الدبيبة: دعم الأشقاء أعاد الأمل إلى ليبيا
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد معالي المهندس عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، خلال القمة العالمية للحكومات، أن دعم الأشقاء العرب لليبيا أعاد إليها الأمل والليبيون متمسكون بهذا الأمل للمضي على الطريق الصحيح لمواصلة البناء والتنمية.
وأكد الدبيبة خلال مشاركته في جلسة رئيسية ضمن اليوم الختامي للقمة العالمية للحكومات بعنوان «حوار رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا» وأدارها الإعلامي الكويتي عمار تقي، أن حكومته أطلقت مشروعاً جديداً تحت اسم «عودة الحياة»، أو مشروع عودة الأكسجين إلى الجسم الليبي، والذي يبشر بسير ليبيا على الطريق الصحيح، مشدداً على مواصلته العمل على بناء ليبيا جديدة.
وبين أن بلاده ما زالت تمر بظروف صعبة، حيث بدأت معاناة الليبيين بعد الحرب العالمية الأولى، مروراً بسنوات التجارب الاشتراكية والشيوعية، ووصولاً إلى سنوات الحروب والصراعات والدمار بعد 2011، إلا أن حكومته مستمرة في جهودها الهادفة إلى عودة الشعب الليبي إلى الحياة الطبيعية، ومصممة على خوض معركة إعادة البناء.
وتحدث معالي الدبيبة في بداية حديثه عن إشارات الأمل بعودة الحياة إلى ليبيا، مشيراً إلى سعادته بوجوده في دبي ومشاركته في القمة العالمية للحكومات 2024، التي اعتبرها منصة مثالية تساعد الحكومات على استشراف التحديات الحالية والمستقبلية والوصول إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتابع: «ليبيا بلدٌ حباه الله بالكثير من النعم والثروات الطبيعية والموقع المميز، إلا أنها كانت سيئة الحظ، حيث مرت بتجارب صعبة في الحكم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بل ومنذ انتهاء الحرب العالمية الأولى»، لافتاً إلى أن تجربة الحكم الوحيدة التي تميزت ببعض الإضاءات هي الفترة الملكية، إلا أنها لم تدم طويلاً.
وتابع: «جئنا بهدف التنمية وبدأنا بها بالفعل»، وتابع: «وجدنا أمامنا ملفات كثيرة علينا التعامل معها، منها ملف الكهرباء التي كانت تنقطع لـ 20 ساعة يومياً لمدة 8 سنوات! لكن منذ سنة ونصف السنة لم تنقطع الكهرباء في عموم مناطق ليبيا ولو دقيقة واحدة، وهذا إنجاز من وجهة نظري».
وثمّن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، بهذه المناسبة، مساعدة الأشقاء العرب لبلاده، وفي مقدمتهم دولة الإمارات، قائلاً: «بمعونة أشقائنا خرجنا من القاع، وتم إنقاذ ليبيا».
وأكد تمسكه بالأمل، الذي بدأت بشائره تظهر وتتوالى، والتي تحدّث عن بعضها قائلاً: «اليوم يعود الطيران إلى طرابلس، فهناك أكثر من 100 رحلة في الأسبوع لعديد من الدول، في مقدمتها الإمارات وتركيا وتونس والمغرب ومصر ومالطا وإيطاليا.. واليوم أيضاً يوجد 42 سفيراً أجنبياً في طرابلس، بعد أن كان هناك اثنان فقط أيام الحرب والصراع».
وحول تصريح له يتعلق برفع الدعم عن الشعب الليبي، أوضح معالي الدبيبة بأن البعض فسّر ذلك التصريح بشكل سلبي، حيث قال هؤلاء إن الحكومة الليبية ستضر بالمواطن برفعها الدعم، وأضاف مفسراً معنى رفع الدعم: «كانت ليبيا في فترة التجربة الاشتراكية تدعم جميع السلع والمحروقات، حيث كانت الدولة توفر للمواطن الليبي كل شيء، وما على المواطن إلا أن يأكل ويشرب ما تقرره له الدولة!».
وتابع: «حالياً تمّ إلغاء جميع أوجه الدعم، واستبدال ذلك بدعم رواتب الموظفين الليبيين، لأن هذا يوفر الأموال للدولة ليستفيد منها المواطن.. فلنا أن نتخيل أن سعر الوقود في وقت الدعم كان 3 سنتات، وهو أقل سعر للوقود على مستوى العالم، حتى أقل من سعره في فنزويلا التي تبيعه مدعماً بنحو 7 سنتات، لكن السؤال: هل كان يستفيد المواطن الليبي من ذلك الدعم أو ذلك السعر؟ الإجابة: بالتأكيد لا، حيث كان الدعم يُستغل لتهريب الوقود».
وأشار إلى أن حكومته استبدلت هذا الدعم المهدر بوصول أموال الدعم إلى جيب المواطن، وأكد أن حكومته أطلقت حواراً شعبياً حول قرار رفع الدعم.
إرهاب
شدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا على أن أكثر ما كان يؤلمه ويقلقه هو ذلك التصنيف الذي أُلصق ببلاده، حيث قال: «في فترة الحكم السابق اتُهمنا بالإرهاب، وبخطف الطائرات، ووصم الشعب الليبي كله بأنه شعب إرهابي، وكأنه شعب ليس مثل بقية شعوب العالم من حقه أن يعيش حياة طبيعية، رغم أن الشعب الليبي محب للحياة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عبد الحميد الدبيبة ليبيا القمة العالمية للحكومات دبي رئیس حکومة الوحدة الوطنیة الشعب اللیبی أن حکومته إلا أن
إقرأ أيضاً:
في غرفة العناية المركّزة
تدخل إلى المستشفى، تذهب إلى جناح العناية المركزة، تشاهد جثثًا نائمة، لا تقوى على الحراك، محاطة بالأسلاك، والأنابيب، والأجهزة الطبية، تشاهد أولئك الراقدين، الذين استسلموا لمرضهم، ولطبيبهم، وتشاهد ملامح القلق، وأحيانًا اليأس على وجوه ذويهم، أُمٌّ تبكي حين ترى ابنها ممددًا على سرير، وأبٌ يحاول التماسك، وأخت تحاول كتم دموعها، وزوجة تمسك بالمصحف تدعو لزوجها، وزوج يسعى من أجل بصيص من الأمل لزوجته، تراهم جميعًا واجمين، ينتظرون اللحظة التالية، بينما يقوم الأطباء والممرضون بعملهم «المعتاد»، مشهد يشعرك بضعفك، بإنسانيتك، بحزنك، وانكسارك.
ليس هناك أسوأ من الانتظار أمام سرير مريض، لا تعرف مصيره التالي، مؤلمة تلك اللحظات الفارقة بين الأمل واليأس، بين الموت والحياة، الجميع سواسية فـي ذلك المكان، يحاولون التماسك، والتمسك بحبل التفاؤل، وسط أمواج عاتية من القلق، يطلبون من الطبيب أن يطمئنهم على حال مريضهم، ولكنه لا يملك أحيانًا غير مصارحتهم بالحقيقة المؤلمة: «ليس هناك من أمل إلا بالله».. لا يجد المرء فـي تلك اللحظة إلا اللجوء إلى الخالق، يشعر بضعفه أمام جبروت الموت، ويمنّي نفسه أن تُستجاب دعواته، ولكن تمضي الأمور ـ أحيانًا ـ على غير إرادته، لا يكف ذوو المرضى عن الدعاء، حتى الرمق الأخير، إنه سلاح العاجز أمام قدرة الله.
أحيانًا تأتي لحظة الفرج، يُشفى المريض بعد أيام، أو أشهر من الغيبوبة، يفتح عينيه، ويرى العالم كأنما يراه لأول مرة، تدب فـي أوصاله الحياة، وسط «صدمة» أهله، الذين فقد بعضهم الأمل فـي شفائه، وتبدأ احتفالات محبيه بنجاته، يفرحون به كيوم ولادته، تلك اللحظة التي يخرج فـيها من كماشة الموت، إلى مسار الحياة، لحظة زمنية فارقة فـي الذاكرة، لم تكن التجربة سهلة، بذل الأطباء قُصارى جهدهم كي يُنقذوا حياة إنسان لا حيلة له إلا بالله، نجحوا، وذلك مبلغ غايتهم، تحمّلوا صراخ ذوي المريض، وتفهموا انفعالاته، وقدّروا ظرفه الإنساني، ولم ينتظروا الشكر من أحد، فشفاء المريض هو مكافأتهم التي سعوا لأجلها.
فـي جناح العناية المركزة يرقد طفل صغير، أو فتاة يافعة، أو رجل فتيّ، أو شيخ عجوز، يرقدون جنبًا إلى جنب مستسلمين لأقدارهم، لا أدري ما الذي يدور فـي أدمغتهم فـي ذلك الحين، هل ينقطعون عن العالم؟.. هل ينتهي تفكيرهم؟.. أي عالم خفـيّ يعيشونه؟.. هل بإمكانهم التخيل؟.. هل يشعرون بألم أهليهم؟.. هل يمر عليهم شريط حياتهم؟.. (حبيباتهم.. لحظات طيشهم.. خيباتهم.. انتصاراتهم.. حكاياتهم.. من ظلمهم.. ومن ظلموه؟..).. لا يملك الإجابة سواهم، وقد لا يملكون الإجابة بعد شفائهم، فذاكرتهم المشوشة لا تتسع لكل تلك الأسئلة، يخرجون ـ إن كتب الله لهم النجاة ـ إلى حياتهم العادية، قد يتذكرون فـي وقت ما، كيف عادوا من فم الموت، فـيتّعظون، وقد يمضون دون أن يلتفتوا لتلك اللحظات العصيبة.
فـي المستشفى، وحيث العناية المركزة، يتساوى الأحياء بالأموات، الجميع فـي سبات عميق، لا يلوون على شيء، يقضون أيامهم قابضين على جمرة الأمل، يحاولون الفرار من قَدَر إلى قَدَر..
شفى الله كل مريض يعاني، وأعان أهله، ومُحبيه على لحظات الانتظار المرير، وكفانا الله وإياكم شرور «أمراض الفجأة» التي كثرت هذه الأيام، ورحم الله موتى المسلمين جميعًا.