واهتم بتأهيل نفسه حتى نال درجة الماجستير في العلوم السياسية وأصبح مُعلِّماً في كلية القادة والأركان.. كيف قَبِل أن يصبح رصيفاً وندّاً لمجرم قاتل ولص جاهل ولئيم ومعتدٍ أثيم، ليفاوضه بعد أن قتل أهلنا وسحل ضباطنا وجنودنا غدراً وخسة؛ واستحل نساءنا واختطف حرائرنا ودنس منازلنا وسرق ممتلكات ومدخرات أهلنا ودمّر مؤسساتنا وخرّب بلادنا وشرد الملايين من أهلنا وحولهم إلى نازحين ومشردين ولاجئين؟
كيف رضي الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي ذلك لنفسه وجيشه وأهله.. وكيف يريد هو والفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أن يضعا أياديهما في أياد نجسة قذرة ومتسخة وملوثة بدماء أهل السودان قبل أن يقتصّوا للحرائر اللواتي انتهك شرفهن واغتصبن وتعرضن للسبي والذل والإهانة والترويع؟

استحقت تلك الجلسات السرية لقب مفاوضات (الملامة)، لا لأن من خاضوا فيها حرصوا على إخفائها وسمحوا لمن يساعدون المرتزقة على قتل أهلنا وتدمير بلادنا واغتصاب نساءنا بأن يتحولوا إلى وسطاء، وهم يفتقرون إلى كل مقومات الوساطة، وعلى رأسها أن يكونوا سليمي النوايا، ومحايدين.. حقاً لا ادعاءً؟

كيف سمح البرهان لنائبه بأن يسافر كي يفاوض المليشيا المجرمة سراً، في شأنٍ يهم ويخص كل أهل السودان، وبوجود وفد متخصص، تولى مهمة التفاوض مع المليشيا المجرمة منذ شهور، وأدى مهمته على أفضل وجه ممكن؟
ثم.. من يفاوض الكباشي؟
هل يمتلك هؤلاء المرتزقة عهداً أو ذِمَّة؟
هل يعرف هؤلاء الأوباش معنى الوفاء بالعهود (إن العهد كان مسئولاً)؟
ألم يفاوضهم الجيش في جدة.. فهل أوفوا بما توافقوا معه عليه؟
ألم يوقعوا معه اتفاقين، يلزمانهما بإخلاء المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات ومؤسسات الدولة ومراكز الخدمات وكل الأعيان المدنية فهل فعلوا؟
ألم يتعهدوا بكف أذاهم وإنهاء حربهم المجنونة على شعب السودان فهل استجابوا؟
ألم يوسعوا رقعة الحرب بعد التوقيع؟

ألم يحتلوا قرىً في ولاية الجزيرة تخلو من أي كشك لبسط الأمن الشامل، ناهيك عن الجيش والشرطة؟

ألم يروعوا الملايين من أهلنا الطيبين في ولاية الجزيرة التي (شفشفوا) حتى تراكتوراتها وركشاتها وتقاوى القمح فيها؟

ألم يمعنوا في التنكيل بأهل السودان وحرائر السودان ومقدرات السودان في الجزيرة وتخوم سنار والقضارف وفي كردفان الكبرى وكل ولايات دافور بغدر جديد يشبههم ويليق بتاريخهم الزاخر بالوضاعة ونقض العهود؟

غدر دقلو إخوان قبلاً بمن أنشأهم (البشير) وبمن تعهدهم بالرعاية (ابن عوف)، وبمن تحالف معهم قبل وبعد 11 أبريل (قوش)، وغدروا بأبناء عمومتهم (الشيخ موسى هلال وأهلنا المحاميد)؛ وغدروا بكم وبجنودكم وضباطكم وحاولوا قتلكم وقتلوا الآلاف منهم بعد أن أدّوا أمامكم قسماً مغلظاً.. فكيف تنتظرون منه وفاءً لعهد أو احتراماً لذمَّة؟

فيعلم قادة الجيش أن مبلغ تفويض الشعب السوداني (المكون وصابر) لهم محصور في أن ينظفوا البلاد ويحموا العباد من دنس هذه المليشيا المجرمة، وأن يمارسوا مهامهم الدستورية والقانونية ليسحقوا هذا التمرد الغادر المجرم ويجلبوا كل قادته ومرتزقته وأنجاسه إلى سوح العدالة كي يلاقوا جزاءهم العادل ويُحاسبوا على كل الانتهاكات المريعة والجرائم المنكرة التي ارتكبوها في حق ملايين السودانيين!

فقد هذا الشعب الوفي المعلم الصابر المحتسب كل شيء.. إلا كرامته وإيمانه بشجاعة وكفاءة وقدرة قواته المسلحة على ردع المرتزقة ورد الحقوق ومعاقبة من أهانوا شعبنا وقتلوا أبناءنا واغتصبوا نساءنا وسلبوا ممتلكاتنا وبدلوا أمننا خوفاً، وطمأنينة أهلنا رعباً، واستقرارهم تشرداً ونزوحاً ولجوءاً وذلة!

هذا الشعب الوفي الجسور معدنه الذهب، لم تزده النيران إلا توهجاً ولمعاناً.. فقد كل شيء ومع ذلك ظل صابراً مرابطاً مع جنوده يهتف لهم بكل مروءة وجسارة وقوة (جيشٌ واحد.. شعبٌ واحد)، متعالياً على جراحه ومتسامياً على آلامه وخسائره الباهظة، ولن يقبل منكم أن تمنحوا هؤلاء الأوغاد شرف الجلوس معكم، ناهيك عن مناقشتكم حول مطالبٍ مستفزة، لن يرضى بها طفل غرير ناهيك عمن قُتل أهله وانتهك عرضه وسُلبت أمواله وفقد كل ممتلكاته!

إما أن تمارسوا الدور الذي فوضكم الشعب لأدائه وأسنده لكم الدستور والقانون وتكونوا بحجم العشم والتحدي.. أو تترجلوا وتخلوا مواقعكم لغيركم، وجيش السودان زاخر بفرسان ورجال حارة.. يأكلون النار ولا يرضون الذل لأهل السودان وجيش السودان.

ما زلنا مع الملايين من أهل السودان نثق فيكم وندعمكم ونشد من أزركم ونتوقع منكم أن تدعموا أهلكم وتدافعوا عن شعبكم ولا تفرطوا في حقوقه وكرامة جيشه ولا تسمحوا للأوغاد بأن يفلتوا بجرائمهم.. أبداً.. ألا قد بلغت؟
اللهم فاشهد.

د. مزمل أبو القاسم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أهل السودان بعد أن

إقرأ أيضاً:

الخريف: التنوع الاقتصادي القاسم المشترك والعنوان الرئيسي للرؤية المصرية - السعودية

أكد بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، إمكانية عمل مشاريع مشتركة في قطاع صناعة النسيج لتطوير منتجات ومصانع تستفيد من المواد الخام الأولية الموجودة في المملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن الاستقرار السياسي له أثر إيجابي على استمرار النمو والتنمية إضافة إلى الاستقرار الاقتصادي في أي بلد.

وقال الخريف، خلال لقاء خاص مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، إن الصناعة والتعدين من القطاعات التي تخلق مشاريع عملاقة قادرة على توظيف عدد كبير من العاملين والمساهمة في البنية التحتية، متابعا: «نعمل بالتعاون مع وزارة الصناعة المصرية على تحديد عدد من المشروعات».

واسترسل: «تعودت مصر والمملكة العربية السعودية على الحياة في منطقة مليئة بالأحداث، ولكن الاستقرار السياسي هو الضمان لاستقرار البلدين واستمرار النمو بهما، فالناتج المحلي الإجمالي مستمر في النمو بالبلدين، وهناك خلق للفرص الاستثمارية وهذا السبيل الوحيد للعزل عن الأزمات التي تمر بها المنطقة».

وأشار وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، إلى أن التنوع الاقتصادي هو القاسم المشترك والعنوان الرئيسي للرؤية المصرية والسعودية وهذا يفتح مجال كبير للنظر في ماذا سيكون البلدين أقوى مع بعضهم البعض وأن لا يكون هناك تنافس.

وأكد أنه يجب الانتباه إلى أن بعض القدرات الصناعية يمكن أن تكون متكررة بين البلدين وينتج عنها عدم كفاءة هذه الاستثمارات، مضيفا أن مصر والسعودية حريصتين على التنسيق بينهم البعض لضمان وجود التناغم.

وتابع: «في بعض الأوقات نحتاج لتجربة بعض الأفكار التي من شأنها أن تدعم التكامل الصناعي والاقتصادي بين البلدين والسوق المصري والسعودي كلاهما يستهدف تصدير المنتجات الوطنية كهدف أساسي»، لافتًا إلى أن مصر بحاجة إلى مزيد من الصادرات لتخفيف الاعتماد على الاستيراد.

اقرأ أيضاًوزير الصناعة السعودي: مجال التعدين في مصر يحظى باهتمام من جانب المملكة

وزير الصناعة السعودي: نجحنا في جذب استثمارات للقطاع الصناعي بأكثر من 160 مليار دولار

كامل الوزير يبحث مع وزير الاستثمار السعودي التعاون في مجالات الصناعة والنقل

مقالات مشابهة

  • علي الحاج: قادة الجيش والدعم السريع من أشعلوا الحرب ورئيس المؤتمر الوطني ونائبه ممن كانوا معي في السجن قالا ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة
  • الجيش السوداني يسيطر على قاعدة الزُرق العسكرية بدارفور
  • الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور
  • دهوك يفوز على القاسم بمباراة مؤجلة في دوري النجوم
  • الخريف: التنوع الاقتصادي القاسم المشترك والعنوان الرئيسي للرؤية المصرية - السعودية
  • رولين القاسم: التصالح مع النفس بداية لتجاوز التوتر والضغوط الحياتية
  • تقرير يكشف شبكة تضليل مقرها تركيا و سوريا تُناصر الجيش السوداني وتهاجم قوى مدنية
  • من تركيا وسوريا.. شبكة تضليل تُناصر الجيش السوداني وتهاجم قوى مدنية
  • شاهد بالفيديو.. مع وصلة رقص مثيرة.. التيكتوكر السودانية رندا خليل تضع صور قادة الجيش “البرهان وكباشي والعطا” والعلمين السوداني والمصري في مدخل شقتها بالقاهرة